لا يكفي
بهائي راغب شراب
..

جَبَلٌ من الأَمانِيّ الجميلة
لا يكفي،
آلافٌ من القُبُلاتِ الحميمة
لا تكفي،
بركانٌ من سنين الاشتياق
لا يكفي،
ونوايانا الصديقة والعدوة
وما أردناه من حسابات الربح والخسارة..
في الحروب الجائرة الجائزة
واختبارات الهزائم المتوالية ..
تمهد للانتصار.

لا شيء يكفي،
لا شيء يعوضَ ما فَقَدْناه ..
من ربيعِ السنينِ المُزْهِراتِ،
من الأحلام، والتخطيط، والسعد، والنجاحات،
ومن سهر الليالي المُلْهِماتِ.
وانتصارات القبائل،
التائهة، في زمن الانقياد.
*
لا وقت يُجْزينا ..
عن الوقت.. ضَيْعناه سَهْواً وذَنْباً ونِقاشاتٍ عقيمة،
وعن الوعود المُغلظة انهارت في الطريق ..
لمْ تُقَيِدَنا بسلاسلِ الوُدِّ اللطيف،.
لم نُبْقِ منها فُتاتاً للتزودِ بالأصدقاء،
واذا جُعْنا أكلنا قَبْلَهُم التُراب.
وإن أردنا الرجوعَ إلى خَيْمَتِنا الفَتِيةِ الزهراء..
تَعُجَّ بالشرف الرفيع..
تراودها العواصف والرماح..
والعبيد من وراء البحار ..
يمنعون الاقتراب.
*
ماذا نشعر الآن
النَدَمَ المُبين،
الحَسْرَةَ على ما ضَيّعْناه من الحنين،
أوجاعَ الحُضورِ يتلوه الغياب،
في زحام من هاجَرَ هارباً من كوابيس الكِبْرِ العقيم.
ومن فَتاوَى حُكامٍ تمادوا..
في لعبة القتلِ المُؤجج في شوارعنا اليتيمة،
بلا ظهرٍ ولا ظهير.
*
لا وقت يمنحنا الوقت
لنقول كل شيء بلا رتوش ،
بلا ألوان،
بلا كلماتِ شِعْرٍ مُنَمَقَاتٍ
بلا وزنٍ ولا تفاعيل متفاعلن فاعل مفعول متفاعل مهجور،
مضاف بلا إضافة زائد أو ناقص مجبور.
*
ماذا نفعل الآن ..
نضرب الكفوفَ على الكفوفِ
نشق الصدور،
نُخْبِرنا، نُصَارِحَنا ..
ثم نُعاتِبَنا بلا غَضَبٍ..
ليْتَنا كُنَّا كما كُنّا
لَمْ نَضِعْ في القِفارِ النَحِساتِ،
ليتنا عُدْنا كما عُدنا في رؤيا اليقظة والمنام،
وبقينا قلوباً تصنعَ الفَرَحَ الجزيل..
بعيدا عن صراخ الليل والعواء.
نختزل الذكرياتِ الباقياتِ الصالحات ..
تَسوحَ مَعَنا بلا قيود، ولا حدود، ولا جوازات سفر.
بلا هوية، تسجل جنسنا، وديننا، ووطننا،
المُعاديُ للمواطن والوطن.
يمنعنا من المرور اذا وافانا الأجل .
*
لا يكفي أن نشعر بالمصيبة،
نواصل الفراق، المعصية القبيحة،
لا يكفي ..
الخُرْقُ يكبر بالانتظار،
والمسافةُ تتسع،
كما بين الأرض إلى السماء
بلا مِعراج يَحْمِلَنا،
يُلقينا برفقٍ في جنةِ الأحباب..
ورحمة الله تغشانا،
فلا نخشى خُسْراناً..
ويحدونا الأمل..
أن نلقى النبي والأصحاب.
**
21 /12 /2022