للكويتيين حكاية قديمة مع أسوار الحماية التي كانوا يشيدونها ويحيطون بها بلدهم لحمايتها من الأعداء عبر التاريخ، حيث سبق أن هدمت الكويت 3 أسوار حماية -كانت قد شيدتها- في إطار جهود التوسع العمراني، لكن "السور الرابع" الكويتي الواقع على الحدود الفاصلة بين الكويت والعراق بدأت عمليات هدمه لأسباب مختلفة تماما.
وقادت الحكومة الكويتية عام 1995 حملة تبرع ضخمة جمعت خلالها عشرات الملايين من الدولارات من المواطنين الكويتيين من أجل بناء "السور الرابع" على حدودها مع العراق تحت شعار "الكويت تبني سورها الرابع".
وبلغ طول السور حوالي 200 كيلومتر، إضافة لعشرات الكيلومترات من الخنادق المصاحبة له، وتم تزويد السور بأحدث وسائل كشف عمليات التسلل، كما تمت كهربته، وتولت شركة من جنوب أفريقيا تنفيذه وصيانته، وفقا لما ذكرته وكالة قدس برس للأنباء في تقرير بثته الأحد 9-3-2003.
وبعد مرور نحو 7 سنوات على تشييد الكويت لسورها الرابع ذي البوابات السبع، بدا أنه سيشهد نفس مصير سابقيه الثلاثة، ولكن هذه المرة ليس بسبب التوسع العمراني، وإنما لإتاحة المجال أمام القوات الأمريكية المتمركزة في الكويت للتحرك باتجاه العراق عند بداية الحرب الوشيكة. فمن المؤكد أن 200 كيلومتر من الأسلاك المكهربة والخنادق العميقة ستكون عائقا أمام تحرك هذه القوات.
وتشير الأنباء التي وردت من الحدود الشمالية للكويت خلال اليومين الماضيين أن عناصر من الجيش الأمريكي قامت بالفعل بإحداث فتحات في "السور الرابع"، وقامت بردم أكثر من 30 خندقا حدوديا.
ونقلت مصادر صحفية كويتية عن مصادر عسكرية كويتية أنه تم فصل التيار الكهربائي عن السور، فيما تم رصد 7 فتحات تم إحداثها في السور، حيث قُدّرت مساحة كل فتحة بأنها كافية لمرور المدرعات والمجنزرات العسكرية من خلالها بسهولة.
وقالت مصادر في بعثة المراقبة الدولية على الحدود الكويتية العراقية: إن جنودا أمريكيين قاموا بعملية ردم الخنادق وفتح ثغرات في السياج الأمني.
وبما أن "السور الرابع" يقع ضمن المنطقة المنزوعة السلاح بين الكويت والعراق؛ قدمت بعثة المراقبة الدولية احتجاجا رسميا للأمم المتحدة، باعتبار أن القوانين تمنع تواجد أي قوات مسلحة في هذه المنطقة.
وتمتد المنطقة المنزوعة السلاح لمسافة 20 كيلومترا طولا، وبعرض الحدود الكويتية العراقية، 5 منها في الكويت، والباقي في العراق.
أسوار من الطين
أما الأسوار الثلاثة القديمة فقد شيدت جميعها من الطين لحماية الكويت من أخطار ومطامع خارجية كانت تتهددها خلال القرون الثلاثة الماضية.
وشيد الكويتيون أول هذه الأسوار عام 1760، وكان طوله 750 مترا؛ لحماية الكويت من هجمات بعض قبائل الجزيرة العربية التي كانت تنافس عائلة الصباح الحاكمة في السيطرة على الميناء البحري في البلاد آنذاك، فيما شيد السور الثاني بطول 2000 متر عام 1814، وكانت له 8 بوابات.
ثم تم بناء السور الثالث عام 1920 بطول يزيد عن 6 كيلومترات وبارتفاع 14 قدما؛ وذلك لحماية الكويت من هجمات قبائل المطير العربية. واستغرق تشييد هذا السور نحو شهرين، بمشاركة شعبية كبيرة، وكان له 5 أبواب وأكثر من 20 برجا للمراقبة. وفي خمسينيات القرن الماضي تم هدم هذا السور نتيجة التوسع العمراني، وأبقي على بواباته كأحد المشاهد الأثرية الكويتية.