"أن تعيش القهر والعنف"
منذ أصبحت في بيت زوجي قبل عشر سنوات وأنا أعاني من عنفه الشديد تجاهي وعدم احترامه لي، فحله الأمثل لأي مشكلة تحدث بيننا هو الصراخ والشتم والتوبيخ والتحقير بأعلى صوت ولا يهتم إن كان ذلك أمام الأولاد، حتى أن الجيران في أحيان كثيرة يسألونني: أكان أحمد اليوم غاضباً من شيء؟ أيمكننا المساعدة في حل المشكلة؟ في محاولات منهم لمعرفة ما يجري داخ بيتي، فأشكرهم وأنا أتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعني.
مشكلته دائماً أنه يريد أن يسكتني بأية طريقة كانت عندما يحدث بيننا خلاف مهما كان نوعه، وخاصة عندما يظهر ضعف موقفه بشكل واضح.. ويهددني أحياناً كثيرة بأنه سيطردني إلى بيت أهلي وسيطلقني، خاصة أنه يعلم تماماً وضع أهلي، فأنا لا أستطيع نهائياً الالتجاء إليهم مهما حدث معي، فأمي توفيت، وأبي متزوج من امرأة تبغضني وإخوتي، وتضيق ذرعاً بأختاي غير المتزوجتين، فكيف لي إذاً أن ألتجأ لبيتها أنا وطفلاي أيضاً؟، زوجي عصبي ومتسلط جداً رغم طيبة قلبه التي لا أستطيع إنكارها.
أضع نصب عيني دائماً الحفاظ على بيتي، وأبذل قصارى جهدي لإرضاء زوجي بشتى السبل، فامتصاص غضبه وعدم مواجهته تكون هي هدفي عندما يغضب حتى لا تسوء الأمور بيننا، ومهما صرخ وشتم وهدد، ألتجئ عادة للصمت التام حتى لا تحتد المشكلة وتصل إلى نقطة لا رجعة فيها.. ولكنني في الآونة الأخيرة ضقت ذرعاً به ولم أعد أطيق تعنيفه المستمر لي، ومعايرته لي بظروف أهلي.. وخاصة أنه يتعمد إحراجي أمام أهله.. وأقسم لو أنني أمتلك خياراً آخر يمكنني من العيش بكرامة لما بقيت في بيته دقيقة أخرى.
إسمحي لي يا دكتورة بهذه الاضافة
عادة الرجل هو الذي يغار على المرأة ولكن الآن نرى ونسمع عن غيرة المرأة الجنونية
من أمه وأخواته ومن أمور كثيرة لا يحق لها الغيرة فيها ، هذا واقع نعيشه الآن
الحكمة تقول إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع .
فمن اسرار السعادة الزوجية لابد من المرأة أن تشعر زوجها بالأمان والثقة
وبأنها تتمني أن تطول الحياة بهما معا ومع أطفالهما وأن تبتعد عن أحقادها للأهل ،
فبهذا العمل سوف تنسف كل عوامل المحبة والاحترام بينهما .
مواضيعك أختي الفاضلة راقية جداا وفي نفس الوقت موجعة..
تحضرني قصة مؤلمة لأحدى الأخوات عن سلوك زوجها في حالة مرضها ، جنّ الليل إذ بحرارتها ترتفع وتئن ، ومعلوم أن المريض يكون في حالة ضعف ، يحتاج للمواساة والكلمة الطيبة والإهتمام والعناية ، إلا أنه نهرها ، حتى الأنين رفض أن يسمعه ، طردها من الغرفة والعبرات تخنقها ، ذهبت لغرفة الأولاد ، ومع هذا لم تدعو عليه ، فقط بكت ليلتها الطويلة بحرقة ومرارة وبصوت خافت ، ولأن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين خلقه محرما ، بعد ثلاثة أيام شُفيت حتى أنها لم تزر الطبيب استعملت فقط دواء كان موجودا في خزانة البيت ، سبحان الله مرض هو ، انفجرت أذنه صديدا ، تلك الأذن التي رفض أن يسمع بها أنين زوجته ، لم تفرح لأن الله انتقم منه ، ولأنها عاشت في جو تغمره السكينة والمودة في بيت أهلها كان أبوها رحيما بأمها وحنونا عليها ، وأم تحترم الأب وتقدره وتسعى دوما لراحته ، لذلك فكرت كيف تستثمر الفرصة وتعلمه درسا في حسن المعاملة ، وما يحتاجه المريض من عناية واهتمام ورعاية ، إلا أنه لا ولم يستوعب الدرس ، حقا ...إذا أكرمت الكريم ملكته ....والعكس صحيح !
أما النقطة الثانية بعض " الرجال " يرددون دوما مقولة : شاوروهن ولا تأخذوا برأيهن !! مع أن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام عندما استشار أم سلمة ، وأشارت عليه عمل بمشورتها ، فكانت رحمة على المسلمين ..
نرى الكثير من جفاء الأزواج لزوجاتهم، كما نشاهد العكس أيضاً
وفي المجتمع أمثله تخلف غصة في القلب
المشكلة أن بعض الرجال يعتبر القسوة في المعاملة هي الرجولة.. وإلا فإن الزوجة ستشب عن طوقه
فممنوع أن يهتم بها إذا مرضت.. وإلا فإنها "ستركبه" بالعامية كما يقولون
وهناك من النساء من تجافي زوجها.. ولا تجعله وأسرتها محور حياتها.. فصديقاتها وزياراتها وعلاقاتها الاجتماعية هي الأولولية
والتقيت زوجين عاشا معاً 30 عاماً تمنى الرجل خلالها لو يجد من زوجته دفئاً وحباً
وكانت تتفاخر بأنها لا تحبه، ولم تحبه يوماً، وستموت ولن تحبه "كما تقول"
وعندما سألتها لماذا، قالت: لأن أهلي زوجوني منه غصباً عني.. ولم أرده يوماً.. ولهذا لن أدعه يهنأ بحياته
تصوروا مثل هذه الزوجه التي حكمت بالإعدام على سعادتها الزوجية وعلى أسرتها.. فأخرجت أسرة مفككة أفرادها أنانيون.. تقابل خطأ أسرتها معها بخطأ أكبر منه
وهناك شاب أيضاً زوجه والده غصباً عنه من ابنة عمه.. فجافاها وقسى عليها، ولم يتقبلها، رغم إنجابه منها ثلاث أبناء، وتزوج من أخرى نكاية بها وبوالده بعد عشر سنوات من الزواج..
ولهذا على كلا الزوجين في حالات كهذه أن يبذلا جهدهما ليتقبل كل منهما الآخر ويحبه
وهناك حالات كثيرة نجحوا وكونوا أسراً ناجحة
ولنتذكر قصة جليبيب الصابي الذي توفيت زوجته ولا يملك شيئاً، ولا يملك بيتاً وهو دميم الخلقة.. فطلب الرسول له ابنة رجل أنصاري.. فلما علم الرجل أنها لجليبيب طلب أن يسأل والدتها.. فرفضت الوالدة بشدة.. قائلة: لا لعمر الله، لا أزوج جُليبيباً، وقد منعناها فلاناً وفلاناً، فاغتم أبوها لذلك، ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فصاحت الفتاة من خدرها، وقالت لأبويها: من خطبني إليكما؟؟ قال الأب: خطبك رسول الله.. قالت : أفتردان على رسول الله أمره؟ أي هل من المعقول أن يرد أمر النبي عليه الصلاة والسلام، هكذا كان أصحاب رسول الله، ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني، البنت وافقت - جُليبيب لا يوجد أدنى منه في المدينة، إنسان فقير، يعيش بالطرقات، ليس له بيت - ثم ذهب إلى النبي الكريم وقال: يا رسول الله شأنك بها... فدعا النبي، صلى الله عليه وسلم جُليبيباً ثم زوجه إياها، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم كفيه الشريفتين، وقال: اللهم صب عليهما الخير صباً، ولا تجعل عيشهما كداً، ثم لم يمض على زواجهما عدة أيام حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في غزوة، وخرج معه جُليبيب، فلما انتهى القتال اجتمع الناس، وبدؤوا يتفقدون بعضهم بعضاً، فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نعم يا رسول الله نفقد فلاناً وفلاناً، ونسوا جليبيباً، ليس له مكانة إطلاقاً، فقال صلى الله عليه وسلم: ولكنني أفقد جُليبيباً.. فقوموا فالتمسوا خبره، فقاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال، وطلبوه مع القتلى، ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب، وقد استشهد، وقف النبي صلى الله عليه وسلم أمام جسده المقطع، ثم قال: أنت مني وأنا منك، لاحظوا أن الإسلام ألغى كل هذه الفوارق، لا يوجد أقل منه، قال: أنت مني وأنا منك، ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً بجانب هذا الجسد، ثم حمل هذا الجسد ووضعه على ساعديه، وأمرهم أن يحفروا له قبراً.. قال أنس: فمكثنا والله نحفر القبر وجُليبيب ليس له فراش غير ساعدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أنس: فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدة زوجة جليبيب حتى تسابق إليها كبار الصحابة"
ثقة كل طرف بالآخر من الأشياء التي تثبت أركان الزواج وتدعمه، والغيرة الزائدة عن حدها سم فتاك يفتك بالعلاقة الزوجية
يجب أن تعرف المرأة حدها، فلا تطلب ما ليس من حقها
فالزوج يحب أمه واخته... الخ، ولا يجب على الزوجة أن تغار من هذا الحب، لأن حب الرجل لمحارمه يختلف عن حبه لزوجته
ولكن علينا أن لا نلقي اللوم على المرأة فقط في هذا الموضوع
فلو ان الزوج ناقش زوجته في غيرتها، وأوضح لها الصورة بأنها زوجته التي يحب، وهذه امه وتلك اخته، ولا يمكن لأحد أن يستبدل مكان الآخر.. واهتمامه بوالدته وإكرامها له فيه الأجر ولزوجته أيضاً حين تحضه على ذلك وتشجعه وتعينه فيه
خلاصة الموضوع.. الحديث بشفافية في هذا الجانب بين الزوجين يزيل الكثير من المشاكل التي تحيل الحياة الزوجية جحيماً لا يطاق
العقدة هي المرأة
القصة الأولى
أنهيت دراستي الجامعية تخصص هندسة معمارية، وانطلقت للعمل أعمل وأكتسب من الخبرات والمهارات ما أستطيع، وأبتكر الأساليب الجديدة الخاصة بي، وأجعل لنفسي لمسة خاصة تظهر شخصيتي حتى وإن غبت.. ولأن في تقاليدنا "ابن العم ينزل عن الفرس" كما يقولون، اضطرتني أسرتي للزواج من ابن عمي الذي يعمل عامل بناء، لم ينهي دراسته الثانوية.. ربما تعتقدون أنني متكبرة ومغرورة بشهادتي، ولكني أؤكد لكم أنني لست كذلك.. وإنما يغلب عليَّ الاعتقاد أن وجود تشابه في مستوى الزوجين في النواحي الفكرية والعلمية والمادية والاجتماعية شيء مهم لنجاح العلاقة الزوجية.
شعرت بفروقات كبيرة بين وبين ابن عمي منذ بداية العلاقة المقدسة بيننا.. أحسست في كثير من الأوقات بالاكتئاب والحزن للمصير الذي صرت إليه يرافقه إصرار بالرفض من داخلي لزوجي، بعد أن كانت الأحلام الوردية تحيط بي من كل الجهات، يتزعمها زوج مهندس مثلي، يفهم لغتي العلمية، يفوقني ثقافة وحكمة.. وإذا بمن تزوجت نقيض ذلك تماماً.. ولكني لم أستسلم للنصيب، بل بحثت داخله عن الصفات والميزات الجميلة التي تعينني على التحمل وإنشاء حياة زوجية سعيدة لإيماني بأن السعادة هي قرار شخصي قبل أن تكون قدر مكتوب، فإذا بي أجد فيه إنسان مثابر، شجاع، صبور، يحترمني جداً، ومعجب جداً بما أمتلك من علم وثقافة وفنون هندسية، يتباهى بها أمام الجميع.. وكان الاحترام بيننا هو سيد الموقف.
نجحت في إقناع نفسي بتقبله وحبه على ما هو عليه، وأخذت عهداً على نفسي بأن أساعده للنهوض لأفضل حال، أخذت أؤثر فيه وفي طريقة تفكيره بذكاء وفطنة دون أن أشعره بأنه أقل مني أو أنني قبلته على مضض، حرصت دائماً على مشاعره، وناقشته بهدوء وتحبب في كل تصرف ضايقني فيه بعد انتقائي للوقت المناسب الذي أجده يتقبل فيه هذه النقاشات دون إثارة المشاكل، أخذت أتنافس وإياه على قراءة الكتب التي نتناقش فيها بعد انتهائنا من قراءتها، ويستعرض كل منا أجمل وأهم ما في كل كتاب.. حتى غدا زوجي غني الفكر مثقفاً أكثر من حملة الشهادات.. وخاصة في مجالات علم النفس وتربية الأبناء وحقوق الأزواج وغيرها من المواضيع التي تهم كل إنسان.. رغم تعرضي للكثير من الصعوبات والتحديات إلا أنني لم أيأس أو أستسلم لأن هذه هي حياتي التي لن أعيشها إلا مرة واحدة، وأنا اخترت أن أنجح وأتفوق فيها كما تفوقت في دراستي، ولن أسمح لأي شيء أن يفشلني في مهمتي.
ساعدت زوجي في توفير مبلغ من المال للارتقاء للعمل كمقاول بناء، وانتقل لتنفيذ الأبنية الصغيرة ثم العمارات التي أصممها له على الورق ليجعل منها واقعاً يسكنه الناس بمواصفات جيدة وأسعار معقولة.
بعد مرور خمس عشرة سنة على زواجي، أستطيع الحكم على نفسي بأنني سعيدة معه، فقد نجحت في إنشاء أسرة ناجحة تطمح أن تخرج للمجتمع أفراداً صالحين يسهمون في رقيه ورفعته.. وتأكدت نظريتي بأن المرأة هي أساس المجتمع.
العقدة هي المرأة
القصة الثانية
كنت في الثامنة عشر من عمري عندما عرض عليَّ والدي الزواج، فأنا الابن الوحيد له بين سبعة من البنات، وهو يريد أن يرى أحفاده قبل أن يدركه الموت- كما ردد على مسامعي مرات ومرات-. رفضت الفكرة في البداية، فأنا غير مؤهل مادياً ولا معنوياً في هذا الوقت المبكر من حياتي للزواج، كما أرغب في إكمال دراستي، وطبعاً هذا يحتاج لوقت وجهد ومال، وبالتالي فأنا غير مؤهل لتحمل أعباء الزواج.. أصر والدي على الفكرة، وأرسل أمي لتقنعني وتخبرني بأنه سيهيئ لي جميع الظروف التي تعينني على النجاح في زواجي، تقبلت الفكرة رغم شَكِّي في توفر الإمكانيات لنجاحها.. وسألتني إن كان لدي شروط معينة للبنت التي أريد الزواج منها.. لم أقل شيئاً وغرقت في تفكير عميق.. وقبل أن تمضي في سبيلها وعدتني بأنها ستخطب لي أجمل بنات البلد.
تزوجت بعد فترة خطبة قصيرة، شعرت بسعادة غامرة في البداية، كتلك السعادة التي يشعر بها الطفل الصغير عندما يحصل على لعبة جديدة جذابة تسلب لبه وتسليه، ثم ما يلبث أن يلقي بها جانباً ويهملها عندما تفقد بريقها ويعتاد عليها.. أصبحت زوجاً يتحمل مسؤولية بيت وزوجة، وما لبثت أن أصبحت أباً لتزداد مسؤولياتي.. طبعاً زوجتي صغيرة السن أيضاً، فقد بلغت السادسة عشر من عمرها في اليوم الذي أنجبت فيه طفلي الأول.
تكفَّل أبي في سنوات زواجي الأولى بجميع الاحتياجات المادية لأسرتي ودراستي.. وتفرغت أنا للدراسة.. أما حياة زوجتي فقد أصبحت وقفاً لي وللبيت والأطفال، وكانت تبذل قصارى جهدها للعناية بنا وإسعادنا.. أُشفق عليها أحياناً كثيرة لصغر سنها وكثرة مسؤولياتها، وفي الوقت نفسه بدأت أحس بفجوة تفصلني عنها، أخذت تتسع شيئاً فشيئاً كلما تقدم بي العمر وازددت علماً نضجاً، في الوقت الذي برحت هي فيه مكانها هذا إن لم تتراجع للوراء، أخذت أشعر أنني بحاجة إلى عقل أحادثه وأتناقش معه، لا عقل ينحصر في البيت وهموم الأبناء والأمور المادية الثانوية، وأخذت أحس بأنني بحاجة لزوجة ذكية واعية تستمع إلى وتنصحني وتنير دربي بآرائها وتشد أزري، امرأة تفهم ما يجول في خاطري دون أن اضطر للبوح، امرأة تعرف متى تقتحم عليَّ عزلتي وخصوصيتي ومتى تبتعد قليلاً وتتركني أرتب شؤوني وحدي، لا امرأة جميلة أشعر أنني بواد وهي في واد آخر، لا تعرف ماذا أريد حتى أصرخ به بصوت مرتفع.. أفتقد إلى جانبي امرأة تدفعني للنجاح والتميز في عملي ودراستي، لا امرأة تريدني أن أبقي فقط زوجاً عادياً يمضي وقته إلى جانبها.. ويهدر حياته في اجتماعيات لا طائل من ورائها.
أرجوكم لا تعتقدوا بأنني أناني.. فأنا لست كذلك، اقترحت على زوجتي بعد أن أصبح لدينا أربعة من الأبناء أصغرهم في الصف الأول، أن تتقدم لامتحان الثانوية العامة ليصبح بمقدورها الدراسة في الجامعة بعد ذلك، لتخرج مما هي فيه، وتطور نفسها، وتغير حياتها، وتنطلق للحياة خارج الدائرة التي حصرت نفسها فيها، وأبديت استعدادي لمساعدتها في تحمل مسؤوليات البيت والأبناء، ترددت كثيراً.. استشارت والدتها فثبطت من عزيمتها، وأصرت بأنه لا داعي للدراسة، فابنتها لا ينقصها شيء حتى تضطر للعودة للمدرسة الآن (في هذا العمر حسب تعبيرها)، وتفكر بالعمل بعد ذلك، وأقنعَتها بأن الوقت قد فات على ذلك.. ضغطتُ عليها بشتى السبل للموافقة، إلا أنها لم تبد أي استعداد لتبذل جهدها لتدرس وتنجح وتغير من نمط الحياة الذي تعيش فيه.
تابعت حياتي معها كالمعتاد، محاولاً أن أرضى بما قسم الله لي، إلا أن الانطواء أصبح هو السمة الأبرز في حياتي، صحيح أن من طبعي دائماً هو عدم الإكثار من الخروج من البيت بعد ساعات العمل والدراسة، إلا أنني أصبحت أفضل قضاء معظم الوقت وحيداً بين أوراقي وكتبي وأبحاثي.. أهرب إلى عالمي الخاص، متناسياً الجفاف العاطفي الذي حل بنفسي، ألوم والدي وألوم نفسي على هذا الزواج.. وأتمنى لو عاد الزمن إلى الوراء لأغير من الاختيار الذي رهنت حياتي فيه إلى أجل غير مسمى.
يعتقد البعض أن العلاقات والروابط الزوجية أمر فطري، يمارسه جميع الناس بسلاسة ويسر، ولكنهم لا يعلمون أن الزواج فن ومهارات بحاجة إلى أن يتعلمها كلا الزوجين.
ولا يدركون أيضاً أن هناك أسرا سعيدة .. وأخرى غارقة في المشاكل حتى آذانها بسبب افتقادها لذلك الفن وتلك المهارة.
التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى صلاح الدين ; 2017-08-09 الساعة 20:17
إضاءة
كان سيد الأمة صلى الله عليه وسلم يقول عن خديجة:
"إني رزقت حبها"
صحيح
لنأخذ غزة مثالاً
حصار، فقر، بطالة، تلوث، انعدام مقومات الحياة.. ورغم كل تلك الظروف الصعبة والقاهرة تجد أسراً سعيدة
يعين أفرادها بعضاً، ويدخلون السعادة على قلوب بعض، ويدعمون بعضهم البعض
وهناك أسراً تعيسة يعين أفرادها نوائب الدهر على أسرهم، بالنكد، والقسوة، والسلبية، ودم تحمل المسؤولية
إذن السعادة قرار شخصي
هل للعلاقة الحميمية بين الزوجين دور مهم في سعادتهما؟
تشير الدراسات إلى أن التناغم في العلاقة الحميمية بين الأزواج يعد المؤشر الوحيد، والأهم في مدى تمتع الزوجين بتوافق وسعادة في حياتهم الزوجية لتحتل المرتبة الأولى.
وفي دراسات أخرى تمت الإشارة إلى أن هذا العامل يأتي في المرتبة الثانية، بعد تدفق المشاعر والكرم المتبادل بين الزوجين". حيث اكد الباحثون على أن كرم الزوج يعد من أهم الصفات، التي تلعب دوراً مهماً في ضمان السعادة الزوجية بين الزوجين
اما الزوجان اللذان يتمتعان بمعدلات مرتفعة من الكرم المتبادل، سواء المعنوي أو المادي في علاقتهما، فهم أكثر عرضة للتمتع بسعادة غامرة في علاقتهم الزوجية، بمعدل خمسة أضعاف الاشخاص اللذين لا يتمتعون بهذه الصفة.
كما شدد الباحثون على أن قيام الزوجين بعدد من المهام المشتركة، أو الأعباء المنزلية كإعداد الطعام معاً، قد يؤدي الى الشعور بالتقارب فيما بينهم، والاستمتاع بحياة زوجية سعيدة، وهناك الكثير من المهام البسيطة، التي من شأنها إيجاد تقارب وألفة بين الزوجين.
وهل للصدق هذا الدور المهم حتى يكون هو أحد مداخل السعادة الزوجية؟؟؟
نعم، فالصدق ومنذ اللحظة الأولى للعلاقة بين الشريكين هو ما يقوم ببناء الثقة بينهما، وانعدامه خطر كبير يهدد استمرار العلاقة، تصوروا معي الزوجة التي تكتشف أو زوجها كذب عليها في أحد الأمور، هل ستصدق كلامه بعد ذلك؟ أم أن الشك سيساور قلبها في كل شيء يصدر منه؟ وكيف سيكون موقف الشاب الذي حدثته خطيبته بأمور عن عائلتها اكتشف كذب ما قالته بعد زواجهما؟
وكذا الشفافية والصراحة منذ بداية العلاقة توفر غطاءً مهماً للصدق وتقوي الثقة والروابط. وتقود الشريكين إلى العيش سعداء في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
فهمت من قصدك أن الأسر لهم دور مهم في تنشئة ابنائهم تنشئة سليمة ولهم تأثير على حياة ابنائهم الزوجية مستقبلا إيجابا أو سلبا إن اهملوهم ولم يعتنوا بهم كما المطلوب ، هذا صحيح في رأيي ، فقد تكون المرأة جميلة لكن المنبت التي درجت فيه لم يكن إيجابيا ، العش الذي ترعرعت فيه ونهلت منه كل الخصال قد شكل شخصيتها ، حتما سيؤثر على سلوكها وطريقة تعاملها مع شريك حياتها ، وهذا أيضا ينطبق على الرجل ..
جاء في الحديث : إيّاكم وخضراءَ الدِّمن” قالوا : وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال:” المرأة الحَسناء في المنبِت السوء” ؟
التركز على المنبت أي المحضن الأول ، البيئة إن كانت صالحة وتُعنى بتربية أبنائها التربية السليمة وتغرس في نفوسهم القيم السامية ، حتما سيثمر هذا خيرا في النفوس وينعكس على السلوك بطريقة إيجابية والعكس صحيح ، والله أعلم
فالغيرة سلاح ذو حدين، فمن الجيد شعور أحد الشريكين بأن الآخر يغار عليه فهذا يرضي غروره في بعض الأحيان، ولكن من المهم عدم المبالغة في الغيرة الأن ذلك يعني افتقاد الثقة بالنفس وبالطرف الآخر. والغيرة الزائدة هي أحد الأسباب الشائعة لإفشال العلاقة الزوجية.
وازيدك من الشعر بيت .
بحياتي عاشرة ناس كتير وخاصة بالمسجد.
انتبهت لشغلة
الشب الي اتى من بيت ذو اخلاق ومتربي ببيتو على الطباع والاخلاق الحسنة والتزم بالمسجد فوالله اجده افضل شباب المسجد .
لدرجة وصلت لقناعة لا مدرسة ولا مسجد ولا مقاومة ولا اي شغلة بتربي صح غير البيت وخاصة الام .
وقارنت بين شاب تربى صح ببيته ولا اتحدث عن تظين اتحدث فقط عن اخلاق وعند التزمه فتراه شاب مميز انا الشاب الذي لم ياتي من بيت صالح او اخلاقه كانت سيئة والتزم بالمسجد واصبح حتى متدين فتجد عنده قصور ببعض الامور .
في شاب ابوه عقيد بالسلطة وامه موظفة بلدية نعم ليسو متديين وكارهين لحماس لكن لم اشهد حسن وتربية لابناءهم في المنطقة منهم هذا الشاب وجدته ملزتم بصلاة الفجر التزام لم اشهد له مثيل فقلت للاخوة بالمسجد اهتمو به .
فوالله الان لم اجد شاب افضل منه .
بكل معاملته تجد حسن التربية بالبيت ظاهر عليه وافضل من عدة شباب متديين لكن تنشأتهم كانت سيئة فظهرت عليهم في عدة مواقف
.
تربية الام كلمة السر لصنع مجتمع مسلم صحيح يقف سدا امام الغزو الفكري.
زوجتي، اجذبيني إليك فأنا لم أعد أراك!!
تقول هي: "سنوات حياتي الأولى معه كانت كلها عسل، هو إنسان طيب، وكريم، وشهم، ويزين ذلك كله الدين والالتزام بشرع الله... ولكن بعد أن كبرت الأسرة لم يَدُم الحال على ما كان عليه... لا أعرف ما السبب، هل هو الذي تغير أم أنا؟ لم أعد أشعر بحبه لي كما في السابق... لم يعد يتلهف للجلوس والحديث معي... بِتُّ أشعر وكأنني أصبحت كأي شيء عادي آخر عنده، على الرغم من أنني أكرس حياتي له ولأبنائه".
يقول هو: "زوجتي العزيزة؛ بعد أن بادرت للزواج من أخرى، اكتشفت كم كنت أحبك ولا أستطيع الاستغناء عنك، وسامحك الله، لأنك كنت أنت السبب الأول في هذا الزواج، فقد كنت دائماً تحاصرينني بأحاديثك العادية واستفساراتك التي لا جديد فيها فلم أكن أجد جديداً يشدني إليك... فباتت الرتابة والملل رفاقي، وأصبحت أشعر بأنني بحاجة إلى التغيير، فأخذت أنجذب إلى التلفاز وجلسات الأصدقاء، وقادني ذلك إلى الاعتقاد بأنني بحاجة لامرأة جديدة تجدد داخلي المشاعر الرقيقة الجميلة، وقد اكتشفت خطأ اعتقاداتي تلك بعد أن وقعت في وسط البئر الذي أصبح من الصعب جداً الخروج منه".
نحن البشر نحب التغيير... فالشيء الجديد يجذبنا نحوه... والذي ألفناه نسأم منه، فمن حُرم من نعمة الأبناء، يحب ويستعذب شقاوة الأطفال، بل ويعشقها... ومن أنعم الله عليه بالكثير من الأطفال، تراه يتذمر باستمرار منهم ومن شقاوتهم، ويتمنى لحظات من الراحة بعيداً عن ضجيجهم، وكثيرون منا لا يعلمون مدى حبهم لشركاء حياتهم إلا عندما يفقدوهم، فيحرقوا أنفسهم ندماً على كل لحظة أضاعوها بوجودهم دون أن يتمتعوا معهم بالسعادة.
أختي الغالية... توفر الشيء بين أيدينا يجعله يفقد جاذبيته... قربك المستمر من زوجك يولد لديه شعوراً بالاعتياد على وجودك... فأنت ست البيت وأم الأولاد وأنت في البيت بانتظاره دائماً، هو محور حياتك، لا شيء لديك سواه هو والأولاد... فهو لا يستطيع أن يرى شيئاً جديداً لديك، الأمر الذي يسبب له الملل، والذي تستقبلينه أنت على أنه لم يعد يحبك...
الأشياء الجديدة دائماً تشعرنا بجاذبية كبيرة، يدفعنا الفضول للتعرف عليها وسبر أغوارها ومعرفة أسرارها، ولنسأل أنفسنا: لماذا ينجذب الرجل للمرأة الصامتة أو تلك المختلفة عن باقي النساء، بينما نجده يمل المرأة الثرثارة بسرعة؟ أنه لنفس السبب السابق، فهو يشعر بأن هناك أشياء مخفية عنه، فتراه يبذل جهده لاستخراج هذه الأسرار.
ومع مرور الوقت على الزوجين وقربهما الدائم من بعضهما، يتسلل الفتور إلى حياتهما، ويصل بهما إلى الملل، وخاصة إذا لم يعمدا إلى التغيير، فيعتقدان بأن الحب قد مات بينهما، بل يعتقدا أحياناً، بأن الأبناء هم الرابط بينهما. وينسون بأن الاعتياد الذي قاد إلى السأم هو الذي دفن مشاعرهم الجميلة تحت طبقة سميكة من الغبار، والتي تحتاج فقط إلى نفض الغبار عنها ليعود الحب متألقاً يانعاً كما كان في بداية العلاقة، وليكتشفا أنهما لا غنى لهما عن بعض وأنهما يحبان بعضهما بشدة أكثر بكثير مما يتوقعان.
الأشياء الجديدة توقظ مشاعرنا وتحرك الحياة فينا... فابذلي جهدك لإحداث تغييرات في حياتك، فبعد فترات من القرب لزوجك.. ابتعدي قليلاً، وانعزلي عنه واشغلي نفسك بأشياء تخصك؛ فاقرئي مثلاً، أو داومي على حفظ القرآن... الخ، واتركيه يفعل ما يحب كما يحلو له. ليعود إليك مدركاً مدى حاجته لقربك.
وقبل أن أغادرك، أهمس في أذنك بأحد أسرار السعادة الزوجية؛ لا تقتربي قرباً مملاً ولا تبتعدي بعداً يولد جفاءً. ولا تنخدعي بكلام من يدَّعون بأن الرجل يحب المرأة التي يتملكها ويتملك كل ما فيها.
هل تثقين به؟ هل تثق بها؟؟"أنا لا أثق بزوجتي.. ولو كانت ظروفي المادية تسمح لتزوجت من امرأة أخرى.. فمنذ السنة الأولى لي معها، أحداث كثيرة ووقائع كشفت لي أنها كانت تكذب عليَّ، وتحاول إقناعي بأشياء غير صحيحة.. حاولت في كل مرة تغليب حسن الظن والاستيضاح إلا أن كذبها كان يتأكد بما لا يدع للشك مكاناً، ووصل بي الحال الآن وبعد عشر سنوات من الزواج أن لا أثق بأية كلمة تقولها، بل تراني داخل نفسي أشكك بكل ما يصدر منها أمامها، وأعتبره نوع من لبس الأقنعة لتقنعني بما ترغب".
الحالة الأولى
هل تثقين به؟ هل تثق بها؟"أنا لا أثق بزوجي... فهو دائماً يكثر من المبالغات، وينسج الحكايات التي تصنع منه دائماً بطلاً أو رجلاً فريداً من نوعه... الآن وبعد سنوات عدة على زواجنا وتكشف جميع قصصه وأكاذيبه، لا أكاد أصدق كلمة مما يقول، صحيح أنني لا أخبره بذلك، بل أكتفي بحصر الشك داخل نفسي، وأحاول أن أذكره بصعوبة تصديق ما يقول أحياناً، فيغضب ويصرخ قائلاً: هل تكذبينني؟؟ هذا ما تبقى...
الحالة الثانية
لا أشعر أنه رجل يعتمد عليه، بل أستمر في حياتي معه لأنه لا خيار آخر أمامي... فلست مستعدة للتضحية ببيتي وأبنائي".
هل تثقين به؟ هل تثق بها؟"منذ زواجي ولسذاجتي أخذت أطلع زوجي على خصوصيات أهلي ومشاكلهم وخلافات إخوتي وأخواتي... وأصبح من عادته أن يستفسر مني باستمرار عن آخر أخبارهم ومشاكلهم، وأنا أجبه بشفافية معتقدة أنه جزء من حقه... إلا أنه اتخذ من مشاكل أهلي وخصوصياتهم التي كنت أخبره بها سبباً يعايرني به عند كل خلاف بيننا، ويهددني أحياناً بأنه سيقول ما يعرف ويفضحني وأهلي أمام الناس... وأخذ سوء التفاهم بيننا يتصاعد حتى وصل إلى نقطة اللاعودة... عندما انقطع حبل الثقة بيننا... وأندم الآن بشدة على الثقة الزائدة التي أوليته إياها".
الحالة الثالثة
الثقة بين الزوجين
قد يتحمل الزوجان الفقر معاً، وقد يستوعبان غياب قدرة أحدهما على إنجاب الأطفال، وقد يستمرا معاً في الوقت الذي يغيب فيه الحب لتحل العشرة محلة وتصبح العائلة الكبيرة هي الرابط بينهما..
ولكن العلاقة لزوجية أبداً لا يمكنها الاستمرار بشكل طبيعي إذا غابت ثقة كل طرف بالآخر عنها.
تعتبر الثقة ببين الأزواج من أهم الأسرار المؤدية للوفاق والأمان، فهي الاطمئنان الواعي، الذي يفضي للحب والاحترام العميق والطمأنينة.. والصدق هو الركيزة الأساسية للثقة.. فإذا وُجد وُجدت الثقة.. وإذا انعدم الصدق أو غاب ولو غياباً جزئياً.. حل الشك والقلق مكان الثقة، فاختلت الثقة وتزعزعت، وتصدعت على إثر ذلك العلاقة الزوجية برمتها، بشكل قد يصعب علاجها.. وقد تفضي بها إلى التمزق والانهيار.. والبناء دائماً صعب وشاق وطويل.. بينما الهدم سهل وسريع.. فبناء الثقة يبدأ ببذل الجهد في بنائها والانتباه لها منذ اللحظات الأولى للارتباط.. لتظهر آثارها بعد ذلك على الحياة الزوجية.
وحين تكون الصراحة والشفافية التي لا تجرح مشاعر الطرف الآخر هي النمط السائد، تجد أن الثقة هي السمة الغالبة فيها، فإذا حدث سوء فهم لسبب ما، أو وضع أحد الطرفين نفسه في شبهة ولدت الشك في نفس الطرف الآخر، لا بد لذلك الطرف أن يسارع لإزالة الشك بعقلانية وتأني من نفس شريكه بفتح الموضوع بشفافية، ويصارحه بتفاصيل ما حدث ويؤكد له بأنه لا يكذب عليه ولا يخون ثقته (ويكون ذلك بالأفعال وليس بالأقوال فقط) ويؤكد له على أن رضاه هو الأهم عنده.. ويجب الانتباه إلى أن العناد والتكبر واعتبار ذلك تشكيكاً في إخلاصه لشريكه، تؤدي إلى ترجيح كفة الشك وتكون الخسارة هي النتيجة الأكيدة في نهاية الأمر.
ليست المرأة فقط هي من يقوم ببناء الثقة إنما يشارك الرجل في ذلك أيضاً... وقبل أن يطلب كل من الطرفين أن يثق به الآخر، عليه أن يبادر بإشعار الآخر بأنه موضع لثقته وأُهلٌ لها...
وانتبهوا... صحيح أن فقدان الثقة يهدد الحياة الزوجية، إلا أن الإفراط فيها أيضاً قد يقوض أرجائها ويعيث فيها فساداً... فإطلاع كل منهما للآخر على خصوصيات أو أسرار تتعلق بماضيه أو بأهله أو بأصدقائه ربما يكون له آثار عكسية على استمرار العلاقة الزوجية... ولا شك أن لكل منا أسرار يفضل الاحتفاظ بها لنفسه طالما أنها لا تمس الشريك... فالتوازن ضروري، والصراحة بشكل ذكي وواعي توثق عرى الثقة بين الأزواج، وهي مهمة لاستمرار العلاقة الزوجية بأمان بعيدة عن تجاذبات المد والجزر الناتجة عن تخلخلها.
أحقاً طلقني؟صدمتي عبارته، فقد تسمرت في مكاني، وأضحيت عاجزة عن التلفظ بأية كلمة إضافية، وكأن لساني قد قُيد داخل فمي بسلاسل من حديد، وأحسست بظلام شديد القتامة يلف عيني.. لم أتخيل في وقت ما أنه سيقولها فعلاً، وأنه سيتخلى عني هكذا.. بكل بساطة ينهي كل ما يربطني به.. صحيح أنني أخذت أصرخ في وجهه قائلةً: "أنا لم أعد أطيق البقاء معك، لا أحتمل البقاء في بيتك أكثر من ذلك، طلقني... طلقني... لا أريدك... طلقني، أكره الحياة معك.. يكفيني ما أهدرته من حياتي برفقتك".
ولكني الآن وأنا في كامل قواي العقلية وكامل هدوئي أقول: كانت لحظة غضب، خرجت فيها عن طوري، بعد خلاف بسيط ليس هو الأول من نوعه يتعلق بأخته (لن أدخل في تفاصيله)، شعرت به ينحاز لها ولا يريد أن يسمع مني ما حدث كما سمع منها، كان في تلك اللحظة يريدني فقط أن أسكت وأعتذر منها، وهو ما لم أقبله على نفسي، فرفضت بحدة، واحتد الكلام بيننا، وسيطر الغضب والعناد والكبرياء على النفوس، فاتهمني بأنني لا أحترمه، وبأنني أكسر كلامه دئماً، وأصر على موقفي حتى وإن كنت على خطأ. واتهمته أنا بدوري بأنه يتجاهلني ويهدر كرامتي أمام الجميع، ولا يعتبرني إنسان لي من الحقوق ما له ولأهله، وادعيت أيضاً بأنه يظلمني دائماً، ويصدق أهله ويكذبني، وينصفهم على حسابي، وغير مستعد لأن يجعل لي قيمة أمامهم.
كنت أصرخ بعبارات الاتهام، وهو يطلب مني أن أخفض صوتي، فليس من الضروري أن يسمع الجيران نقاشاتنا وخلافاتنا، ولكني صعدت من موقفي، وعدت أتهمه بأنه متسلط يريد أن يصادر حقي في الدفاع عن نفسي، قلت كلاماً كثيراً لشدة انفعالي في تلك اللحظة، وطبعاً لم أعد أذكره الآن.. ولكني لم أكن أقصد ما قلت بالمعنى الحرفي، كنت فقط أريد أن أثيره ليعطيني فرصة لأن أتكلم ويسمع رواية الحدث من وجهة نظري مثلما سمعها من غيري، كما أردت منه أن يتعاطف معي ويشعر بما أحسست به من مشاعر سلبية آذت نفسي بسبب خلافي مع أخته، قبل أن يصدر حكمه علي بالسكوت التام ويرفض تناول المشكلة مرة أخرى بل ويصر على اعتذاري لها فوق ذلك كله.. طلبت منه الطلاق وأصررت عليه بينما أنا لا أريد الانفصال عنه حقيقة، كنت أريده فقط أن ينصفني.
المشكلة أنني لم أكن أدرك كم أحب بيتي ، وكم أنا متعلقة بزوجي وكم أحبه ولا أحتمل البعد عنه، نسيت تلك المشاعر الجميلة التي تربطني به في خضم سوء التفاهم الذي حدث، نسيت تماماً أن زوجي إذا سافر أو تأخر عني شعرت بالضيق والفراغ العميق لا يملأه أي شخص سواه. ونسيت أيضاً أنني لا أطيق البقاء خارج بيتي فترة طويلة، فما إن أخرج لأي سبب حتى تغلبني الرغبة في العودة إليه، فأعود باحثة عن السكينة والراحة والهدوء.. ونسيت أن أهلي عندما يلحون عليَّ بالمبيت عندهم، وخاصة لعلمهم بعدم معارضة زوجي لذلك، أنني أرفض بإصرار، وأعود لبيتي ولو في وقت متأخر. نسيت كل ذلك وتمسكت بكبرياء، ولم أحاول أن أكون مرنة فأتجاوز الخلاف وأخرج منه سالمة.
عندما طلبت من زوجي الطلاق لم أكن أقصد نهائياً أنني لا أطيقه كما قلت، بل أقصد أنني لا أستطيع أن أحيا بعيداً عنه، فحياتي من دونه مبتورة فارغة. ولم أكن أعني أنني لا أطيق البقاء في بيتي، أبداً، فأنا أحبه جداً، فهو سكني وملاذي، وموطن سعادتي وراحتي وخصوصياتي.
ندمت جداً على ما حدث عندما عدت إلى رشدي وجلست إلى نفسي بهدوء، تمنيت لو أنني لم أقل ما قلت، تمنيت لو أنني لم أتفوه بأية كلمة، يا ليتني اعتذرت منها حتى وإن كنت صاحبة الحق، لعلوت في نظر زوجي وأهله حينها، فهم جميعاً يعلمون أنها هي من تفتعل الخلافات دائماً، يا ليتني تعاملت بعقلانية مع الحادثة السخيفة التي لم تكن تستحق أن أضعها في كفة وأضع في الكفة الأخرى المقابلة حياتي الزوجية. فأنا أعلم علم اليقين أن زوجي يحبني، ويحترمني، ويقدني، ولا يبخل علي بشيء، فكيف ضحيت حينها بكل ذلك وطلبت منه الطلاق وأخذت أكيل له الاتهامات؟. عدت إلى رشدي بعد أحدثت جرحاً عميقاً داخل نفس زوجي، جرح يصعب التخلص منه بشكل تام.
صحيح أنه أعادني إليه مرة أخرى، ولكني أشعر أن زوجي لم يعد كما كان سابقاً.
"الخلافات ملح الحياة"، كما تقول جدتي، ولكني تعلمت من تجاربي العديدة أنه لا يجب السماح لها أن تتجاوز الحد المعقول، فتكدر الحياة الزوجية وتحيلها إلى جحيم لا يطاق.
حالة
"تزوجت وأنا في الخامسة عشر من العمر، خلت الزواج حفلة عرس، وفستان زفاف، ومصاغ لامع، وعريس وسيم يغمرني بكلام الحب والغزل الذي لا ينتهي... ولكن بعد فترة قصيرة من الزواج، وجدت الحياة الزوجية شيء آخر، فهي مسؤولية كبيرة تجاه الزوج والبيت والأقارب والمجتمع بشكل عام، مسؤولية لم أعدُّ نفسي لها، ولم أكن أعلم عنها شيئاً، كثرت الخلافات بيني وبين زوجي، وأخذت الخلافات تتصاعد حتى وصلت لدرجة شتمي، والصراخ في وجهي، وضربي في نهاية المطاف، لم أجد في الحياة الزوجية الحب الذي كنت أبحث عنه، لم يكن زوجي مستعداً لتحمل تقصيري، وإرشادي لما عليَّ فعله بهدوء ولطف، بل كان قاسياً عليَّ، فظاً في تعامله معي... رحلت عن بيتي واخترت طائعة طريق "أكره الحلال إلى الله" بعد أن تنازلت عن جميع حقوقي الزوجية، وعدت إلى بيت أهلي أشعر بخسارة كبيرة بعد التجربة القاسية التي مررت بها وبخواء عاطفي لا أدي إن كان هناك من يمكن أن يملأه".
حالة
" متزوجة منذ ثلاث سنوات، ذهبت خلال عملي إلى دورة خارج البلاد قضيت فيها أسبوعين، تعرفت إلى أحد الزملاء المشاركين في الدورة، كان حساساً ورقيقاً جداً، وجدته يشعر بي على الرغم من مدة معرفتي القصيرة به، امتلك عليَّ مشاعري، تمنيت لو أن زوجي في مثل صفاته في تفهمه لمشاعري، وجدت نفسي أنساق في حبه، أنكرت ذلك على نفسي وأقنعتها بأنه لا يمكنني أن أفعل ذلك فأنا امرأة متزوجة، ولكن مشاعري كانت تصرخ داخلي غصباً عني، وتتمرد علي وتعلنها بصوت عالٍ بأنني أحبه...
دخلت في دوامة، ما بين مشاعري تجاه هذا الشخص، ورغبتي في الحفاظ على زوجي البعيد دائماً عن مشاعري".
وصدق الشاعر حين قال :
الأم مــدرسـة إذا أعــددتـهـــا أعـددت شعبا طيب الأعــراق.
ولذلك حث الإسلام على حسن تربيتها ورعايتها والإعتناء بها ، فمن ترعرعت في جو احترم شخصيتها وقواها ، حتما ستنجب للأمة جيلا نفخر به ، المرأة نصف المجتمع وهي من تربي النصف الآخر ، إذن هي المجتمع كله ، النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قدم عليه ابنه فقبله واجلسه في حجره واقبلت ابنته فلم يقبلها واجلسها بجانبه ، فانكر عليه فعله وقال له في ما معناه : لم تعدل بينهما ، وحثه على العدل بينهما حتى في القبلة وفي العطية ، كما يحب أن يعدلا في برهما له ..
أما إن نشأت الطفلة مهانة ومحتقرة ومحرومة من حقها في الميراث وحقها في التعليم ويُفضل الذكر عليها ، وإن كبرت حرمت حقها في اختيار شريك حياتها ، أثر ذلك على سلوكها وترك بصماتها على شخصيتها وحتما ستخرج للأمة جيلا خانعا مساكينا عاجزا ، وهناك الكثير من الأحاديث عن فضل تربية الفتاة والأجر والتواب الكبير في الدنيا والآخرة ، لمن أولى اهتماما بهن ..
فلسطين تزخر بالنماذج الطيبة عن خنساوات فلسطين ، من يربين جيل التحرير وأسود الميدان وتغرس في نفوس الاشبال حب الأرض والدفاع عنها وحمايتها ، وابرزهن مريم فرحات الله يرحمها ، من كانت تقدم فلذات اكبادها فداء لله ثم للأرض الطيبة ، وكانت تحث النساء على الصبر عند استشهاد ابنائهن ، ولا تشمت الإحتلال بالحزن وبذرف الدموع عليهم وأن تحتسبن الأجر والتواب عند الله ، وكانت مثالا طيبا يحتدى به ..
في بداية العلاقة يتبادر إلى ذهن كل من الطرفين أن الآخر يشبهه ويشبه طريقة تفكيره، لأن الأوقات التي يلتقيان فيها تكون قصيرة، فيها الكثير من القيود، فلا تظهر في تلك الأوقات بالتالي الاختلافات.
تبدأ الاختلافات عادة بالظهور بعد أن يضم الشريكين بيت واحد، يقضيان حياتهما بجوانبها كافة فيه، حيث تبدأ الاختلافات التي تجر الخلافات.
شيء آخر يسهم في ظهور الخلافات هو ان كل واحد يرسم في خياله أبهى وأجمل صورة للطرف الآخر، وبعد أن يحتويهما بيت واحد تبدأ الصورة الحقيقية للشخص بالظهور وتجر ورائها أيضاً الكثير من الخلافات التي تصل بالبعض أن يتهموا بعضهم بأنهم كانوا يمثلون ويرتدون الأقنعة في فترة الخطبة، ويأتي الزواج ليسقط تلك الأقنعة.
والحل لجميع تلك الخلافات هو تقبل الآخر بكل ما فيه، ورسم صورة واقعية له منذ البداية وعدم نسيان أنه بشر فيه إيجابيات لا ترقيه لمرتبة الملائكة وسلبيات لا تخفضه لمرتبة الشياطين.. وتقبل الآخر منذ البداية واعقد العزم على إكمال الحياة معه ما دامت لديه نفس الرغبة.
اعتقادات خاطئة تدمر العلاقة الزوجية
- سعادتي الشخصية أهم شيء في علاقتي مع شريكي
- إذا لم أعد أحب شريكي فيجب أن أنفصل عنه
- زواجي بشريك حياتي كان قراراً خاطئاً
- أنا وشريكي غير متوافقان
- انفصالي عن شريك حياتي لن يؤثر في أبنائي
- لا أمل في استمراري مع شريك حياتي
التعديل الأخير تم بواسطة د. زهرة خدرج ; 2017-08-16 الساعة 08:11