كثيرة هي القصائد التي حفظتها وان صغير .. لتتراكم في ذاكرتي بعشرات او مئات من الاناشيد التي كنت شغوفا بحفظها ولما كنت اطلب صاحب القصيدتي من ذاكرتي لا استطيع ان اتذكر الا ابا دجانة او ابا الراتب او ابا الجود او الترمذي ولكم تساءلت بعد ان اصبحت شاعرا عن حق هؤلاء الشعراء الذين كانت لهم السابقة في ابداع الكلمات ان يحفظ لهم حقهم ويشار الى قصائدهم ولا تبقى مجهولة المصدر وها انا ذا اضع هنا واحدة من الاناشيد المشهورة للمنشد ابو راتب معنونة بصاحبها الاصلي ولعلي استن هنا سنة حسنة لمن عرف نشيدة وعرف صاحبها ان يضعها مع صاحبها حتى لا يضيع حق الشعراء المبدعين
محنة
شعر : سليم عبد القادر
السجن جنّاتٌ ونارُ وأنـا المغامر والغمارُ
أنـا والـدجى والذكريات مريرة والاصطبار
ومطامح تـصلى السَّعير ولا يـحرِّقُها السُّعارُ
طـلع النَّـهارُ على الدُّنا، وعليَّ ما طلع النّهار
ليـل السـجون يـلفّني، وتضمُّني الهِمَمُ الكِبارُ
والآهُ بـعد الآهِ شعري، والمـصابرةُ الـشِّعارُ
ولـكلِّ آهٍ لسعةٌ، ولـظىً، وشـوقٌ، وانـتظارُ
وأنا الكبير –على أسى قلبي- ويجهلني الصِّغارُ
روحي طليقٌ في السَّما، والجسم يحكمه الإسارُ
ربـاه، عـفوك ، إنّ هذا القلب بالشكوى يَحارُ
لا أشتكي لـسواك لو شكتِ الصَّدى يوماً بحارٌ
لـكـنّها أنّـاتُ مكـلومٍ، ويـسبقها اعـتذار
فـي قـصة كان العذابُ إطارَها، والاختصارُ
ضـجَّ الكيان بوجهها الضّاري، فكان الانفجارُ