إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موسوعة الفتاوى الإسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسوعة الفتاوى الإسلامية

    بسم الله ارحمن الرحيم
    موسوعة الفتاوى الإسلامية
    الموضوع : الحديث الشريف
    ================================================== ============
    الحديث الصحيح والحسن
    س- ما الحديث الصحيح والحديث الحسن ؟ وهل يمكن الأخذ بهذا الحديث ؟

    ج- الفرق بينهما : أن الحديث الصحيح ما رواه عدل تام الضبط ، بسند متصل ، وسلم من الشذوذ ومن العلة القادحة ، والحديث الحسن هو ما رواه عدل متصف بهذه الأوصاف إلا تمام الضبط فإنه لا يشترط في الحديث الحسن ، ولهذا نقول في تعريفه ما رواه عدل خفيف الضبط ، بسند متصل ، وسلم من الشذوذ ومن العلة القادحة . وكل من القسمين الصحيح والحسن حجة يؤخذ به ويعمل بما جاء فيه .
    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ،  ، كلها ضعيفة أو موضوعة
    س- أرجو الإفادة عن صحة الأحاديث الآتية :

    الأول :  من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني  ؟ الثاني :  من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي  . الثالث :  من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً شهيداً يوم القيامة  . لأنها وردت في بعض الكتب وحصل منها إشكال واختلف فيها على رأيين أحدهما : يؤيد هذه الأحاديث .. والثاني لا يؤيدها ؟
    ج- أما الحديث الأول : فقد رواه ابن عدى قطني من طريق عبد الله بن عمر رضي اله عنهما – عن النبي ،  ، بلفظ :  من حج ولم يزرني فقد جفاني  ، وهو حديث ضعيف ، بل قيل عنه : إنه موضوع أي : مكذوب ، وذلك أن في سنده محمد بن النعمان بن شبل الباهلي عن أبيه وكلاهما ضعيف جداً ، وقال الدارقطني : الطعن في هذا الحديث على ابن النعمان لا على النعمان ، وروى هذا الحديث البزار أيضاً وفي إسناده إبراهيم الغفاري وهو ضعيف ، ورواه البيهقي عن عمر ، وقال وإسناده مجهول .
    أما الحديث الثاني : فقد أخرجه الدارقطني عن رجل من آل حاطب عن النبي ،  ، بهذا اللفظ ، وفي إسناده الرجل المجهول ، ورواه أبو يعلى في منسده ، وابن عدى في كامله ، وفي إسناده حفص بن داود ، وهو ضعيف الحديث .
    أما الحديث الثالث : فقد رواه ابن أبي مالك – رضي الله عنه – عن النبي ،  ، عن سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث من طريق عمر ، وفي إسناده مجهول .
    هذا وقد وردت أحاديث صحيحة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت .
    أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ،  ، خاصة فكلها ضعيفة ، بل قيل : إنها موضوعة .
    فمن رغب في زيارة القبور أو في زيارة قبر الرسول ،  ، زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ دون أن يشد الرحال ، أو ينشء سفراً لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر .
    ومن شد الرحال أو أنشأ لها سفراً فذلك لا يجوز لقول النبي ،  ،  لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى  رواه البخاري ومسلم .
    وحديث :  لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً ، وصلوا علي فإن تسلميكم يبلغني أينما كنتم " رواه محمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة والله أعلم .
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    تقديم العشاء على العشاء صحيح
    س- هل صحيح كما يقولون  إذا حضر العشاء والعِشاء فقدم العَشَاء على العِشاء  ، فهذه الكلمة أخذها جميع الناس ولا أدري هل هي صحيحة أم لا ؟

    ج- هذا صحيح ، فقد ثبت عن النبي ،  ، أنه قال :  إذا قدم العَشاء فابدأوا به قبل أن تصلوا المغرب  فإذا حضر العَشَاء والإنساء يشتهيه فإنه يأكل قبل أن يذهب إلى الصلاة وذلك لأن الإنسان إذا قدم العشاء قبل الصلاة أصبح مشغولاً به فتنقص صلاته بسبب انشغاله به ولهذا قال ،  ،  لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان  ولكن هها أمر يجب التنبه له وهو أن يحذر من جعل وقت العشاء في وقت الصلاة دائماً فيتخلف عن الصلاة مع الجماعة .
    الشيخ ابن عثيمين

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    نبي ضيعه قومة !!
    س- قرأت في حديث شريف :  ذلك نبي ضيعه قومه ..  من ذلك النبي ؟ وما قصته؟

    وما مدى صحة هذا الحديث ؟
    ج- ذكر هذا الحديث ابن كثير في البداية والنهاية في الجزء الثاني ص211 في ترجمة خالد بن سنان العيسي الذي كان في زمن الفترة وقد زعم بعضهم أن كان نبينا وذكر عن الطبراني بسنده إلى أن عباس قال جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي ، ، فبسط لها ثوبه وقال :  بنت نبي ضيعه قومه  ثم ذكر الحديث عن البزار بسنده عن ابن عباس قال ذُكِرَ خالد بن سنان عند رسول الله ،  ، فقال :  ذالك نبي ضيعه قومه  لكنه ضعف إسناده ، ثم ذكر له قصة طويلة مع قومه لكنها لا تصلح مرفوعة ورجع أنه رجل صالح في زمن الفترة ولا يصح كونه نبيا والله أعلم .
    الشيخ ابن جبرين

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث  من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا .. 
    س- سائل يسأل عن صحة حديث  من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً شهيداً يوم القيامة  ؟

    ج- هذا الحديث رواه ابن أبي الدنيا عن طريق أنس بن مالك عن النبي ،  ، بهذا اللفظ، وفي إسناده سليمان بن زيد الكعبي وهو ضعيف الحديث ، وراوه أبو داود الطيالسي عن طريق عمر وفي إسناده مجهول . هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت أما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي ، ، خاصة فكلها ضعيفة ، بل قيل إنها موضوعة ، فمن رغب في زيارة القبور أو في زيارة الرسول ،  ، زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للأموات ، والصلاة على النبي ،  ، والترضي عن صاحبيه دون أن يشد الرحال أو ينشئ سفراً لذلك فزيارته مشروعة ويرجى له فيها الأجر ، ومن شد لها الرحال أو أنشأ لها سفراً أو زار يرجو البركة والانتفاع به أو جعل لزيارته مواعيد خاصة فزيارته مبتدعة لم يصح فيها نص ولم تعرف عن سلف هذه الأمة ، بل وردت النصوص بالنهي لحديث:  لا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى  رواه البخاري ومسلم ، وحديث :  لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم  وراه محمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة .
    الشيخ ابن باز

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    حديث  من يرغب عن سنتي
    س- ما معنى هذا الحديث :  فمن رغب عن سنتي فليس مني  ، وهل يدخل في هذا ترك صلاة السنة قبل وبعد الصلاة المكتوبة ؟

    ج- قوله عليه الصلاة والسلام :  من رغب عن سنتي فليس مني  . معناه : من رغب عن طريقي الذي أنا عليه فليس مني لأنه رغب طريقاً آخر غير الطريق التي كان عليها رسول الله ،  ، وأما ترك النوافل والتطوع فليس من هذا الباب لأن تاركها لا يقصد بهذا الرغبة عن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولكنه لما كانت هذه النوافل غير واجبة عليه تركها لأنها داخلة في رخصة الله عز وجل . وفرق بين من يترك هدى النبي عليه الصلاة والسلام رغبة عنه وبين من يتركه تكاسلاً وأخذا برخصة الله سبحانه وتعالى.
    الشيخ ابن عثيمين
    * * * *

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    حديث التكبر على المتكبر !
    س- لاحظت على أحد الأصدقاء أنه لا يرد السلام على أحد الناس وهو ينظر إليه بعين التكبر ولما سألته عن ذلك أخبرني أن ذلك الشخص متكبر ، والحديث يقول :  التكبر على المتكبر صدقة  هل هذا الحديث صحيح ، وهل يجوز ذلك الفعل ؟

    ج- التكبر على عباد الله من كبائر الذنوب ولا يحل أن يتكبر على أحد ، حتى وإن تكبر ، ودواء هذا التكبر الواقع من بعض الناس ليس بأن يتكبر عليه ولكن دواؤه بأن يُنصح ويخوف من الله – عز وجل – ويقال له أتق الله فإن الكبر من كبائر الذنوب . وأما الحديث الذي ذكره السائل فهو حديث باطل لا يصح عن النبي ،  .
    الشيخ ابن عثيمين
    * * * *

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    لا تناقض بين الحديث والآية
    س- هل الحديث القائل :  أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ..  صحيح ، وألا متناقضا مع الآية الكريمة :  وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين  ؟

    ج- هذا الحديث صحيح وفي الباب أحاديث كثيرة بهذا المعنى ولا تناقض الآية الكريمة ، فقوله تعالى :  وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم  يعني الكفار والمشركين ، فإنهم لم يقولوا لا إله إلا الله ولم يعملوا بها ، فقتالهم جهاد في سبيل الله وهكذا قتال من قال لا إله إلا الله ولم يعمل بحقها فترك بعض أركان الدين أو استحل بعض المحرمات وأصر على ذلك فقتاله جهاد في سبيل الله لقوله ..  إلا بحقها  .
    الشيخ ابن جبرين
    * * * *

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث جار المسجد
    س-  لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد  هو حديث صحيح أم قول مأثور . وهو قول فيه تشدد فالدين يسر وليس بعسر فما قول سماحتكم ؟

    ج-  لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد  هذا حديث رواه الامام أحمد والدارقطني والحاكم والطبراني والديملي كلهم بأسانيد ضعيفة قال الحافظ ابن حجر  ليس له إسناد ثابت وإن اشتهر بين الناس  فهو حديث ضعيف عند أهل العلم .. وعلى فرض صحته فمعناه محمول على أنه لا صلاة كاملة لجار المسجد إلا في المسجد لأن الأحاديث الصحيحة قد دلت على صحة صلاة المنفرد لكن مع الإثم إن لم يكن له عذر شرعي لأن الصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين واجبة لأحاديث أخرى غير الحديث المسؤول عنه مثل قوله ،  ،  من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر  خرجه ابن ماجه والدارقطني وابن حبان والحاكم وإسناده على شرط مسلم ولقوله ،  ، لأعمى الذي استأذنه أن يصلي في بيته واعتذر بأنه ليس له قائد يلازمه قال له : هل تسمع النداء بالصلاة قال : نعم قال : فأجبه . خرجه مسلم في صحيحه .
    الشيخ ابن باز

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    معنى حديث  لو أنكم تتوكلون ... 
    س- أريد شرحاً وافياً لهذا الحديث حتى نفهمه الصحيح  لو تتوكلون على الله حق تولكه لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً  ؟

    ج- الحديث عن عمر رضي الله عنها عن النبي ،  ، قال :  لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا  رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وقال الترمذي حسن صحيح .
    وحقيقة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله – عز وجل – في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة ، ومعنى الحديث أن الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه إعتماداً كلياً في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير ، وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدرات بها وجرت سنته في خلقه بذلك فإن اله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة ، والتوكل بالقلب عليه إيمان به قال تعالى :  وعلى الله فليتوكل المؤمنون  فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها والتوكل ، بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز مخص وإن كان مشوباً بنوع من التوكل فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزاً ، ولا عجزه توكلاً ، وإن كان توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها .
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    أحاديث في رؤية النبي ، 
    س- ما صحة الحديث المروى عن رسول الله ،  ، الذي معناه  من رآني فقد رآني  والحديث الآخر الذي معناه " من رأي فقد حرمت عليه النار : وما معنى الذي يدلان عليه ؟

    ج- الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم :  من رأني فقد رآني حقاً  ، فهذا حديث صحيح وله ألفاظ منها قوله ،  ، :  من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ..  .. ومنها قوله ،  ،  من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي  .. في عدة الفاظ وردت عنه عليه الصلاة والسلام ، وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي ،  ، فمن رأي النبي ،  ، في المنام فقد رأى الحقيقة.
    وصورته عليه الصلاة والسلام معروفة عند أهل العلم فهو ربعة من الرجال ، حسن الصورة مشرب بحمرة ، كت اللحية أسودها ، وفي آخر حيانه حصل فيها شعيرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام ، فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام .
    وأما الحديث الثاني :  من رآني فقد حرمت عليه النار  لا اصل له وليس بصحيح
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    غربة الإسلام
    س-ما معنى هذا الحديث:  بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ؟

    ج- معناه أن الإسلام بدأ غريباً كما كان الحال في مكة وفي المدينة في أول الهجرة لا يعرفه غريبا فى آخر الزمان كما بدأ لا يعرفه حق المعرفة إلا القليل من الناس ، ولا يعمل به على الوجه المشروع إلا القليل من الناس وهم الغرباء وتمام الحديث قوله ، ،  فطوبى للغرباء  رواه مسلم في صحيحه وفي رواية لغير مسلم قيل يا رسول الله ومن الغرباء فقال :  الذين يصلحون إذا فسد الناس  وفي لفظ آخر :  هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي  .
    نسأل الله أن يجعلنا وسائر إخواننا المسلمين منهم إنه خير مسؤول .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    حديث :  لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه .. 
    س- ما مدى صحة الحديث :  لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به  ؟

    ج- الحديث هذا صححته جماعة وأضعفته جماعة . ومما قال صاحب الحجة : لا يؤمن المؤمن إيماناً كاملاً حتى يكون هواه تبعا لما جاء به النبي ،  ، . أما إذا كان يهوى الزنى ويفعل المعاصي يكون إيمانه ناقصاً ، وكذلك إن كان يهوى الغيبة أو النميمية، أو يفعلها يكون إيمانه ناقصاً .. فلا يكون إيمانه كاملاً حتى يكون هواه وميله تبعاً لما جاء به،  ، وإذا تابع هواه وأطاع الشيطان فهذا نقص في الإيمان ، وهذا النقص قد يرتقي به إلى الكفر ، فإذا وافق هواه في عباده غير الله ، وفي الاستهزاء بالدين أو سبه ، أو استحل ما حرم الله ، انتقل إلى الكفر وصار مرتداً عن الإسلام نسأل الله السلامة .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    حديث :  اختلاف أمتي رحمة 
    س- ما مدى صحة حديث :  اختلاف أمتي رحمه ؟ 

    ج- ليس بصحيح هذا أنكره بعض السلف وليس بحديث .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    حديث :  أنت ومالك لأبيك . 
    س- سمعت حديثاً عن المصطفى ،  ، يقول : " إنت ومالك لأبيك " وقد سمعت أن في هذا الحديث ضعفاً . ما صحة هذا يا فضيلة الشيخ ؟

    ج- هذا الحديث ليس بضعيف لشواهده ، ومعنى ذلك أن الإنسان إذا كان له مال فإن لابيه أن يتبسط بهذا المال وأن يأخذ من هذا المال ما يشاء لكن بشرط بل بشروط :
    الشرط الأول : ألا يكطون في أخذه ضرر على الإبن ، فإن كان في أخذه ضرر كما لو أخذ غطاءه الذي يتغطى به من البرد أو أخذ طعامه الذي يدفع به جوعه فإن ذلك لا يجوز للأب .
    الشرط الثاني : أن لا تتعلق به حاجة للإبن ، فلو كان عن الإبن أمة يتسراها فإنه لا يجوز للأب أن يأخذها لتعلق حاجة الإبن بها وكذلك لو كان للإبن سيارة يحتاجها في ذهابه وإيابه وليس لديه من الدراهم ما يمكنه أن يشتري بدلها فليس له أن يأخذها بأي حال .
    الشرط الثالث : أن لا يأخذ المال من أحد أبنائه ليعطيه لإبن آخر لأن في ذلك إلقاء للعداوة بين الأبناء ولأن فيه تفضيلاً لبعض الأبناء على بعض إذا لم يكن الثاني محتاجاً فإن كان محتاجاً فإن إعطاء الأب أحد الأبناء لحاجة دون إخوته الذين لا يحتاجون ليس فيه تفضيل بل هو واجب عليه .
    على كل حال هذا الحديث حجة أخذ به العلماء واحتجوا به ولكنه مشروط بما ذكرنا ، فإن الأب ليس له أن يأخذ من مال أبنه ما يضره ، وليس له أن يأخذ من مال ولده ما يحتاجه الإبن ، وليس له أن يأخذ من مال ولده ليعيطي ولداً آخر . والله أعلم .
    الشيخ ابن عثيمين
    * * * *

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    معنى  حديث موضوع " أو  مرفوع ..  وقولهم  حديث حسن غريب  ونحو ذلك
    س- ماذا يقصد بقولهم أن الحديث مرفوع أو موضوع وأحياناً في نهاية الحديث نجد هذه العبارة : قال فلان – كالترمذي على سبيل المثال أو النسائي – حديث حسن غريب أو منكر " وذلك في الأحاديث النبوية أو القدسية ؟ !

    ج- الحديث المرفوع هو الذي أضيف إلى النبي ،  ، من قوله أو فعله ، فإن كان من كلام الصحابي سموه موقوفاً ، أو من كلام التابعي فهو مقطوع ، أما الحديث الموضوع فهو المكذوب الذي يتحقق أنه كذب على النبي ،  ، فلا تجوز روايته إلا مع التعريف به . فأما الحديث الغريب فهو الذي لم يروا إلا من طرق واحد ، أي لم يروه من الصحابة سوى شخص واحد ولم ينقله عن الصحابي إلى روا واحد وهكذا ، والمنكر إن أريد به الحديث فهو المخالف للأحاديث الثابتة إذا رواه أحد الضعفاء وإن أريد الرواي فهو ضعيف الرواية . وعلى السائل أن يقرأ في كتب مصطلح الحديث . وعلى العلماء العارفين بذكل الزيادة في التوضيح .
    الشيخ ابن جبرين


    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث  لعن الله الشارب قبل الطالب 
    س- لعن الله الشارب قبل الطالب " هل هذا حديث صحيح خاصة وأنه يتردد على ألسنة كثير من الناس ؟

    ج- هذا الحديث لم يصح عن النبي ،  ، ولكنه من الأحاديث التي اشتهرت على ألسنة الناس وليس لها أصل .. والواجب على الإنسان أن يتحرى عما ينسبه إلى الرسول ، ، من قول أو فعل لأن الكذب عليه ،  ، ليس بالكذب على أحد منا ، لأنه كذب على شريعة الله سبحانه وتعالى .
    ومن الأحاديث المشهورة والتي ليس لها أصل قولهم  حب الوطن من الإيمان  وقولهم:  خير الأسماء ما حُمد وعُبد .وقولهم: المعدة بيت الداء والحمية راس الدواء وأمثال ذلك كثير .
    والمهم انه يجب على الإنسان أن يتحرز فيما بنسبه إلى النبي ،  ، حتى لا يقع في الوعيد الشديد الذي قال ، ، :  من كذب علي معتمداً فليبتبوأ مقعده من النار  .. وقال :  من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين  .
    الشيخ ابن عثيمين

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    الأحاديث الضعيفة
    س- أفيدوني إلى كتاب فيه كثير من الأحاديث الضعيفة والمنكرة وغيرها حتى أتجنبها ولا أقع فيها ؟

    ج- نرشدك إلى أن تبتعد عن قراءة الأحاديث الضعيفة والمنكرة وإنما يقرأ هذه الأحاديث أهل العلم الذين يميزون بين الضعيف والصحيح . أما أنت فأنصحك برياض الصالحين .. فهو كتاب ثمين يعتني مؤلفه – رحمه الله – بالأحاديث الصحيحة والحسان وتجنب الضعيفة وما في حكمها .. وصدر غالب أبوابه بآيات من الكتاب العزيز .. فهو كتاب مفيد والبادي في طلب العلم والمبتدئ فيه لا يتتبع أنواع الكتب خشية أن لا يستوعب فهمه ما فيها فتولد له شكوكاً وتوقعه في مشاكل .. فاقتصر على قراءة ما صح وأن أردت أن تقرأ فكتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم ففيه أصح ما ورد عن رسول الله ،  ، هو كتاب عظيم مفيد .. والله أعلم .
    الشيخ ابن عثيمين
    * * * *

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    حديث : الوصية
    السؤال هو : ما مدى صحة هذه الأقوال والذي أعلمه أن سورة الإخلاص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن فما هو رأي الشرع في ذلك ؟

    ج- هذا الحديث الذي ذكره أن النبي ،  ، أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذه الوصايا كذب موضوع عن النبي ،  ، لا يصح أن ينسب إلى الرسول ، ، ولا يجوز أن ينقل عن الرسول ،  ، لأن من حدث عن النبي ،  ، بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ومن كذب على النبي ،  ، متعمداً فليتبوأ مقعدة من النار إلا إذا ذكره ليبين أنه موضوع ويحذر الناس منه فهذا مأجور عليه والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي ،  ، وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
    وهنا نقطة عبر بها السائل بقوله الإمام علي بن أبي طالب ولا ريب أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إمام من الأئمة كغيره من الخلفاء الراشدين فأبو بكر رضي الله عنه إمام وعمر رضي الله عنه إمام وعثمان بن عفان رضي الله عنه إمام عوعلي إمام لأنهم من الخفاء الراشدين حيث قال صلي الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي وهذا وصف ينطبق على أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
    فليست الإمامة خاصة يعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بل هي وقف على من يفتدي به ولهذا يقال للإمام في الصلاة إمام الجماعة أنه إمام ويقال لمن يؤم أمور المسلمين لأنه محل قدوة يقتدى به وإن بعض الناس قد يقصد من كلمة إمام أنه معصوم من الخطأ وهذه خطأ منهم وذلك أنه ليس أحد من الخلق معصوم إلا من عصمة الله – عز وجل – والأولياء كغيرهم يخطئون ويتوبون إلى الله – عز وجل – من خطئهم فإن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
    الشيخ ابن عثيمين

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    أحاديث في الصلاة على النبي
    س- قرأت في بعض الكتاب الدينية الأحاديث الشريفة الآتية :  من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة  و  من صلى على ألف مرة حرم الله جسده على النار  . هل هذه الأحاديث صحيحة ؟ وما الدليل على ذلك ؟

    ج- هذه الأحاديث ضعيفة ، أو موضوعة وتغني عنها الأحاديث الصحيحة التي ذكرها ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى في سورة الأحزاب :  إن الله وملائكته يصلون على النبي  الآية فعليك بمراجتها وكذا في كتاب ابن القيم " جلاء الافهام " وغير ذلك .
    الشيخ ابن جبرين
    * * * *

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    رواية دعاء الرسول على الغراب مختلفة
    س- سمعت من أحد الأفراد أن الرسول ،  ، دعا على الغراب يوم الهجرة بقوله : سود الله وجهك  فما مدى صحة هذه الرواية ؟ وإذا كانت صحيحة فلماذا دعا الرسول على الغراب ؟ !

    ج- هذه رواية مكذوبة على الرسول ،  ، لأنه لم يدع على الغراب فيما أعلم في الهجرة ولا في غيرها وإنما ذكره النبي ،  ، مع الفواسق التي تقتل في الحال والحرم حيث قال عليه الصلاة والسلام :  خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحال والحرم، الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور  .
    الشيخ اين عثيمين

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    حديث السبعة هل هو خاص بالرجال
    س- هل حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله بالذكور أم أن من عمل هؤلاء من النساء يحصل على الأجر المذكور في الحديث ؟

    ج- ليس هذا الفضل المذكور في هذا الحديث خاص بالرجال ، بل يعم الرجال والنساء ، فالشابة التي نشأت في عبادة الله داخلة في ذكل ، وهكذا المتحابات في الله من النساء داخلات في ذلك ، وهكذا كل امرأة دعاها ذو منصب وجمال إلى الفاحشة فقالت إني أخاف الله داخلة في ذلك ، وهكذا من تصدقت بصدقة من كسب طيب لا تعلم شمالها ما تنفق يمينها داخلة في ذلك ، وهكذا من ذكر الله خاليا من النساء داخل في ذلك كالرجال ، أما الإمامة فهي من خصائص الرجال ، وهكذا صلاة الجماعة في المساجد تختص بالرجال ، وصلاة المراة في بيتها أفضل لها كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ،  ، والله ولي التوفيق .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    النبي : نبيل !!
    س- قرأت في كتاب  أنساب العرب  صفحة 125 ، يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام لأبي ذر الغفاري الأنبياء كلهم عجم إلا أربعة هو وصالح وشعيب ونبيل . فمن هو المقصود بنبيل ولماذا لم يرد اسم النبي ضمن الأسماء الأربعة ؟

    ج- وقع خطأ في هذه النسخة ، خطأ مطبعي ، وهو قوله : " ونبيل " باللام ، فليس هناك نبي بهذا الأسم لا من العرب ولا من العجم وإنما صواب الكلمة  ونبيك يا أبا ذر  بالكاف لا باللام ، وعنى به نفسه ،  ، فهو من العرب ونزل عليه القرآن بلسان عربي مبين .
    الشيخ ابن جبرين
    * * * *

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث  أسماء  في الحجاب
    س- جاء في حديث الرسول ،  ، أن المرأة إذا بلغت المحيض لا يجوز أن يظهر منها إلا الكفان والوجه فهذا هو الحجاب فهل هناك أحاديث تدل على النقاب ؟

    ج- هذا الحديث رواه أبو داود في باب فيما تبدي المرأة من زينتها من سنته قال حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قنادة عن خالد ( قال يعقوب : ابن دريك ) عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها دخلت على رسول الله ،  ، وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله ،  ، وقال :  يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه  وهو حديث مرسل لأن خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها وفي سنده سعيد بن بشير الأزدي ويقال البصري أيضا لأن أصله من البصرة وثقة بعض علماء الحديث وضعفه أحمد ابن معين وابن المديني والنسائي والحاكم أبو أحمد وأبو داود وقال محمد بن عبد الله بن نمير منكر الحديث ليس بشيء ، وليس بقوي الحديث يروي عن قتادة المنكرات وقال ابن حبان كان ردئ الحفظ فاحش الغلط يروي عن قتادة مالا يتابع عليه وقال الساجي حدث عن قتادة بمناكير وقد روى هذا الحديث عن قتادة ثم إن قتادة مدلس وقد روي هذا الحديث عن خالد بن دريك يعني وفيه الوليد وهو ابن مسلم وكان يدلس تدليس التسوية وكان رفاعا ، بذلك يتضح ضعف هذا الحديث من وجوه .
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وأله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث من استمع إلى قينة صب في أذنيه .. وحديث  الغناء ينبت النافق في القلب 
    س- قرأت وسمعت حديث رسول الله ،  :  من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك – أي الرصاص المذاب – يوم القيامة . فهل هذا الحديث صحيح كما قرأت وسمعت حديث :  الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب  فهل هذا الحديث صحيح. وما حكم من استمع لهذه الأغاني المشتملة على جميع أنواع الطرب إذا كان استماعها في غير منزله كالسيارات والمجالس التي لا يستيطع التحكم فيها ؟

    ج- الاستماع للصوت يتضمن معنى الميل له والإصغاء إليه فاستماع الاغاني فيه معنى الميل لها والإصغاء إليها أما السماع فقد يكون عن قصد وإصغاء فيسمى استماعاً أيضاً ويأخذ حكمه وقد يكون عن غير قصد ولا إصغاء للصوت فلا يسمى استماعاً ولا يحكم له بحكمه وعلى ذلك فالاستماع إلى ما ذكر السائل من الأغاني المشتملة على جميع أنواع الطرب محرم على كل من أصغى إليها رجلاً كان أم إمرأة في بتيه أو في غير بيته كالسيارات والمجالس العامة والخاصة لما له في ذلك من الاختيار والميل إلى المشاركة فيما حرمته الشريعة . قال الله تعالى :  ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين  وما ذكر السائل من الغناء هو من لهو الحديث فإنه فتنة للقلب يستهويه إلى الشر ويصرفه عن الخير ويضيع على الإنسان وقته دون جدوى فيدخل في عموم لهو الحديث ويدخل من غنى ومن استمع إلى تلك الأغاني في عموم من اشترى لهو الحديث ليصرف نفسه أو غيره عن سبيل الله ، وقد نهى عن ذلك وتوعد من فعله بالعذاب المهين وكما دل القرآن بعمومه على تحريم الغناء والاستماع إليه دلت السنة عليه ، من ذلك قوله ،  ،  ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة يأتيهم – يعني الفقير – لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيسلبهم الله ويضع العلم ويسمخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة  رواه البخاري وغيره من أثمة الحديث ، المعازف اللهو وآلاته ومن ذلك الغناء والاستماع إليه فذم رسول الله ،  ، من يستحلون الزنا ولبس الرجال الحرير وشرب الخمر وآلات اللهو والاستماع فها وقرن المعازف بما قبلها من الكبائر وتوعد في نهاية الحديث من فعل ذلك إصغاء كسماع من يشمي في الطريق غناء آلات اللهو والاستماع إليها أما السماع دون قصد ولا إصغاء كسماع من يمشي في الطريق غناء آلات اللهو في الدكاكين أو ما يمر به من السيارات ومن يأتيه وهو في بيته صوت الغناء من بيوت جيرانه دون أن يستهويه ذلك – فهذا مغلوب على أمره لا إثم عليه وعليه أن ينصح وينهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ويسعى في التخلص مما يمكنه منه وسعه وفي حدود طاقته فإن الله لا يكلف نفساً إلى وسعها . وقد جرى جماعة من العلماء على أن يستدلوا على مطلوبهم بالأدلة الصحيحة ثم يتبعوا ذلك بأحاديث فيها بشيء من الضعف في سندها أو في وجه دلالتها على دعواهم وهذا لا يضرهم في ثبوت أصل مطلوبهم فإنهم ذكروا ذلك على سبيل الاستئناس والاستشهاد لا على سبيل الاحتجاج والاعتماد من ذلك ما يذكره بعض العلماء من الأحاديث في مقام تحريم الغناء والاستماع إليه بعد إثباته بالأدلة الصحيحة فلا يضر الطعن فيما ذكره تبعاً في ثبوت التحري بما استدلوا به أولاً وأصالة من الأدلة الصحيحة فمن ذلك – ما رواه الحكيم الترمذي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله ،  ، قال :  من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يستمع الروحانيين في الجنة  والثاني ما رواه ابن عساكر عن أنس أن النبي ،  ، قال :  من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة  وما رواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن ابن مسعود من قول النبي،  ، الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل وما رواه البيهقي عن جابر من قول رسول الله ،  ، :  الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينتب الماء الزرع  . فهذه الأحاديث ضعيفة لكن لا يؤثر ضعفها في تحريم الغناء والاستماع إليه لثبوت التحريم بأدلة أخرى صحيحة من الكتاب والسنة ، والله الموفق .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث  كسر عظم المسلم ميتا ككسره حيا 
    س- هل صح عن النبي ،  ، القول من كسر عظم رجل مسلم ميت فكأنما كسر عظم رجل مسلم حي ؟

    ج- حديث كر عظم الميت ككسره حيا حديث ثابت جاء مرفوعاً وموقوفاً أما الرواية المرفوعة فهي عند عبد الرزاق في مصنفه وأبي داود وابن ماجه في سننهما وابن حبان في صحيحه بأسانديهم عن عمرة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ،  ، :  كسر عظم الميت ككسره حيا  وقد ترجم له عبد الرزاق بقوله باب كسر عظم الميت ثم أورد الحديث باسناده ، وترجم له أبو داود بقول باب في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان ، ثم أورد الحديث بإسناده وترجم له ابن ماجه بقوله باب في النهي عن كسر عظام الميت ثم أرود الحديث بإسناده وترجم له الحافظ الهيثمي في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان بقوله : باب فيمن آذى ميتا وساق الحديث بإسناده .
    وأما الرواية الموقوفة فذكرها الإمام مالك في الموطأ في ما جاء في الاختفاء بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول كسر عظم المسلم ميتا ككسره وهو حي تعني في الإثم وذكرها الإمام الشافعي في الدفن في باب ما يكون بعد الدفن عن الإمام مالك أنه بلغه أن عائشة رضي الله عنها قالت كسر عظم المسلم ميتا ككسره وهي حي .
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث في ماء زمزم .. ؟
    س- هل هناك حديث صحيح عن فائدة ماء زمزم ؟

    ج- ماء زمزم قد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه ماء شريف وماء مبارك وقد ثبت في الصحيح أن النبي ،  ، قال في زمزم  إنها مباركة ، إنها طعام طعم  وزاد في رواية عن أبي داود بسند جيد  وشفاء سقم  . فهذا الحديث يدل على فضلها ، وأنها طعام طعم وشفاء سقم وأنها مباركة .
    والسنة الشرب منه كما شرب النبي ،  ، ولما فيه من البركة وهي طعام طيب ، مبارك ، يشرع التناول منه إذا تيسر ، كما فعله النبي ، ، ويجوز له الوضوء منها ، ويجوز أيضا الاستنجاء منها والغسل من الجنابة إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، وقد ثبت عنه،  ، أنه نبع الماء من بين أصبعه ثم أخذ الناس حاجتهم من هذا الماء ليشربوا وليتوضئوا وليغسلوا ثيابهم وليستنجوا كل هذا واقع ، وماء زمزم إن لم يكن مثل الماء الذي نبع من بين أصابع النبي ،  ، لم يكن فوق ذلك فكلاهما ماء شريف ، فإذا جاز الوضوء والاغتسال والاستنجاء وغسل الثياب من الماء الذي نبع من بين أصابعه ، ، فهكذا يجوز من ماء زمزم .
    الشيخ ابن باز

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    ما صحة هذا الحديث ؟
    س- ما درجة صحة هذا الحديث  لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس إلا بمكة .. إلا بمكة .. إلا بمكة ..  .

    ج- هذا الحديث بهذه الزيادة  إلا بمكة  ضعيف .
    أما أصل الحديث فهو ثابت في الصحيحين وغيرهما عن جماعة الصحابة رضي الله عنهم عن النبي ،  ، أنه قال :  لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس  لكن هذا العموم يستثنى منه الصلاة ذات السبب في أصح قولي العلماء كصلاة الكسوف وصلاة الطواف وتحية المسجد فإن هذا الصلوات يشرع فعلها ولو في وقت النهي لأحاديث صحيحة وردت في ذلك تدل على استثنائها من العموم والله ولي التوفيق .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    ما درجة صحة هذه الأحاديث
    س- ما درجة صحة هذه الأحاديث : " 1 " تهادوا تحابو . " 2 " لو علم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها ؟ !

    ج- " 1 " هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد موصولاً ، ورواه مالك في الموطأ مرسلا وله طرق يقوي بعضها بعضا فهو لا يقصر عن درجة الحسن . وقد ثبت أن النبي،  ، كان يقبل الهدية ويثيب عليها .
    " 2 " هذا الحديث رواه ابن أبي الدنيا وغيره كما في لطائف المعارف ولكنه ضعيف من جميع طرقه . وقد ورد في فضل رمضان أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما .
    الشيخ ابن جبرين

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث  من لم تنه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد .. 
    س- يقول صلى الله عليه وسلم  من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعداً  فهل حالق لحيته تقبل صلاته أولاً ؟

    ج- هذا الحديث روي من طرق عدة بألفاظ مختلفة عن النبي ،  ، ولم يثبت عن طريق صحيح وروى عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وجماعة ، والموقوف هو الصحيح ، قال ابن كثير بعد أن ذكر هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي ،  ، وموقوفاً والأصح الموقوفات على ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة والأعمش وغيرهم .
    وذكر بعض العلماء أن معناه فاسد لمنافاته النصوص الصحيحة الدالة على أن الصلوات تمحو الذنوب وتذهب السيئات .
    وعلى هذا يتبين أن حلق المصلي لحيته لا يمنع صحة صلاته ولا من قبولها بل له من ثواب صلاته بقدر ما أتى به منها على وجهه الشرعي وعليه إثم حلق لحيته ويكون مؤمناً بما فيه من إيمان وعمل صالح ، وفاسقاً بما فيه من المعاصي ، ويعلم من ذلك أن الصلاة إنما تنهي عن الفحشاء والمنكر وإذا أقيمت كما شرع الله في الكتاب والسنة .
    اللجنة الدائمة

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث حول الطيرة
    س- ما التوفيق بين قوله ،  ،  لا طيرة ولا هامة  وقوله  إن كانت الطيرة ففي البيت والمرأة والفرس  .. أفيدونا جزاكم الله خيراً ؟

    ج- الطيرة نوعان : الاول من الشرك وهي التشاؤم من المرئيات أو المسموعات فهذه يقال لها طيرة وهي من الشرك ولا تجوز ، الثاني : مستثناة وهذا ليس من الطيرة الممنوعة ولهذا في الحديث الصحيح :  الشؤم في ثلاث  ، في المرأة وفي الدار وفي الدابة  وهذه هي المستثناة وليست من الطيرة الممنوعة لأن بعضهم يقول أن بعض النساء أو الدواب فيهن شؤم وشر بإذن الله وهو شر قدري فإذا ترك البيت الذي لم يناسبه أو طلق المرأة التي لم تناسبه أو الدابة أيضا التي لم تناسبه فلا بأس فليس هذا من الطيرة.
    الشيخ ابن باز

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    هذا رأي في الشيخ الألباني
    س- لدينا شيخ رزقه الله علما ، لكنه يسب المشايخ الذين يخالفونه القول ، ويخص بالذكر الشيخ ناصر الدين الألباني ، حيث يحذر منه كل ليلة تقريباً في أحاديثه ، في شهر رمضان ويدعي بأن هذا رأي كل الأفاضل في الألباني ، وأنه مجرد تاجر كتب ، فما جوابكم ورأيكم يا سماحة الشيخ في الألباني لتطلعه عليه ، ونطلع عليه رواد الدرس الكثر ؟

    ج- الشيخ ناصر الدين الألباني من خواص إخواننا الثقاب المعروفين بالعلم والفضل والعناية بالحديث الشريف تصحيحاً وتضعيفا ، وليس معصوما بل قد يخطئ في بعض التصحيح والتضعيف ، ولكن لا يجوز سبه ولا ذمه ولا غيبته ، بل المشروع الدعاء له بالمزيد من التوفيق وصلاح النية والعمل ، ومن وجد له غلطا واضحاً بالدليل فعليه أن يناصحه ويكتب له في ذلك عملاً بقول النبي ،  ،  الدين النصحية  الحديث رواه مسلم ، ولقوله ،  ،  المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه  الحديث .
    وقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : " بايعت النبي ،  ، على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " متفق على صحتهما . ومعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ولا سيما أهل العلم لقول الله سبحانه :  والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم  . فالواجب على الجميع التناصح والتواصي بالحق ، وتنبيه المخطئ إلى خطئه وإرشاده إلى الصواب حسب الأدلة الشرعية ، وفق الله الجميع .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    الفاعل والمفعول به
    س- هل الحديث الذي يلعن الفاعل والمفعول به – يعني الفاحشة – صحيح لقد قرأت ذلك الحديث في كتاب الحافظ شمس الدين الذهبي ص 57 ؟

    ج- وردت أحاديث في التفسير من عمل قوم لوط كلعن الفاعل والمفعول به والوعيد على هذا الفعل الشنيع كما ورد في أحاديث الأمر بقتلهما . ففي الحديث اقتلوا الفاعل والمفعول به ولكن تلك الاحاديث لا تخلو من مقال وإنما الثابت منها عن الصحابة حيث اتفقوا على أنهما يقتلان ، ويكفي في ذلك أن الله تعالى عذب قوم لوط على هذا الفعل المنكر بأشد عذاب فذلك دليل على تحريمه وقبحه عقلا وفطرة والله أعلم .
    الشيخ ابن جبرين
    * * * *

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    ما درجة هذه الأحاديث -  أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار  .
    س- ما هي صحة هذه الأحاديث :
    -  أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار  .
    2-  مكة رباط وجدة جهاد  .
    3-  رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر

    1 .
    ج- 1 – هذا لفظ الحديث رواه الدارمي في سنته صفحة 57 من الجزء الأول عن عبد الله بن أبي جعفر مرسلاً وهو ضعيف لإرساله فالأقرب أنه موقوف ولم أقف عليه مسندا.
    2- لا أعرفه حديثا بهذا اللفظ .
    3- هذا لفظ مشهور على الألسن متداول في المجالس والصحف ولكنه لم يثبت حديثاً مرفوعاً ولا يغتر بكثرة من ينقله .
    الشيخ ابن جبرين
    * * * *

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث : لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا
    س- يقال أن علامات يوم القيامة تحول أرض الجزيرة العربية إلى أرض خصبة تجري فيها الأنهار فما مدى صحة ذلك ؟

    ج- هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح يقول عليه السلام :  لا تقوم الساعة حتى يخرج الإنسان بصدقته من الذهب والفضة حتى لا يجد من يأخذها منه ولا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً  وما هذا الاستغناء عن الصدقة إلا لكثرة الأموال وانتشارها وقرب الساعة وزهد الناس في الدنيا ، والمقصود بأرض العرب الجزيرة العربية ، والمروج : الأرض الخضراء من نبات ، والأنهار : المياه الجارية بسبب كثرة الأمطار .
    الشيخ ابن باز


    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    حديث  العلم علمان .. 
    س- ما صحة هذا الحديث إن كان حديثا " العلم علمان علم أبدان وعلم أديان " وما ردكم على ما ينتقص العلم الشرعي وراه أقل درجة من العلم الدنيوي ؟

    ج- لا أصل لهذا الحديث بل العلم واحد يعم مصالح العباد في أبدانهم وأديانهم وأموالهم ولم يترك شيئاً إلا بين حكمه ، ومن تنقص العلم الشرعي فهو زنديق فإن تاب وإلا قتل .
    الشيخ ابن جبرين
    * * * *

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث :  عبدي أطعني .. 
    س- وردت إلى الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد السؤال التالي : سمعت من بعض الناس يقول حديثاً قدسياً عبارته عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً يقول للشيء كن فيكون هل هذا حديث قدسي صحيح أم غير صحيح ؟

    ج- وأجابت بما يلي : هذا الحديث لم تعثر عليه في شيء من كتب السنة ومعناه يدل على أنه موضوع إذ أنه ينزل العبد المخلوق الضعيف منزلة الخالق القوي سبحانه وتعالى أو يجعله شريكاً له ، تعالى أن يكمون له شريك في ملكه واعتقاد ذلك كفر لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقول للشيء كن فيكون كما في قوله – عز وجل :  إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون  . وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث  ابن الزنا تحرم عليه الجنة 
    س- سمعت أن هناك حديثاً شريفاً يقول ما معناه  إن ابن الزنا تحرم عليه الجنة  فهل هذا الحديث صحيح وإن كان صحيحاً ما ذنب هذا الطفل الذي سوف يتحمل غلطة والديه وذنبهما ؟

    ج- ورد في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله ،  ، :  ولد الزنا شر الثلاثة  رواه أحمد وأبو داود قال بعض العلماء : معناه أنه شر الثلاثة أصلاً وعنصراً ونسباً ومولداً وذلك لأنه خلق من ماء الزاني والزانية وهو ماء خبيث والعرق دساس فلا يؤمن أن يؤثر ذلك الخبث فيه فيتحمله على الشر وقد نفى الله السوء عن مريم بقوله :  ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا  ومع ذلك فإنه لا يؤاخذ بذنب أبويه لقوله تعالى : " لا تزر وازرة وزر أخرى " ، وبكل حال فإثم الزنا وعقوبته في الدنيا والآخرة إنما هي على أبويه ولكن لا يؤمن أن يؤثر فيه ويحمله على الخبث والفساد وليس ذلك بمطرد فقد يصلحه الله ويكون عالما أو تقياً ورعا فيكون خير الثلاثة والله أعلم.
    الشيخ ابن جبرين
    * * * *

    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

    ================================================== ============

    حديث  إذا تحيرتم في الأمور .. 
    س- يقول بعض الناس إن الطلب إلى الميت في القبر جائز بدليل  إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبول  . فهل هذا الحديث صحيح أم لا ؟

    ج- هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة على رسول الله ،  ، كما نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله عليه – حيث قال رحمه الله في مجموع الفتاوي الجزء الأول صفحة 356 بعدما ذكره ما نصه : هذا الحديث كذب مفتري على النبي ،  ، بإجماع العارفين بحديثه لم يروه أحد من العلماء بذلك ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة ، انتهى كلامه رحمه الله .
    وهذا المكذوب على رسول الله ،  ، مضاد لما جاء به الكتاب والسنة من وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتحريم الإشراك به ، ولا ريب أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم والفزع إليهم في النائبات والكروب من أعظم الشرك بالله – عز وجل – كما أن دعاءهم في الرخاء شرك بالله سبحانه .
    وقد كان المشركون الألون إذا اشتدت بهم الكروب أخلصوا لله العبادة وإذا زالت الشدائد أشركوا بالله كما قال الله – سبحانه وتعالى - :  فإذا ركبوا في الفلك دعو الله مخلصين له الدين فلو نجاهم إلى البر إذا هم يشركون  . والآيات في هذا المعنى كثيرة أما المشركون يبين أن كفرهم أعظم وأشد من كفر الأولين من هذه الناحية وقد قال الله – عز وجل –  وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ..  وقال سبحانه :  فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون  ، وقال – عز وجل –  فاعبد الله مخلصا له الدين إلا لله الدين الخالص  .
    وقال سبحانه :  ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبؤك مثل خبير  . وهذا الآية تعم جميع من يعبد من دون الله من الأنبياء والصالحين ، وغيرهم وقد أوضح سبحانه أن دعاء المشركين لهم شرك به سبحانه كما بين أن ذلك كفر به سبحانه في قوله تعالى :  ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه أنه لا يفلح الكافرون  .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    حديث :  من حلل حراما أو حرم حلالا .. 
    س- حصل نزاع بين إخواننا المسلمين في تركيا في هذا الحديث :  من حلل حراما أو حرم حلالا فقد كفر  .. هل يعد من حلل حراما أو حرم حلالا من الكافرين أو من المذنبين وما معنى قوله ( كفر ) في الحديث أو ليس بينه وبين كلمة ( كامفر ) فرق . نرجو من سماحتكم جوابا مقنعا كافيا شافيا في هذا الحديث ؟

    ج- أولا : هذا الحديث لا نعلم له أصلا ولا نعلم أحداً من الأئمة المعتبرين أخرجه بإسناد صحيح ولا ضعيف فلا يعومل عليه والحال ما ذكر .
    ثانيا : إذا خالف المسلم حكما ثابتا بنصح صريح من الكتاب والسنة لا يقبل التأويل ولا مجال فيه للاجتهاد أو خالف إجماعاً قطعياً ثابتاً ، بين له الصواب في الحكم فإن قبل فالحمد لله ، وأن أبي عبد البيان وإقامة الحجة ، وأصر على تغيير حكم الله ، حُكِمَ بكفره وعومل معاملة المرتد عن دين الإسلام ، مثال ذلك : من أنكر الصلوات الخمس أو إحداها أو فريضة الصيام أو الزكاة أو الحج ، وتأول ما دل عليها من نصوص الكتاب والسنة ولم يعبأ باجماع الأمة ، وإذا خالف خلاف في مسألة أجتهادية ، فلا يكفر بل يعذر في ذلك من أخطأ ويؤجر على اجتهاده ، ويحمد من أصاب الحق ويؤجر أجرين ؛ أجر على اجتهاده وأجر على إصابته ، مثال ذلك من أنكر وجوب قراءة الفاتحة على المأمور ، ومن قال بوجوب قراءتها عليه ، ومن خالف في حكم صنع أهل الميت الطعام وجمع الناس عليه فقال إنه مستحب ، ولا تمتنع مناكحته ، ولا يحرم الأكل من ذبيحته بل تحب مناصحته ، ومذاكرته في ذلك على ضوء الأدلة الشرعية ، لأنه أخ مسلم له حقوق المسلمين . والخلاف في هذه المسألة خلاف في مسألة فرعية اجتهادية ، جرى مثلها في عهد الصحابة رضي الله عنهم وأثمة السلف ، ولم يكفر بعضهم بعضا ولم يهجر بعضهم بعضا.
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث ((، :  إثنتى عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار ، وتتشهد بين كل ركعتين ، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله - عز وجل – وصل على النبي ، ، واقرأ وأنت ساجد ( فاتحة الكتبا
    س- ما رأي فضيلتكم بهذا الحديث ؟ وهل هو صحيح أم ضعيف أم موضوع ؟ وما حكم العمل به لو كان هذا الحديث ضعيفاً ؟
    قال النبي ،  ، :  إثنتى عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار ، وتتشهد بين كل ركعتين ، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله - عز وجل – وصل على النبي ، ، واقرأ وأنت ساجد ( فاتحة الكتبا ) سبع مرات – ( وآيه الكرسي ) سبع مرات وقل :  لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير  عشر مرات – ثم قل :  اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، واسمك الأعظم ، وجدك الأعلى ، وكلماتك التامة ، ثم سل حاجتك ، ثم ارفع رأسك ثم سلم يمنياً وشمالاً . ولا تعلموها السفهاء ، فيدعون بها فيستجابون  رواه الحاكم عن ابن مسعود – رضي الله عنه – جزاكم الله خيراً .

    ج- هذا الحديث منكر ، ولم يثبت عن النبي ،  ، بل إن النبي ،  ، قال :  إلا وإني نهيت أن اقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً  . فلا يحسن للإنسان أن يقرأ القرآن وهو ساجد إلا إذا دعا بما يوافق القرآن فلا بأس كأن يقول :  ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب  .  ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار  وأما أن يقرأ القرآن وهو راكع أو هو ساجد فذلك منهي عنه ، قال بعض أهل العلم إن صلاته تبطل إذا قرأ القرآن وهو راكع أو ساجد .
    الشيخ ابن عثيمين
    * * * *

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    جريان الشيطان حسي
    س- يقول رسول الله ،  ،  إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم  ، هل الجريان هنا حسي أم معنوي ؟

    ج- الجريان حسي لكننا لا نراه ولا نعلم كيفيته إنما هي مخالطة ، يخالط الإنسي جني يدخل في جسمه ، ويظهر أثر هذا على تصرفات الإنسي ، قد يتكلم الإنسي بكلام أو يعمل عملاً بغير اختياره ، وإنما هذا يكون من مس الجن بتغطيتهم على عقله وإراداته ، فهذا من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى حيث خلق هذا الخلق وأعطاه هذه القدرة على مماسة الانس وهم لا يشعرون به ولا يرونه مع ملابسته لهم ..
    ثم إذا قرئ عليه القرآن وعُوِّذ فإنه يخرج بإذن الله تعالى ويعود الإنسي سليما كما كان .
    الشيخ ابن عثيمين

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    معنى قوله ،  ، :  إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان .. 
    س- ما معنى قول النبي ،  ، أن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ؟

    ج- هذا الحديث رواه ابن ماجه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي ،  ، ورواه الطيراني في الكبير والحاكم في المستدرك كلاهما عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ،  ، وقال الحاكم صحيح على شرطهما ، وقال أبو حاتم لا يثبت نقله عنه الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام ، ورواه الطبراني في الكبير عن ثوبان رضي الله عنه مولى النبي ،  ، لكن بسند ضعيف كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد . والخطأ هنا ضد العمد ، والنسيان ضد الذكر والحفظ ، ومعناه أن الله تعالى أكرم نبيه محمداً ، ، في أمته بأن لا يؤاخذ أحداً منهم ارتكب محظوراً أو ترك واجبا خطأ أو نسياناً ولا يكون بذلك في حكمه تعالى آثما .
    أما بالنسبة لاستدراك ما أخطأ فيه من الواجبات أو نسيه ، وما يلزمه من أجل فعل المحظورات فذلك يرجع إلى الأدلة التفصيلية ، فقد يلزمه كالديه والكفارة في القتل خطأ ، واستدراك ما نسيه أو أخطأ فيه كالسجود السهو وقضاء الصلاة المنسية وجزاء الصيد في الحرم أو كفارته ، وقد لا يلزمه شيء كقضاء الصوم إذا أفطر المكلف ناسيا ، وكافرة الحنث في اليمين إذا حنث ناسياً .
    وكذا المكره الذي لا قدرة له على التخلص إلا بفعل ما أكره عليه من المحظورات فلا إثم عليه في فعل ما أكره ما دام قلبه مطمئاً بالإيمان مستنكراً لما أكره عليه غير مستحل له إلا الاكراه بالقتل على القتل فيأثم بقتل من أكره على قتله لما في ذلك من جعل قتله لغيره فداء لنفسه .
    أما الاكراه على ترك واجب فلا إثم عليه في تركه لكن عليه أن يؤديه بعد زوال المانع أن تيسر .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث :  لزوال الدنيا بأسرها .. 
    س- هل صح عن النبي ،  ، قوله :  لزوال الدنيا بأسرها عند الله أهون من قتل رجل مسلم  .

    ج- أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي في السنن والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي ،  ، أنه قال :  لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم  ولكن ليس في الطرق التي أطلعنا عليها كلمة بأسرها – وأخرج ابن ماجه في سنته عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي ،  ، أنه قال  لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق  .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    ما هي محدثات الأمور
    س- ما هي محدثات الأمور وما معناها ؟

    ج- المراد بذلك في قوله ،  ،  إياكم ومحدثات الأمور  كل ما أحدثه الناس في دين الإسلام من البدع في العقائد والعبادات ونحوها مما لم يأت به كتاب ولا سنة ثابتة عن رسول الله ،  ، واتخذوه دينا يعتقدونه ، ويتعبدون الله به زعما منهم أنه مشروع وليس كذلك بل هو مبتدع ممنوع كدعاء من مات من الصالحين أو الغائبين منهم واتخاذ القبور مساجد ، والطواف حول القبول ، والاستنجاد بأهلها زعما منهم أنهم شفعاء لهم عند الله ووسطاء في قضاء الحاجات وتفريج الكربات ، واتخاذ أيام موالد الأنبياء والصالحين أعياداً يحتلفون فيها ويعملون ما يزعمومنه قربات تخص ليلة المولد أو يومه أو شهره إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا ثبت في سنة رسول الله ،  ، منها ويتضح مما ذكرنا أن بعض المحدثات يكون شركاً وأن بعضها يكون بدعة فقط ولم تبلغ أن تكون شركا كالبناء على القبور واتخاذ المساجد عليها ما لم يغلوا في ذلك مما يجعله شركا .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    هذا الحديث يقصد به العموم
    س- عند بداية العام الهجري الجديد تذكرت الحديث :  ما من زمان يأتي إلا وهو أسوأ أو شر مما قبله  هكذا يفهم من جملة الأحاديث ولكن ماذا يقال عن أن هناك أزمنة انتشر فيها الشرك والبدع والجهل ثم أتى زمن بعدها كان خيراً منها حيث محي الشرك أو تقلص وزالت البدع وانتشر العلم ومن أمثلة ذلك الفترة التي سبقت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ثم الفترة التي رافقت دعوته . أفتونا مأجورين ؟

    ج- لهذا الحديث قاله أنس بن مالك – رضي الله عنه – حين شكا الناس إليه ما يجدون من الحجاج الثقفي فحدثهم بهذا الحديث عن النبي ،  ،  إنه لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم  والإنسان لا ينظر إلى جهة من الأرض أو إلى جيل من الناس ، وإنما النظر للعموم ، فإذا قدر أن هذه الجهة من الأرض زال عنها الشرك والفتن بعد أن كان حالا فيها فلا يعني ذلك أنه رفع عن جميع الأرض أو خف في جميع الأرض وهذا النص يقصد به العموم لاكل طائفة أو كل جهة من الأرض بعينها ، وقد يقال إن هذا الحديث بناء على الأغلب ، فما وقع من خير بعد الشر ولو كان عاماً فإنه يكون مخصصا لهذا الحديث .
    الشيخ ابن عثيمين
    * * * *

    محمد بن صالح العثيمين

    ================================================== ============

    حكم من أنكر الأحاديث الصحيحة
    س- من ينكر بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في الصحيحين مثل حديث عذاب القبر ونعيمه والمعراج والسحر والشفاعة والخروج من النار . ما الحكم فيهم هل يصلى وراءهم أو يتبادل معهم السلام أو يعتزلوا ؟

    ج- الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد :
    يبحث معهم أهل العلم بالحديث رواية ودراية ليعرفوهم بصحتها وبمعانيها فإن أصروا على رأيهم الباطل فهم فسقة ويجب اعتزالهم وعدم مخالطتهم اتقاءً لشرهم ، إلا إذا كان الاتصال بهم من أجل النصح لهم وإرشادهم ، أما الصلاة وراءهم فحكمها حكم الصلاة وراء الفاسق والأحوط عدم الصلاة خلفهم لأن بعض أهل العلم كفرهم .
    وبالله التوفيق وصلى الله عليى نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    حديث مكذوب .. في عقوبة تارك الصلاة
    س- ما هو رأيك يا شيخ في حديث مكذوب .. في عقوبة تارك الصلاة ؟

    ج- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين.. أما بعد :
    فقد اطلعت على نشرة بعنوان عقوبة تارك الصلاة جاء فيها ما نصه :  روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة  ثم عددها وجاء في آخرها : " كل من يتفضل بقراءة هذه النسخة الرجاء نسخها وتوزيعها على المسلمين جميعا ثم قال :  الفاتحة لفاعل الخير  كما أطلعت على نشره أخرى صدرت بثلاث آيات من القرآن الكريم التي أولها قوله :  بل الله فاعبد وكن من الشاكرين  ثم ذكر بعدها أنها تجلب الخير بعد أربعة أيام وطلب إرسال خمس وعشرين نسخة منها إلى من هو في حاجة واتبع ذلك بذكر عقوبات يزعم وقوعها بمن أهملها .
    وحيث أن هاتين النشرتين من الباطل والمنكرات رأيت التنبيه على ذلك حتى لا يغتر بها من تخفى عليهم أحكام الشرع المطهر فاقول وبالله التوفيق :
    لا شك أن هذه الطريقة من الأمور المبتدعة في الدين ومن القول على الله بلا علم وقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن ذلك من أعظم الذنوب فقال تعالى :  قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون  . فليتق الله عبد يسلك هذه الطريقة المنكرة وينسب إلى الله وإلى رسوله ،  ، ما لم يصدر عنهما فإن تحديد العقوبات وتعيين الجزاءات على الأعمال إنما هو من علم الغيب ولا علم لأحد به إلا من طريق الوحي عن رسول الله ،  ، ولم يرد في الكتاب والسنة شيء من ذلك ألبتة .
    أما الحديث الذي نسبه صاحب النشرة إلى رسول الله ،  ، في عقوبة تارك الصلاة وأنه يعاقب بخمس عشرة عقوبة .. إلخ . فإنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة على النبي ، ، كما بين ذلك الحفاظ من العلماء – رحمهم الله – كالحافظ الذهبي في الميزان والحافظ ابن حجر وغيرهما .
    قال أبن حجر في كتابه لسان الميزان في ترجمة محمد بن على بن العباس البغدادي العطار : إنه رَكَّبَ على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثاً باطلاً في تارك الصلاة ، روى عنه محمد بن على الموازيني شيخ لأبي النرسي زعم المذكور أن ابن زياد أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ورفعه  من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس عشرة خصلة .. " الحديث وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية أ . هـ .
    وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء فتوى ببطلان ذلك الحديث بتاريخ 10/6/1401هـ فكيف يرضي عاقل لنفسه بترويج حديث موضوع وقد صح عن رسول الله ،  ، أنه قال :  من روى عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ، وإن فيما جاء عن الله وعن رسوله في شأن الصلاة وعقوبة تاركها ما يكفي ويشفي . قال تعالى :  إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً  وقال تعالى عن أهل النار" ما سلككم في سفر قالوا لم نَكُ من المصلين  الآيات . فذكر من صفاتهم ترك الصلاة وقال سبحانه :  فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون  وقال ،  ،  بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً  وقال ،  ، :  العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر  والآيات والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة معلومة .
    وأما النشرة الثانية التي صدرت بالآيات التي أولها قوله :  بل الله فاعبد وكن من الشاكرين  وذكر كاتبها أن من وزعها يحصل له كذا من الخير ومن أهملها يعاقب بكذا من العقاب . فإنها أبطل الباطل وأعظم الكذب وإنها من أعمال الجهلة والمبتدعة الذين يريدون إشغال العامة بالحكايات والخرافات والأقاويل الباطلة ويصرفونهم عن الحق الواضح البين الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله وأن ما يحدث للناس من خير أو شر هو من الله سبحانه وتعالى وهو العالم به وحده ، قال سبحانه :  قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله  ولم يرد عن رسول الله ،  ، أنه من كتب ثلاث آيات أو أكثر منها يكون له كذا ومن تركها يصيبه كذا . وادعاء هذا كذب وبهتان ، إذا علم هذا فإنه لا يجوز كتابة النشرتين ولا توزيعهما ولا المشاركة في ترويجها بأي وجه من الوجوه وعلى من سبق له شيء من ذلك أن يتوب إلى الله سحانه ويندم على ما حصل منه ، ويعزم على عدم العودة إلى ذلك مطلقاً ، والله المسؤول سبحانه أن يرينا جيمعا الحق حقا ويزرقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويزرقنا اجتنابه ، وأن يعيدنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
    الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

  • #2
    رد : موسوعة الفتاوى الإسلامية

    ================================================== ============

    الجمع بين حديث غربة الدين والطائفة المنصورة
    س- ما الجمع بين حديث  بدأ الإسلام غريب  وحديث  لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق  ؟

    ج- لا منافاة بينهما : فالأول ظاهر من الواقع . وتمامه :  فسيعود غريباً كما بدأ فطوبي للغرباء  وفي رواية لغير مسلم  يحبون ما أمات الناس من سنتي  وفي رواية أخرى :  الذين يصلحون ما أفسد الناس  . والحديث الثاني يدل على بقاء الإصلاح والدعوة والعلم والتعليم ، وفيه بشارة أن هناك طائفة لا تزال ظاهرة على الحق ، فالغربة لا تنافي الطائفة ، ولا يلزم أن تكون في مكان واحد ، والحق لابد من بقائه حتى يخرج الدجال ، وحتى تأتي الريح . ثم أن هذه الغربة قد تزداد في مصر من الأمطار وتقل في مصر آخر، وقد تكون الغربة ذات معان متعددة : في كثرة البدع أو في إنكار صلاة الجماعة أو عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن أعظمها ، غربة أهل التوحيد وظهور الشرك نسأل الله العافية . وقد يظهر الإسلام في ناحية ويكون فيها أحسن مما قبل كما هو الواقع ، وقد يكون في زمان أفضل من زمان آخر .
    أما حديث :  لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه  فهو محمول على الأغلب فلا يمنع أن يكون في بعض الزمان أحسن مما قبله كما جرى في زمان عمر بن العزيز فإن زملائه أحسن من زمان سليمان والوليد .. وكما حصل في زمان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من ظهور السنة والرد على المبتدعة .. وكما جرى في الجزيرة بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
    الشيخ ابن باز
    * * * *


    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    حديث  أعقلها وتوكل 
    س- إن جماعة من طلبة العلم مر عليهم في قراءتهم في حديث أن أعرابياً جاء إلى النبي ،  ، فقال :  أعقل وإلا أتوكل ، قال : اعقل ناقتك وتوكل على الله  ، لكن قال الناس إن هذا الحديث ليس بثابت ، أرجو الإفادة هل هو صحيح أم لا ؟

    ج- الحمد لله والصلاة و السلام على رسوله وآله وبعد :
    روى الترمذي في سنته من طريق أنس رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل ، قال ،  ،  إعقليها وتوكل  ثم ذكر الترمذي عن يحي بن سعيد القطان أنه قال : وهذا عندي حديث منكر ، ثم قال الترمذي وهذا غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، قال الترمذي : وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري عن النبي ،  ، نحو هذا ، وقد ذكر الحافظ الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد في الجزء العاشر منه تحت عنوان – باب قيدها وتوكل – الحديث الذي أشار إليه الترمذي فقال : عن عمرو بن أمية أنه قال : يا رسول الله أرسل راحلتي وأتوكل ، فقال النبي ،  ، : بل قيدها وتوكل رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري ، ولم أعرفه ، وبقية رجال ثقات . وذكر في الجزء العاشر أيضا تحت ترجمة – باب التوكل وقيدها وتوكل – ما يأتي :
    عن عمرو بن أمية الضمري أنه قال : يا رسول الله أرسل راحلتي وأتوكل فقال رسول الله ،  ، بل قيدها وتوكل . رواه الطبراني من طرق ، ورجال أحدها رجال الثصحيح غير يعقوب بن عبد الله بن عمرو بن أمية وهو ثقة .
    وذكر السيوطي في حرف الهمزة من كتابه الجامع الصغير – الحديث رواه الترمذي ورمز له بعلامة الضعف .
    وخلاصة القول أن في الحديث مقالا ولكن معناه صحيح لأنه قد ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة الحث على الأخذ – بالأسباب مع التوكل على الله ، فمن أخذ بالأسباب واعتمدها فقط وألغى التوكل على الله فهو مشرك ، ومن توكل على الله وألغى الاسباب فهو جاهل مفرط مخطئ ، والمطلوب شرعا هو الجمع بينهما .
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    في الاجتهاد والفتيا
    س- هل يعتبر باب الاجتهاد في الأحكام الإسلامية مفتوحا لكل إنسان ، أو هناك شروط لابد أن تتوفر في المجتهد ، وهل يجوز لأي إنسان أن يفتي برأية دون معرفته بالدليل الواضح ، وما درجة الحديث القائل :  اجرؤكم على الفتيا اجرؤكم على النار  أو ما في معناه ؟

    ج- باب الاجتهاد في معرفة الأحكام الشرعية لا يزال مفتوحاً لمن كان أهلا لذلك بأن يكون عالما بما يحتاجه في مسألته التي يجتهد فيها من الآيات والأحاديث ، قادراً على فهمها والاستدلال بهما على مطلوبه ، عالما بدرجة ما يستدل به من الأحاديث وبمواضع الاجماع في المسائل التي يبحثها حتى لا يخرج على اجماع المسلمين في حكمه فيها ، عارفاًَ من اللغة العربية القدر الذي يتمكن به من فهم النصوص ليتأتي له الاستدلال بها والاستنباط منها ، وليس للإنسان أن يقول في الدين برأيه ، أو يفتي النس بغير علم ، بل عليه أن يسترشد بالدليل الشرعي ثم بأقوال أهل العلم ونظرهم في الأدلة وطريقتهم في الاستدلال بها والاستبناط ، ثم يتكلم أو يفتي بما اقتنع به ورضيه لنفسه دينا .
    أما حديث  اجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار  فقد رواه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في سنته عن عبد الله بن أبي جعفر المصري مرسلاً . وصلى الله نبيا محمد وآله وسلم .
    اللجنة الدائمة



    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    إذا ارتد ثم تاب هل يحد ؟
    س- هل يجب إقامة الحد على المرتد بأثر رجعي أعني إذا ارتكب المسلم ذنبا أوجب ردته في زمن سابق ثم تاب من بعد ذلك ورجع لله تعالى هل يجب أن يقام عليه الحد بسبب الردة التي حدثت في الوقت علماً أن الردة حدثت في بلد لا تطبق فيه شريعة الله . أم أن التوبة كافية لمحو ذنب الردة وبتالي عدم إقامة الحد ؟

    ج- من ارتد عن دين الإسلام ورجع إليه تائباً نادماً فلا يجوز أن يقام عليه الحد لأن الحد يقام على المصر المستمر على ردته أما التائب فإن توبته تجب ما قبلها كما قد دل على ذلك الكتاب والسنة وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة
    * * * *

    اللجنة الدائمة

    ================================================== ============

    التوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب
    س- لي بعض من الصور عند أصدقائي وطلبت منهم هذه الصور لكي أمزقها خوفاً من عذاب الله ، بعضهم أعطاني والبعض رفضوا بحجة أن الآثم علهيم وليس على شيء . فهل هذا صحيح أرجو أن تفيدوني ؟

    ج- التوبة النصوح من الذنوب يمحو الله بها الذنوب كما قال الله سبحانه : " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " وقال النبي ،  ، :  الإسلام يهدم ما قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها  وعليك إتلاف ما لديك من الصور لقول النبي ، ، :  لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته  خرجه الإمام مسلم في صحيحه أما صورك التي عند الناس إذا طلبتها منهم وامتنعوا من تسليمها لك فقد برئت منها ، وتعمها التوبة ، والإثم على من اقتناها . أصلح الله الجميع .
    الشيخ ابن باز
    * * * *

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ================================================== ============

    اعْرِف نفسك تعرف ربك
    نسمع من أفواه المشايخ حديثَ: من عرف نفسه عرف ربه» . فهل هذا حديث صحيح ؟ ومن أخرجه ؟ وما معناه ؟
    ليس هذا بحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو أثرٌ إسرائيلي، ومعناه صحيح، ويروى بلفظ: اعرف نفسك تعرف ربك»( 1).
    قال ابن القيم -رحمه اللَّـه-: وفيه ثلاثة تأويلات:
    أحدها: أن من عرف نفسه بالضعف عرف ربه بالقوة، ومن عرفها بالعجز عرف ربه بالقدرة، ومن عرفها بالذل عرف ربه بالعز، ومن عرفها بالجهل عرف ربه بالعلم؛ فإن اللَّـه سبحانه استأثر بالكمال المطلق، والحمد، والثناء، والمجد، والغنى. والعَبْدُ، فقيرٌ، ناقصٌ، محتاج. وكلما ازدادت معرفة العبد بنقصه، وعيبه، وفقره، وذله، وضعفه، ازدادت معرفته لربه بأوصاف كماله.
    التأويل الثاني: أن من نظر إلى نفسه وما فيها من الصفات الممدوحة: من القوة، والإرادة، والكلام، والمشيئة، والحياة- عرف أن من أعطاه ذلك وخلقه فيه أولى به، فمعطي الكمال أحق بالكمال، فكيف يكون العبد حيا، متكلما، سميعا، بصيرا، مريدا، عالما، يفعل باختياره، ومَنْ خَلَقه وأَوْجَده لا يكون أولى بذلك منه ؟! فهذا من أعظم المحال، بل إن من جَعَلَ العبدَ متكلما أولى أن يكون هو متكلما، ومن جعله حيا، عليما، سميعا، بصيرا، فاعلا، قادرا، أولى أن يكون هو كذلك. فالتأويل الأول من باب الضد، وهذا من باب الأولوية.
    والتأويل الثالث: أن هذا من باب النفي؛ أي كما أنك لا تعرف نفسك التي هي أقرب الأشياء إليك، فلا تعرف حقيقتها ولا ماهيتها ولا كيفيتها فكيف تعرف ربك، وكيفية صفاته ؟! اهـ. واللَّـه أعلم.

    1 - قال أبو المظفر بن السمعاني:لا يعرف مرفوعا، وإنما يحكى عن يحيى بن معاذ، يعني من قوله. قال النووي: ليس بثابت. وقال ابن تيمية: موضوع. انظر «المقاصد الحسنة» (1149)، و«كشف الخفاء» (2532)، و«الضعيفة» (66).
    عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل

    ================================================== ============

    ما جاء في أن حب الوطن من الإيمان
    سائل يسأل عن الكلام الذي يتردد على ألسنة كثير من الناس: حب الوطن من الإيمان» : هل هو حديث صحيح، ومن رواه، وهل معناه صحيح ؟
    قال العجلوني في كشف الخفاء» : «حب الوطن من الإيمان» قال الصغاني: موضوع ( 1).
    قال في المقاصد»( 2): لم أقف عليه، ومعناه صحيح. ورد القاري قوله: (ومعناه صحيح) بأنه عجيب، قال: إِذْ لا تلازم بين حب الوطن وبين الإيمان. قال: ورُدَّ أيضا بقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم}( 3) الآية. فإنها دلت على حبهم وطنهم مع عدم تلبسهم بالإيمان؛ إِذْ ضمير {عَلَيْهِمْ} للمنافقين.
    لكن انتصر له بعضهم بأنه ليس في كلامه أنه لا يحب الوطن إلا مؤمن، وإنما فيه أن حب الوطن لا ينافي الإيمان.
    والأظهر في معنى الحديث -إن صح مبناه- أن يحمل على أن المراد بالوطن: الجنة؛ فإنها المسكن الأول لأبينا آدم -عليه السلام- أو المراد به مكة ؛ فإنها أم القرى وقبلة العالم، أو المراد به الوطن المتعارف، ولكن بشرط أن يكون سبب حبه صلة أرحامه، أو إحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وأيتامه. والتحقيق أنه لا يلزم من كون الشيء علامة له، اختصاصُهُ به مطلقا، بل يكفي ذلك غالبا؛ ألا ترى إلى حديث: «حسن العهد من الإيمان، وحب العرب من الإيمان» ، مع أنهما يوجدان في أهل الكفران. انتهى ملخصًا.
    وقال الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة»( 4) : «حب الوطن من الإيمان» موضوع، كما قال الصغاني وغيره، ومعناه غير مستقيم؛ إذ إن حب الوطن كحب النفس، والمال، ونحوه، كل ذلك غريزي في الإنســان، لا يمـــدح بحبــه، ولا هو من لوازم الإيمان؛ ألا ترى أن الناس كلَّـهم مشتركون في هذا الحب، لا فرق في ذلك بين مؤمنهم وكافرهم. اهـ. واللَّـه أعلم.


    1 -. انظر «الموضوعات» للصغاني: رقم (81)، و«كشف الخفاء» (1102).
    2 -«المقاصد الحسنة» للسخاوي (386).
    3 - سورة النساء: الآية (66).
    4 - انظر الحديث رقم (36).
    عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل

    ================================================== ============

    ما ورد في افتراق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة
    سائل يسأل عن الحديث الوارد في أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، من رواه، وما معناه، وهل نَصُّ الحديث: كلها في النار إلا واحدة» ، أو كلها في الجنة إلا واحدة» ؟
    هذا الحديث رواه الإمام أحمد، وابن أبي الدنيا، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، وصححوه، ورواه غيرهم أيضا( 1). رَوَوْه عن عَوْفِ بن مالك، ومـعـاوية، وأبي الدرداء، وابن عباس، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد اللَّـه بن عمرو بن العاص، وواثلة ، وأبي أمامة ، وغيرهم بألفاظ متقاربة .
    والرواية الصحيحة: «كلها في النار إلا واحدة» . وأما رواية: «كلها في الجنة إلا واحدة» فهي موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه و سلم .
    وإليك ما قاله العلماء في ذلك:
    قال الشيخ إسماعيل العجلوني في كشف الخفاء» :
    افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقةً، فواحدةٌ في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقةً، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نَفْسُ محمَّدٍ بيده لَتَفْتَرِقَنَّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار» . رواه ابن أبي الدنيا عن عوف بن مالك( 2) ورواه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حبان، وصححوه، عن أبي هريرة( 3) ، بلفظ: افترقت اليهود على إحدى -أو اثنتين - وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة» . قالوا: من هي يا رسول اللَّـه؟ قال: «ما أنا عليه و أصحابي» . ورواه الشعراني في الميزان» من حديث ابن النجار. وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: ستفترق أمتي على نيِّف وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة» . وفي رواية عند الديلمي: «الهالك منها واحدة» . قال العلماء: هي الزنادقة. وفي هامش «الميزان» المذكور عن أنس( 4) عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة» . وفي رواية عنه أيضا: «تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، إني أعلم أهداها: الجماعة» انتهى. ثم رأيت ما في هامش الميزان» مذكورا في تخريج أحاديث مسند الفردوس» للحافظ ابن حجر( 5) ، ولفظه: تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة» . أسنده عن أنس. قال: وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس، بلفظ: «أهداها فرقةً: الجماعة» . انتهى. فلينظر مع المشهور. ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية - ولو مآلا- فتأمل. وفي الباب عن معاوية، وأبي الدرداء، وابن عمرو، وابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، و واثلة، وأبي أمامة. ورواه الترمذي عن ابن [عمرو]( 6) . بلفظ: «ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة» . قيل: ومن هم ؟ قال: «الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي» . ورواه ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس» بسنده إلى أبي هريرة، أن رسول اللَّـه صلى الله عليه و سلم قال: تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» . قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
    وفيه أيضا بسنده إلى عبد اللَّـه بن عمر أنه قال: قال رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم : «لَيَأْتِيَنَّ على أمتي ما أتى عَلَى بني إسرائيل، حَذْوَ النعل بالنعل، حتى إنْ كان فيهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملةً، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملةً واحدة» قالوا: من هي يا رسول اللَّـه؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» . قال الترمذي: حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. وفيه أيضا بسنده إلى أنس بن مالك أن رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم قال: إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة، فهلكت سبعون فرقة، وخلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، يهلك إحدى وسبعون، ويخلص فرقة» . قالوا: يا رسول اللَّـه ما تلك الفرقة ؟ قال: «فرقة الجماعة» . وقال فيه أيضا: فإن قيل: وهل هذه الفرقة معروفة ؟ فالجواب: إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق، وإن كان كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق، وإن لم نُحِط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها. قال: وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية. وقد قال بعض أهل العلم: أصول الفرق هذه الست، وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة؛ فصارت اثنتين وسبعين فرقة. انتهى. ثم فصلها وعَرّف كل فرقة منها فيه، وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه في «الملل والنحل» مبسوطا في رحلتنا المسماة بــالبسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام» فراجعها. انتهى. من كشف الخفاء» للعجلوني( 7).
    وقد ذكر الحديثَ الإمامُ محمد بن أحمد السفّاريني في لوامع الأنوار البهية» ، فقال: رواه الإمام أحمد من حديث معاوية( 8 ) - رضي الله عنه - قال: قام فينا رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا إن مَن قَبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة» . ورواه أبو داود( 9) وزاد فيه: وإنه سيخرج في أمتي أقوام، تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» .
    قوله: الكَلَب بفتح اللام. قال الخطابي: هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلْب، وقال: وعلامة ذلك في الكَلْب: أن تحمرّ عيناه ولا يزال يُدخل ذنبه بين رجليه، فإذا رأى إنسانا ساوره.
    وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلاّ فرقة واحدة» ، فقيل له: من هم يا رسول اللَّـه ؟ - يعني الفرقة الناجية - فقال: «هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي» . وفي رواية: «ستفترق أمتي على بضع و سبعين فرقة، كلهم في النار إلاّ فرقة واحدة، وهي ما كان على ما أنا عليه و أصحابي»( 10 ).
    وذكر أبو حامد الغزالي في كتابه التفرقة بين الإيمان والزندقة» أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ستفترق أمتي نيفا وسبعين فرقة، كلهم في الجنة إلا الزنادقة، وهي فرقة» . هذا لفظ الحديث في بعض الروايات. قال: وظاهر الحديث يدل على أنه أراد الزنادقة من أمته؛ إذ قال: «ستفترق أمتي» ، ومن لم يعترف بنبوته فليس من أمته. والذين ينكرون أصل المعاد والصانع فليسوا معترفين بنبوته؛ إِذْ يزعمون أن الموت عدم محض، وأن العالم لم يزل كذلك موجودا بنفسه من غير صانع، ولا يؤمنون باللَّـه ولا باليوم الآخر، وينسبون الأنبياء إلى التلبيس؛ فلا يمكن نسبتهم إلى الأمة. انتهى.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإسكندرية: أما هذا الحديث فلا أصل له، بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العلم بالحديث، ولم يروه أحد من أهل الحديث المعروفين بهذا اللفظ، بل الحديث الذي في كتب السنن والمساند عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار» . وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «هي الجماعة» . وفي حديث آخر: «هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» . وضعفه ابن حزم. لكن رواه الحاكم في «صحيحه» ، وقد رواه أبو داود، والترمذي، وغيرهم. قال: وأيضا لفظ (الزندقة) لا يوجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما لا يوجد في القرآن، وأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء في توبته -قبولا وردا- فالمراد به عندهم: المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر. انتهى
    قلت: وقد ذكـر الحديثَ الـذي ذكـره الغـزالـي، الحـافـظُ ابنُ الجوزي في الموضوعات» ، وذكر أنه روي من حديث أنس، ولفظه: «تفترق أمتي على سبعين -أو إحدى وسبعين- فرقة، كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة». قالوا: يا رسول اللَّـه من هم ؟ قال: «الزنادقة، وهم القدرية» . أخرجه العقيلي، وابن عدي، ورواه الطبراني أيضا. قال أنس: كنا نُراهم القدرية.
    قال ابن الجوزي: وضعه الأبرد بن أشرس، وكان وضاعا كذابا، وأخذه منه ياسين الزيات، فقلب إسناده، وخلطه، وسرقه عثمان بن عفان القرشي. وهؤلاء كذابون، متروكون. وأما الحديث الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، فروي من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر وأبي الدرداء، ومعاوية، وابن عباس، وجابر، وأبي أمامة، و واثـلة، وعوف بن مالك، وعمرو بن عوف المزني، فكل هؤلاء قالوا: «واحدة في الجنة، وهي الجماعة» . ولفظ حديث معاوية ما تقدم، فهو الذي ينبغي أن يُعَوَّل عليه دون الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم ( 11) .
    ثم عدد السفاريني -رحمه اللَّـه - أصول هذه الفرق، وذكر أنها خـمسة، أو ستة، أو سبعة، وفَصَّلَ فروع كل فرقة منها، وذكر شيئا من أقوالهم وأصول مذهبهم، حتى بلغت هذا المقدار الوارد في الحديث.
    ويمكن للسائل مراجعة كلامه، إن أراد استقصاء البحث في ذلك. واللَّـه أعلم.

    1 - راجع تخريج «السنة» لابن أبي عاصم (63) فما بعده، و«شرح أصول الاعتقاد» لأبي القاسم اللالكائي (1/99- 104) و«الصحيحة» (203)، (204).
    2 - حديث عوف بن مالك أخرجه ابن ماجه (479) وابن أبي عاصم في «السنة» (63) واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (1/ 101) .
    3 - حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (4596) والترمذي (2640) وابن ماجه (479) وابن حبان (6247).
    4 - حديث أنس أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (4/ 201) ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (1/267).
    5 -«تسديد القوس» بحاشية «مسند الفردوس» ( 2/ 98) .
    6 -(2641) وقال: حسن غريب.
    7 - راجع «الكشف» (1/ 149- 251).
    8 -حديث معاوية أخرجه أحمد(4/102) وأبو داود(4597) والحاكم في المستدرك (1/128) وراجع "الصحيحة" (204) .
    9 -(4597).
    10 - انظر «لوامع الأنوار البهية» 1/75، 76.
    11 - انظر «لوامع الأنوار البهية» 1/92، 93.
    عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل

    ================================================== ============

    ما جاء في أن المجالس بالأمانة
    (المجالس بالأمانة) : هل هو حديث صحيح، ومن رواه، وما معناه ؟
    المجالس بالأمانة» حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يُرْوَى بأسانيد ضعيفة عن علي بن أبي طالب، وجابر بن عبد اللَّـه، وغيرهما. قال في «كشف الخفاء»( 1) : رواه الديلمي، والقضاعي ، والعسكري( 2 ) ، عن علٍّي رفعه. ورواه أبو داود( 3) ، والعسكري أيضا عن جابر بن عبد اللَّـه رفعه: «إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق» . وللديلمي عن أسامة ابن زيد( 4) رفعه: «المجالس أمانة، فلا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحا» . ولعبد الرزاق( 5) . عن محمد بن حزم رفعه مرسلا: «إنما يتجالس المتجالسون بأمانة اللَّـه، فلا يحل لأحد أن يُفْشِيَ عن صاحبه ما يكره» .وللعسكري عن ابن عباس مرفوعا: «إنما تجالسون بالأمانة» . وله عن أنس مرفوعا: «ألا ومن الأمانة» . أو قال: «ألا ومن الخيانة أن يُحَدِّثَ الرجل أخاه الحديثَ، فيقول: اكْتُمْه، فَيُفْشِيَه»( 6) ، وله عن أبي سعيد رفعه: «إن من أعظم الأمانة عند اللَّـه يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم يَنْشُر سرها» مسلم (1437) وأحمد (3/69) وأبو داود (4870) عن أبي سعيد. قال النجم: وهذا الأخير عند أحمد، ومسلم، وأبي داود، بلفظ: «ثم ينشر سرها» . وفي لفظ: «إن من أشر الناس عند اللَّـه منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم يَنشُرُ أحدُهما ِسَّر صاحبه» . وتقدم حديث: «إذا حدث الرجــل بالحــديث، ثــم التفت، فهي أمــانة»( 7) واللَّـه أعلم. انتهى.


    1 -«كشف الخفاء» (2/ 198).
    2 - العسكري في «الأمثال» وذكره القضاعي من طريقه (1/ 37).
    3 - أبو داود (4869) وأحمد (3/ 342).
    4 -«مسند الفردوس» (6927) ونحوه عند الخطيب (14/ 23).
    5 - عبد الرزاق (19791) وابن المبارك في «الزهد» (691) والبيهقي في «الشعب» (11191).
    6 - وفي إسناده عمرو بن عبيد وهو متروك.
    7 - أحمد (3/ 324) وغير موضع، وأبو داود (4868) والترمذي (1959) .
    عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل

    ================================================== ============

    ما ورد أن عمران بيت المقدس خراب يثرب
    هــــل وردت أحــــاديث في أن عمـــران بيت المقـــدس خـــراب يـثرب، وهـــل هـــي صحيحة ؟
    نعم ورد في هذا أحاديث، منها: ما رواه أبو داود في «سننه»( 1 ) حيث قال: «باب في أمارات الملاحم» .
    حدثنا عباس العنبري: حدثنا هاشم بن القاسم: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك ابن يخامر، عن معاذ ابن جبل، قال رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم : «عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح قسطنطينية خروج الدجال» .
    ثم ضرب بيده على فَخِذ الذي حدثه أو منكبه، ثم قال: «إن هذا لحق كما أنك هاهنا، أو كما أنك قاعد» يعني : معاذ بن جبل.
    قال المنذري: في إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وكان رجلاً صالحا، وثقه بعضهم، وتكلم فيه غير واحد.


    1 - أبو داود (4294) وفي إسناده عبد الرحمن بن ثابت. قال فيه الإمام أحمد: أحاديثه مناكير. وقــد روي هــذا المـتن مـوقــوفا عـلى معــاذ بــن جبــل، أخـرجه الحاكم (4/420،421) وصحح إسناده. وقال الذهبي: صحيح موقوف، وابن أبي شيبة (15/40، 41)، والبخاري في «التاريخ» (5/ 193) موقوفا على معاذ.
    عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل

    ================================================== ============

    خبر الـجَسَّاسة
    بعض النساء كتبن يسألن عن خبر الجساسة، ويقلن: إنهن سمعن عنها في ذكر علامات الساعة، ولا يعرفن عن الجساسة شيئا، ويطلبن الإفادة عنها مفصلا.
    الحمد لله وحده. خبر الجساسة رواه الإمام مسلم في «صحيحه»( 1) ، فقال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن الشاعر،كلاهما عن عبد الصمد - واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد-: حدثنا أبي، عن جدي، عن الحسين بن ذكوان: حدثنا ابن بريدة: حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس -وكانت من المهاجرات الأول- فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت: لئن شئتَ لأفعلنَّ؟ فقال لها: أجل حدثيني، فقالت: نكحت ابن المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذ، فأصيب في أول الجهاد مــع رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم ، فلما تَأَيَّمْتُ ؛ خطبني عبد الرحمن بن عوف - في نفر مــن أصحاب رســول اللَّـه صلى الله عليه وسلم -وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة ابن زيد، وكنت قد حُدِّثْتُ أن رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم قال: «من أحبني فليحِبَّ أسامة» . فلما كلمني رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم ، قلت: أمري بيدك، فأنِكحْني من شئت، فقال: «انتقلي إلى أم شريك» - وأم شريك امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل اللَّـه، ينزل عليها الضِّيفَان، فقلت: سأفعل، فقال: «لا تفعلي، إن أم شريك امرأة كثيرة الضِّيفان؛ فإني أكره أن يسقط عنك خـمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك، عبد اللَّـه بن عمرو ابن أم مكتوم» - وهو رجل من بني فهر، فهر قريش، وهو من البطن الذي هي منه -فانتقلْتُ إليه، فلما انقضت عدتي، سمعت نداء المنادي- منادي رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم - ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد، فصليت مع رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم ، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: «ليلزم كل إنسان مصلاه» . ثم قال: أتدرون لم جمعتكم ؟» قالوا: اللَّـه ورسوله أعلم. قال: «إني واللَّـه ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم؛ لأن تميما الداريَّ كان رجلا نصرانـيًّا، فجاء، فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال. حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخـم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أَقْرُبِ السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلبُ كثير الشعر، لا يدرون ما قُبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت ؟ فقالت: أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة ؟ قالت: أيها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير؛ فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلا فَرِقْنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سِراعا، حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خَلْقًا، وأشدُّه وثاقا، مجموعةٌ يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت ؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفْنَا البَحْرَ حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرا، ثم أَرْفَـأْنَا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقرُبِهَا، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرى ما قُبُلُه من دُبُرِه من كثرة الشعر، فقلنا: ويلكِ ما أنتِ؟ فقالت: الجساسة، قلنا: وما الجساسة ؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا، وفَزِعْنَا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بَيْسَانَ ؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها: هل يثمر؟ قلنا: نعم. قال: أما إنه يوشك ألا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء ؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زُغَر، قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين: ما فعل ؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب ؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك ؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني ؛ إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرجَ فأسيَر في الأرض، فلا أدعَ قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة؛ فهما محرمتان عَلَيَّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا، يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت: قال رسول اللَّـه صلى الله عليه و سلم - وطعن بمخصرته في المنبر-: «هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة» ، يعني: المدينة. «ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟» فقال الناس: نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة. ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق ما هو» . وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظتُ هذا من رسول اللَّـه صلى الله عليه و سلم . رواه مسلم.


    1 - مسلم (2942) كتاب «السنن وأشراط الساعة».
    عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل

    ================================================== ============

    حبس الشمس ليوشع بن نون
    سائل يسأل عن قصة حبس الشمس ليوشع بن نون -عليه السلام-: هل هي صحيحة، ومن رواها، وما مدة حبسها له؟
    قصة حبس الشمس لنبي اللَّـه يوشع بن نون -عليه السلام- رواها البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم : «غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بُضْعَ امرأةٍ، وهو يريد أن يبني بها ولما يـَـْبـنِ بها، ولا أحدٌ بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا آخرُ اشترى غنما أو خَلِفَات وهو ينتظر وِلادَها. فغزا، فَدَنَا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللَّـهم احبسها علينا؛ فَحُبِسَتْ حتى فتح اللَّـه عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فَلَزِقَتْ يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فَلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل اللَّـه لنا الغنائم، رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَأَحَلَّـها لنا»( 1).
    والنبي المذكور في هذا الحديث هو يوشع بن نون -عليه السلام- كما بينه شراح هذا الحديث، وصَرَّحتْ به رواية الحاكم في «مستدركه» عن كعب، ودلت عليه رواية الإمام أحمد في «مسنده» بسند على شرط البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول اللَّـه صلى الله عليه وسلم : «إن الشمس لم تُـحْبَسْ لبَشَرٍ إلا

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X