أم نضال، مريم فرحات، خنساء فلسطين:
سجل حافل بالنضال والصبر والوفاء والفداء، مصنع الرجال وعرين الابطال، دائمة الابتسامة في الشدة والرخاء، قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء، عندما تودعهم توصيهم بأن يثخنوا في العدو، فإما نصر أو شهادة، منبع الحنان وعطاء لا ينضب، لم تستسلم ولم تيأس أمام صلف الاحتلال، في كل مرة تودع فيها فلذة كبده، شامخة دوما، عجز الاحتلال عن كسر إرادتها، مهما توالت عليها الخطوب من فقد الاحبة بين شهيد وأسير وهدم للبيت، تجلدت بالصبر.
كان بيتها عرينا للأسود، يأوي المجاهدين وكانت أما حنونا للجميع، صبورة وصامدة رغم المحن. لم تفت في عضدها الشدائد. انجبت لفلسطين قناديل النصر ومصابيح النور ومشاعل الخير، تعلم أن الولد غال والوطن أغلى، ارضعت بنيها العزة والكرامة وفي حضنها الدافئ تنسموا عبير الحرية والشهامة ولوسام الشهادة اشرأبت اعناقهم وتطلعت نفوسهم، تودعهم بالزغاريد، تضمد الجراح بكلماتها الطيبة، وفي بيتها تتنسم عبق الشهادة ..