إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سر الكواكب والديناصورات في القرآن - الجزء الثاني العشرون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سر الكواكب والديناصورات في القرآن - الجزء الثاني العشرون

    ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20):


    بعد أن قرأنا جواب القسم الرباني العظيم في الآية السابقة والذي كان حول ما جاء به رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل قد استدعى تصديقه وتأكيده بالقسم العظيم من رب العالمين، وجدنا أنَّ جواب القسم هُنا لم يكن لشيء سوى لتأكيد عَظَمة الأمر الذي جاء به النبي الكريم، حيث نجد في قولهِ عليه الصلاة والسلام الكلام الفصل فيما يخص دين الله ألا وهو الإسلام العظيم المُنزل للناس أجمعين.
    إذاً نحن هُنا أمام حالة فريدة في الكون، إذ نتكلم عن قول نبي لم يتكلم بهِ بشر من قبل، كيف لا وهذا القول كما عهدناه نحن المُسلمون وعايشناه نحن المؤمنون ولفترة تتجاوز الألف وأربعمائة من السنين فلم نجد لهِ مثيل إلى يومنا هذا، ولا نتوقع أن يكون لهِ مثيل أو نظير في المُستقبل بعيداً كان أم قريب.
    فجميع أقوال الرسول الكريم صادقة، وجميع أفعال النبي العظيم هادفة.
    حيث تسلسلت الآيات هُنا تِباعاً لتذكر فضائل ومميزات الرسول العظيم.
    من هذهِ الآية نعلم يقيناً بأنَّ نبينا محمد عليهِ الصلاة والسلام وبالرغم من ضعفهِ بين قومهِ، لكنهُ عند ربهِ ذي قوة لا يُستهان بها وصاحب تمكين يُعتدُّ بهِ بين خلق الله أجمعين.
    وعليهِ بعد أن تأكدنا عن طريق جواب القسم أنَّ رسول الإسلام ونبي الله محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام إنما هو رجل كريم وفي كلامهِ الخبر العظيم، جاءت هذهِ الآية الكريمة لتزكي وتصف مكانة الرسول العظيم عند رب العالمين صاحب العرش المتين تحديداً.
    إذاً رسولنا العظيم ليس مجرد إنسان مشى على الأرض في يوم من الأيام، فنحن نتحدث هُنا عن مخلوق فريد في صفاتهِ عظيم في أعماله، حرصت العناية الإلهية على اختياره بين كل البشر من أولهُم إلى آخرهُم ليكون فيهِم رسول الله وخاتم النبين دون مُنازع، بدليل قولهِ تعالى في سورة الأحزاب: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)).
    كذلك حرصت العناية الإلهية أن يكون صحابة الرسول الكريم رضي الله عنهُم أجمعين خير صحابة عرفتهُم البشرية في كل السنين، وهذا الكلام ينطبق على شعبهِ وأمتهِ وأهلهِ وعشيرتهِ أجمعين، كذلك على أزواجه وأسباطه وجميع من آمن بهِ وصدقهُ إلى يوم الدين.
    فعندما تأتي الآية الكريمة هُنا وتصرح بأنَّ رسول الله محمد ابن عبد الله إنما هو رجلٌ ذو قوة عند ذي العرش العظيم، فهذا كلام خطير فيهِ مدلولات عظيمة.
    فكيف لمخلوق واحد من بين خلق الله أجمعين ومن بين مليارات البشر أن يكون ذي قوة عند الله خالق الخلق المستوي على العرش العظيم في كل حين؟
    وفيما يلي نعدد الخصائص السماوية الفريدة للنبي محمد عليهِ الصلاة والسلام:
    - رسول الله محمد صلى الله عليهِ وسلم هو آخر أنبياء الله ومُرسليه.
    - النبي محمد عليهِ الصلاة والسلام هو من حمل آخر كتاب مُقدس من كُتب الله المُقدسة والعديدة ألا وهو القرآن الكريم.
    - رسول الله العظيم أول إنسان أرضي يشهد الجنَّة ويشهد عليها، بل ويدخلها وهو حي يٌرزق قبل أن يمُت وذلك عندما أسرى بهِ الله وعرج بهِ إلى السماء ثُمَّ أعادهُ في الليلة ذاتها دون أي أذا، كما جاء في سورة الإسراء من قولهِ تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)).
    - رسول الله هو أول من تحدث مع أسلافهِ من الأنبياء والرسل وفي مقرهِم الدائِم في السماء، بدليل الأحاديث النبوية الخاصة بعروج النبي العظيم إلى السماء.
    - رسول الله هو أول من توسط لأمتهِ عند رب العالمين بالتخفيف على أتباعهِ في العبادات، بدليل الأحاديث النبوية الشريفة.
    - رسول الله هو أول من غفر الله لهُ ذنوبهِ ما تقدم منها وما تأخَّر، بدليل قولهِ تعالى في سورة الفتح: (لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2)).
    - رسول الله أول من زوجه الله بزوجة وذلك من السماء السابعة، كما جاء في سورة الأحزاب من قولهِ تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)).
    - رسول الله محمد عليهِ الصلاة والسلام أول من قاتلت معهُ الملائكة، بل وقاتل معهُ الله جلَّ عٌلاه وذلك بحربهِ مع الأحزاب، فكانت النتيجة أن هزم الله الأحزاب وحده وذلك لنصرة نبيه كما جاء في سورة الأحزاب من قولهِ تعالى: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)).
    يبقى هُناك الكثير من دلائل قوة وتمكين رسولنا العظيم محمد ابن عبد الله سواء في السماء عند رب العالم وفي ملكوت الله عند عرشهِ العظيم أم على الأرض بين خلق الله وعبيده، وقد تمَّ تمكينهُ هُناك بمعنى إعطائهِ صلاحيات وإمكانيات في السماء تفوق امكانيات الكثير من مخلوقات الله سواء كانوا من الملائكة أم من الجان أو أي خلق كان.

    محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)
جاري التحميل ..
X