القواعد الست المهمة للقائد الاجتماعي:
4- قبول الناس للقائد
هناك فرق بين قائد يفرض على الناس فرضا وقائد يفرضونه محبة،
فكثير من القادة أصحاب سلطة أو مال او منصب، ولكن الناس يعرقون أنهم لا يصلحون للقيادة ولا يستحقونها،
وإنما فرضوا عليهم فرضا. ونحن لا نتحدث عنه هذا الصنف من القادة،
وإنما نتحدث عن صنف يكون مقبولا من الناس ولديه كفاءة القائد من علم ومعرفة وصفات قيادية،
إما اكتسبها تربية أو يكون هو موهوبا فيها.
أنواع القائد بالنسبة للناس
والتحدي الكبير الذي يواجه القائد هو تحقيق المعادلة: أن يكون مقبولا لدى الناس من خلال إنجازاته وسيرته الطيبة وتاريخه المشرف وأخلاقه الكريمة. وربما كانت الآية الكريمة التي تصف قيادة النبي صلى الله عليه وسلم بأربع مواصفات توضج لنا هذا الأمر بشكل جلي، إذ يقول الله سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} سورة التوبة.
4 صفات مهمة للقائد (لقد جاءكم)
رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ:
مثلكم يحيا كحياتكم.
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ :
يتفاعل مع مشاكلكم وآلامكم واهتماماتكم.
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ:
يكون حريصا على أتباعه، وهذا الحرص واضح لهم وهو حريص مع الصغير والكبير والرجل والمرأة.
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ:
فهاتان الصفتان تلخصان كل معاني الرحمة في القيادة،
وهما الرأفة والرحمة،
وهي لمسة إنسانية تجعل من يتبع القائد يحبه ويتعلق قلبه به،
فهذه الصفات الأربع تعتبر أساس قبول الناس للقائد،
فلو تمثل بها العامل في المجال الاجتماعي،
لصار مقبولا عند الناس، وصار قلبه كبيرا، يسع الناس ويستوعبهم بأخلاقه، فيعطيهم أكثر مما يأخذ منهم.