شكرا جزيلا أستاذنا الفاضل على الإفادات القيمة والنصائح الجليلة
بإذن الله سأكرر المحاولة وأحاول أن أقف على ما فاتني واصححه
واعمل بنصائحكم الرشيدة ، جزاكم الله ألف خير على التشجيع
شكرا جزيلا أستاذنا الفاضل على الإفادات القيمة والنصائح الجليلة
بإذن الله سأكرر المحاولة وأحاول أن أقف على ما فاتني واصححه
واعمل بنصائحكم الرشيدة ، جزاكم الله ألف خير على التشجيع
[QUOTE=أم كوثر;16533503]شكرا جزيلا أستاذنا الفاضل على الإفادات القيمة والنصائح الجليلة
بإذن الله سأكرر المحاولة وأحاول أن أقف على ما فاتني واصححه
واعمل بنصائحكم الرشيدة ، جزاكم الله ألف خير على التشجيع[/
العفو ... أدعو الله تعالي أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير
بعض كتاب القصة يتصورن أنه يجب عليهم أن يكتبوا القصة في أي وقت، ويعمدوا إلي تنميق حروفهم حتى تكتمل أمامهم قصة سوية وقتما يريدون، وهؤلاء بدون شك اهل حرفة واحتراف، ولكن أظن أن القصة المبدعة التي تستجلب محبة القارئ وتؤثر في بناء الحياء بحق، لا تكون إلا بذوق روعة لحظة الميلاد، عندما ينسكب داخل وجدان القاص ذاك الضياء السحري في لحظة فارقة، وتعبير (لحظة الميلاد) هو التعبير الشائع حول تكوين العمل الأدبي بتشبيهه بالجنين، فالفكرة تأخذ حظها من الاختمار داخل وجدان القاص، فإذا سبقت فكرته فسارع إلي كتابتها دون أن يمر بتلك الحالة من القلق والتوتر، أي دون أن يتمهل في انتظار حالته الموافقة للكتابة، أو بمعني أدق إذا سبق قلمه لحظته الإبداعية كان العمل الأدبي مثل الجنين المبتسر، يعاني التشوية والتمزيق لم تكتمل له بعد العناصر الوافية لنجاحه، والفترة الزمنية التي تستغرقها حالة التوتر العاصف إلي أن تكتمل الفكرة وتوافق اللحظة الإبداعية تتباين بين قاص وآخر، بل يمكن أن تتباين بين عمل وآخر لكاتب واحد، فقد تنشأ الفكرة وتطرح نفسها بقوة وتمر بفترة اختمار قصيرة تتشكل فيها لتصبح كائنا سويًا خلال ساعات قليلة أو حتى دقائق يسيرة، وقد يستغرق الأمر سنوات طويلة، ولا شك أن الفكرة التي تأخذ حظها من حالة القلق هذا، ونصيبها من عناية القاص، فتوافق لحظتها الذهبية بحالة الموافقة للكتابة (وليس الزمن كما أشرنا هنا هو المقياس) هي التي تنشأ لنا قصة ممتازة لأنها تعبر عن تلك اللحظة الإنسانية الساحرة وتقدم لنا سر من أسرار الإبداع العقلي والإنساني، إن القاص الذكي المهتم بفنه والذي يود دائما أن يرقي به لابد أن يكون يقظا لمثل هذا المعني، فيتصيد أفكار قصصه ومشاعره برصاص بصيرته، وتظل لحظات توتره متصاعدة وأحيانا عاصفة وحارقة للأعصاب، لدرجة أنني قرأت قريباً أن قاصة أصيبت بالمرض العنيف خلال فترة ابداعها لقصة، فهذا التوتر المرير قد يكون من لون الأمور "النفسجسمية" أي تنعكس بديناً لهذا لا يجب أن يؤجل القاص أمر إفراغ شحنته تلك حين تناسب لحظتها القدرية لتولد لنا القصة الراقية المناسبة لموضوعه وفكرته، وأولي أسس التدريب أن يعي كاتب القصة أن "لحظة الإضاءة" لحظة نادرة إذا أفلتها فلن تعود إليه مرة ثانية.
القاص يجب أن يكون ذا ذهنية حاضرة جاهزة حيث أن عين المبدع متباينة عن غيرها من العيون فيسميها يوسف إدريس: حساسية التقاط اللحظة الإبداعية، وتسميها الكاتبة (هالي بيرت): عين القاص الطوافة، وقرأت للقاصة (نعمات البحيري) في روايتها (يوميات إمرأة مشعة) وهي رواية مستمدة من سيرتها الذاتية أن شقيقها كان يقول لها: (إنك تأخذين الناس لحمًاً وترميهم قصصًا)، وتقول أيضاً ولكن في لقاء شرفت بحضوره منذ سنوات بتصرف كبير وبروح كلماتها الهامة: (أن الفكرة المبدعة والتي يؤسس عليها القاص عمله الفني تتفاوت من قاص لآخر، وصاحب الموهبة العالية لدية حساسية عالية فكأن الأرض تنبت له أفكارا كلما تحرك والقاص عليه أن يقبض عليها ويحتضنها وتختزنها ذاكرته وتختمر عنده ويعيد إنتاجها في عمل فني، وهذا جميعه يكتنفه مبدأ هام وهو تخصيص العام وتعميم الخاص بمعني كيف يستطيع المبدع أن يحول التجربة الخاصة إلي تجربة عامة يحياها معه غيره من تلقيه العمل الأدبي، أما تخصيص العام فهو ملكية الأديب للحدث العام ويمر الكاتب بفترة الاختزان والاختمار تلك إلي أن يخرج العمل الأدبي في شكله الأخير وتلك الفترة تتسم بالقلق والتوتر والارتباك لدرجة حكت فيها الأديبة أنها قد تختلق الأعذار كي تؤجل الكتابة، فتعمل علي مرحلية بداية بإنزال فكرتها علي هيئة دفقه ساخنة وملتهبة كما هي بكافة عناصرها بدون أي تعديل (قبل السنفرة) وتسميها القاصة "مادة خام" حيث تمثل المادة الأولية للعمل الإبداعي ومن داخلها لحظة الإضاءة، وتلك أهم العناصر لدي المبدع ، فإذا فقدت تلك المادة الأولية فقد الأديب أهم ما لديه، وتصف القاصة أن تلك المادة الخام هي التي تؤسس جرس العمل وتخلق نوع من الجمالية لإبتعاث البهجة لدي القارئ ، حينها يبقي من العمل صياغة الحوار بشكل جمالي أي الحرفة الأدبية والتي تعني إسقاط السيئ وإعلاء الجيد، والحرفة الأدبية مثلها مثل أي عمل أو احتراف أي أمر ، وتصف الأديبة أنها ترتاح بعد تأسيس المادة الأولية وتنفصل عنها، لدرجة قد تصل إلي النسيان لحين إثارته مرة أخري من خلال التحدي بإعادة تشكيل هذه المادة الأولية، كما تحدثت عن أهمية المراجعة المتصلة لدرجة أنها تعمل علي تجويد عملها الإبداعي لعشر مخطوطات وبصورة مناسبة لمناسبة وميقات النشر، وجملة هذه العناصر من ذكاء الأديب الخاص)، ويقول القاص (محمد جبريل): (الكتابة لا تتم في لحظات، إنما هي تأخذ وقتًاً طويلًا من الكتابة والمراجعة والتأمل، والإطمئنان إلي الصورة النهائية، بالإضافة إلي القراءة والتجربة والمعايشة، بحيث اكتملت للمبدع أدواته الفنيه)، ويري تشيكوف أن الفنان لا يختار موضوعاته، إنما هي التي تختار الفنان.
وحول أهمية لحظة الإضاءة أذكر مقالة قرأتها للكاتب صاحب القلم الرحيم (عبد الوهاب مطاوع) مفادها بتصرف قلمي التام أنه اتخذ كل الأسباب والتي تعد له المناخ المناسب لممارسة فعل الكتابة، فقد أغلق علي نفسه باب مكتبه وجهز طائفة ضخمة من الأوراق والأقلام، وأحتسي عدة فناجين من القهوة، ولكن دون فائدة تذكر فالأفكار تستعصي عليه والمطبعة كائنا شرها فاتحا فمه ولا تشبعه سوي الكلمات، حينها أحس بتلك الحالة من القلق والتوتر المضني، أحس بالآم هائلة تعتصره، وظل هكذا طوال الليل حتى قرب الفجر فكتب موضوعه حول حبيبته "إلهام"، فهي وحشية الجمال يحبها من جميع قلبه وتحبها أقلامه، ولكنها ذات دلال قاس، فكثيرا ما تتمنع عليه ولا تقبل إلا بعد عناء واسترضاء مذل، ثم لا تمكث إلا قليلا وتنصرف مسرعة، وهو يغضب ويتعجب من تلك الجميلة ذات الدلال الرهيف فهي هكذا معه، لكنها مع غيره ترتمي علي أعتابه، تقبل الأيادي وتبذل من نفسها كي ترضي حبيبها المغرور.
إنها حالة الأديب المخلص لأدبه والذي يؤمن بقيمة الكلمة المبدعة ودورها المشهود ، وكثير من الأدباء تهاجمه فكرته وتسبقه لحظته الإبداعية في أوقات قد تكون غير مناسبة فيسرع حينها للكتابة علي أغلفة المنتجات أو قصاصات الأوراق أو بقايا الصحف، وقد يكتب ماشيًا في الطريق أو مستندا إلي راحة يده لدرجه قد يعجب له فيها من يحيطونه، ولعل هذا يقدم تفسيرا لما قد يعانيه الأديب من حالة الشرود الدائم فهو يحيا مع أفكاره متأملًا ، مرتقبا لحظة ميلاد فكرته لترتدي ثوب الكلمات، وقد تشتد به تلك الحالة مع قرب لحظته الذهبية، فالأديب يمر بمرحلة الإعداد والتهيئة وبها تكون حالة عدم التوازن تلك، ثم مرحلة احتضان الفكرة واختمارها لفترة ما، ثم مرحلة الإشراق بالعثور علي الحل وخروج الفكرة إلي حيز الضوء، يعبر عن ذلك الشاعر (محمد إقبال) ليصف حالته تلك من التوتر المضني لدي الكتابة: (تألمت فكتبت فاسترحت).
أضع هنا إحدى قصصي لينقدها الأستاذ خالد جودة
كان قدري أن أولد بعد ستة من البنات.. انتظر والدي قدوم ابنٍ له يعينه في حمل أعباء تجارته وإدارة أمواله، عشرون عاماً من الزواج.. ليكتشف الطبيب بعد ولادتي أنني لن أبصر النور ما حييت، فإصابة أمي بالحصبة الألمانية أطفأ نور عيني وأنا لا أزال جنيناً في أحشائها.
"أمي أيتها العظيمة"
أحبتني أمي وأخواتي بشدة، ورفضني والدي والمجتمع من حولي، أفاضت أمي علي بحنانها، وجفاني أبي وكأنني لست من نسله.. سمعته أكثر من مرة يقول: " أردت ولداً يعينني، فإذا بالولد بحاجة لمن يعينه".. أشعرني سلوكه معي منذ طفولتي بأنني لست كباقي الأطفال، فأنا أقل منهم.. وأشعرتني أمي بأنني لست كباقي الأطفال، فأنا الأفضل.. احترت كثيراً.. أيهما أصدق؟.. وضعت أمي ذات يوم في يدي قطعتي عملة نقديتين بعد أن أرسلتني إلى المدرسة، وطلبت مني أن أحدد وأصفها لها.. لمستهما ووصفتهما.. ولمستهما أختي ولم تصفها بدقة كما فعلت أنا.. فضمتني أمي قائلة: أترى؟ أنت الأفضل.. أنت ذكي.. ولا يليق بذكي مثلك إلا مستقبل يليق به.. ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟ احترت أمام كلامها، وصمتُ، ولكنها أصرت على سماع الإجابة.. فقلت: أحب أن أصبح مدرِّساً مميزاً. طارت فرحاً بي وقالت: أتعلم؟ أنا أؤمن بقدراتك الفريدة، وأؤمن بأنك تستطيع فعل ما يعجز كثيرون عنه.. ستغدو معلماً يشير الناس إليه بالبنان.
أرسلتني أمي للمدرسة، فكانت توقظني في الصباح، وتساعدني في ارتداء ملابس المدرسة، وتوصلني إلى بابها مشياً على الأقدام.. وعندما اعتدت على الطريق وتفاصيلها، أخذت تتركني أذهب وحدي أتحسس الطريق بعصاي التي لا تفارقني.. دائماً كانت تشجعني على الاستقلال عن الآخرين، حتى في أصعب الأشياء.. ولأنني صعب المراس، كنت أقاوم ضغطها عليَّ لأعتمد على نفسي وأتمرد عليها، إلا أنها لم تيأس أو تستسلم يوماً.. كانت عنيدة ومثابرة بطريقة عجيبة.. فأي شيء كنت أرفضه، وهي ترى فيه صالحي، لم تزل بي حتى تقنعني به، فأعدل عن رفضي وأنصاع لطلبها.. كانت تتعب نفسها من أجلي كثيراً.. فعندما أعود من المدرسة، تكون قد أنهت جميع واجباتها ومسؤولياتها لتتفرغ لدراستنا أنا وأخواتي.. لم تسمح لشيء بأن يسلب وقتها وتفرغها لنا.. وكان يساعدها في ذلك غياب أبي في عمله وعودته متأخراً ليلاً.
رافقتني أمي قبل أن أذهب للمدرسة لحضور دورة لغة بريل في مدينة تبعد عن مكان سكني 70 كيلومتر، أتقنت وأمي المهارات الأساسية لتلك اللغة، واشترت أمي آلة طباعة لتلك اللغة، وأخذت تطبع لي دروسي المطلوبة بنفسها، فأقرئها وأحفظها وأتقدم للامتحان بها.
وانهيت جميع مراحل المدرسة بنجاح، وسافرت إلى الجامعة لدراسة تخصص اللغة العربية وآدابها التي كنت أهيم حباً فيها.. وبما أن الجامعة بعيدة جداً سكنت في غرفة ثلاثية في سكن الجامعة.. رتبت أموري بنفسي، دون أن أطلب مساعدة من أحد، إلا أن التحديات والعقبات أبت أن تبتعد عن طريقي.. اعتقدت في مراحل سابقة أن طلاب الجامعة على مستوى عالي من النضج يجعلهم يتعالون على التفاهات، وعلى مستوى من الرقي يجعلهم يحترمون الآخرين ويقدرون خصوصيتهم، إلا أن بعض البشر ليسوا ببشر أحياناً.
فقد أخذت أواجه بعض المشاكل من زملائي في السكن وزملائي في الشعبة.. كنت أسمع سخريتهم مني، وأشعر أحياناً أنهم يستهزئون مني بملامح وجوههم، صحيح أنني لا أبصر، ولكن لدى حس مرهف قلما تجد مثله.. أخذوا يدبرون المقالب لينفجروا ضحكاً عندما أقع فيها.. حتى أنني كدت أحرق نفسي ذات مرة لولا لطف الله أن ساق لي مشرف السكن الذي أطفأ النار بسرعة.. وتظاهر زملائي وكأنهم لا علاقة لهم بالموضوع..
ومع مرور الوقت حزت على إعجاب ودعم ومحبة المدرسين والطلاب، إلا الأمر لم يخل من منغصات وأناس يتصرفون دون أخلاق ومشاعر.. أخذت فتاة تلاحقني، وتتود إلي، قابلتها بجفاء، ونصحتها بالابتعاد عني، فأنا لست عابثاً وغير مستعد للزواج الآن.. واكتشفت بالصدفة أن ذلك كان جزءاً من خطة تم إعدادها للإيقاع بي وتصويري معها ونشر الصور، وحتى الآن لا أدري ما الهدف من وراء ذلك.
مضت الجامعة بأيامها الحلوة والمرة، وبجميع صعوباتها وتحدياتها.. وكنت أنتظر على أحر من الجمر تخرجي لأرد لأمي ولو جزءاً من الجميل على تربيتها لي وإيمانها بقدرتي على النجاح.. وشاء الله أن أفوز حينها بالمرتبة الأولى في مسابقة للكتابة الإبداعية على مستوى جامعات الوطن.. وكتبت حينها مقالاً بعنوان "أمي أيتها العظيمة".. وقبل أن أذهب لاستلام جائزتي اتصل بي عمي قائلاً: لا أدري ماذا أقول لك.. قلت: هاتِ ما عندك ولا تتعب قلبي.. قال: توفيت والدتك.
سقط الهاتف من يدي وبكيت من دون انقطاع.. قائلاً: انتظرك أن أرد جزءاً من جميلك يا أمي بتحقيق حلمك.. ولكن.. القدر عاجلك قبل ذلك.. والله يا أمي سأكمل الطريق لأجلك.. جازاك الله الجنة عني يا أمي.
د. زهرة خدرج
أيغدو البشر ركاماً كالمدن المدمرة؟كانت فتاة غضة، لم تغادر عالم الطفولة بعد.. إلا أنها بدت كعجوز هرمة سئمت من الحياة.. وقفتْ أمام صحفي لإحدى وكالات الأنباء العالمية بانكسار، تطأطئ رأسها.. تشي عيونها بالخوف والمذلة، كان يلح عليها بأسئلته العديدة، عساه يسمع منها ما يمكِّنه من إعداد تقريره لوكالته.. أخذت تقول له بغضب أعلن عن نفسه في نبرة صوتها:
ركام فتاة سورية
ماذا تريدني أن أحكي لك يا سيدي؟؟ أأقول لك بأن جميع الفئات الضالة القذرة تآمرت معاً ضد مدينتنا التي كانت تخاف حتى من التلفظ باسمها لأنها كانت كالكابوس المرعب الذي يقض نومهم وراحة بالهم؟ أأقول لك بأنهم تآمروا ليفتكوا بنا ويقتلوا الأمل داخلنا؟ دخلوا مدينتنا بعد مقاومة شرسة، جعلت قلوبهم تمتلئ حقداً وكرهاً لنا.. حاصروا بيوتنا، وأخرجوني وكثير من الفتيات مثلي ونحن نتضور جوعاً بعد أن أعدموا الرجال أمام أعيننا وكان من بينهم أبي وأخي الصغير الوحيد الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره.. واقتادوا أمي كما باقي النساء الكبيرات لمكان لا أعرفه.. كما لا أدري ماذا فعلوا معهن بعد ذلك، علمت أنهم قد قاموا بذبحهن كما النِعاج.
أأقول لك بأن جنودهم المرتزقة قد انتهكوا طُهري.. عندما وضعونا في ملعب لكرة القدم أنا والفتيات من أمثالي.. وبدأ مهرجان تمزق الملابس، وكشف العورات وفضح الستر.. أقول عن نفسي: أطفأوا سجائرهم في نهداي.. وداسوا ببساطيرهم عظام صدري، شعرت بها تتكسر تحت ركلاتهم.. وعبثوا بجسدي يا سيدي.. وكأنني لست ببشر.. اغتصبوني بطريقة وحشية تعجز الكلمات عن وصفها، حتى الحيوانات المفترسة تتورع عن فعلها.. وماذا أقول لك يا سيدي؟ أأقول لك بأنني رجوتهم، وذكرتهم بأعراض أخواتهم وأمهاتهم ليتركوني، فلم يفعلوا؟ بل زادوا في غيهم وجبروتهم وعبثهم.. ماذا أقول؟ أأقول بأنهم أخذوا يكتبون أسمائهم بسجائرهم في المنطقة الحساسة من جسدي؟؟ أأقول بأنني حتى الصراخ لم أعد أقوى عليه؟.
تمنيت حينها يا سيدي لو أنني مت قبل هذا.. لو أن أمي لم تلدني.. لو أنني انتحرت أو لو أنني ذُبحت كما أمي، أو لو أن صاروخ مزق جسدي قبل أن تسقط مدينتنا.. تمنيت يا سيدي لو أنني وحدي من سقطت.. تمنيت لو بقيت مدينتي وذهبت أنا.. لكان الأمر يهون حينها.. ولكني سقطتُ وسقطت مدينتي، فكان السقوط مضاعفاً وكارثياً.. أكثر أهل مدينتي ماتوا مرة واحدة، وأنا وآخرين أمثالي متنا آلاف المرات.. وبصور شتى.
كرهت نفسي منذ ذلك الحين.. ولم يكتفوا بما فعلوه معي.. بل ألقوا بي قرب حاوية قمامة وأنا غائبة عن الوعي وعارية لتأكلني الكلاب والقطط الجائعة.. ولكن قدري لم يكن ليكتبه هؤلاء الأنذال.. فما زال في عمر هذه الفتاة الشقية الماثلة أمامك بقية.. ولا تدري ماذا تخبئ لها الأقدار في علم الغيب.
آلامي يا سيدي لا يمكنني أن أصفها لك.. ليس الألم مما جرى لي أنا فقط.. وإنما من كل ما جرى لبلادي وشعبي وأهل مدينتي وأهلي.. ولكني رغم كل ذلك لست يائسة يا سيدي.. فالجراح ستندمل وتزول، ومن مات سيولد غيره يكمل مسيره، والآلام ستذهب في سبيلها.. ومدينتي ستعود بإذن الله، سنعمِّرها بأيدينا وسنزرعها لنبث الروح فيها وتعود أفضل مما كانت يا سيدي.. فالدماء التي أريقت لن تذهب هدراً.. والأعراض التي هُتكت لن تروح هكذا عبثاً.. فليغدو الحديد نقياً، لا بد له من النار والطرق.. وهو ما يحدث لنا الآن.. وهو ما يبشر بقرب النصر والتمكين بإذن الله.. فأعلنها يا سيدي على لسان فتاة صغيرة انتُهك عِرضها.. لتؤنس قلوب المسحوقين.. فالظالم لن تبقى قوته التي تسمح له بظلم الناس.. ستزول كما تزول الشمس في آخر النهار، كما لن يبقى المستضعف على حاله.. وسيكون حينها وقت الحساب العسير لكل طاغية وظالم.
وأطلب منك يا سيدي أيضاً أن تبلغ المتفرجين الذين يصمتون صمت القبور أمام مآسينا وأقول لهم: لن يشفع لكم التاريخ جبنكم، ولن يغفر الله لكم صمتكم.. وإذا بقيتم على حالكم سيأتي دوركم.. "ألا إنما أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".
د. زهرة خدرج
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكر القائمين على المنتدى المبارك وعلى الدورة النافعه الماتعة مع أ, الفاضل خالد جودة
أتشرف أستاذي بابداء ملاحظاتكم على مشاركتي المتواضعة جدا جدا والتي قد لا ترقى للمستوى المتميز اللذي يميز الدورة
************************************************** ********************وللربيع...خريف...قال لها: من أنت؟؟؟ فأجابت بذهول: أنا من طرقت باب عقلها ونافذة قلبها وقلت لها...ما قلت ...قال :وما قلت لست أتذكر؟؟ قالت: أنا من لها قلت أحبك وأعشقك وسأفقد عقلي إن أفلتك من يدي وتركتك ترحلين... فإني أريدك زوجة لي, وحبيبة لقلبي و أما لأولادي وسندا في الحياة وامتدادا في جنات الخلد... قال : ها أنت قلتها بعظمة لسانك، مجرد أقوال لم أقصدها يوما، و هل أنت بلهاء تصدقين كلما يحكى لك؟؟ ظننتك أذكى من ذلك. وكيف أريدك زوجة و أنا متزوج قد أصلح الله حالي مع زوجتي؟ ولم أريد منك أولادا وقد أكرمت ببنين وبنات مع امرأتي؟ وكيف تكونين سند حياتي و أنا لست مقتنعا بك أصلا ؟و لم أتمناك في جنات الخلد وأنا لا أريد مشاركتك حتى حياة الدنيا...؟ سكتت وهي تسمع جفاءه و تحس قسوته وتراه يسقط سقوطا حرا من مقام عال جعلته فيه أول ما عرفته أو خيل لها أنها عرفته، و غمرها بكاء شديد جعلها تنفصل عن زمكانها، وسألته بصوت متقطع : هل كنت كل هذا الوقت سرابا ووهما أم شيطانا يلعب برجاحة عقلي وصدق إحساسي على بساطته؟ لم يكن حبا أكيد لكنه كان بداية البداية... أجابها بكل غطرسة، لم يرحم ضعفها ولا أنوثتها و جلدها بسوط إجابة مقيتة : قفي عن التمثيل يا هاته فليس لي مزاج للمسلسلات... أين عقلك؟ ما هذه الصبيانية وقلة النضج؟؟؟؟ هنا تيقنت أن صبرها الجميل تجاوز الصبر ولغة الحوار معه تحولت جمرا...و رحلت في صمت أليم وخيبة أمل وإحساس شماتة يمزق كل جميل فيها... ومضت الأيام متثاقلة، تتناسى حينا و تتذكر أحيانا... و الأسئلة تهشم رأسها الصغير، كيف له أن يكون هكذا؟؟ كيف لبشر أن يفقد إنسانيته إلى هذا الحد ويدلس و يراوغ في موضوع يخص ميثاقا غليظا عليه تقوم الحياة؟ كيف يجعلها ممنوعة من الصرف ولا محل لها من الإعراب، و يسحب غلاف التعدد الذي عرضه عليها أول مرة، لمجرد أن عاد نفسيا لمن هي الأولى؟ لم يكن معددا أصلا اذا، لم يكن كذلك. كانت فقط أداة يثبت بها لنفسه و سيدته انه لازال رجلا، لم يفقد بعد موقعه في لائحة الرجال المرغوب فيهم وان تراجعت رتبته... وتمضي الأيام... إلى أن عاد بطريقته المعتادة... رسالة قصيرة بمعنى كبير...معنى الحب والشوق والحنين...غير أن جفاءه الماضي وقسوته صنعا منها جسدا بلا إحساس كالدمية تماما...أفقدها الثقة في كل ما ينطق به لسانه، فقررت سماع صوته حتى تثبت لنفسها أنها تتماثل للشفاء من ألاعيبه وحيله و إهماله و عدم احترامه... وعد فأخلف وعاهد فلم يحفظ عهده و أخذ يراوغ ويأتي بعذر يناقض عذرا...ويتكلم في لا شيء وهو مصر على عدم احترام نضجها... تحدثا طويلا...لكنها لم تتحدث بالقسوة التي استعدت لها منذ أيام، كان مريضا أو يتمارض إلا أنها أحسته حقا يعاني من فراغ نفسي فظيع...لا يستسيغ من لذة الحياة إلا القليل القليل...تائها في غيابات جب عميق ينتظر من يلتقطه ويأخذه لبر أمان أمين... فقررت أن لا تكون جلاده... لكنها ثارت وانتفضت وقالت: لن أكون بعد اليوم لعبة تلعب بها، تحدد لها مكانا وزمانا يروقك وحدك... لن أسمح لك أن تكلمني متى شئت أنت، لن أسمح لك حتى أن تتذكرني وقتما أردت ذلك... لن أسمح لك أن تؤذيني فقط لأني كنت جادة, لن ولن ولن...أكون امرأة مع وقف التنفيذ في خيالك المريض وماضيك الفاني ، فانا لن أكون إلا الحاضر الحقيقي والأتي المزهر.... تركها تتحدث ورحل كما هي عادته، دون أي ذوق للمتعارف عليه مع البشر... بجفائه الأخير بحثت عنه مسرعة في داخلها، والزمن يعود بها لمحطات الماضي القريب جدا....فلم تجده... حينها أيقنت انه لم يكن شيئًا مذكورًا في قلبها وعقلها وكلّها... لكنها سمعته يهمس بذهول و لأول مرة يسألها: من أنا؟؟؟ فأجابته: أنت ربيع مزيف أشرقت فيه شمس الخريف، فظننته فصلا ربيعيا زاهيا بألوانه وصفاء جوه، وأنت هلال لم تثبت رؤيته فعفوت نفسي من انتظاره... و رحلت هذه المرة و هي واثقة ونشيطة كما كانت، وكيف لا وقد عادت لنفسها بعد طول اشتياق... أغلقت عينيها... وهمست... بسم الله على قلبي حتى يهدأ النبض...علني أنبت من جديد....
للكرام
أ. ذكري صلاح الدين
د. زهرة خدرج
أ. عقيدة وجهاد
عدد (4) من القصص
نتناولها بإذن الله تعالي في شعاع من الذائقة في منشورات جديدة في موضوع دورة القصة حول كل قصة قريبًا
مما سبق من فقرات نجد السؤال: هل يرتبط القاص بطقوس معينة عند إبداعه لقصصه؟، قد يدخل تلك الطقوس من باب ألف العادات ولكنها أيضا ترتبط بتهيئة معينة لاستجلاب اللحظة الإبداعية، ولا شك أن مطالعة طرفًا من تلك الطقوس يعبر لنا عن كيفية معانقة الأديب للحظته الإبداعية (كنز جواهره)، فيحكي أن الأديب متعدد المواهب (علي أحمد باكثير) كان يقطع حجرته عشرات المرات ذهابا وإيابا لكتابة سطرا واحدا أو تعديل سطر آخر، وأنه لقلقه كان يكتب بأقلام رديئة الصنع حتى لا يمنعه انسيال الكلمات من التدقيق فيها، أما الكاتب المكسيكي (أوكتافيوباث) فقد سئل: لماذا تكتب؟، وهل تحتاج إلي شيء معين أو طقس خاص كي تمارس الكتابة؟، وهل تتداعى الأفكار والخواطر بصورة آلية عند الكتابة؟، فأجاب علي السائل: (هذا ما أسأل نفسي بصدده: لماذا أكتب؟، خاصة أنه كان من السهل عمل أشياء أخري؟، الأدب ليس حرفة مرضية، إنه عمل ممل، يتطلب من الكاتب الجلوس لصيق المقعد فترات طويلة، إنه يتطلب الكثير من التضحيات والمعاناة، بيد أن مجد الشاعر أو الفنان بصفة عامة لا يكمن في مكافأة الآخرين له بل في السعادة التي تسفر عنها لحظة الخلق والإبداع، فالإبداع يمكن أن يولد من الحب)
هنا تظهر المشكلة، فقد يبدو أن الأديب لا يجب أن يتعامل مع أقلامه من واقع القسوة والغلظة المتناهية، فيمسكه قلمه مهددًا إياه، محاولًا أن يكسر عنقه ويرغم أنفه علي صفحات الورق يستخرج منه عصير المعاني بأي ثمن، لكن كيف له أن ينتظر بلا نتيجة ميلاد لحظته الحبيبه وهي لا تزوره إلا قليلاً أو كثيراً لكنه لا يشبع من الوصال.
هنا نسبق قليلاً في بيان مفردات خريطة الطريق إلي شهد الكلمات، فنشير إلي أهمية اخلاص القاص لعمله الفني، وتنظيمه إياه (لاحظ هنا مفردة التنظيم التي لا تتفق مع المسرود أعلاه حول قدرية لحظة الإضاءة، لكن تتضح الأمور عما قليل)، وحماسته المفرطه، وجهده النفسي والبدني، وسمة (الجدية) التامة، ولا بديل عنها، ويلخصها قول (المنفلوطي): (الأدب ليس سلعة من السلع التجارية لا هم لصاحبها سوي أن يحتال لنفاقها في سوقها إنما الأدب فن شريف يجب أن يخلص له المتأدبون بأداء حقه والقيام علي خدمته إخلاص غيرهم من المشتغلين ببقية الفنون لفنونهم)، هنا تظهر أهمية مجهودات القاص لبناء جسره الذهبي الذي يصله دائماً بلحظة الإضاءة العبقرية، فلا يغفو عنها، ويحصد أقصي عطاء لها، فيردم الفجوة بين لحظته تلك والتشغيل عليها وبقاء توهجها، من خلال تجارب بعض الأدباء:
مر بنا القاصة (نعمات البحيري) التي كانت تصنف مجلدات علي حاسبوها تضع بها ما صب صبًا ملتهبًا في لحظة الإضاءة، كما هى لا تتوقف للتدقيق ولا تتهمل للتنقيح والإجادة، بل تسارع في سرعة كبيرة للكتابة دون تنقية أو توقف، ثم تنصرف عن هذه المواد، وتعود لها بعد حين لتقوم بالحرفة الأدبية فتحذف وتضيف وتعمل علي التشكيل والتركيب والتفكيك وهكذا حتي تقدم القصة أو الرواية كما ترضي ويرضي القارئ.
في كتاب كنوز السرد لدكتور جلال أبو زيد يذكر هذه القصة في هامش بحثه الرائع حول الأنساق الثقافية في رواية الوتد لخيري شلبي: يتحدث (خيري شلبي) أنه كان يعمل كاتباً لدي أحد المحامين المثقفين في مدينة قلين كان يهوي الأدب والقصة القصيرة، يقول: (فلما أطلعته علي كتاباتي قرأها بإمعان وقال: لماذا لا تكتب مثلما تتكلم؟، فقلت لا أستطيع، قال: جرب، وظللت أجرب دون جدوي، إلي أن ألتقيت بصديق يدعي "بكر رشوان" يكبرني بأعوام، وكان يحضر لليسانس الآداب قسم فلسفة، ويكتب القصة القصيرة، فزوودني بأكبر نصيحة .. لا تجلس لتكتب عامدًاً متعمدًا اقبل علي الكتابة كأنك ستلعب عشرة طاولة، وأبدأ بكتابة مذكرات نثرية في الموضوع الذي تنوي كتابته قصة، فجئت مره أكتب هذه المذكرات، فإذا بي أنساب مع المذكرات في يسر وليونة وإذا بهذه المذكرات تصبح - بعد تعديلات طفيفة جداً – هي قصصي الأولي.
ولكن (محمد جبريل) في كتابه الممتع (للشمس سبعة ألوان) يوافق علي شبيه بمعني الكتابة كأنك تلعب عشرة طاولة ويعترض أيضاً يقول: (كنت أعمل بنصيحة أرسكين كالدويل: "ليس كل الكتاب الذين تنشر أعمالهم محترفين، أعمال كثيرة جيده كتبها كتاب تحيط بهم ظروف قاسية، كالعمل البيتي كل يوم، او الذهاب إلي العمل خمسة أو ستة أيام في الأسبوع، الكتابة كهواية جمع الطوابع او الصيد، من الممكن أن تكون هواية ممتعة، ومع تحفظي علي الصورة فإني أوافق علي المعني، فليست الكتابة مجرد هواية ممتعة كجمع الطوابع أو الصيد، إنه أمر يجاوز ذلك تماماً في أهميته وخطورته)
محاولة جديدة لكتابة قصة بعنوان : عائدون
ومادام هناك شعب ينبض بالحياة متمسك بحقه يستميت في الدفاع عنه ، يفدي الأرض بروحه ، أبدع في وسال الدفاع عن حقه ، واستثمر وسائل العصر الحديثة والجديدة لتحقيق مناه وبلوغ هدفه ، فالعودة قريبة بإذن الله ، وفي ذكرى النكبة يتجسد ذاك الحنين للوطن ، لم يعد الفلسطيني يحيي ذكرى النكبة بحسرة وغصة تخنق الروح ، أو بالرضا بالأمر الواقع والإحساس بالعجز أوبالإكتفاء فقط بالعتب عن خذلان القريب والبعيد أو اجترار الألم والبكاء على الأطلال ، بل ترجم حبه لفلسطين وشوقه لحضنها الدافئ ، واحياء للنكبة بكشف جرائم الإحتلال ونصرة القضية واحيائها والدفاع عنها والإستماتة على الحقوق ، بل والإصرار على استعادة حقه المسلوب ..
لا تتناول ذكرى النكبة إلا وتستحضر تداعياتها وما خلفته من معاناة ولجوء وشتات وتمزيق لأوصال العائلات وتشريد للشعب ، أحمد شاب لاجئ يجسد مرارة وتداعيات النكبة ، عندما يتحدث عن فلسطين والذي لم يرها ولم يزرها من قبل ، إلا أن قصص جده عنها لازالت ترن في مسامعه ، فيتحدث عنها بحنين وشوق واعتزاز وفخر ، وكلما حلت الذكرى إلا وتجلت أمام ناظريه فصولها الدامية ، وكأنه عايش الأحداث عن قرب ، يتحدث عن بطولات الفدائيين وعن مقارعتهم للإحتلال تفنيدا لرواياته الإحتلال التي سوقها عن شعب باع أرضه وعن أرض بلا شعب ، يروي أحمد ماكابده الشعب المكلوم من محن ومشاق وعن ألم اللجوء ، فالعاناة لم تنتهي ولازالت مستمرة ، دول اللجوء بدورها شهدت محن وأزمات ، فتكررت نكبة الفلسطيني في أقسى صورها ، وتجددت فصول المعاناة وتعمقت الجراح ..
يروي أحمد ما قصه جده عليه ، عن عصابات الإجرام الصهيونية والتي سعت بكل صلف ووحشية لإقتلاع شعب عن أرضه ، ترهيب وترويع وطرد وتهجير وارتكاب أفظع الجرائم ، وطمس قرى بأكملها لإخفاء معالم الجريمة ، لازال أحمد يسترسل في حديثه ، عن كيف نشأ في مخيم ، يحمل إسما يزرع الأمل في النفوس وعن مخيمات تحمل أسم الصمود وتذكر بملاحم السلف ، أما المدارس وأحياء المخيم فتحمل أسماء المدن والقرى الفلسطينية التي سعى الإحتلال لمحوها من الذاكرة ومحو الوجود الفلسطيني عليها ، إن لم يعيش أحمد في فلسطين فهي تعيش في وجدانه وقد رسم لها أجمل الصور ، حملها معها أينما رحل أو ارتحل ، حتى تبقى حية في الوجدان وأمانة تتناقلها الأجيال ، يحمونها ولا يفرطوا فيها ، ويوطدوا كل قوة وكل الإمكانيات وكل الطاقات لتحريرها وكسر قيدها ..
جد أحمد كبقية الفلسطينيين لم يفرطوا في الحق الفلسطيني وزرعوا حب فلسطين في قلوب الصغار ، وحب الإنتماء لأرض العطاء ، أرض البطولات والملاحم والإنتصارات ، حتى سكن هواها في أوصالهم وسري حبها في شرايينهم ، وبدورهم الآباء ساروا على نهج الاجداد ، ورثوا للإحفاد حب فلسطين وتمسكوا بمفاتيح العودة ولازالوا يحتفظون بها ، لم يفقد أحمد ولا عائلته كبقية العائلات الفلسطينية الامل في العودة لقراهم وبياراتهم ومزارعهم ، ومرارة اللجوء تذكرهم دوما بموطنهم الأصلي وأن وجودهم مؤقت ومهما طالت غربتهم قريبا سيعودوا لفلسطين ، بإذن الله ..
كل ما حلت الذكرى يُسيّر أحمد وبقية شباب المخيم مسيرات العودة ، حتى يبلغوا لأقرب نقطة تفصلهم عن فلسطين ، فيتراءى لهم جمالها الآخاذ من بعيد ، يتنسم عبيرها الفواح ، يسرح في بهائها وسنائها وزرقة سمائها وعليل هوائها وشمسها الدافئة ، يغبط الطيور التي تعود لموطنها ولأعشاشها بعد غياب طويل ، يستذكر كلمات جده عن قريته الوادعة وعن بيتهم الواسع وبياراتهم وحقولهم واحلام الطفولة البريئة وابتساماتهم التي اغتالتها ألة الحقد الصهيونية وحولتها لأشلاء ، يجدد العهد للوطن ، يدرك أن اللاجئ هو الشاهد على جرم الإحتلال بفلسطين وأهلها والقصص المروعة عن شعب هُجر قسرا عن موطنه شهادة تدين الإحتلال وتبرز فداحة جرمه وحقده ويحمله مسؤولية عما جرى وما يعانيه الشعب المكلوم..
أحمد وكل الشباب في مثل سنه فندوا مقولة الصهاينة ، أن الكبار يموتوا والصغار ينسوا ، صغار الامس هم ثوار اليوم ، مقاومة في فلسطين تقض مضجع الإحتلال وتفقده أمنه وهبات تولد لتجدد العهد بمقاومة متأصلة ومتجذرة ، شعب أبيّ يرفض العيش تحت بساطير الإحتلال ويقاومه ببسالة وفي الشتات تمسك بالحق والذود عنه واحياء القضية ، وماضاع حق وراءه مطالب ..
التعديل الأخير تم بواسطة أم كوثر ; 2017-08-21 الساعة 19:06
مما سبق تظهر نقاط هامة منها مراجعات القاص لمنجزه القصصى، وحرفته في الكتابة واتفانه لقواعد الفن إذ أنها الجناح الثاني والهام لإنتاج قصة أدبية رفيعة الطراز، أيضا أهمية التدريب المتصل والتجريب الدائب بكتابة الكثير من الأفكار لاكتساب تلك الحرفية من ناحية، وأيضا للحذق في التعامل مع لحظات الإبداع واستئناسها وترويض المعني بها من ناحية أخري، وهذا لا شك يحتاج إلي تمرين متصل وجهد شديد، ويتصل بذلك أيضاً تكنيك الكتابة لدي القاص وهذا نتناوله بالفقرة التالية
التساؤل بخصوص قضية (لحظة الإبداع) أو بمعنى أدق (تكنيك الكتابة) من القضايا الأدبية والنقدية التي تشغل كتاب القصة، ومثل هذا الطرح يثرى أجواء التناول الأدبي وينميها، الكاتب (على أحمد باكثير) تحدث عن تجربته في الكتابة ذاكرا أن العمل الأدبي لديه ينقسم إلى جزءين رئيسين هما القالب والموضوع، أو المضمون والشكل، وذكر تنويعات مختلفة نحو هذا التقسيم، فأحيانا تختمر في ذهنه فكرة معينة، أو قضية ما تشغله كثيرًا، وتكون لديه مقاصد الموضوع واضحة وعناصره مكتملة جلية، ثم لا يجد القالب المناسب لاستيعاب هذا المضمون، أو العكس يكون لديه الشكل أو القالب سواء كان من الأسطورة أو التاريخ أو حدث من الواقع، أي لديه الثوب لكنه يريد جسد العمل الأدبي (الفكرة) الذي يرتدي مثل هذا الثوب، يذكر الأديب الأمريكى (روبرت لويل) عن تكنيك الكتابة عندما سئل: كيف تكتب الشعر؟ فقال: (أحيانا التقط صورة من الطريق أو عند قراءة كتاب أو ما أشبه، وقد تخطر بذهني عدة أبيات بأكملها، ثم تنطلق الكلمات ويأخذ بعضها برقاب بعض إلي أن تتم القصيدة في النهاية فأختار لها العنوان المناسب)، وذكر أنه يؤمن بالإلهام إلي حد ما، لكن الأساس الانفعال بشيء ما، ويكون الأديب في حالة الاستعداد للتلقي وإقتناص لحظة الإضاءة، ثم يتفاعل هذا وذاك في محصلة التجارب والخبرات والثقافة، فيخرج النص الأدبي أو الفكرة، وفي لقاء أدبي تحدث الكاتب (محفوظ عبد الرحمن) في سؤال حول كون المبدع لديه أدواته الخاصة والتي ينفذ بها عمله الأدبي، فهل يضع خطوطا رئيسية، ثم تتفرع منها خيوطا فرعية ليكتمل الحدث؟، وهل الكاتب يضع كل الخطوط أم هي التي تفرض نفسها ؟، فأجاب بأن تكنيك الكتابة يختلف من أديب إلي آخر وقال (بتصرف كبير من جانبي): (اعرف أدباء يكتبون طبقا للحظة الإلهام ولا يكون لديهم أي تصور مسبق لعملهم الأدبي أو الفني وهذا أسلوبا لا ننكره ولكنني أتبع طريقة آخري وهي أنني لا اكتب إلا إذا كان العمل مكتملا في خاطري واعرفه جيدا لدرجة أنني اعرف تماما آخر سطر يقال في نهاية العمل، وأمر بمرحلة طويلة من التجهيز والإعداد، وقد أتعمد ضياع الأوراق لأكتب غيرها واكتب مخططات لا يعرفها ولا يفسرها غيري، وأمر بجميع مراحل كتابة العمل وأسهل المراحل عندي هي مرحلة الكتابة نفسها ولا تكاد تستغرق وقتا يذكر مقارنة بما تم قبلها من مراحل التجهيز)، ونخلص مما سبق ان الأدباء بين قسمين: فريق يكتب طبقا لوحي اللحظة ويترك العنان لقلمه وأفكاره لتتدفق على الورق، ونضرب مثالاً من عالم القصة الكاتبة التشيلية (إيزابيل الليندى) تتحدث عن صنع الشخصيات في القصة وكيف كانت الدهشة: (يوجد نوع من الدهشة لي أيضاً، لأن الشخصيات توصلت إلي تلك الأشياء رغم أنفي، فإذا طلبت ان احكى لك القصة قبل كتابتها، لم أكن لأعرف، ولكن متي بدأت الكتابة، يبدو أن كل شيء سيتدفق بشكل طبيعي وينتهي بمفاجأة لي)، أو كما يقال أن النص القصصي هو ابن اللحظة، والفريق الآخر يترك للعمل فرصة الاختمار في ذهنه ويعد له خطة مسبقة يكتب القصة علي أساسها، ولكن الأمر عندي لا يكون علي سبيل هذا التحديد الدقيق فيمكن للقاص أن يجهز قسما من عمله ويأتيه قسما آخر حسب لحظات الإلهام، وقد ذكرنا تجربة الكاتب (باكثير) فى هذا الشأن باختيار القالب والبحث عن موضوع أو العكس، وطبعا كل قاص له طريقته وطقوسه الخاصة في الكتابة فمثلا يمكن تحديد التخطيط بالشكل الأدبي أو القالب، وتحديد الهدف بكتابة قصة مشوقة مثلا، ثم الإعداد باختيار الحدث الرئيس، وقد تكتمل لحظة الإلهام أثناء الكتابة نفسها بابتكار خاتمة للقصة وتطور الحدث، وقد تأتيه فكرة القصة فجأة ويتحمس لكتابتها فتخرج من فيض قلمه طفرة واحدة بدون اعداد مسبق، وهكذا القاص له ذخيرته المطوية داخل وجدانه والتي تنطلق طبقا للحظات ثمينة (لحظات الإبداع)، واستجلاء تلك اللحظات الثمينة لا يمكن معها الاكتفاء باستعراض تجربة واحدة أو مجموعة تجارب باعتبارها قاعدة عامة، وإنما هناك العديد من النماذج كما أشرنا فأيا كانت طقوس الكتابة وتكنيك التأليف تبقي للحظة الإضاءة أهميتها البالغة (سواء علي مستوي الإنشاء أو الإتمام) إذ أنها هي التي تمنح الروح الأدبية لجسد الكلمات في القصة المنشودة، وبقي أن نذكر أننا لسنا بصدد تفضيل تكنيكا معينا في الكتابة علي آخر فالعبرة في النهاية بجودة العمل الأدبي وقدرته علي التأثير .
قدمنا شذرات حول قلب الموضوع، وسر الإبداع، إذا يثار السؤال كثيرًا عن كيفية تنمية المهارات الإبداعية، وطريقة الارتقاء بالذائقة الأدبية، ومن أين يكتسب الكاتب القصصي قدرة الصياغة الناصعة المشرقة والسيالة بالأفكار والمعانى؟، وهذا الموضوع من الأهمية بمكان لأصحاب الأقلام، إذ أن أهم ما يشغل الكتاب هو تلك القدرة الممتازة علي امتلاك الأدوات الفنية للكتابة بإجادة تامة، ونسعي للتلخيص في نقاط محددة.
صاغ الكتاب والنقاد دراسات شتي حول هذا المعنى، وقاموا بتعبيد الطرق نحو اكتشاف أفاق المبدع وطريقة كتابته وحالاته في الكتابة، البعض ركز في تحليله علي أهمية الحرفة الأدبية، وآخرون أشادوا بالموهبة الأدبية.
الحقيقة أن اكتساب الملكة الأدبية عبارة عن مكون يجمع بين الموهبه في الكتابة والحرفة الأدبية معا، والأولي فطرة ومنحة من المولي –عز وجل- وهى سر الإبداع وقدرة الإنشاء الساحر الجميل، أما العنصر الثانى في خليط الإبداع فهى الحرفة الأدبية والتى تمثل قدرة المبدع فى التعامل مع حالاته الإبداعية، وقدرته علي استثارتها وتنظيم إجراءات التعامل معها، وصقلها والتعديل اللاحق علي النص (ولها فقرة معتبرة في مراحل كتابة القصة)، أى جميع ما من شأنه تعظيم الاستفادة من لحظات إلإبداع (لحظات الإضاءة)، ويجب أن ندرك أن الخبرة الأدبية ليس لها قيمة بدون ذاك القبس الذي يختال في فؤاد المبدع، وعنه ينشأ في أدائه الإبداعي بل هى الروح التى تسرى في جسد الكلمات، فالموهبة وأصالتها هي الأساس، والتي ينجم عنها لحظة الإضاءة الذهبية بكل عطائها والوهج الكامن فيها، كما سبق أن وضحنا.
وتلك الثنائية الهامة (الموهبة والصنعة) هي التوليفة التي تنشأ عنها سائر الآثار الأدبية، وصحيحا أن الاعتبار الهام للموهبة، ولكن ما أشبه الموهبة بالجوهر المطمور في جوف الصخر وباطن الأرض، إذا لم تتم عملية التعدين للاستفادة الدائبة من هذا المعدن النادر النفيس وتلك هي الحرفة الأدبية، والأخيرة تنمية للموهبة من حيث القدرة علي صقلها ، وبعث الشرارات الوهاجة من المعدن بالمزيد من العناية به، وهذا البعث هو سر الإبداع ، وأمل الأدباء ، وعمليات التعدين (اكتساب الحرفة والخبرة الأدبية) كثيرة، فانتظرونا نقدم بإذن الله تعالي جوانب منها في الفقرات التالية.
لا تترددوا إخوتي أخواتي الكرام
في طرح أسئلتكم على الأستاذ خالد جودة
لتوضيح اي من الفقرات السابقة او الاستفسار أو التفصيل فيها
فبالإضافة لمن تفضل بكتابة إحدى قصصه، المجال مفتوح لإثراء هذه الدورة بمشاركاتكم واقتراحاتكم وتفاعلكم الطيب. ولا تبقوا هكذا![]()
![]()
تنتمي القصة لناحية التوثيق التاريخي لموقف (غلق المسجد الأقصي) من خلال سرد الراوي العليم عن شخصية الحدث الرئيسي "نهى"، وتنبع أهميتها من هذا الشأن، صحيح أن ناحية كون القصة وثيقة اجتماعية أو تاريخية لا ينبغي أن يعصف بدوال جمالية مستهدفة من الأثر القصصي، لكنها ناحية معتبرة يجب أن تخوضها القصص، فالقصة نقلت لنا نبض الحدث (= الخبر) ووسائل بيانه وتفاعل الوعي المثقف والفاعل بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، ونقلت لنا نوازع النفس الثائرة المحبة لوطنها وقدسها، هذا الصوت الداخلي القلق (تسارعت ضربات قلبها غضبا وحدثت نفسها للحظة غير مصدقة للخبر: "أكيد أن الاحتلال فقط يتوعد ولن يستطيع فعل ذلك)، استمر العزف علي وتره، واستعمل الراوي العليم فكرة المؤشر اللفظي (حدثت نفسها) حتي ينتقل إلي رحاب راوي آخر يعرف في مجال القصة بالحوار الداخلي أو (المناجاة)، حتي يمكن كشف التفاعل النفسي مع الخبر الصاعقة، وهذا الاستعمال لقصدية توضيح جسامة وخطورة الفعل الصهيوني الآثم.
هناك في عالم القصص ما يسمي كسر أفق التوقع لدي القارئ، والقصد به خلق مسافة جمالية بين ما يتوقعه القارئ نتيجة موروثه ومعرفته، وبين ما تصبو إليه القصة من الإدهاش، في الحوار الداخلي: (حدثت نفسها: «نحن نحمل نفس الهم، الكل منفعل ثم ماذا بعد؟ هل نستمر بلعن الظلام؟»)، هذه العبارة تستدعي لدي القارئ للحكمة المعروفة لا تكتفي بلعن الظلام وعليك بإيقاد شمعة، أو بمقولة رجل صيني في مدونته (عندما تجلس في غرفة مظلمة فإن ضوء الشمعة سيشكل فرقاً كبيراً)، فالقارئ نتيجة خبرته بهذه المقولة يتوقع أن تترى أحداث القصة لفعل إيجابي قيمي من جانب بطلة الحدث، ساهم في دعم هذا الأفق عنوان القصة المباشر والموضح تماما لقصدية القاصة، وفعلا يجد القارئ أن السرد التالي ما هو إلا صياغة للحدث الفعلي تماماً، صحيح أنه بلغة جيدة، لكن القصة في الأساس لحظة تكثيف تنضوي علي خبرات نفسية وجمالية مشرقة، والقصة تحولت إلي خطاب مباشر يتوقعه القارئ في الختام.
ورغم ذلك ارى أنها قصة جيدة، كانت تحتاج للتشغيل علي العنوان، وإلي تكثيف القسم الثاني منها أكثر، واختيار لحظة في هذا القسم تحمل رمزاً او معادلاً لحالة ثورية مضيئة، هذه القصة كانت تحتاج لوقت أطول لاختمارها، خاصة في الخاتمة، ولعل قضية الأدب المواكب للحدث معضلة تباينت فيها الرؤي، وهناك رأي بوجوب الانتظار وقتاً للتعبير الجمالي عن حدث آني، أرى ملامح قدرة علي صوغ القصة الطويلة، كما اري التفاعل الحي من خلال منشور الفيسبوك والرد عليه يؤرخ للحدث ويوضح دور هذه الوسيلة الحديثة في التعبير عن النبض الجمعي والرأي الكاشف لمرارة الواقع، والرأى الآخر المقاوم.
حقيقة قصة تستحق التحية، وأدعو للاستمرار علي هذا الدرب النير مع الصبر أكثر ولحظة الإضاءة والبذل أكثر.
،أرحب بالطبع بعطايا التعقيبات، والأسئلة والقصص، وسعادتي كبيرة بهذه الدورة والقراء لها، وستشكل بالنسبة لي شخصيًا تراكمًا وزادًا وإضافة، وعلامة مشرقة في سجل تعاملي مع الإنترنت، ولعلي أدرك ويدرك معي آخرون أن عدد القراء في الإنترنت سواء المنتديات أو المدونات أو الفيس يفوق بكثرة عدد الكاتبين والمعلقين، وأطمح أن يعلق مع كل قارئ عبارة أو وسيلة أو فكرة في هذا الميدان الجمالي الرحيب، وستثمر بعد حين.
بذل العطاء الوافر كما أشارت مقولة صاحب النظرات (المنفلوطي) من وجوب التفات المتأدبين لبضاعتهم والإخلاص لها، باعتباره الفن الشريف ، الذي يجب أداء حقه، والإخلاص في خدمته، وهناك المثال الشهير لصاحب مئات الابتكارات (إديسون) من أن العبقرية بذل وعرق لنسبة عالية تصل إلي الأغلبية الساحقة (99 %)، أما نسبة (1 %) فمنسوبة للذكاء الشخصي، القاص الأسباني الذي كتب مائة كتاب (كامليو خوسيه ثيلا) يقول: (كي يكتب الفرد، لابد أن يعمل بجدية، وأن يكون صبورًا، متمتعاً بالإصرار)، أما القاصة (الليندى) فتقول: (إنني لست شخصية ملهمة، بل شخصية تعمل باجتهاد، ولا أبالى أن أقضي اثنتى عشرة ساعة يوميًا لمدة عام في كتابة رواية)، أما (جوديث كوفر) فتقدم خلاصة حياتها في حين تقول: (أما نتيجة حياتي، فهي أنني يجب أن أصنع وقتًا لاكتب، كما أؤمن أن الكتابة هي العمل الذي تعطيه لنفسك، وأنت تعرف أنه يجب أن يؤدي فتؤديه)، وأغلب أعلام الكتابة المبدعة في الرواية والقصة يقضون ما لا يقل عن ثمانى أو عشر ساعات يوميًا أو أقل أو أكثر في الكتابة والقراءة، وكما كررنا من قبل أنى لست في صدد تقدير نسبة كلا من الموهبة والصنعة فى العمل القصصي، وإنما نقصد إلي تقديرها والإشادة بها لكنها هي في حد ذاتها ليست كافية بدون هذا العطاء الكبير.