النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف نستفيد من سياسة "فرق تسد" في حياتنا؟

  1. #1
    كاتب الصورة الرمزية ياسين عز الدين
    تاريخ التسجيل
    12 2008
    الدولة
    مع أهل الأنفاق
    المشاركات
    66,606

    كيف نستفيد من سياسة "فرق تسد" في حياتنا؟

    كيف نستفيد من سياسة "فرق تسد" في حياتنا؟

    السبت 7/سبتمبر/2019


    بقلم: ياسين عز الدين



    اعتدنا السماع عن سياسة "فرق تسد" التي يستخدمها الاستعمار من أجل تفريقنا وإشعال الفتن بيننا وبالتالي تسهيل السيطرة علينا واستعمارنا.

    والحقيقة أن هذا فهم محدود لهذه السياسة وترجمة غير دقيقة للمصطلح الإنجليزي "Divide and conquer " وترجمتها الحرفية "قسّم وتغلّب"، وهو مصطلح لا يستخدم في السياسة والحروب فقط بل في إدارة المشاكل بشكل عام.

    معنى المصطلح هو أن تقوم بتقسيم المشكلة الكبيرة إلى مشاكل صغيرة، وتعالج كل واحدة منها لوحدها، ومن هنا جاء المفهوم الاستعماري لتقسيم الشعوب المستعمرة إلى طوائف وملل صغيرة، والتعامل مع كل منها بشكل منفرد ليسهل السيطرة عليها.

    لكن هذه السياسة يمكن تطبيقها على المشاكل والتحديات التي تصادفنا في حياتنا، سواء كان يتعلق بمقاومة الاحتلال، أو الدخول في عالم الأعمال، أو حتى الدراسة للامتحانات، كيف؟




    الخطوة الأولى: أن تحدد المشكلة (أو التحدي) الذي يواجهك، تريد النجاح في الامتحان والحصول على علامة عالية؟ إذًا لتقسم مادة الامتحان إلى فصول دراسية، وضع وقتًا محددًا لدراسة كل فصل وفهمه وحل أمثلة عليه.

    تريد مقاومة الاحتلال؟ لنختر المقاطعة كأسلوب للمقاومة، ما الذي نستطيع تحقيقه من المقاطعة؟ استنزاف الاحتلال؟ لكن ستصطدم بحقيقة أن أكثر شركات ودول العالم تتعاون مع الاحتلال، والكيان الصهيوني عنده اقتصاد قوي، كيف سنقاطعه بإمكانياتنا القليلة؟

    بإمكاننا أن نقسم مهمتنا إلى مراحل وقد تستغرق كل مرحلة سنوات لتحقيقها، مثلًا يمكن تقسيم المراحل إلى: مرحلة توعية، ثم مرحلة مقاطعة الشركات الأكثر تعاونًا مع الاحتلال، ثم مرحلة مقاطعة شاملة لكل من لا يلتزم بمعايير مقاطعة الاحتلال، وهكذا.

    بعض الأخطاء القاتلة التي يقع بها منظمو حملات المقاطعة أنهم يبدأون بإعداد قوائم طويلة للشركات التي يجب مقاطعتها، وبالتالي يصعب على الناس الالتزام بها وفي النهاية تفشل المقاطعة، لكن لنستفرد بها شركة تلو الأخرى، ليتم اختيار شركة تقدم خدمات كبيرة للاحتلال (مثل شركة HP الموضوعة على قائمة مقاطعة الـ BDS) ونركز كل جهدنا على مقاطعتها، ستنجح لأن الناس يستطيعون مقاطعة شركة واحدة ولا يستطيعون مقاطعة مئات الشركات، بعد النجاح وإجبار الشركة على التراجع عن مشاريعها مع الاحتلال ننتقل لشركة ثانية وهكذا.




    الخطوة الثانية: بعد أن حددنا المشكلة وقمنا بتقسيمها إلى مشاكل أصغر، ووضعنا جدولا زمنيا لمعالجة كل منها، نبدأ بكل مشكلة لوحدها، لا نفكر بغيرها ولا ننشغل بالخطوات الثانية، عندما تدرس الفصل الأول لا تفكر بالفصل الثاني ولا الثالث مطلقًا، ونفس الشيء عندما تقاطع شركة معينة لا تلتفت لمن يقول لك لماذا لا تقاطع هذه وتلك، ركز في هدفك حتى إنجازه.

    أما طالما استمررت بالتفكير بالهدف الأكبر فلن تستطيع تحقيقه مرةً واحدةً، وستبقى مشلولًا تدور في حلقات مفرغة.




    الخطوة الثالثة: المراجعة بعد ما تنجز كل هدف صغير، وتحل كل مشكلة صغيرة تراجع وضعك الحالي، ومدى اقترابك من الهدف الأكبر، هل تسير بالسرعة المطلوبة؟ هل ستنتهي من دراسة المواد في الوقت المحدد؟ إذا لم يكن لديك الوقت الكافي ما هي الخيارات أمامك؟ ما هي الوحدات التي يجب أن تركز عليها في دراستك؟

    في الختام سياسة فرق تسد هي منهج حياة، لتنظم عملك ولتستطيع السيطرة على المشاكل والتحديات التي تواجهك، سواء كنت طالب مدرسة أو جامعة، أو كنت قائدًا تريد تحرير أرضك، أو كنت صاحب مشروع تجاري أو صناعي.

    سياسة فرق تسد تقوم على تقسيم المشكلة الكبيرة إلى مشاكل أصغر، ثم عالجها كل واحدة لوحدها وكأنه لا توجد مشكلة أخرى، وبين الفينة والأخرى قيم موقعك من حل المشكلة الكبيرة إن كان هنالك تقدم كافٍ أم لا؟








  2. #2
    مشرف الصورة الرمزية ذكرى صلاح الدين
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    3,504

    رد: كيف نستفيد من سياسة "فرق تسد" في حياتنا؟

    فعلا، بالنسبة لي كنت أعرف عبارة "فرق تسد" فقط بمفهومها السلبي المشهور ولم أكن أعرف فوائدها.
    خطوات مهمة ومفيدة وموضوع رائع.
    بارك الله فيكم وشكر لكم أخي الكريم ياسين عز الدين.





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •