صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 90 من 190

الموضوع: دورة كتابة القصة

  1. #61
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


    يجب البحث عن المغزي في النص القصصي، بمعني أن يكون لديك شيء لتقوله، يقول (خوسيه) القاص العالمي: (الكتابة هي الكتابة، لغة وكي تكون قادراً علي أن تكتب، فكل ما تحتاجه أن يكون لديك شيء تقوله)، وفي رحلة البحث عن قصة اعتاد (وت بيرنت) أن يقول لتلاميذه في جامعة كولومبيا: (لا أعتقد أن بإمكانكم كتابة قصة جيدة، دون ان يكون بداخلكم قصة جيدة، وأفضل أن يكون لديكم شيء تقولونه دون بناء فني، علي ان يكون لديكم بناء فني دون شيء تقولونه)، صحيح أن المقصد النبيل ليس كافياً بمفرده ليصنع قصة جميلة دون رواء الفن الجميل، لكنه أيضًا الدافع الأولي الذي لا غني عنه لإيقاد أولي شموع الطريق النابه إلي شهد الكلمات، بمعني أنه لن يكون لهذا العطاء الكبير في كتابة القصة اعتبار قيمي بدون الإيمان بغائية الأدب وكونه قيمة جمالية إضافة لقيمته الاجتماعية، أي إمتاع وانتفاع، وغاية ومتعة، وقضايا وأسلوب فني، وقالب وفكرة، وشكل فنى ومضمون.

  2. #62
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  3. #63
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  4. #64
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  5. #65
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة









  6. #66
    فريق الترجمة الصورة الرمزية أم كوثر
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    فلسطين إن شاء الله
    المشاركات
    15,879

    رد: دورة كتابة القصة

    سؤال أستاذنا الفاضل :
    نفترض أن أحدا لا يتمتع بموهبة الكتابة ، فقد تكون منحة ربانية ، لكن لديه رغبة شديدة في كتابة القصة ، كيف سيكتسب هذه الملكة وماهي المهارات التي سيعتمد عليها لتنميتها وتطويرها ، وكيف يصقل رغبته في الكتابة وهل يكفي اجتهاده المتواصل في التمرين على الكتابة لبلوغ قمة النجاح وحتى إجادت فن الكتابة أم ماذا ؟
    وهل الإبداع القصصي غير مرتبط بالمضمون ؟

  7. #67
    فريق الترجمة الصورة الرمزية أم كوثر
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    فلسطين إن شاء الله
    المشاركات
    15,879

    رد: دورة كتابة القصة

    القصة التي لها وقع في النفوس هي التي تجمع بين الحس والإبداع والرونق الأدبي وبين المضمون الهادف ، فالفن رسالة لتعزيز القيم والحض على الأخلاق الحميدة والحث على التمسك بالمبادئ السامية وترتقي بالوعي وتنشر الفضائل ، لا يكتفي الكاتب بصياغة أدبية جيدة ويتجاهل المضمون ، القرآن الكريم مليئ بالقصص الهادفة والنيرة والتي نستقي منها الدروس والعبر ..

  8. #68
    كاتبة الصورة الرمزية د. زهرة خدرج
    تاريخ التسجيل
    08 2016
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    1,495

    رد: دورة كتابة القصة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد جوده مشاهدة المشاركة
    وهذا ما اكتشفته بنفسي بعد عملي في الكتابة

    فالكاتب يجد أحياناً وكأن الكلمات قد هجرته، والفكرة قد غابت عن ذهنه.. فيشعر بالإحباط

    وأحياناً يشعر بالملل من هذه المهنة المتعبة التي تتطلب الاعتكاف خلف الحاسوب، أو مع الورق والقلم

    ولتخرج بقصة أو أي عمل أدبي أو فني لا بد من بذل كثير من الجهد والوقت

  9. #69
    كاتبة الصورة الرمزية د. زهرة خدرج
    تاريخ التسجيل
    08 2016
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    1,495

    رد: دورة كتابة القصة

    سؤال يؤرقني أستاذي، يبعد قليلاً عن القصة القصيرة، هل لك أن تتفضل بإجابتي عنه مشكوراً؟

    هل الحوار بكلا نوعيه ضروري في جميع فصول الرواية؟؟

    أم أن السرد والوصف يكفيان في بعض الفصول؟

  10. #70
    مشرف الصورة الرمزية ذكرى صلاح الدين
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    3,504

    رد: دورة كتابة القصة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد جوده مشاهدة المشاركة
    تنتمي القصة لناحية التوثيق التاريخي لموقف (غلق المسجد الأقصي) من خلال سرد الراوي العليم عن شخصية الحدث الرئيسي "نهى"، وتنبع أهميتها من هذا الشأن، صحيح أن ناحية كون القصة وثيقة اجتماعية أو تاريخية لا ينبغي أن يعصف بدوال جمالية مستهدفة من الأثر القصصي، لكنها ناحية معتبرة يجب أن تخوضها القصص، فالقصة نقلت لنا نبض الحدث (= الخبر) ووسائل بيانه وتفاعل الوعي المثقف والفاعل بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ونقلت لنا نوازع النفس الثائرة المحبة لوطنها وقدسها، هذا الصوت الداخلي القلق (تسارعت ضربات قلبها غضبا وحدثت نفسها للحظة غير مصدقة للخبر: "أكيد أن الاحتلال فقط يتوعد ولن يستطيع فعل ذلك)، استمر العزف علي وتره، واستعمل الراوي العليم فكرة المؤشر اللفظي (حدثت نفسها) حتي ينتقل إلي رحاب راوي آخر يعرف في مجال القصة بالحوار الداخلي أو (المناجاة)، حتي يمكن كشف التفاعل النفسي مع الخبر الصاعقة، وهذا الاستعمال لقصدية توضيح جسامة وخطورة الفعل الصهيوني الآثم.
    هناك في عالم القصص ما يسمي كسر أفق التوقع لدي القارئ، والقصد به خلق مسافة جمالية بين ما يتوقعه القارئ نتيجة موروثه ومعرفته، وبين ما تصبو إليه القصة من الإدهاش، في الحوار الداخلي: (حدثت نفسها: «نحن نحمل نفس الهم، الكل منفعل ثم ماذا بعد؟ هل نستمر بلعن الظلام؟»)، هذه العبارة تستدعي لدي القارئ للحكمة المعروفة لا تكتفي بلعن الظلام وعليك بإيقاد شمعة، أو بمقولة رجل صيني في مدونته (عندما تجلس في غرفة مظلمة فإن ضوء الشمعة سيشكل فرقاً كبيراً)، فالقارئ نتيجة خبرته بهذه المقولة يتوقع أن تترى أحداث القصة لفعل إيجابي قيمي من جانب بطلة الحدث، ساهم في دعم هذا الأفق عنوان القصة المباشر والموضح تماما لقصدية القاصة، وفعلا يجد القارئ أن السرد التالي ما هو إلا صياغة للحدث الفعلي تماماً، صحيح أنه بلغة جيدة، لكن القصة في الأساس لحظة تكثيف تنضوي علي خبرات نفسية وجمالية مشرقة، والقصة تحولت إلي خطاب مباشر يتوقعه القارئ في الختام.
    ورغم ذلك ارى أنها قصة جيدة، كانت تحتاج للتشغيل علي العنوان، وإلي تكثيف القسم الثاني منها أكثر، واختيار لحظة في هذا القسم تحمل رمزاً او معادلاً لحالة ثورية مضيئة، هذه القصة كانت تحتاج لوقت أطول لاختمارها، خاصة في الخاتمة، ولعل قضية الأدب المواكب للحدث معضلة تباينت فيها الرؤي، وهناك رأي بوجوب الانتظار وقتاً للتعبير الجمالي عن حدث آني، أرى ملامح قدرة علي صوغ القصة الطويلة، كما اري التفاعل الحي من خلال منشور الفيسبوك والرد عليه يؤرخ للحدث ويوضح دور هذه الوسيلة الحديثة في التعبير عن النبض الجمعي والرأي الكاشف لمرارة الواقع، والرأى الآخر المقاوم.
    حقيقة قصة تستحق التحية، وأدعو للاستمرار علي هذا الدرب النير مع الصبر أكثر ولحظة الإضاءة والبذل أكثر.
    شكرا شكرا شكرا
    شكرا جزيلا أستاذنا الفاضل أ خالد جودة

    على صبركم معنا وجميل عطائكم وتفضلكم بالقراءة والتوجيه والنصح لمحاولتي المتواضعة لكتابة قصة قصيرة.
    خالص الامتنان لتشجيعكم وإن شاء الله أتابع باقي مواضيع الدورة وأحاول تطبيق ما أتعلمه منكم لتجويد كتابتي للقصص بعون الله.









  11. #71
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. زهرة خدرج مشاهدة المشاركة
    أضع هنا إحدى قصصي لينقدها الأستاذ خالد جودة



    "أمي أيتها العظيمة"


    كان قدري أن أولد بعد ستة من البنات.. انتظر والدي قدوم ابنٍ له يعينه في حمل أعباء تجارته وإدارة أمواله، عشرون عاماً من الزواج.. ليكتشف الطبيب بعد ولادتي أنني لن أبصر النور ما حييت، فإصابة أمي بالحصبة الألمانية أطفأ نور عيني وأنا لا أزال جنيناً في أحشائها.

    أحبتني أمي وأخواتي بشدة، ورفضني والدي والمجتمع من حولي، أفاضت أمي علي بحنانها، وجفاني أبي وكأنني لست من نسله.. سمعته أكثر من مرة يقول: " أردت ولداً يعينني، فإذا بالولد بحاجة لمن يعينه".. أشعرني سلوكه معي منذ طفولتي بأنني لست كباقي الأطفال، فأنا أقل منهم.. وأشعرتني أمي بأنني لست كباقي الأطفال، فأنا الأفضل.. احترت كثيراً.. أيهما أصدق؟.. وضعت أمي ذات يوم في يدي قطعتي عملة نقديتين بعد أن أرسلتني إلى المدرسة، وطلبت مني أن أحدد وأصفها لها.. لمستهما ووصفتهما.. ولمستهما أختي ولم تصفها بدقة كما فعلت أنا.. فضمتني أمي قائلة: أترى؟ أنت الأفضل.. أنت ذكي.. ولا يليق بذكي مثلك إلا مستقبل يليق به.. ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ احترت أمام كلامها، وصمتُ، ولكنها أصرت على سماع الإجابة.. فقلت: أحب أن أصبح مدرِّساً مميزاً. طارت فرحاً بي وقالت: أتعلم؟ أنا أؤمن بقدراتك الفريدة، وأؤمن بأنك تستطيع فعل ما يعجز كثيرون عنه.. ستغدو معلماً يشير الناس إليه بالبنان.

    أرسلتني أمي للمدرسة، فكانت توقظني في الصباح، وتساعدني في ارتداء ملابس المدرسة، وتوصلني إلى بابها مشياً على الأقدام.. وعندما اعتدت على الطريق وتفاصيلها، أخذت تتركني أذهب وحدي أتحسس الطريق بعصاي التي لا تفارقني.. دائماً كانت تشجعني على الاستقلال عن الآخرين، حتى في أصعب الأشياء.. ولأنني صعب المراس، كنت أقاوم ضغطها عليَّ لأعتمد على نفسي وأتمرد عليها، إلا أنها لم تيأس أو تستسلم يوماً.. كانت عنيدة ومثابرة بطريقة عجيبة.. فأي شيء كنت أرفضه، وهي ترى فيه صالحي، لم تزل بي حتى تقنعني به، فأعدل عن رفضي وأنصاع لطلبها.. كانت تتعب نفسها من أجلي كثيراً.. فعندما أعود من المدرسة، تكون قد أنهت جميع واجباتها ومسؤولياتها لتتفرغ لدراستنا أنا وأخواتي.. لم تسمح لشيء بأن يسلب وقتها وتفرغها لنا.. وكان يساعدها في ذلك غياب أبي في عمله وعودته متأخراً ليلاً.

    رافقتني أمي قبل أن أذهب للمدرسة لحضور دورة لغة بريل في مدينة تبعد عن مكان سكني 70 كيلومتر، أتقنت وأمي المهارات الأساسية لتلك اللغة، واشترت أمي آلة طباعة لتلك اللغة، وأخذت تطبع لي دروسي المطلوبة بنفسها، فأقرئها وأحفظها وأتقدم للامتحان بها.

    وانهيت جميع مراحل المدرسة بنجاح، وسافرت إلى الجامعة لدراسة تخصص اللغة العربية وآدابها التي كنت أهيم حباً فيها.. وبما أن الجامعة بعيدة جداً سكنت في غرفة ثلاثية في سكن الجامعة.. رتبت أموري بنفسي، دون أن أطلب مساعدة من أحد، إلا أن التحديات والعقبات أبت أن تبتعد عن طريقي.. اعتقدت في مراحل سابقة أن طلاب الجامعة على مستوى عالي من النضج يجعلهم يتعالون على التفاهات، وعلى مستوى من الرقي يجعلهم يحترمون الآخرين ويقدرون خصوصيتهم، إلا أن بعض البشر ليسوا ببشر أحياناً.

    فقد أخذت أواجه بعض المشاكل من زملائي في السكن وزملائي في الشعبة.. كنت أسمع سخريتهم مني، وأشعر أحياناً أنهم يستهزئون مني بملامح وجوههم، صحيح أنني لا أبصر، ولكن لدى حس مرهف قلما تجد مثله.. أخذوا يدبرون المقالب لينفجروا ضحكاً عندما أقع فيها.. حتى أنني كدت أحرق نفسي ذات مرة لولا لطف الله أن ساق لي مشرف السكن الذي أطفأ النار بسرعة.. وتظاهر زملائي وكأنهم لا علاقة لهم بالموضوع..
    ومع مرور الوقت حزت على إعجاب ودعم ومحبة المدرسين والطلاب، إلا الأمر لم يخل من منغصات وأناس يتصرفون دون أخلاق ومشاعر.. أخذت فتاة تلاحقني، وتتود إلي، قابلتها بجفاء، ونصحتها بالابتعاد عني، فأنا لست عابثاً وغير مستعد للزواج الآن.. واكتشفت بالصدفة أن ذلك كان جزءاً من خطة تم إعدادها للإيقاع بي وتصويري معها ونشر الصور، وحتى الآن لا أدري ما الهدف من وراء ذلك.

    مضت الجامعة بأيامها الحلوة والمرة، وبجميع صعوباتها وتحدياتها.. وكنت أنتظر على أحر من الجمر تخرجي لأرد لأمي ولو جزءاً من الجميل على تربيتها لي وإيمانها بقدرتي على النجاح.. وشاء الله أن أفوز حينها بالمرتبة الأولى في مسابقة للكتابة الإبداعية على مستوى جامعات الوطن.. وكتبت حينها مقالاً بعنوان "أمي أيتها العظيمة".. وقبل أن أذهب لاستلام جائزتي اتصل بي عمي قائلاً: لا أدري ماذا أقول لك.. قلت: هاتِ ما عندك ولا تتعب قلبي.. قال: توفيت والدتك.

    سقط الهاتف من يدي وبكيت من دون انقطاع.. قائلاً: انتظرك أن أرد جزءاً من جميلك يا أمي بتحقيق حلمك.. ولكن.. القدر عاجلك قبل ذلك.. والله يا أمي سأكمل الطريق لأجلك.. جازاك الله الجنة عني يا أمي.

    د. زهرة خدرج
    شعاع من الذائقة
    التعليق: بالتأكيد أحوز الشرف بتفضل السادة القراء بالثقة في انطباعاتي البسيطة في أجواء التفاعل في أفق المنتدي الكريم
    ومعي اليوم قصة د. زهرة خدرج المختصة بصوبة المجتمع واصلاح شأنها والتي تعطر أجواء الدورة الصيفية بتلك الزخات المنعشة من ارشادات تصويب مسيرة المودة في التصحر العاطفي الذي تحياه مجتماعاتنا العربية.
    ومن عطايا هذه الفكرة ولاهتمام بهذه القضايا أتى مغزي قصة (أمي أيتها العظيمة)، والعنوان يكشف عن ضمير الراوي الذاتي وهذا الراوي رائد البوح وكاشفًا خطرات شخصية القصة التي تجول في قلبها، بدأت القصة فوراً بالأزمة أو عند الذورة في عبارة مكثفة تلخص السياق التاريخي السابق للسرد (أحبتني أمي وأخواتي بشدة، ورفضني والدي والمجتمع من حولي)، وهنا نأتي لفكرة أن القصة القصيرة يجب أن تكون محددة في الشخصيات او الزمان ولا يجب الامتداد في كليهما، وهنا أتت البراعة في انتقاء لحظة زمنية حاضرة وتكثيف سياقها التاريخي السابق في عبارة ملخصة نوجه التحية لتدوينها هكذا موجزة، ثم البيان اللاحق الذي يحمل التفاصيل الموحية ويجسد الصراع الدرامي الناشب بين مشاعر ذاتية متناحرة يقول بطل الحدث: (أفاضت أمي علي بحنانها، وجفاني أبي وكأنني لست من نسله.. سمعته أكثر من مرة يقول: " أردت ولداً يعينني، فإذا بالولد بحاجة لمن يعينه".. أشعرني سلوكه معي منذ طفولتي بأنني لست كباقي الأطفال، فأنا أقل منهم.. وأشعرتني أمي بأنني لست كباقي الأطفال، فأنا الأفضل.. احترت كثيراً.. أيهما أصدق؟..)، ولكن روعة الاستهلال في القصة قلل منه شيئا يسيرا جدا العنوان الكاشف لمحتوي القصة، والخاتمة التي اتفقت تماما مع العنوان في نصوعها وامتدادها الزماني، صحيح أن الشخصيات ليست كثيرة (قطبي القصة الأم والابن) والاحساس مركز في عاطفة الأمومة والبنوة، لكن التفريعات اللاحقة كانت أكبر من ان تتحملها قصة قصيرة فهناك أحداثًا تتصل بالإعاقة والسخرية منها، أتفهم أن الهدف في وعي القاصة أنها تشير لإرادة التحدي ومواجهة المعوقات التي أثمرتها الأمومة، لكنها شريحة زمنية ممتدة وعريضة والقصة قطرة من المحيط لكنها تحمل جميع خصائص المحيط، لو تم صنع فجوة زمنية نثق أن القارئ سيعي محتواها مع لحظة فارقة تجسد مغزي القصة لزادت من روعتها، ولا أخفي رايًا انه نتيجة الحماس للهدف القيمي للقصة لا نتركها تكمل رحلتها في العقل الباطن للمؤلف لتشرق بعد حين في لحظة فارقة أي لحظة ميلاد القصة ذاتها او اكمالها، ولحظة مفارقة كاشفة في رحاب الخاتمة.
    ولا يقلل هذا من براعة القلم والقدرة علي الصياغة في ثوب نبيل من قيمة الأمومة التي تنير الحياة.

  12. #72
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة

    شكرًا جزيلًا هذا التفاعل الكريم ... ولن اترك كلمة أو استفسار وصلني هنا أو الخاص دون الرد بإذن الله تعالي قريبًا

  13. #73
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


    الأمر الثالث المطالعة وهو شيء لازم ، ولا يمكن الإجادة أو حتى الانتفاع بشرارات الموهبة إلا بالمطالعة، وأميل إليها بالمفهوم الواسع وهو أن الكتب تعاون على الانتفاع بالتجارب، فالمطالعة تجعلنا نعايش حيوات وتجارب كثيرة تكون مساحتها أوسع من مساحة حياة واحدة وتجارب محدودة كما المح العقاد، بالإضافة إلي القراءة بصفة عامة، تتنوع أنواع أخرى هذه القراءة القريبة بموضوع القصص بين قراءة القصص كثيراً، أو القراءة حول موضوع القصص التي نكتبها والمعارف التي تضمها، فالقصة المعاصرة نتيجة ارتفاع نسب المقروئية لها أصبحت تستوجب التعذية الثقافية للقارئ في رحابها، بحيث تقدم زاداً معرفياً لا يغلب الفن، هناك من الأدباء والذين يتصدون لكتابة عمل واحد لهم أن يتوافروا لقراءة المراجع الطوال، ولكل ما يتصل بموضوع عملهم الإبداعي، يذكر الروائي (زكي مقار) أنه كي يكتب روايته جواد توافر لقراءة كل ما يتصل بالخيول حتى جمع مادة هائلة لدرجة أنه فكر في إثباتها بنهاية روايته ، لما بذله من جهد في هذا الشأن، وبلغت درجة الإشادة بالقراءة كمحفز طبيعي للإبداع قول بان قراءة القصة أكثر أهمية للكاتب من التنظير حولها، فكل قصة مبدعة عالمًا فنيًا خاصًا فيه بصمته الخاصة وروحه وإضافة ما تتخايل في أنحائه، ويمكن التعلم منها أكثر من التعلم من قواعد رسم الشخصية وتأليف الحبكة وأنواع القصة، ولكن ما زالت للأخيرة أهميتها في الشحذ والإجادة، والبصيرة بفروق جوهرية بين الفن واللافن.

  14. #74
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  15. #75
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  16. #76
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  17. #77
    كاتبة الصورة الرمزية د. زهرة خدرج
    تاريخ التسجيل
    08 2016
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    1,495

    رد: دورة كتابة القصة

    أقدم جزيل شكري وامتناني لحضرة الأستاذ خالد جودة

    وأختي الحبيبة ذكرى

    على هذه المعلومات الشيقة والمفيدة

  18. #78
    فريق الترجمة الصورة الرمزية أم كوثر
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    فلسطين إن شاء الله
    المشاركات
    15,879

    رد: دورة كتابة القصة

    محاولة جديدة بعنوان : أفضل القصص


    طغى فرعون وتجبر وتسلط على الرقاب واستعبد الخلق ومزق النسيج ليحمي سلطانه انتهج سياسة فرق تسد ، فئة يغدق عليها من كل النعم وتحضى بكل الإمتيازات وتتمتع بالراحة والدعة وفئة أخرى يذلها وينكل بها ويستغل جهدها ويبخس حقها ويستخدمها في مهن تذيب قوتها ، مهن يأنف منها الغير وينظر إليها بإحتقار وازدراء ودونية وو..
    إلى أن جاء يوم رأى فيه فرعون مناما قض مضجعه وأقلقه حتى جافى النوم عينيه ، فتملكته الهواجس وأرقه الكابوس الذي رآه وازعجه ، وتأكدت شكوكه عندما فسره المعبرون ، فاحس بالفزع وعلم أن لمنامه مغزى وقصد ومعنى ..

    لقد اقترب مجيئ المخلص وأهلّ زمانه ، من سينتصر للمظلوم ويرفع عنه صلف فرعون وينصفه ويأخذ بحقه ممن ظلمه ويكسر اغلاله ويحرره من براثن العبودية ، فحرص فرعون أن يحول دون مجيئه ، يغتاله في المهد حتى لا يرى هذا الوليد النور ، ليحمي سطوته مستعد لإقتراف أبشع الجرائم ، فأمر بقتل الصبية ، وبعد هذا القرار الجائر ولدواعي ساقتها حاشيته وتخدم مصلحتها وليس مصلحة الشعب المغلوب على أمره ، أمر بقرار أيضا مجحف ولا يقل اجراما عن الأول ، يُقتل الصبية الذكور عاما ويعفون من القتل عاما آخر ، في عام العفو ولد هارون عليه السلام ، ولو ولد موسى عليه السلام في عام العفو لمَنّ عليه فرعون بعفوه ، وأن بقاءه حيا كان منة منه ، كما عيره بتربيته له في القصر انتقاصا منه وتكبرا وتعاليا عليه ، إلا أن رد موسى عليه افحمه ، لاقيمة للإحسان والتفضل على فرد واحد في مقابل اذلال شعب بأكمله واستعباده وإهدار كرامته ..

    ولد موسى عليه السلام في هذا الجو المشحون بالقلق والهواجس وبتربص من فرعون ، فأحاطته عناية الله عز وجل ، وبددت مكر فرعون وزبانيته وحمته حتى ابلغته قصر فرعون ، ساقته الأقدار لقصر ألد اعدائه من يضمر له كل شر ، وكأن القدر يقول لفرعون : هذا الذي بالأمس القريب تبحث عنه لتنكل به سيأتي يوم تحرص على بقائه ! ما إن فتحت زوجة فرعون الثابوت حتى وقع حبه في قلبها ، تعلقت به وأحبته وتمسكت به ، ولم تعد تطيق فراقه ، وتغلغل حبه في حنايا قلبها ، اجتهدت مع من حولها لجلب له المراضع ، رفض كل المراضع وعلا صوت بكائه ولم يعد لسكونه وهدوئه إلا عندما احتضنته أمه بحنان وعطف وارضعته ، عندها أحس بالامن والأمان والطمأنينة ..

    موسى عليه السلام في عرف الطغاة ، طفل رضيع مجرد من كل قوة ، ما اسهل الفتك به ، إلا أن قوة الله تسنده ورعايته تحيط به ، وفرعون في عرف العامة من يقيسون الأمور بمقاييس البشر وفي عرف الجبابرة ، قوي وقوته ظاهرة للعيان ، إلا انه مجرد من قوة الله ، فرعون غرق في البحر مع كل سطوته ولم ينفعه جبروته ولاحاشيته ولا جنوده أوبطانة السوء التي كانت تحيط به وتزين أفعاله المشينة وتصفق له ، وموسى الرضيع نجى من الغرق لحفظ الله له ، وقد شملته رعايته وعنايته ، وكما حماه الله عز وجل من الغرق حماه من بطش فرعون ، فكان قصر فرعون الملاذ الآمن لبقائه حيا ، في بيت أبويه مع كل حرص أمه قد ينكشف أمره وتمتد له يد الغدر وتفتك به ..

    وكأن القدر يقوله له : هذا الذي حرصت دون مجيئة وازقت الارواح البريئة لتطفئ نوره ، سينشأ في قصرك ويتغذى على مائدته ويكون هلاك ملكك وزوال سطوتك وغرورك على يديه ، بإذن الله تعالى ، ذهب كل احترازه هباءََ ، لا بطش فرعون ولا صلفه ولا جبروته حال دون مجيئة وبزوغ فجر الحق والعدل ، وحلّ ما كان يتوجس منه فرعون ، وإذا أراد الله شيئا أن يتحقق قدره وتكفل به ويسر له السبل ، وأزال كل العقبات ودلل له الصعاب وهيأ له الظروف والأجواء وحققه ، لاقيمة لأية قوة على الأرض أمام قوة الله جل وعلا ..
    التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى صلاح الدين ; 2017-08-26 الساعة 00:46 سبب آخر: تكبير الخط

  19. #79
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


    مقدمة:
    عند شروعي في إعداد فقرة القراءة ودورها في تحفيز الإبداع القصصي، وسؤال الكتب اللازمة للقاص، وجدت نفسي في مجال بحثي ممتع، فاحببت إضافته لمادة الدورة لطرافته وأهميته لامتداده نحو أطياف هامة حول علاقة الأديب بالكلمة، فلم أجد طريقا سوي مواصلة البحث أنشد به المتعة والإفادة، فأعتذر عن الإطالة، وإن كان شفيعي رضاكم عن المادة المقدمة، وثواب أرجوه في الأيام الطيبات.
    قيمة الكتاب مهمة جدًا للأديب بعامة والقاص بخاصة، فهو الذي يصنع مع الموهبة الأصيلة الأديب الفذ، حيث تتسع الموهبة وتنمو نموًا مورقًا رائعًا، فالقراءة كالماء للنبات تروي بذرة الموهبة الابداعية في وجدان الأديب الموهوب وإلا كانت شجرة ذابلة بدلا من أن تشب مورقة مزهرة نافعة بالقراءة .
    "الكتاب "
    هو عمدة الوسائط الثقافية، ووسيط ومعبر الحضارة، وهو أساس العلوم والمعارف، وهو درب الأدب ومحفز الإبداع، ومبعث الفن والأسلوب الجمالي، وهو سر العاشقين للعلم والمعرفة، فالقراءة متعة الحياة، والكتاب تدوين خبرات الحياة، والكتاب الشيق هو وجه الانسانية المشرق، وكنز البشرية، والكلمة الصادقة الصافية هى نافذه فى قلب المجتمع تطل منها حقائق الفطرة، والكتاب وسيلة أساسيه لبناء الذات الثقافية الاجتماعية، وأيضا وسيله تربويه، وهى متعة عميمه من متع الحياة ومباهجها، فالمطالعة استمتاع وانتاج، وفضيلة ومنفعة، فهى ليست هدفا فى حد ذاتها لاجتناء المتعة وكفى ولكنها تعنى أن تكون المطالعة ايجابية تهدف الى تثمير الحياة وتحقيق "القيمة المضافة" وذاك الكلام ليس مجرد عاطفه مشبوبه نحو الكتاب، بل حقيقه تؤكد أن المطالعه حقا مقدرة حضارية، وتوجيه دينى، تخلق من القاص شخصية مرنة قادرة على التخيل والتحرك الوجدانى كما هى قادرة على الانتاج القصصي المثمر، والعطاء للحياة بما يحقق التوازن فى شخصية الأديب، بما يساعد ذلك جميعه على التطور والتحضر.
    والمطالعة كانت وستظل اللون المحبب من وسائط الثقافة وهى أخلدها وأبقاها، وهى الأساس فى اكتساب الثقافة لما تشمله من عمق فى الاكتساب وشمولية فى المعارف وحيث تغلب الصفة الترفيهية على وسائط الثقافة الاخرى، كما أن هذه الوسائط غير الكتاب لا تعتمد على بذل الجهد، بل يكفى أن يجلس المتلقى أمام التلفاز، او يمسك هاتفه النقال مثلًا، لتصب فى روحه المواد المقدمه دون أدنى جهد أو بذل منه، ومعروف أن ما يأتى سهلا يذهب سهلا، وأن أكثر ما يعتز الإنسان به هو ما كان باختياره وما بذل فيه من جهد، وهكذا كانت وسائل الإعلام الأخري أكثر تغلغلا فى المجتمعات خصوصا مع سهولة تقبلها وندرة الجهد الذى يبذل فى استيعاب ما تعرضه هذه الوسائل بعكس الكتاب الذى يحتاج الى جهد ذهنى وبذل مالى، وعود مرة ثانية لنؤكد أن انكماش طبقة القراء فى المجتمع تعنى محدودية الشخصية وضحالتها بوجه عام طبقا للمادة الثقافية التى تعرضها الوسائل الثقافية الاخرى، بالطبع الضرورة أوجب لكتاب القصة، فهم أشد الناس لصوقا بالأفكار، وقربا من المعاني، وعشقا للكلمات، وصوغاً للأحداث والشخصيات، وهذا الكلام لا يعنى انصرافا عن الوسائل الأخري لتكوين ثقافتهم وتحفيزًا لملكاتهم الإبداعية، ولكن خير الأمور ما كان وسطا بين الإفراط والتفريط، فلا تتكون جميع مصادر الثقافة من وسائل أخرى متعدده غير الكتاب (ولذلك خطورته كما أشرنا) كما لاتتشكل ثقافتهم من الكتب فقط، مكتفية بما تتضمنه الكتب ودون الخوض فى تجارب الحياة والاشتمال على ما تحتويه وسائط الثقافة الاخرى فى المجتمع، ولهذا دوره فى التوازن، ولعل الدليل على ذلك مقولة "الجاحظ" عن نوعية الكتب المعتبرة: "الكتب المعتبرة الجديرة بالعناية والحرمة، انما هى الكتب التى تنفع الناس فى حياتهم الدنيا وتبصرهم بدينهم، وتسمو بافكارهم، وترقق أذواقهم ككتب الفلسفة والآداب والسنن، والكتب التى تعرف الناس أبواب المكاسب والصناعات "
    ومن تعريفات الأدب أنه ثقافة الاختيار، بمعني القدرة علي الإنتقاء، ولا يلغي هذا الموهبة الإبداعية، إنما القاص يقوم بإنتخاب عناصر الواقع المعيش لينقلها لمستواها الفني بإستخدام أدواته الفنية، شرطًا أن يكون له جدته وطرافته وشخصيتة الخاصة وقلمه المعبر، ومن المصطلحات النقدية الحديثة مصطلح "التناص" والذي يشير إلي أن النص الأدبي إنما هو إمتزاج من مجموعة نصوص سابقة عنه (كل نص يتشكل من تركيبة فسيفسائية من الاستشهادات وكل نص هو امتصاص أو تحويل لنصوص أخرى)، ومفهوم التناص في التراث العربي نجد له وجودا (كمصطلح جديد لظاهرة أدبية ونقدية قديمة، فظاهرة تداخل النصوص هي سمة جوهرية في الثقافة العربية حيث تتشكل العوالم الثقافية في ذاكرة الإنسان العربي ممتزجة ومتداخلة في تشابك عجيب ومذهل)، ولعل أديب العربية (ابن المقفع) عبر عن هذا المفهوم بقوله: "أكتبوا أحسن ما تسمعون، وأحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون"،
    ومثل ذلك قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي، ذاك العبقري الذي أسس علم العروض في الشعر يقول: "ما سمعت شيئا إلا كتبته، و لا كتبته إلا حفظته، و لا حفظته حتي نفعني"
    وحينها تكون القراءة منتجة للقاص بحيث يقرأ قراءة واعية لجميع ما تطاله يده، ثم يدون منها ما يعجبه، وهناك أسلوبا مميزا بالتعليق علي الهامش بخاطرة او رأي أو فكرة ترتبط بتلك المطالعة، أو كتابة مذكرات كما كان يفعل "خيري شلبي" ثم يحيلها إلي روايات وقصص، والحقيقة أني وجودت تلك الطريقة منتجة إلي أقصي حد، فمنها يمكن تأسيس الأفكار جديدة .
    والأدباء كتاب القصة لابد لهم من الإحتفاء بالمطالعة والعلم، وإذا كان الأدب هو إنتقاء الحسن من كل بستان، فلا يمكن (طبقا لهذا التصور) تصور أن هناك من الأدباء من لايقرأ، فالقراءة لديه محفزا لنشاطه الإبداعي، فكثير من الأدباء كتاب القصص لا يتعاملون مع أفكارهم إلا بعد قراءة طويلة، وإبحار متسع في عالم العقول، فيشكل لديهم الحافز الهائل للكتابة، فالكتابة والقراءة حلقة واحدة، والأديب الذي لا يقرأ قد حكم علي نفسه بالتلاشي وانحسار الموهبة عنه، فالقراءة أشبه بعمليات التعدين للمادة الخام والتي هي (الموهبة)
    أما السؤال حول الكتب اللازمة للأديب فأري أن هناك كتب رئيسة لا غني عنها للقارئ والمثقف بصفة عامة، وللأديب القاص بشكل خاص، ولكن النصيحة العامة والهامة هو أن يطالع من يشق طريقه الأدبي ويعشق الغوص وراء الكلمات، ويشهد مشاهد الجمال، ويسبح في بحار الفن والمعرفة، كل ما تحيطه يده، وأن يلون مطالعاته في كل مجال،
    سئل شاعر ألمانيا الكبير "جيته": ما هي الكتب التي قرائتها وكانت سببا في عظمتك؟، فأجاب الشاعر المفكر: "لا أعرف ما هي الأطعمة التي أدت إلي لمعان عيني وأظافري"، وهذا شبيه بقول "ابن المقفع") :شربت الخطب ريا فلم أضبط لها رويا فغاضت ثم فاضت فلا هى هى ولا هى غيرها"، ولعل من سأل أديبا كيف يكتب الشعر؟، فقال له: اذهب فاحفظ عشرة الآف بيتا من الشعر، فلما حفظها أتي إليه فقال له فلتنس ما حفظته، ففعل ثم أتي إليه، فقال له: الآن آن لك أن تقول الشعر، وتلك الحكاية تقدم أفكارا كثيرة حول صلة الأديب بمطالعاته، منها تحقيق شخصية الأديب وأسلوبه المميز في الكتابة فلا يكون مجرد صدي للآخرين ينسج علي منوالهم، ويكون مجرد ناقلا (التناص علي مستواه المباشر)، بل ثقافة الإنتقاء عنده تعني اختيار قراءاته بعد مرحلة شغفه الأولي في البدايات والتي تشكل محفزه الابداعي وتكوينه الفكري والموضوعي ، وبالطبع دليل لأدائه الفني المتفرد، لذلك الأهم الأصدقاء محبي القصة هو القراءة الموصولة والتي لا تنقطع وقراءة المتاح جميعه فلا يوجد كتاب لا يمكن الانتفاع منه سواء بفكر أو بروح تسري في أوصال الروح، أو التعرف علي الأفكار الردئية لصياغة أدب يجابهها ويقدم للعالم القيمة والجمال في آن واحد .
    نماذج عشق الأدباء للقراءة كثيرة وتدل دلالة لا شك فيها أن سبيل الإجادة في الأداء الأدبي لا مفر من مروره عبر بوابة المطالعات الزاخرة وعشق كبير للكتاب والمطالعة
    · تحدثنا من قبل بمقولة الجاحظ عن الكتب المعتبرة وهو عاشق الكتب "ومن العشق ما قتل" حتى أنه لما أصيب بالفالج "الشلل" جمع حوله المجلدات والاوراق والقطامير فلما حانت ساعته وقعت عليه فمات، فما الذى دفعه لذلك؟ وهو أديب العربية الكبير وقيل أنه مؤلف قصة "كليلة ودمنة" وليس فقط ناقلها بالترجمة، وهو الذي أنشأ موسوعات أدبية ظلت طوال الدهور (وما زالت) منبعا للأدب الأصيل والفن الجميل، فمن منا لا يعرف بخلاء الجاحظ ، والبيان والتبيين، ما دفعه هو حرص الأديب علي تكوين ثقافته والتي هى رافدا هائلا لأدبه، وبهجة القلب بتحصيل ثمرات الثقافة والعلوم، فماذا قال عاشق الكتب عن الكتاب (وهو عمدة وسائط الثقافة)؟، قال: "الكتاب وعاء ملئ علما، وظرف حشى ظرفا ... وبستان يحمل فى ردن وروضه تنقل فى حجر، وناطق ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء ... ولا أعلم رفيقًا أطوع ولا معلما أخضع ولا صاحبا أظهر كفايه ولا أقل جنايه ولا أكثر أعجوبه وتصرفا ولا أقل تصلفا وتكلفا من كتاب ... ولا أعلم قرينا أحسن موافاة ولا أعجل مكافأه لا أحضر معونه ولا أخف مؤونه ولا شجره أطول عمرا ولا أطيب ثمرة ولا أقرب مجتنى من كتاب ... ولا أعلم نتاجا فى حداثة سنه وقرب ميلاده ورخص ثمنه وامكان وجوده يجمع من التدابير العجيبة والعلوم الغريبة ومن أثار العقول الصحيحه ومحمود الأذهان اللطيفه ومن الحكم الرفيعة والمذاهب القويمة والتجارب الحكيمة وأخبار عن القرون الماضية والبلاد المتنازحة والأمثال السائرة والأمم البائدة ما يجمع لك الكتاب" *
    · كما قال أيضا: "إن كان زهر البستان ونور الجنان يجلوان الأبصار ويمتعان بحسنهما الألحاظ فإن بستان الكتب يجلو العقل، ويشحذ الذهن، ويحيى القلب، ويقوى القريحة، ويبعث نتائج العقول، ويستثير دفائن القلوب، ويمتع فى الخلوة، ويؤنس فى الوحشة، ويفيد ولا يستفيد، ويعطى ولا يأخذ، وتصل لذته إلي القلب من غير سآمة تدركك ولا مشقة تعرض لك"
    · وهذا ما قاله المصلح الكبير" جمال الدين الأفغاني": "لا تطيب نفس الانسان الا إذا علم بعض العلم"، وطالما تحدثنا عن الأفغاني فلنعلم أنه كان محبا للعلم مولعا به، فكان يواصل الليل بالنهار في المطالعة والدرس وكان لا ينام إلا والكتاب إلي جواره.
    · وأجدنى هنا مندفعا لنقل بعض المواقف النصوص المفيدة الأخري (والتى أعتز بها) عن كيف تملكت هذه البهجة عقول أدباء وكتاب قصص أحبوا الكتاب حبا جما حتى أتوا أنواعا عجيبة من الأفعال.
    · فهذا هو "الفتح بن خاقان" كان مغرما بالكتاب حتى أن الكتاب لم يبرح أبدا حزامه أو طماق حذائه (على حد قوله هو) حتى عند دخوله المغسلة
    · ومن الحيل العجيبة التى لجأ اليها "السجستاني" أنه كان يلبس أقمصه ذات أكمام واسعة جدا ليتمكن من حمل كتب ضخمة بداخلها.
    · وكانت زوجة العلامة " الزهري" تقول: "والله أن هذه الكتب لأشد على من ثلاث ضرائر"، وذلك بعد أن ضاقت ذرعا بإقبال زوجها الكلى على كتبه الكثيرة والتى ملأت أركان البيت (كشأن محبي الكتب)، ومثل هذه المقولة قالتها أيضا زوجة الأديب الذي كتب القصة من جيل الرواد " إبراهيم عبد القادر المازني" عندما انشغل بمتعة القراءة عن ليلة عرسه، وهو الذى كان يقول: "كنت قول لأمي: لك مؤونتك من السمن والعسل والأرز والبصل والفلفل والثوم، ولى مؤونتى من المتنبى والشريف الرضى والأغاني وهازليت وثاكرى وديكنز وماكولى، ولا غنى بك عن سمنك وبصلك ولا بى عن هؤلاء "، والمازني نفسه نجده يقول: "وأنا مع ذلك أقل الثلاثة - العقاد وشكري – اطلاعا وصبرا علي التحصيل، وأدع للقارئ أن يتصور مبلغ شرهمما العقلي، ولا خوف من المبالغة هنا، فإن كل ظني دون الحقيقة التي أعرفها عنهما، وأنا أجتر كالخروف، ولكنهما يقضمان قضم الأسود، ويهضمان كالنعامة، فليتني مثلهما!!"
    · أما أديب العربية "مصطفي صادق الرافعي" فكان متعلقا بالكتاب تعلقا شديدا، وهو الأديب صاحب الدرر الرائعة في مدرسة البيان بالنثر العربي الحديث، وتزخر مؤلفاته بأراء تنير الوجدان وتشحذ الذهن وتمتع القارئ، هذا الأديب الفذ صاغ كتاباته من تأملاته الواسعة ومطالعاته الواسعة جدا، حتى كان لا يترك وقتا يمر به بدون مطالعة، فالكتاب لا يفارقه إن كان في القطار إلي عمله أو في المقهي أو في المنتزهات إن أمكنته الظروف الخروج إليها لبعض الوقت، حتى حفظ نهج البلاغة لسيدنا علي (رضي الله عنه) أيام كان يقطع الطريق في القطار كل يوم من طنطا إلي طلخا، وكان يأتيه الزائر من صحبه فيغريه بالقراءة معه ومناقشة موضوعا في الأدب أو العلم حتي لا يضيع الوقت الثمين في اللغو والكلام، وكانت عدد ساعات مطالعاته اليومية لا تقل عن ثماني ساعات>
    · أما "ابن المعتز" فيرى: "الكتاب والج الابواب، جرىء على الحجاب، مفهم لايفهم، وناطق لايتكلم، وبه يشخص المشتاق اذا ابعده الفراق "
    · أما " العقاد" فيجاوز بشغفه بالكتاب والثقافة حتى يرى فيها الكون كله فيقول: "إن عالم المكتبات هو العالم الذى أعيش فيه لأنه هو الكون كله، وهو الحياة بما خفى منها أو ظهر، وهى امتداد الحياة الى الخلود "
    · وقال المحب لمتعة القراءة عن المكتبات: (فساحاتها بهجة النفوس / وعنوانها فيه أقصى المني)
    · وآخر يهيم بالكتاب شغفًا ويخاطبه: (أنت الصفى إذا الإخوان قد كدروا / أنت الوفى إذا ما صاحب خانا)
    · والأدباتي الأشهر" عبد الله النديم "يعود فى صغره من كتابه بالاسكندرية ليساعد والده فى مخبز يبيع فيه الخبز .. فكان يعمل ويستذكر دروسه ويداوم مطالعاته على صغر سنه فى كتب الأدب والشعر وذلك على ضوء جمار الفرن.
    · وكان القاص البارع "طه الرواي" من الأدباء الكبار المسرفين في القراءة إن صح في القراءة الإسراف فيقول عنه معاصروه ما زرناه إلا وجدناه يقرأ أو يسمع لمن يقرأ له، وكان له مكتبة واسعة، قيل ما خرج كتاب من المطبعة العربية في مصر أو الهند أو العراق أو الشام إلا اشتملت عليه مكتبته، وكانت تسعفه دائما فيما يحتاج إليه من كتابه.
    · وهذا الفيلسوف "هيوم" يقول: "لا أريد أن أنال فوق ما نلت، عندي من الكتب ما يمنحني راحة النفس "
    · وهذا "ماكولي" يقول : "لو خيرت بين حالات عدة ، لآثرت حجرة صغيرة مليئة بالكتب"
    · وكلنا يعرف الأسرة التيمورية وهى أسرة بكاملها من الأدباء الممتازين، خاصة في كتابة القصة، فمحمد تيمور من رواد كتابتها، ومحمود تيمور شيخ كتاب القصة العربية المعاصرة، يقول عميدها" اسماعيل السيد محمد تيمور الكاشف": "إني لاستحي أن يقع في يدي كتاب ولا أطالعه"
    · فليستمع الأديب القاص الذي يرنو نحو طريق الكتابة وعشق الأدب، لا تترك شيء دون أن تقرأه، ثم لدي توغلك واكتشافك ضع خطة لمطالعاتك حول أعلام القصة العربية والعالمية.
    وطبعا تلك أمثلة (علي سبيل الاستشهاد) لتوضيح أثر القراءة في حياة الأديب القاص وإنتاجه الفني والأدبي والعلمي .
    اتفقنا إذن دون مواربة أن الأديب لازما له أن يقرأ كل ما يستطيعه وما تطاله يده وإمكاناته، وأن يرتاد المكتبات العامة، ويحرص علي قراءة حتى كتب التلاميذ في الأدب والنصوص، ولا عيب في ذلك، بل وفي علوم منوعة قد لا تتصل إتصالا مباشرا بمجال إبداعه الأدبي فالعقاد كان يقرأ حتى في علم الحشرات ومذكرات الفنانين، و "محفوظ عبد الرحمن" أحد كبار كتاب الدراما كان يقول: "لا بد للكاتب أن يقرأ ويدرس لحسابه الخاص، وليس شرطًا لعمل إبداعي يكتبه"، علي سبيل المثال قرأ في تاريخ المذاهب الفكرية الإسلامية، وهو يكتب السيناريو للمسلسلات التليفزيونية والإذاعية، لماذا؟ لأن الخلفية الثقافية هامة للأديب القاص وأيضا للناقد والقارئ علي السواء، حيث عليها مدار فهم الأعمال الأدبية ورقي الذوق الفني، يقول "الرافعي": "السبيل لدراسة الأدب العربي أن تقرأ كل كتاب وأن يكون لك طريقة خاصة في الاستنتاج والفهم، وأن يكون لك أسلوب قوي في الكتاب، فأقرأ ما تجده وما تستطيع أن تجده "
    لكن يبقي السؤال، فالمطابع تصب كل يوم أطنان الأوراق من الصحف والمجلات والكتب والنشرات، والإنترنت به الآلاف والآلاف من كتب جاهزة للتحميل والقراءة، كما أن الوقت جد قصير وموزعا بين أعباء المعاش والوظيفة، ... إلي آخره، فكيف يفعل الأديب القاص؟!،
    أولا يجب أن يكون لديه ثقافة الإنتقاء كما ألمحنا سابقا، وهذا من الأهمية بمكان، أما الكتب او الفكر الاساسي الذي يجب أن يبدأ به فأقدمه من وصف الأديب القاص (يوسف الشاروني) مع بعض التصرف كما يلي:
    · القرآن الكريم وتفسيرًا واحدًا له علي الأقل
    · بعض المعاجم الأدبية واللغوية وتلك لا تقرأ من أولها لآخرها بل للرجوع إليها عند البحث، ومنها أيضا القواميس ودوائر المعارف
    · أطلس عالمي وبعض الخرائط التفصيلية المحلية>
    ومن جانبي أضيف ما يلي :
    · مجلة ثقافية شهريًا.
    · كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع .
    · كتب في التاريخ مثل كتب عبد الله عنان المحامي، وكتب في الحضارة مثل أطلس الدكتور حسين مؤنس.
    · أدب الرحلات مثل أعجب الرحلات في التاريخ لأنيس منصور، ورحلات د.نعمات أحمد فؤاد، وحسين قدري، وخيري شلبي في رحلات الطرشجي الحلوجي، والرحالة ناصر العبودي، وغيرها كثير .
    · أدب السير الذاتية، السير الغيرية مثل مذكرات د. رؤوف عباس، عباس خضر، حياتي لأحمد أمين .. وغيرها كثير .
    · كتاب القصة جميعاً، طه وادى، ونجيب الكيلاني، ومحمد المجذوب، واللواء محمود شيت خطاب، ويحيى حقي، ومحمود تيمور، ومحمد مستجاب وقصصه القصيرة، وسعد مكاوي، وأبو المعاطي أبو النجا، ويوسف إدريس، وعبد الله الطوخي، والسحار، والقراءة للاستفادة من الأسلوب الفني من الأعلام الآخرين.
    · دراسات نقدية مثل كتب الدكتور عبد اللطيف السحرتي، ود. سعد ابو الرضا، ود. إبراهيم سعفان، ود. حسين علي محمد، ود. مصطفي علي عمر، ود. شوقي ضيف في البحث الأدبي وعصور الأدب العربي، ود. مصطفي الضبع، ود. جمال عبد الناصر، ود. سيد أحمد قطب، ود. كمال نشأت وغيرهم كثير .
    · المسرحية والأدب الساخر.
    · أدب القصص الإنسانية مثل كتب الراحل عبد الوهاب مطاوع .
    ذلك علي سبيل المثال البسيط جدا وليس علي سبيل الحصر القطعي .



  20. #80
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة









  21. #81
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  22. #82
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  23. #83
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  24. #84
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


    الأمر الآخر هو معايشة الحياة بقلب مفتوح وعقل يقظ يلتقط دقائق الحياة ، فقد قيل أن الفن ما هو إلا تجميع متفرقات الحياة المبعثرة والتي تبدو بلا قيمة ونسجها عبر خيط واحد يجمعها وإيجاد علاقات جديدة بين تلك المتفرقات، يكشف بها القاص للقارئ ما كان خافيا عنه من علاقات وحقائق النفس والحياة، فيصيبه بالدهشة، فالأديب يمتلك العين الطوافة كما قيل والتى ترى فى كل ما يمر بها تجربة نافعة تصلح للكتابة ، سأل (موباسان) رائد من رواد فن القصة القصيرة بشكلها الفني المعاصرأحد الأدباء الكبار في عصره: كيف يجيد كتابة القصص؟، فقال له: لاحظ ثم لاحظ ثم لاحظ، يذكر القاص الإنجليزي (سومرست موم) (بانه لا شيء يحدث في حياة الكاتب ولا يمكن استخدامه في القصة)، فقدرة التأمل هى تمد الكاتب بزاده الذي لا ينضب من المعانى والأفكار، وكلما اتسعت مجالات تلك المعايشة والتأمل في الشخصيات والأحداث، كلما كان عطاء الأديب زاخرًا متفوقًا

  25. #85
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  26. #86
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


    الأمر التالي صفة المعاصرة والقرب من المستجدات علي الساحة الأدبية ويكون ذلك بارتياد المحافل الأدبية والمساهمة فيها، والاستماع إلي الأدباء الكبار ونقل خبراتهم وتجاربهم إلى الوعي الأدبى بما يساهم بلا ريب في تنمية الملكة الإبداعية، فهذا الاحتكاك من الأهمية بمكان ولا يمكن تركه أو التخلي عنه أيا كانت الأسباب، مع الصبر علي ذلك ، وتدوين الملاحظات والسؤال المتصل ، فقد سئل ابن عباس (رضى الله عنهما): بما نلت هذا العلم الغزير؟ قال: بلسان سئول وقلب عقول، وهذا بالطبع معني عام يناسب أى مجال فى الحياة، فكلنا يتعلم من بعضه البعض، ويكتسب الجديد، وقيل (أن الكاتب الذي يعتقد أنه مركز الكون هو لا شيء وميؤوس منه)، فلا أحد امتلك معرفة كاملة في مجال القصة والأدب بعامة، والذائقة الأدبية منوعة ولها منابعها ومصباتها المتباينة، بل إن القول بعلمية دراسة الأدب واجهه قول آخر بالمذهب التأثري، وهناك مثل د. شكري غالي قال بالتوسط بين الأمرين بقوله الفلسفي الجمالي، والوسائط الحديثة احدثت تغييرًا حتي انتشرت الصيحة بموت الناقد ومجد القارئ الذائق، فلا شيء في عالم الكتابة القصصية ثابتًا علي حال، والجديد لا ينفي القديم ويسحقه، لذلك مريد كتابة القصة الجميلة عليه ان يحيا بقلب عقول ولسان سئول.

  27. #87
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


  28. #88
    مشرف الصورة الرمزية ذكرى صلاح الدين
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    3,504

    رد: دورة كتابة القصة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد جوده مشاهدة المشاركة
    يقول "الرافعي": "السبيل لدراسة الأدب العربي أن تقرأ كل كتاب وأن يكون لك طريقة خاصة في الاستنتاج والفهم، وأن يكون لك أسلوب قوي في الكتاب، فاقرأ ما تجده وما تستطيع أن تجده "
    لكن يبقى السؤال، فالمطابع تصب كل يوم أطنان الأوراق من الصحف والمجلات والكتب والنشرات، والإنترنت به الآلاف والآلاف من كتب جاهزة للتحميل والقراءة، كما أن الوقت جد قصير وموزعا بين أعباء المعاش والوظيفة، ... إلى آخره، فكيف يفعل الأديب القاص؟!،
    أولا يجب أن يكون لديه ثقافة الانتقاء كما ألمحنا سابقا، وهذا من الأهمية بمكان، أما الكتب او الفكر الاساسي الذي يجب أن يبدأ به فأقدمه من وصف الأديب القاص (يوسف الشاروني) مع بعض التصرف كما يلي:
    · القرآن الكريم وتفسيرًا واحدًا له علي الأقل
    · بعض المعاجم الأدبية واللغوية وتلك لا تقرأ من أولها لآخرها بل للرجوع إليها عند البحث، ومنها أيضا القواميس ودوائر المعارف
    · أطلس عالمي وبعض الخرائط التفصيلية المحلية>
    ومن جانبي أضيف ما يلي :
    · مجلة ثقافية شهريًا.
    · كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع .
    · كتب في التاريخ مثل كتب عبد الله عنان المحامي، وكتب في الحضارة مثل أطلس الدكتور حسين مؤنس.
    · أدب الرحلات مثل أعجب الرحلات في التاريخ لأنيس منصور، ورحلات د.نعمات أحمد فؤاد، وحسين قدري، وخيري شلبي في رحلات الطرشجي الحلوجي، والرحالة ناصر العبودي، وغيرها كثير .
    · أدب السير الذاتية، السير الغيرية مثل مذكرات د. رؤوف عباس، عباس خضر، حياتي لأحمد أمين .. وغيرها كثير .
    · كتاب القصة جميعاً، طه وادى، ونجيب الكيلاني، ومحمد المجذوب، واللواء محمود شيت خطاب، ويحيى حقي، ومحمود تيمور، ومحمد مستجاب وقصصه القصيرة، وسعد مكاوي، وأبو المعاطي أبو النجا، ويوسف إدريس، وعبد الله الطوخي، والسحار، والقراءة للاستفادة من الأسلوب الفني من الأعلام الآخرين.
    · دراسات نقدية مثل كتب الدكتور عبد اللطيف السحرتي، ود. سعد ابو الرضا، ود. إبراهيم سعفان، ود. حسين علي محمد، ود. مصطفي علي عمر، ود. شوقي ضيف في البحث الأدبي وعصور الأدب العربي، ود. مصطفي الضبع، ود. جمال عبد الناصر، ود. سيد أحمد قطب، ود. كمال نشأت وغيرهم كثير .
    · المسرحية والأدب الساخر.
    · أدب القصص الإنسانية مثل كتب الراحل عبد الوهاب مطاوع .
    ذلك على سبيل المثال البسيط جدا وليس علي سبيل الحصر القطعي .

    نصائح قيمة لمحبي كتابة القصص
    بوركتم أستاذنا المفضال أ. خالد جودة
    أحاول بإذن الله وعونه العمل بها لأكتب يوما ما قصصا جميلة يكون لكم الفضل في رسم طريقي وطريق المشاركين في الدورة نحو الإبداع فيها

  29. #89
    فريق الترجمة الصورة الرمزية أم كوثر
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    فلسطين إن شاء الله
    المشاركات
    15,879

    رد: دورة كتابة القصة

    شكرا جزيلا استاذنا الفاضل على كل هذه الإفادات القيمة ..
    بمعنى أن المطالعة وكثرة القراءة تنمي مهاراتنا وترفع منسوب المعرفة وتزيد من رصيدها وتوسع مداركنا
    مع إتقان فن الإنتقاء ربحا للوقت وحتى نستفيد مما اطلعنا عليه لينفعنا في مجال ممكن أن نعطي فيه أكثر

  30. #90
    باحث وكاتب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    198

    رد: دورة كتابة القصة


    الأمر التالي التجريب ومواصلة العمل الإبداعي، فالتجريب هو طريق التجديد، وليست الكثرة هي الحاكمة لجودة أداء الأديب وتميزه فنيا، بل يجب أن يجرب الأديب كثيرًا، لكن لا ينشر من إنتاجه إلا ما تم استيفاءه من عناصر فنية وموضوعية وحاز رضاه ورضا مجتمعات أدبية تشكل ورشة أدبية لعمله الإبداعى، ممن اسميتهم (القراء الأوائل) مع تواضعه وقبوله بالنصيحة والرأى النقدى إن وافق قناعته، بمعني أن الكاتب لا يترك فكرة تمر عليه دون تسجيلها، ويمكن أن يتركها بعد قيامه أول مرة بالتسجيل علي أن يعود إليها لاحقا بحرفته الأدبية أو لاستماعه لرأى حولها للتنسيق والتجميل والتعديل، وإذا كان الأمر لازما للأدباء عامة فهو للأديب الناشئ أشد، مع الصبر علي عواصف النقد، وقسوة بعض من يتصدى له بنقد لاذع (بدعوى الصدق وإصلاح الشأن، ولا أؤيدهم في ذلك فالنقد عندي هو النقد المتعاطف والذى يمثل كشف لجوانب الإجادة قبل التنقيب عن جوانب القصور)، وبالطبع هناك من النقض وليس النقد أن يصدر الناقد أحكاما نهائية، ويعلق المشانق للنص الإبداعى، ويكون عنيفا غاية العنف، أو يكون من حملة السواطير كما وصف بعض النقاد الأديب الساخر محمد مستجاب. القصد أن الأديب لدي ارتياده تلك المجتمعات ومحافل القصة يجد من هذا الصنف من النقاض، فعليه أن يتحلى بالثقة بنفسه، والعمل علي مجابهة ذلك الانتقاد بالصبر والإصلاح قدر الإمكان، أما النقد الهادف فله أن يتفاعل معه ويستمع إليه ولا يستعلى على تلك النصائح التى تسدى إليه، ويقوم بالتعديل بما يوافق ما وصل قناعته من الرؤى المطروحة عليه من عمله الأدبي، وللتعديل فقرة مطولة لاحقة.












ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •