[QUOTE=د. زهرة خدرج;16536247]سؤال يؤرقني أستاذي، يبعد قليلاً عن القصة القصيرة، هل لك أن تتفضل بإجابتي عنه مشكوراً؟
هل الحوار بكلا نوعيه ضروري في جميع فصول الرواية؟؟
أم أن السرد والوصف يكفيان في بعض الفصول؟[/QUOT
الدكتورة الفاضلة زهرة خدرج أعتذر لتأخري في الرد، الحوار عنصر في خلطة المكون الأسلوبي والذي يضم الوصف والسرد أيضا، ويتصل بشكل أساسي بكشف آراء ودواخل الشخصيات الروائية، ويجب أن تكون مناسبة لثقافة الشخصية الروائية ودورها دون الانحدار إلي الركاكة والإسفاف، والحوار ممارسة مسرحية في الأساس يناسب أكثر هذا النوع الأدبي، مهمته الأساسية في المسرح بتعبير د. عبد الناصر حسن بعد التصرف (تطوير الحدث الدرامي، وتجليته، ووالإيهام بالواقع، والفنون الأخري كالشعر والرواية قد اتخذته وسيلة تعبيرية)، لذلك الإغراق في الحوار علي حساب السرد والوصف في خلطة المكون الاسلوبي يعتبر عيبا، يقول د. اسامة الشيشيني (لا شك ان الحوار يأتي بعد السرد والوصف بنسبة اقل، وذلك حتى لا يضيع السارد والسرد عبر الشخصيات المتحاورة)،
ويقول ديان داوت فاير (يجوز للكاتب اللجوء الى الإطناب في الحوار اذا اقتضي الامر ذلك ولكن يكون ذلك في حدود ضيقة جدا حتي لا يعرض القارئ للشعور بالملل)، بعض الروايات تؤجل الحوار وبعضها يتخلل النسيج السردي وارى أن يكون ذلك بحساب، حيث ارى أن النوع الأدبي يتم تخصيبه بتقنيات مستمدة من فنون أخرى دون أن يفقد هو ذاته خصائصه الأساسية، وعلي ذلك يجب أن يكون الحوار مركزًا في الرواية، وبما يحقق الإفصاح عن الشخصيات وربطها ببعضها البعض والتعبير عن الآراء، والحوار وقفة روائية تؤدي في رأي إلي إبطاء حركة عجلة السرد، لتطابق زمن الحكاية مع الزمن السردي، مع زمن القراءة، وتفسير ذلك أن الوقت الذي يستغرقة القارئ في قراءة حوار روائي هو نفسه زمن الحكاية الطبيعي هو زمن السرد والأخير متعدد التجليات وإحدى تمثلاته المقارنة حجم الكلمات المعبرة عن فترة زمنية في الرواية وطول هذه الفترة مقارنة بغيرها.
خالص الشكر والامتنان لهذه الدرر الثمينة والقواعد النفيسة التي تنير لنا طريق الكتابة القصصية الممتعة النافعة
بارك الله فيكم أستاذنا المفضال خالد جودة.
حاولت الكتابة مجددا بعد انقطاع وجاءت مشاركتي على شكل حوار من جديد، وفي الواقع لدي تساؤل بخصوص طرفي الحوار، هل من الضروري تحديدهما في كل مقطع من الحوار، أم يمكن الاكتفاء بصيغة الحوار فقط؟
أضع بين أيديكم هذا الحوار الذي كتبته الآن، آملة أن تسلطوا الضوء على مواضع الخلل وسبل الارتقاء بكتابة الحوار في القصة
فـــراغ قـــاتل
- اخبريني بالله عليك، ما الذي يجري لنا؟
- وكأنك تقرئين ما يدور في خلدي، آلاف الأفكار والهواجس تطرق رأسي كل يوم، فتحرمني من النوم. ما الذي يجري لنا؟ حالنا يزداد سوءا ونحن الذين تقنا إلى التغيير.
- التغيير له ضريبة وفاتورة لا بد من أدائها، وما يبدو شرا ربما كان في طياته خير.
- لا أريدك أن تنهالي علي بالمواعظ عن الصبر كعادتك، فهذه أمور راسخة عندي، ولا أريد ان يجرك تساؤلي لتحدثيني عن أجر الابتلاء وجميل الصبر، أعرف كل ذلك...سؤالي جوهري متعلق بنقطة واحدة، ما العمل الآن؟
- لو كان لدي جواب لك لارتحت وأرحت، سؤال يتردد في داخلي مئات المرات، ما العمل؟ وما الذي علي فعله؟ وهل قصرت في مسؤوليتي تجاه ديني وإخوتي واخواتي؟ أشعر اني مقصرة وهذا يقهرني ويشل طاقتي للعمل ويطفئ جذوة حماسي التي كانت مشتعلة.
- ليست المشكلة بالنسبة لي قلة حماس، أحتاج لمن يوجه بوصلتي ويمدني بالأفكار العملية، فقد عجزت عن إيجادها في هذا الجو من اليأس الذي يعبق في كل مكان، في عيون الناس.. في المواصلات... وفي الشارع وحتى في التغريدات وعلى مواقع التواصل.
- وإن لم تجدي من يمدك بالأفكار هل ستتركين عقلك وفعلك مشلولا هكذا...؟ لا بد أن ينطلق التغيير من داخلك أولا.
- لي رغبة في التغيير صديقتي، لكن كيف؟ وقد تحطمت قدواتي وتاهت خطواتي؟
- وهل من يكون سهل التحطيم، يصلح قدوة؟ لا بد أنك أخطأت الطريق، وطريق العودة إلى قدوات حقيقية ليس بالأمر الممتنع، إنه ليسير على من يسره الله له حين تصدق النية.
- لا تصعبي الأمر علي، لست أفهم كثيرا مما تقولين... أريد وصفة علاج سريعة وخطوات عملية لا أستطيع الصبر والبحث والانتظار... أشعر بالفراغ والدوار وأخشى أن يلعب الشيطان بعقلي وأفكر يوما في الانتحار.
- هل جننت؟ وهل من لديها مثل عزيمتك التي كان يضرب بها المثل تفكر بهذا الجبن؟ هل تعتقدين أن الاستخلاف في الأرض لا يتطلب مواجهة التحديات والتغلب على المصاعب وخوض المواجهات مع الباطل المستشري؟
- قلت لك، لا أفقه كثيرا مما تقولين وكثير من الشباب مثلي. على تلك القدوات التي تتحدثين عنها أن تكون بقربنا ولا تبقى بعيدة عن نبضنا، تشاركنا الأفكار ونناقشها ونبلور المشاريع العملية، لا أحب كثرة التنظير والحديث بلا عمل. عامل الزمن إن لم يكن مهما بنفس القدر سابقا، فاليوم أشعر أننا في كل يوم نعود قرنا إلى الوراء... ليتك تفهمين...
التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى صلاح الدين ; 2017-11-06 الساعة 00:18