تحديات الطباعة والنشر
بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني
بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني
..
بداية يجب الإقرار بأن الفائدة والمتعة التي يتيحها لنا الكتاب الورقي المطبوع هي من الأمور الواضحة الجليةالتي لايمكن انكارها ولوعلى الصعيد الشخصي بالنسبة لي .. وأظنها كذلك لدي الكثيرين من محبي القراءة الجديين الباحثين عن الفائدة والمتعة في اكتساب المعرفة والثقافة والمعلومة الأصيلة والصورة الجميلة المحفزة للعقل وللخيال ..
إن الكتاب الورقي المطبوع سهل حمله ونقله ، ويمكن القراءة فيه في جميع الأحوال والأماكن وفي أي وضع
التحديات :
النسبة المتدنية جدا في القارئ العربي، حيث أثبتت العديد من الدراسات فإن الإنسان العربي هو الأقل اهتماما على المستوى العالمي بالكتاب وبالقراءة، إضافة إلى ..
التكلفة العالية لطباعة الكتاب وهو الأمر الذي لا تتحمله ميزانية الإنسان العادي ، إضافة إلى ..
تدني اهتمام دور النشر العربية بنشر الكتاب أيا كانت جودته ودرجة الإبداع فيه ، تعتمد على حساب الأرباح والخسائر، ومن نجدرها تركز فقط على طباعة الكتب التي تحمل أسماء معروفة مشهورة وموثوقة، بما يعنيه من تغيب قهري للكاتب المبدع الجديد والذي هو في أول خطوات الكتابة ، إلا في حالات نادرة استثنائية ،
إن الحكومات العربية تعيش في واد آخر غير الذي يعيش في مواطنيها، فهي آخر من يهتم بالمبدعين وبالكتاب في الجانبين الثقافي الأدبي والعلمي، وتصب تركيزها كله على الكتب والكتاب الذين يتوافقون مع سياسات النظام الحاكم، الذي يعمل على جعل الناس يبدون وكأنهم عبيد لا يخرجون عن ارادته ورغباته في السيطرة عليهم ، ومنع وصولهم إلى مستوى التفكير الذي يراه مهددا لوجوده .
ووسط هذه التحديات ظهر التحدي الأعظم الذي يكاد يعصف بالكتاب المطبوع ورقيا وازاحته من اهتمام الإنسان العربي الذي أصلاً يكاد يقرأ .. إنه العالم الافتراضي المعروف بالشبكة العنكبوتية أو الإنترنت ، حيث توفرت للكاتب العربي المحروم من إمكانية نشر كتابه، ومن توصيل ابداعه إلى خارج حدوده الخاصة مثل البيت والأصدقاء والمعارف في محيط مجتمعه في الحي وفي المدينة، وهو الغير قادر بالتالي على توصيل فكره واعماله إلى خارج وطنه نحو العالمية ..
مثلت الشبكة العنكبوتية تحديا من حيث سهولة النشر ومجانيته، والقدرة على اختراق الحواجز باتجاه الوصول إلى أبعد الأماكن عنه في نفس لحظة النشر، وهو جالس مكانه لم يتحرك ودون أن يبذل جهدا لسؤال هذا أو ذاك من الناس،فقط عليه الدخول إلى الموقع المناسب أو أن يجعل له صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي أو أن ينشئ له موقعا خاصا برسوم معينة يدفعها كل عام لا تقارن بتكاليف الطباعة الورقية التي تحتاج لبذل المال والجهد الكبير ، وتواجه بالعقبات الكثيرة في الانتقال من بلد إلى آخر، وتتعرض لإجراءات المنع بسب الفكر والمواقف التي تتنافى من فكر ومواقف بعض الدول.
ومن أهم ما توفره الشبكة العنكبوتية للكاتب :
1- انشاء موقعه الخاص الذي من خلاله ينشر منتجاته الفكرية والعلمية والثقافية ، وتلقي الردود والتعليقات عليها والإرشادات والنصائح ن واقامة الحوارات الفكرية والمختلفة من خلال موقعه الخاص، والذي يشتهر به ويصل إلى العالمية ، .
2- إنشاء المدونات الخاصة من خلال بعض المواقع التي توفرها مجانا لروادها، واتاحة الكتابة والنشر والتعليق فيها
3- انشار المنتديات والملتقيات المنوعة أو المشاركة فيها ، وتكوين مجموعات فكرية تتناسب تخصص الكاتب
4- إنشاء الصفحات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل (الفيس بوك) و(التويتر) و(باز) و(تك توك) و(التليجرام) و(الواتس أب)، وغير ذلك من المواقع الاجتماعية التي تيسر التواصل مع العالم والوصول إلى مواقع التأثير المتخصصة العالمية.
5- المواقع الاخبارية المختلفة التي توصل المعلومة والخبر في وقته للكاتب في حين حدوثه ،مما يوفر له قاعدة معلوماتية وخبرية مهمة ينطلق منها نحو آفاق اوسع في الكتابة والتأثير على وجدان الناس وتوجيه تفكير وتغيير مواقفهم أو تكوينها، أيضا التأثير في الأحداث من خلال تقديم البحث والدراسة والتحليل في احداث الوطن والعالم.
6- الوصول إلى عالم الكتب والمعرفة واستدعاء المعلومة القديمة أو الحديثة بسرعة كبيرة جدا من خلال مواقع البحث التي تقدم للناس المجال لولوجها واستدعاء الكتب والمجلات والدراسات والأبحاث وتنزيلها وتخزينها وتكوين مكتبات خاصة مثل موقع (جوجول (GOOGLE، لم يكن لأي كاتب ان يحصل عليها ورقيا لما تمثله من تكاليف مالية لا يقدر على تحملها إلا الأغنياء جدا، إضافة لحصوله على الكتب القيمة النادرة المحفوظة في بعض المكتبات الوطنية الكبرى التي تحتوي على ملايين العناوين في جمع التخصصات، وكذلك الوصول إلى الارشيفات الوطنية للوثائق في بعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا والتي تعد كنزا ثمينا للكتاب والباحثين والمؤرخين.