أحـفــــادي
بهائي راغب شراب..
أحفادي
أحبهم كُلَّهم
بما قالوا بما فعلوا
بما فَرِحوا بما غَضِبوا
أحب نظراتهم، همساتهم، ومؤامراتهم الحماسية ..
وهم يَجِدّونَ في البحثِ..
عن الكَنْزِ المُخَبأ في المسافة ..
بين القبو والسقيفة.
أحبهم ..
وقفزاتهم المتتالية تُفَاجِئَني بِشِجارِهِم المُخادع
يَصْطَدِمونَ بي
يَتَنافَسونَ لعناقي
ومَنْ يَحْظَ منهم بِقُبْلَتي الأولى، ..
وأُدَغْدِغَ خاصِرَتَه فَيَتَلوَّى هارباً ..
مِنْ بين يَدَيَّ مَسْرورا .
أَعْشَق ضَحِكاتِهِم الصارخة ..
وهُمْ يَختَلفونَ مَن الفائزِ من بينهم..
في لُعْبةِ الحاكم والجلاد، القديمة الموروثة..
مَن القاضي مَن اللص
ومَن يجيء بالكلماتِ الصحيحة..
حسب الحروف الأخيرة.
طِفلٌ أنا معهم
طفلٌ كبير
بقلبٍ حنون
أبحث عن دُمْيَتَي المُتَكَلِمةِ العجيبة
تحكي قِصَصَاً غريبة
عن المسجدِ الأقصى والقدس الأسيرة
عن القَسَّامِ والسَعْدي والحُسَيْني
شهداء فلسطين الحبيبة.
وعن أبطال الثلاثاء الحمراء، الحزينة..
حجازي والزير وجمجوم،
مضوا شهداءً،
لا يُشَق لهم غُبار في الرجولة.
وأبطال ينتظرون،
يَسْتَبْشِرونَ بالشَهَادِةِ في أيِّ وَقْتٍ
يُرابِطونَ في الثغور
يَصُدونَ الغُزاةَ أن يَمُرّوا ..
إلى حِمانا المُحَصَنِ بالكتاب وبِسُنَّةِ الرسول.
أَبْحَثُ عن لاعبٍ جميل
وعن شريك.
يُخْلِص في الدفاع والهجوم
يُنْقِذَني قَبلَ الوقوع في الكمين..
يُحاوِلونَ أَسْري
وضرب كَفي بِكُفوفِهِم ..
اللدِنةِ اللعوب .
*
مَعَهُمْ..
أنا حُلمُ طفلً
ورَوْحُ طِفلٍ
وَضَحِكَةُ طفلٍ
أَلْعَبُ مَعَهُم لُعْبةَ الفارس الهُمام.
يَمْتطونَ ظهري صَهْوَةً
يبدأون النزال
هُمُ الجمالُ كله
وأنا جَدُّهُمُ الحَمَّال.
يُلاحِقونَني بلَكَماتِهم الخفيفة
يَبْتَزونَني بالقُبُلاتِ
مِكَرٍ مِفَرٍ ،
لا يَنْــثــنونَ عنِ القتال.
لا يَنهَزِمونَ
أَقَعُ مُصاباً بِحُبِهِم
بدون جِراحٍ
ولا دماء
لكنني ..
بِعِشْقِهِم مُصاب .
مَعَهُم أنا طفلٌ صغير
أَنْسى
العُمرَ والأَلْقاب
الداءَ والدَواءَ
هُمُ العلاجُ لكلِ هَمٍّ
هُمُ الفرحُ في كلِ حال
وفي كل بيت هُمُ ..
قصيدة حب وجمال.
**
ب.ر.ش
تعليق