تويت
من عام إلى عام
بهائي راغب شراب29/12/2022
..
من عامٍ إلى عام
نحملُ نَفسَ أَمانينا،
لم تُغَيِرَها العواصفُ والحدودُ المُغْلَقة.
نحملُ ذاتَ أحلامِنا الطُفُولِيةِ،
لَمْ تُبَدِلَها الحُروبُ المُدَمِرةِ ..
تَسْتأْصِلَ الجُذورَ،
تَقْتُلَ البشر.
وفوق كَواهِلِنا هَمُّ الأيامِ المُثْقَلَةِ ..
بالتَشُرِدِ وبالخِيامِ المُمَزَقةِ
ندور مع الريح
نبحث عن الذاتِ وعن خَبَرْ.
فلسطين .. الوُجْهَةُ والبَوْصَلة .
ونحمل تَجارُبَنا المُتَقَلِبةِ بين الحزن والفرح.
ومن بين طَيَّاتِ الآلام المُتَراكِمة..
نحمل بِشاراتِ النصرِ المُقْبِلَةِ..
نزرعها أشتالاً في الطريق،
دليلُ العودة المُرْتَقَب.
..
من عامٍ إلى عام
نحمل خُطَطَنا القديمة
رسَمْناها بِدَمِنا المُؤَجَجِ بالعزيمة،
بعَرَقِ جِباهِنا الكريمة
نرفض مَعوناتِ الاستسلام المُزَيَنة ..
بحفلاتِ الرَقْصِ الدَمَوي المُتَأِهِبِ..
لينقلنا إلى مَقْبَرةِ العبيد..
المُنْـتْـنة ..
..
مِنْ عامٍ إلى عام
نُعَزِزَ هِمَمَنا العالية
نمضي عكسَ الاتجاه..
حسب اشاراتِهِم المُروريةِ المُرْعِبة،
يُريدونَنا أن نمشي،
نحو التيه، الهاوية العظيمة،
يريدوننا أن ننسى اسماءَنا،
عناوينَ بُيوتِنا،
وبَيَّـاراتِ البرتقال،
وأن نُفَرِطَ بالأمل..
لمْ يَبْقَ لنا غَيرُه..
يحمينا،
يدفعنا إلى الأمام
إلى مَحَطَتِنا الوحيدة..
فلسطين
من البحر الى النهر،
من رفح إلى رأس الناقورة،
من صباح اليوم إلى الصباحات الجميلة،
تُشْرِق في مَلامِحِنا الأصيلة.
..
من عام إلى عام
نحن الفلسطينيون ..
لا نغادر خريطتَنا المُضَمَخَةِ بدماءِ الشهداء
المُوَثَقَة بأبطالنا العظماء،
لمْ يَسْتَسْلموا للوَهَنِ
لَمْ يرفعوا الراياتَ البيضاء ..
القبيحة.
..
لا أحد يخدعنا، لا أحد.
ولا أحد ..
يَعْرِفَ قِيمَتَنا المِثالية،
المُطَهَرَةِ من رِياءِ الجُبَناءِ ..
هَرَبوا قبل أن تَبدأَ المعركةُ الأخيرة.
المُبَرأَة مِنْ خِيانةِ حُكُامَنا المَرموقينَ..
رفعوا راياتَهُم البيضاء،
فوق قصورهم المُتْخَمَة بالجواري،
وبالذهب المُدَنَسِ بالخيانة، الموثقة بالانهيار.
بدون انذار شعوبهم ..
الغاضبين من الهزيمةِ المُزْمِنةِ.
..
من عام إلى عام
نحمل أمانينا، أحلامنا، وخطتنا الوحيدة..
أن نَعْبُدَ الله وحده..
هو الملك القدوس المقدس،
ونُحَرِرَ وَطَنَنا المبارك كله ..
فلسطين اليتيمة..
تمشي وحيدة
تقاوم أباطيل الغزاة ..
..
فلسطين.. فلسطين .. فلسطين
من عام إلى عام
نمضي إليها
نُسْرع الخُطى المتوثبة..
نقترب..
من ساعة الصفر،
توصلنا لصلاة الفتح في المسجد الأقصى..
فاكهة القدس الأسيرة.
ونعلنها..
لن يؤخرنا أحد..
لن يؤخرنا أحد ..
**
تعليق