إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحملة ضد أبو تريكة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [مقال] الحملة ضد أبو تريكة

    الحملة ضد أبو تريكة



    ياسين عز الدين



    يشن الإعلام الغربي حملة عنيفة ضد محمد أبو تريكة بسبب تصريحات له رافضة للشذوذ الجنسي الذي يحاول الإعلام الغربي فرضه على العالم.

    وللعلم هنالك رفض قوي داخل المجتمعات الغربية لهذه الأفكار لكن أنصار الشذوذ يسيطرون على الإعلام ولديهم نفوذ سياسي قوي ويهاجمون أي شخص لا يتماشى معهم، على مبدأ "أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون".


    وللأسف بدأت هذه الأفكار تتسلل إلى مجتمعاتنا خاصةً أن التمويل الأجنبي أصبح مرتبطًا بقبول هذه الأفكار أو الأقل السكوت عنها وعدم انتقادها، وأيضًا يتسلل إلينا عبر الأفلام والبرامج بالأخص ما تبثه قناة نيتفلكس.


    وهنا لا بد أن أنوه لقضية هامة لأني أرى البعض يحاول انتقاء بعض الأفكار الغربية بخصوص الشذوذ التي يعتقد أنها ربما تتوافق مع الشريعة الإسلامية، مثل وصفها بأنها "مرض وبحاجة لعلاج".


    الغرب لديه أفكار ومنتجات حضارية ممكن الاستفادة منها بدرجات متفاوتة؛ مثل الانتخابات والديموقراطية أو حقوق المرأة أو النظام الاقتصادية، نأخذ ما يفيدنا ويتوافق مع شريعتنا ونغربل ما يتعارض معها.


    إلا أن انتاجهم الفكري المتعلق بالشذوذ تحديدًا ليس أكثر من خرافات وخزعبلات: فقط انظروا كيف تبدل موقفهم من الشذوذ خلال مئة عام: في البداية قالوا أنه "مرض ويجب علاج المصابين به وليس عقابهم واحتضانهم وليس نبذهم"، ثم قالوا ليس مرضًا (لو قلت اليوم أنه مرض في الغرب فسيهاجمونك مثل أبو تريكة) "إنما هي صفات وراثية تأتي مع جينات الشخص، فكيف أن هنالك شخص يولد بعيون زرقاء وأخرى بنية فهنالك شخص يولد سويًا وآخر يولد شاذًا ولا يجوز التمييز بينهم"، أما اليوم فيقولون "هي حرية شخصية وهذا الشخص اليوم هو ذكر وغدًا غير رأيه ويريد أن يكون أنثى هو حر، لا تستطيع منعه من ذلك لأنك إن فعلت فأنت متعصب وغير متسامح".


    لذا إن كنت معنيًا بفهم ظاهرة الشذوذ فلا تعتمد على المراجع الغربية ولا المتأثرين بالفكر الغربي، بل أنصح بالرجوع لما كتبه عبد الوهاب المسيري فهو أفضل من حلل الحضارة الغربية وكشف نقاط ضعفها.


    وألخص ما قاله المسيري عن الشذوذ بكلماتي بأن الدافع وراءه هو السعي للتمرد على القيم والمعايير البشرية التي تستقذر أي علاقة جنسية غير طبيعية، وأن ما يحرك الشاذين هو لذة التمرد على المجتمع وقيمه.


    وتنبأ المسيري قبل عشرات السنوات أن يصبح الشذوذ هو التيار السائد في الغرب وهذا ما نلمسه في السنوات الأخيرة بعد وفاة المسيري، بحيث أصبح التوجه اليوم فرض قبوله بالقوة على الجميع بل واعتباره فضيلة.


    ويمكن أن نلمس الدوافع الأيديولوجية للشذوذ الذي يروج له الغرب، فهم يتقبلون أي علاقة جنسية يقوم بها الإنسان مهما كان شكلها ما عدا زواج الرجل من أكثر من إمرأة فهو ما زال بعرفهم جريمة لا تغتفر، لأنهم لو تقبلوها فسيعتبرونها هزيمة أمام الدين الإسلامي.
جاري التحميل ..
X