إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدبر الجزء الثالث و العشرون من القرآن رمضان 1443

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تدبر الجزء الثالث و العشرون من القرآن رمضان 1443




    اشتمل الجزء ٢٣على ايات الله الكونية، وقدرة الله على الخلق والبعث. _ إثبات وحدانية الله. اهل الجنة واهل النار، وخطورة قرين السوء. دحض شبهات الكافرين،وجند الله هم المنصورون. (ص)تحدثت عن بعض الخصومات. تسخير الله لسليمان اشياء لم تكن لأحد في زمنه آداب الأنبياء في الدعاء.

    سورة الصافات سورة الاستسلام التام لله عز وجل بدءا من الملائكة الصافّات إلى قصص استسلام أنبياء الله عز وجل لأوامره، إبراهيم الخليل يستسلم لأمر الله لمجرد رؤيا في المنام بذبح ولده (إني أرى في المنام أني أذبحك) ويستسلم ابنه إسماعيل (يا أبت افعل ما تؤمر) فهلّا اقتدينا!


    سورة الصافات: استسلام لله سورة ص: إنابة إلى الله وخارطة طريقها: القرآن افتتحت (ص والقرآن ذي الذكر) وختمت (إن هو إلا ذكر للعالمين) وفي وسطها خارطة طريق الإنابة إلى الله (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)


    {رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ} كم من محتقر في الدنيا مكرّم عند الله

    [فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب. ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق] في طريقك لربك اقطع كل العلائق وامضي فسرعان ما ستنتهي الرحلة.

    (إني جاعل في الأرض خليفة) مع آدم (فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي..) (إنا جعلناك خليفة في الأرض) مع داوود (فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله) الخلافة الحقيقية هي ما كان على منهج الله الحق

    سورة يس تعلّم كل داعية سبل الدعوة إلى الله من خلال تثبيت عقيدة البعث والنشور فالمشككون فيها كثر، وهم في الحقيقة يخافون مابعد البعث: الحساب والسؤال (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) (فاليوم لا تُظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون)

    ﴿قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ ﴾ قال ابن عاشور: في هذه الآية عبرة من الحذر من قرناء السوء، ووجوب الاحتراس مما يدعون إليه، ويزيّنونه من المهالك.




    ﴿وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ ضُر دَعا رَبَّهُ مُنيبًا إِلَيهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نَسِي ما كانَ يَدعو إِلَيهِ مِن قَبل﴾ في الآية تقريع لمن يهمل الدعاء في الرخاء ويفزع إليه في الشدة وليس ذلك من أخلاق المؤمنين إذ من أخلاقهم إكثار الدعاء في الرخاء عدة للشدة

    (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون) (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم محضّرون) ما بين صيحة الخمود وصيحة الإحضار فليختصم المختصمون كما شاؤوا (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصّمون)

    ﴿سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفونَ﴾ ﴿وَسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ﴾ (والحمد لله رب العالمين) اجعلها في ختام دعائك دائماً.

    [وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه] هكذا هو حال الكافر والعاصي يحتج بالقدر ليرد الشرع أو ليبرر مخالفته ونسوا أن الرب الذي يقدر هو الذي يشرع سبحانه له الأمر كله الشرعي والقدري فلما ترد هذا وتحتج بهذا؟!

    [اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ] يا ليت كل من يتجرأ على الله ورسوله وليس له هم إلا الطعن في دين الله وليل نهار يبث سمه.. يعلم أنه سيأتي يوم يختم فيه على هذه الأفواه..


    ﴿ فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ﴾ مواساة ربانية لقلبك حين ينشغل بأقوال بشر، فاليقين بإحاطة علم الله يطفئ الأحزان


    ﴿فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب۝ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق﴾ وعلى المسلم أن يتخلص من كل شيء يشغله عن عبادة ربه لكي يتفرغ قلبُه وجوارحه لأعظم مقصود


    [وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين] في ظل هذا التيه والشتات اجمع قلبك ووحد وجهتك وأقبل علي ربك وانطرح على بابه فلن تجد الهداية والراحة والسكن إلا في معيته ﷻ




    (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم..) أيها العبد المسكين، جوارحك التي كانت طائعة لك في الدنيا تسخيرا من الله لك تتخلى عنك وتشهد طائعة لأمر الله إما لك وإما عليك فانظر ما تأمرها به اليوم!


    ﴿ يا بُنَيَّ إِنّي أَرى فِي المَنامِ أَنّي أَذبَحُكَ فَانظُر ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افعَل ما تُؤمَرُ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّهُ مِنَ الصّابِرينَ﴾ التسليم التام لأمر الله في عقيدة الأب وابنه.

    ﴿ فما ظنكم بربّ العالمين ﴾ الثقة بالله شقت لموسى البحر ..وبردت النار على إبراهيم هذه الثقة بالله لا يذوق حلاوتها إلا من عرف ﷲ

    (إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ) إن الموحدين المخلِصين المخلَصين لا يذوقون العذاب ،ولا يُناقشون الحساب . اللهم اجعلنا منهم . اللهم اجعلنا أولهم .

    (وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى) ليس فقط رجل قصة يس، كل من آمن باله هو ذاك الرجل كل من اتّبع الرسول هو ذاك الرجل كل من آمن بالبعث والحساب هو ذاك الرجل الشروط متوفرة ولله الحمد فأين الساعون سعي ذاك الرجل؟!

    قال تالله إن كدت لتردين. ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين] النجاة من صاحب السوء لن يحمد المرء عليها ربه فقط في الدنيا بل عندما يفوز بالنجاة من الهلاك الذي كان سيقوده إليه في الآخرة.


    " إنا وجدناه صابرا نعم العبد " وأنت .. كيف وجدك ؟


    ﴿قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ [ص: ٧٦] كل انسان رأى في نفسه بأنه خير من غيره من المسلمين فقد شابه إبليس في التكبر { فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى }

    ﴿قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ۝ وأمرت لأن أكون أول المسلمين ۝ قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ۝ قل الله أعبد مخلصا له ديني﴾ [الزمر: ١١-١٤] هذه آيات الإخلاص كررها ليرسخ الإخلاص في قلبك

    قال ﷻ (متكئين فيها) أي في الجنة، فـَ اتعب هنا لتتكئ هناك

    يذهب التعب تنتهي المعاناة وتنشط النفس إذا سمعت هذا الجزاء من الكريم الوهاب (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون)

    ﴿ إِذْ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ قال عوف الأعرابي: سألت محمد بن سيرين: ما القلب السليم ؟ فقال: الناصح لله- عز وجل- في خلقه .

    ﴿ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب﴾ ﴿.. إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب﴾ ▪︎ "نعم العبد" ما أجملها من كلمة ثناء من الله ! تريد أن تنال ثناء الله؟ كن أوابا و أكثر التوبة والرجوع إليه. "نعم العبد إنه أواب"

    ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ • لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُون﴾ العمل الصالح أوقات السعة والراحة يقي مصارع السوء أوقات الضيق والشدة

    إِنَّهُمۡ أَلۡفَوۡاْ ءَابَآءَهُمۡ ضَآلِّين*فَهُمۡ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ يُهۡرَعُونَ) الأبناء يقلدون الآباء،حُـبًا أو قدوةً أو لأي سببٍ كان. فاحرص ايها الأب على صفاء قلبك بزيادة الإيمان فأنت القدوةوالخـير المؤمّل اليوم وغدًا، ومن تَـبعك من الذرية والأجيال

    تركز على تنزيه الله مما وصفه به المشركون من أن الملائكة بنات الله فأقسام الله بالملائكة ومهامها العظام تعظيما لشأنها مما افتراه المشركون . وختم السورة بقوله { فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون }

    (فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِينَ) ومادمت مع الله ، ولله ، وفي الله . فلا تلقي بالًا لكيد فاجـر ، أو شـر ظالم.

    ﴿ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ العَالمِينَ ﴾ كمثل الصباح يُشرق الأمل في النفوس المؤمنة بأن كل ما كتبه الله لنا خيرا

    ( ليُنذرَ من كان حيا ) من لم تُنذره آيات القرآن ، وتوقض قلبه زواجره العِظام ، فهو ميت وإن سار بين الأحياء فالعبرة بحياة القلوب ..

    [وتركنا عليه في الآخرين] منّة عظيمة منّ الله بها على أكرم خلقه عليه.. ما أجمل أن يخلد ذكرك عبر التاريخ ويظل الناس يشهدوا لك بالخير كلما ذكر اسمك ويدعون لك.. (اترك آثر يكتب لك لا عليك)

    ( إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ (60) لِمِثۡلِ هَٰذَا فَلۡيَعۡمَلِ ٱلۡعَٰمِلُونَ ) الذكي هو من يسابق الناس في أمور الأخرة و ليس أمور الدنيا !! لأن هذا يحقق الراحة النفسية في الدنيا و النجاة في الأخرة.

    ﴿الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ﴾ يستمع فوراً فيتبع (الأحسن)،يريد بذلك أحسن ماعند الله.

    ﴿هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ﴾ قال السعدي: ولا تحسب أن ذكر الرحمن في هذا الموضع لمجرد الخبر عن وعده، وإنما ذلك للإخبار بأنه في ذلك اليوم العظيم سيرون من رحمته ما لا يخطر على الظنون، ولا حسب به الحاسبون، (سبحانه جل في علاه)

    ﴿ مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَٰحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ يعني: يختصمون في أمر الدنيا من البيع والشراء، ويتكلمون في المجالس والأسواق. البغوي.

    ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ ﴾ [ سورة الصافات ] الملائكة صفوفاً في السماء وكذلك المسلمين صفوفاً في الأرض. ليقتدوا بالملائكة، وليس أحد من أهل الملل يصلون صفوفاً إلا المسلمون.

    ﴿وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء﴾ [يس:٢٨] . قد تتأخر نُصرة المظلوم لتكون أشد على الظالم، لم يرسل الله جندا بل أرسل لهم صيحة أهلكتهم فماتوا جميعًا.

    (رجل يسعى) (قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) على قدر السعي يكون الإكرام في الجنة ومن الإكرام (سلام قولا من رب رحيم) رب اجعلنا ووالدينا من أهل إكرامك

    [احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون] يحشر المرء مع من أحب ومع من هم على شاكلته.. اختر رفيقك من هنا فهناك لا مجال للإختيار ولا فائدة من أن تتقطع ندما..

    ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾ هذه الوقفة التي نخافاها وهي سبب وجودنا في هذا الدنيا،يارب استرنا فيها.

    مهما كان حالك سواء كنت تتقلب في نعم وفضل من الله، أوكنت صابراعلى البلاء، فلا غنى لك عن الإكثار من التوبةوالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. ففي ذكر سليمانﷺوماوهبه الله، وفي ذكر أيوبﷺوماكان فيه من صبر على ماأصابه أثنى الله عليهم بقوله{نعم العبد إنه أواب}~

    ﴿قالوا إِنَّكُم كُنتُم تَأتونَنا عَنِ اليَمينِ﴾ ﴿قالَ قائِلٌ مِنهُم إِنّي كانَ لي قَرينٌ﴾ ابتعد عن كل صاحب يكون حسرة عليك وندامة يوم القيامة

    (مَا ينظُرُون إِلَّا صَيۡحةٗ وَٰحِدَةٗ تَأۡخذُهُم وَهمۡ يَخِصّمُون*فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗوَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ) تأخذهم الصيحة من حيث لايشعرون،وهم يتخاصمون في معاملاتهم،وأسواقهم فيموتون في اماكنهم والموت اسرع من أن يرجعوا الى بيوتهم

    [وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين.إن كانت إلا صيحة واحدة] سيأتي النصر حتى ولو بعد موت المظلوم وحتى لو لم يطلبه..لن يهون الذي يحمل هم الدعوة لدين الله على ربه.. فمؤمن يس قتله قومه وهو كان ولا زال يرجو هدايتهم.. فانتصر له ﷻ

    ( وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ) لا يريد الله الدماء و الاجساد ولكن يريد منا الإسلام والتسليم والصدق واليقين اللهم نسألك من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا

    (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) هذه بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبه / تفسير السعدي



جاري التحميل ..
X