تقول الشاعرة مريم العموري:
كتبتها رثاء لروح شاعر الانتفاضة وصديقي الغالي خميس لطفي، الذي ودعنا إلى جوار الله في مثل هذه الأيام من عام 2010
وما تزال ذكراه الوادعة الحميمة ترف في قلوب كل من عرفوه..
سلام إليك..
شعر: مريم العموري
على مرفأ اللازَوَردِ القديمْ
هنالكَ في وَجعِ القادمينْ
وحزنٍ ترهَّلَ في الظاعنينْ
هناك التقينا بخفقِ الضلوعِ وحزنٍ هَلُوعْ
لنملأ أعينَنا من زمانكَ.. نقرؤهُ برضى وخشوعْ
نُمنّي الفؤادَ بأنَك ترنو إلينا..
لتشهدَ جمعَ المحبين منْ كلِّ حدْبٍ
فهل كنتَ تعلمُ كم أنتَ فينا
تُرى كنت تعلمْ؟
نجالسُ نجْمَ قصيدكَ..
نتلو المواثيقَ
نحتجُّ..
نعلنُها هيئةً للأممْ..
نوزّعها في بلادٍ عَراها..
كسادُ القلوبِ وسقْطُ الهممْ
ونرمي الضمائرَ..
علّ نِصالَ القصيدة تجتازُها في الصميمِ
لتحيي الذي شاخ من ألف عامٍ..
بليدا يباري سكونَ العدمْ
وكنتَ تمنيتَ أن تستريحَ ولو لحظتينِ
على ظلِّ زيتونةٍ في "القِبابِ"
يناجي هواها هواكْ
وكنتَ اشتهيتَ بأن تفتحَ الباب يومًا لعيد الأحبةِ
لا لنَعِيٍّ يُغمغِمُ أخبارهم بارتباكْ
وكنت اشتهيتَ انطلاقَ النوارسِ في دوحةِ الله
دونَ تصاريحَ..
أو أُفُقٍ من هَلاكْ
وكنت اشتهيتَ أقلَّ القليلِ..
فما لاحَ غيرُ النهايةِ
تُطْبق أنيابها في حَشاكْ!
سقى الله روحكَ
نحن الغريبون في الأهلِ
في الأرضِ
في كل شيءٍ
ولكن عن الموت لسنا غريبينَ..
كم مؤلمٌ يا أُخيِّ رحيلكَ
كم مؤلمٌ أن تعودَ إلينا
إطارًا نكلِّلهُ بالسوادْ
فنمْ يا خميسُ على غيمةِ النُّورِ..
في رحمة اللهِ
تكسوكَ أحلى الخصائل
يشدوكَ لطفُ الدعاءْ
**وتبقى قريباً..
تشاطر كل غريب بروحكَ..
رغم انطفاءِ الوجوه أمامَ اشتعالِ أمانيهِ..
رغم صرير سؤالاتهم حين يشدو بصمتٍ..
ورغم اقتراف الأماكن ذنبَ براءتهِ حين يُلقي عصاهُ قليلًا
لكي يستريحْ
تذرُّ حروفَك عشبًا على شفة الظلِّ..
تُهدي الغريبَ رنيمَ الجهاتِ..
تضمّدُ صبرَ انتظاراتهِ..
من حنانِ ونجوى كَمَانٍ جريحْ
سلامٌ إليكَ...
إذا ما وهبتَ لأحلامهِ وطنًا ليس تذروهُ أنواءُ ريحْ**