إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قِصَّة عايشت أَحْداثها .. د. كفاح أبوهنّود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قِصَّة عايشت أَحْداثها .. د. كفاح أبوهنّود

    د. كفاح أبوهنّود
    قِصَّة عايشت أَحْداثها ..
    تَزَوَّجَهَا ؛ أَوْ لَعَلَّهُ قَطَفَها ..
    فَقَدْ كَانَتْ كأجمل ما يكون الْيَاسَمِين .. ثُمّ أذاقها كُلّ لفيح جَهَنَّم ؛ وَحَرَق لَهَا عشها الْجَدِيد !
    وَفِي نِفَاسِهَا بِأَوَّل طِفْلة لَهَا ؛ طَلَّقَهَا ..
    ثُمَّ رَفَعَ قَضيَّة ؛ سَرق فِيهَا حَقّ الْحَضَانَة ، فَبَكَت وحزنت حَتَّى الْمَوْت !
    وَانْتَهَى ثَوْب زِفَافِهَا فِي أَقَلّ مِنْ عَامَيْنِ ؛ إلَى قطَعَة كفن، ووريت فِي الْقَبْرِ وَهِي تَشْكُو إلَى اللهِ جَبَرُوت الظَّالِمِين !
    كَانَ هُوَ حِينِهَا يَصِف نَفْسَهُ ؛ بِأَنَّهُ مُتَدَيِّن ..
    وَكَانَتْ هِيَ لَا تَفْهَمُ مِنْ الدَّيْنِ إلَّا الْخلق !
    مَضَى بَعْدَهَا ؛ دُونَ أَنْ يَهْتَزّ لِهَوْل مَا فَعَلَ ، وَتَزَوَّج بأجمل مِنْهَا .. ثُمَّ وَهَبَتْهُ إرَادَةُ اللهِ ثَلَاثَةَ صِبْيَان كَمَا تَشْتَهِي الْعَيْن وَتَقر الْأَنْفُس .. و فِي كُلِّ عَامٍ هَدِيَّة تِلْوَ الأُخْرَى !
    ثُمّ زَادَتْه يَدُ اللَّهِ فَضْلًا .. فَقَد أغْدَقَت عَلَيْه بِرِزْق وَاسِعٍ، وَعَمِل مَعَ إقَامَة فِي إحْدَى دُوَلٌ الْغَرْب الرَّائِعَة ..
    وَهُنَاك ؛ أَزْهَرَت الْحَيَاة وَأَشْرَقَت ، وَتَنَفَّس السَّعَادَة وَالْفَرَح بِمِلْء رُوحه !
    كَبِرَ الصِّغَارُ ؛ وأينعت أَعْمَارُهُم .. وَصَارَ لِلْحَيَاة مَعَهُم مَذَاق النَّعِيم .. و ظَنّ الْجَمِيعِ ؛ أنّ صَوْتَ المظلومة غَابَ فِي عَالَمِ النِّسْيَان !
    ذَاتَ لَيْلَةٍ .. ذَهَب بِالصِّغَار إلَى مَتْجَر يتبضّع حَوَائِجَهِم ، فاصطرخ الصِّغَار وتعاركوا ، وَنَسِي الرَّجُلُ أَنَّهُ فِي بِلَادِ القَانُون .. فامتدت يَدِه لَهُم بِالضَّرْب مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ، والرّكل وَالْإِسَاءَة اللَّفْظِيَّة ؛ لِتُسْرِع الشُّرْطَة الَّتِي رَأَتْ كُلِّ شَيْءٍ بِالْحَجَر عَلَيْهِ وَأخَذ الصِّغَار مِنْه، ووضعهم فِي عِنَايَة أَسرَة نَصْرَانِيَّة!
    حَاوَل وَسَعَى واستبسل ليعيدهم ، لَكِن القَانُون هُنَاك لاَ يَفهَم إلَّا مَا رَأَى؛ إذ اعْتَبَرَه غَيْر مؤهلٍ لِرِعَايَة الْأَطْفَال !
    الْيَوْم يُرْسِل قَائِلًا: لَقَد انْتَهَت حَيَاتِي ..
    ثَمَّةَ منْ نَزْعِ مِنِّي رُوحِي !
    قُلْت لَهُ: إنَّ الْخَطَايَا لا تبرد ..
    ذَاتَ لَيْلَةٍ ؛ نزعتَ روح صَبِيَّة .. وَظَنَنْت أَنَّ رَبَّك نَسِيًّا !
    بَيْنَ يَوم وَفَاتِهَا وَيَوْم الْحَادِثَة عشر سِنِين؛ مَهَّد الله لَك فِيهَا تَمْهِيدًا ..
    ثُمّ أذاقك كَيْفَ يَكُونُ الْمَوْتُ قهرًا كُلِّ حِينٍ !
    كُلُّ الذُّنُوبِ يَا هَذَا تُؤَخَّرُ ؛ إِلَّا الظُّلْم ..
    فَإِنَّهُ يطْلبُ الْقِصَاصُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ محْكَمَة الْآخِرَة !
    و فِي مَحْكَمَة الْآخِرَة ؛ رَبّ لَا تَغِيبُ عَنْهُ الدَّمْعَة وَلَا الْأَنِين ، و لَا الْوَجَع الْمَقْهُور فِي عَتَمَة السِّنِين !
جاري التحميل ..
X