بسم الله الرحمن الرحيم
كفانا كذبا
احبتي في الله
اصبحنا في هذا الزمان نرى امورا تستشري في مجتمعاتنا وعلاقاتنا بدون ان نلقي لها بالا او انتباها ودون ان يقف لها احدنا وقفة حقيقية
اتحدث هنا يا احبتي عن عادة ذميمة ، وكبيرة من الكبر .. هي اشد من القتل والزنا ،، الا وهي الكذب
هو ذلك الخلق الذي كان الابغض لدى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو شر آفة تستشري في اي مجتمع ،،
هذا المرض الذي ازال من قلوب الناس علامة الصدق والامانة ،،، فبات اغلب الناس لا يعرف ان كان صادقا او كاذبا في ما يقول
ربما نسي الكثير منا ما هو الكذب ،، او ربما يتناسى ذلك .. ليحمي نفسه من ضرر او ليلفت النظر او اي سبب واهي اخر .. ،، متجاهلا حجم المعصية والذنب ،، بل والفجور الذي دخل فيه - عند الله
استهنا به وقد توعد الله الكذابين بالعذاب الاليم ووصفه بمرض في القلوب ،،
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة : 10]
وقال تعالى :
وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ [النحل : 62]
كذلك قال رسول الله فيه :
إن الصدق يهدي إلى البر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا . وإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار . وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا.رواه عبد الله ابن مسعود في، صحيح مسلم
،
عليكم بالصدق ، فإنه مع البر ، وهما في الجنة ، وإياكم والكذب ، فإنه مع الفجور ، وهما في النار الراوي: أبو بكر الصديق
قد قال عنه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم - فجورا .. يهدي الى النار ،، فكيف لنا نستهين به ونجعله عادة من عاداتنا واسلوبا في حياتنا ونجعله حلا لكل مشكلة ومخرج من كل مأزق .؟!
كيف هانت علينا انفسنا وذهب تقوى الله من قلوبنا ،، كيف قبلنا ان نكتب عند الله كذابين ... والله ليست بأمر يسير!!
والكذب أيضا من صفات المنافقين والكافرين والمشركين،، فكيف يكون ايضا صفة من صفة المؤمنين .!!
لذلك فإن ترك الكذب وبذيء القول هو خير ما بيدأ به الانسان لاصلاح قلبه ، وتطوير ذاته ،، وهي أول طريق الانسان الى الايمان والاحسان ، وان الصدق مهو مفتاح للجنة وبداية صلاح النفوس وطهارتها ،، به يعود ما ضاع وان كان صعبا ،، وبه تكون لأمة رسول الله قائمة ،،
ومع انتشار هذا المرض الخطير ،، ظهرت فتنة ، وعلامة من علامات الساعة الصغرى ، وهي ان يصبح الكل في نظر الكل كذابا ، وان يوصف من يصدق الاخرين بالسذاجة ، وهي مقدمات قدوم الدجال كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب فيخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة ؟ قال الفويسق يتكلم في أمر العامة
الراوي: أنس بن مالك بسند جيد
وقد ظهر جليا انا دخلنا في تلك السنوات الفتانات ،، فهل ننجو من الفتنة ونعتصم بحبل الله ... ام سنكون من اتباع الدجال ؟؟
احبتي في الله
بعد ما اسلفت عن الكذب وقبحه
اوصيكم ونفسي بترك الكذب واصلاح النفس والتوبة الى الله عن كل ذنب مهما صغر ،،
وان نعلم اننا جميعا أمام الله محضرون والله خصم كل مسئ للظن مكذب لمن صدق
فالنقدم حسن النية ونؤخر سوء الظن .. يصلح حالنا
واني قد بدأت بنفسي ،، ربِ باعد بيننا وبين الكذب ، واجعلنا مع الصادقين
اخوكم
أبو مصعب
شهيد الاقصى
سلام الله عليكم
تعليق