هموم ملتزمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ..
من نعني بكلمة ملتزمة؟
إننا نعني بها تلك الفتاة التي آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – نبياً ورسولاً، ورضيت منهج الله – تعالى – وشريعته ديناً ودرباً وطريقاً..
فلم ترض قوانين الشرق والغرب ولا تقاليدها، إنما رضيت أن تكون أسوتها وقدوتها هن النسوة المؤمنات الصالحات من أمهات المؤمنين ونساء الصحابة والتابعين، فليست هي تلك الفتاة التي أخذت الدين تقليداً عن آبائها وأجدادها وهي تشعر أنه عبء ثقيل تتمنى أن تلقيه عن كاهلها صباحاً أو مساءً.. كلا..
ولا تلك الفتاة التي أخذت من دينها بظاهره وغفلت عن باطنه وحقيقته، فإن الدين كله مظهر ومخبر وسلوك وعقيدة..
ولا ينبغي ولا يجوز للإنسان أن يفرط ببعض الكتاب { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ } [البقرة: 85]
وهذه قصيدة للشاعر (العشماوي) في وصف بعض التناقض الموجود عند بعض البيئات وبعض النسوة:
هـــذي العيــون وذلك القـــــــد *** والشيح والريحــــان والند
مــن أيـــن جئت أ أنجبتك رؤى *** بيض فأنــت الزهر والــورد
قالــــت وفـي أجفانهـــا كحـــل *** يغري وفي كلماتــها جــد
عربيـــــة حريتــــي جعــــلــــت *** مني فتــاة مالهــــا نـــــد
أغشى بقاع الأرض ما سنحت*** لي فرصة بالنفس أعتــــد
عربية ! فســـألــت مسلمـــة؟ *** قالت نعم ولخالقي الحمد
فسألتها والحزن يـعصف بــــي ***والنــــار في قلبي لها وقــد
من أيـن هـذا الزي ما عـــرفت *** أرض الحجـــاز ولا رأت نـجد
هذا التبــــذل يــــا محدثتــــي *** سهم من الإلحـــاد مرتـــد
فتنمرت ثـــــم انثنــــت صلفــاً *** ولسانها لسبابهـــا عبـــد
قالت أنـــا بالنفــــس واثقـــــة ***حريتي دون الهـوى ســـــد
فأجبتها والنــــار تلفحــــنـــي *** أخشى بأن يتنــاثر العقــد
ضدان يا أختاه مـا اجتمعــــــا ***دين الهدى و الكفر والصـــد
والله مــــــــا أزرى بــــأمتنـــــا*** إلا ازدواج مــــالـــــه حـــــــد
****
ومصادر هذه المادة بعد كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذين بهما نسترشد ونستهدي في كل طرق الحياة، هي من رسائل الأخوات واستفساراتهن وكتاباتهن إلي.
فبدءاً من العنوان " هموم ملتزمة " وهو اقتراح من إحدى الأخوات، ومروراً بالموضوعات وانتهاء ببعض الأسئلة حرصت أن يكون كل ذلك مما عملته أيديهن.
تقول إحداهن في مطلع اقتراحها للموضوع:
إن الملتزمة بحاجة ماسة إلى من يأخذ بيدها ويطور لها التزامها، وبالذات مع شعورنا بأن هناك من الواعين من يعتقد أن تحجّب الفتاة وتركها لمشاهدة التلفاز، هو النقطة الأخيرة التي تقف عندها..
ليتهم يعلمون أن معظم الملتزمات يملكن كل شيء إلا الذكر والفهم السليم (هكذا تقول الأخت)، وإذا كنا نوافق أن كثيراً من الناس يظنون أن الالتزام ينتهي عند حد الحجاب، وترك مشاهدة التلفاز، مع أن الواقع أن المسلم والمسلمة لا يزالان في جهاد وترقب إلى الموت، تصديقاً لقول الله عز وجل: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }[الحجر: 99].
وقوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69]
فالالتزام ليس مرحلة يتجاوزها الإنسان إلى غيرها.. أو قضية ينتهي عندها.. لا.. بل إن الالتزام هو محاولة مستمرة تـظل مع الفتى ومع الفتاة إلى الممات، حتى في ساعة الموت يجاهد الإنسان ويعبد ربه: { حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر: 99]
وما دام أن الروح في الجسد وما دام أن النفس يتردد فأمام الإنسان ألوان وألوان من المجاهدات والمصابرات والمدافعات يحتاج المرء أو المرأة إليها.. ولكننا لا نوافق تلك الأخت على أن معظم الملتزمات يملكن كل شيء إلا الذكر والفهم السليم فإن كثيراً من الأخوات الملتزمات يملكن بحمد الله قدراً جيداً من الفهم السليم والعقول الناضجة والمواهب القوية، نسأل الله تعالى لنا ولهن جميعا الثبات.
أما العناوين فهي كالتالي:
أولاً: المرأة والالتزام.
ثانياً: من صفات الداعية.
ثالثاً: من مشكلات الدعوة النسائية.
رابعاً: عقبات في الطريق.
خامساً: موضوعات وكتب.
..... يتبع ...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ..
من نعني بكلمة ملتزمة؟
إننا نعني بها تلك الفتاة التي آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – نبياً ورسولاً، ورضيت منهج الله – تعالى – وشريعته ديناً ودرباً وطريقاً..
فلم ترض قوانين الشرق والغرب ولا تقاليدها، إنما رضيت أن تكون أسوتها وقدوتها هن النسوة المؤمنات الصالحات من أمهات المؤمنين ونساء الصحابة والتابعين، فليست هي تلك الفتاة التي أخذت الدين تقليداً عن آبائها وأجدادها وهي تشعر أنه عبء ثقيل تتمنى أن تلقيه عن كاهلها صباحاً أو مساءً.. كلا..
ولا تلك الفتاة التي أخذت من دينها بظاهره وغفلت عن باطنه وحقيقته، فإن الدين كله مظهر ومخبر وسلوك وعقيدة..
ولا ينبغي ولا يجوز للإنسان أن يفرط ببعض الكتاب { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ } [البقرة: 85]
وهذه قصيدة للشاعر (العشماوي) في وصف بعض التناقض الموجود عند بعض البيئات وبعض النسوة:
هـــذي العيــون وذلك القـــــــد *** والشيح والريحــــان والند
مــن أيـــن جئت أ أنجبتك رؤى *** بيض فأنــت الزهر والــورد
قالــــت وفـي أجفانهـــا كحـــل *** يغري وفي كلماتــها جــد
عربيـــــة حريتــــي جعــــلــــت *** مني فتــاة مالهــــا نـــــد
أغشى بقاع الأرض ما سنحت*** لي فرصة بالنفس أعتــــد
عربية ! فســـألــت مسلمـــة؟ *** قالت نعم ولخالقي الحمد
فسألتها والحزن يـعصف بــــي ***والنــــار في قلبي لها وقــد
من أيـن هـذا الزي ما عـــرفت *** أرض الحجـــاز ولا رأت نـجد
هذا التبــــذل يــــا محدثتــــي *** سهم من الإلحـــاد مرتـــد
فتنمرت ثـــــم انثنــــت صلفــاً *** ولسانها لسبابهـــا عبـــد
قالت أنـــا بالنفــــس واثقـــــة ***حريتي دون الهـوى ســـــد
فأجبتها والنــــار تلفحــــنـــي *** أخشى بأن يتنــاثر العقــد
ضدان يا أختاه مـا اجتمعــــــا ***دين الهدى و الكفر والصـــد
والله مــــــــا أزرى بــــأمتنـــــا*** إلا ازدواج مــــالـــــه حـــــــد
****
ومصادر هذه المادة بعد كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذين بهما نسترشد ونستهدي في كل طرق الحياة، هي من رسائل الأخوات واستفساراتهن وكتاباتهن إلي.
فبدءاً من العنوان " هموم ملتزمة " وهو اقتراح من إحدى الأخوات، ومروراً بالموضوعات وانتهاء ببعض الأسئلة حرصت أن يكون كل ذلك مما عملته أيديهن.
تقول إحداهن في مطلع اقتراحها للموضوع:
إن الملتزمة بحاجة ماسة إلى من يأخذ بيدها ويطور لها التزامها، وبالذات مع شعورنا بأن هناك من الواعين من يعتقد أن تحجّب الفتاة وتركها لمشاهدة التلفاز، هو النقطة الأخيرة التي تقف عندها..
ليتهم يعلمون أن معظم الملتزمات يملكن كل شيء إلا الذكر والفهم السليم (هكذا تقول الأخت)، وإذا كنا نوافق أن كثيراً من الناس يظنون أن الالتزام ينتهي عند حد الحجاب، وترك مشاهدة التلفاز، مع أن الواقع أن المسلم والمسلمة لا يزالان في جهاد وترقب إلى الموت، تصديقاً لقول الله عز وجل: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }[الحجر: 99].
وقوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69]
فالالتزام ليس مرحلة يتجاوزها الإنسان إلى غيرها.. أو قضية ينتهي عندها.. لا.. بل إن الالتزام هو محاولة مستمرة تـظل مع الفتى ومع الفتاة إلى الممات، حتى في ساعة الموت يجاهد الإنسان ويعبد ربه: { حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر: 99]
وما دام أن الروح في الجسد وما دام أن النفس يتردد فأمام الإنسان ألوان وألوان من المجاهدات والمصابرات والمدافعات يحتاج المرء أو المرأة إليها.. ولكننا لا نوافق تلك الأخت على أن معظم الملتزمات يملكن كل شيء إلا الذكر والفهم السليم فإن كثيراً من الأخوات الملتزمات يملكن بحمد الله قدراً جيداً من الفهم السليم والعقول الناضجة والمواهب القوية، نسأل الله تعالى لنا ولهن جميعا الثبات.
أما العناوين فهي كالتالي:
أولاً: المرأة والالتزام.
ثانياً: من صفات الداعية.
ثالثاً: من مشكلات الدعوة النسائية.
رابعاً: عقبات في الطريق.
خامساً: موضوعات وكتب.
..... يتبع ...
تعليق