وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12):
بالمقابل تُخبرنا هذهِ الآية الكريمة بأنَّ الجحيم سوف تُسعَّر بعد يوم الحساب المذكور في نهاية الفصل الأول من هذا الكتاب وبعد نشر الصُحف وكشط السماء المذكور في بداية هذا الفصل ألا وهو الفصل الثاني، ففي هذهِ الآية الكريمة جاء اشتراط الحدث الذي سوف يتم فيهِ تسعير الجحيم أي جهنَّم، والمقصود هُنا بإشعالها هو رفع درجة حرارتها حتى تستقبل أصحاب الصحف السيئة ليًخلدوا في العذاب وإلى الأبد.
فالجحيم كانت موجودة على الدوام، ولكنَّ نارها كانت هادئة، وبهذا الشرط الوارد هُنا كان لزاماً عليها أن تُسعَّر بحيث تَستقبل كل الأشرار من المخلوقات، وهو ما نجدهُ في قولهِ تعالى من سورة ق: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30)).
وبخصوص الحِكمة المُستقاة من هذهِ الآية الكريمة فإننا نجدها في اشتراط التسعير لجهنَّم، وهذا الشرط إن دلَّ على شيء فإنَّهُ يدل على وجود تحضيرات مُسبقة ومحددة لكل شيء، ولَم تكن أبداً إدارة الخالق جلَّ وعلا للكون ولمخلوقاتهِ بصورة تخلو من التحضير المُسبق أو من التنظيم.
فهذا الكون المخلوق بكل ما يحتويه من مخلوقات جامدة كالكواكب والنجوم أو المجرات وفيها المخلوقات الحية كالحيوانات والنبات وغيرها كثير، إنما هو في حقيقتهِ مشيئة خالصة من رب العالم وإدارة مُحكمة من لدن خبير عليم.
وإننا لنجد هذا الإبداع والإتقان بكل التفاصيل الخاصة بمخلوقات الله عزَّ وجل مهما كانت دقيقة وصغيرة، كذلك نجدها جدية وحاسمة في تحقيق الوعيد بالعذاب الشديد لمن يعص الله خالقهِ ومُبدعه كالأشرار من الإنس والجان.
فالخالق سُبحانهُ وتعالى قد أحسن وأبدع في كل شيء خلقهُ لقولهِ تعالى في سورة السجدة: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)).
إنَّ الخالق العزيز الوهاب وبالرغم من رحمتهِ التي وسعت كل شيء خلقهُ، وهي التي منحت أهل النار قبل أن يتحدد مصيرهُم فيها كل الفرص الممكنة ليثبتوا ما فيهِم من خير وصلاح إن وجد ذلك، أما عدالة الخالق جلَّ وعلا إنما كانت عن طريق مساواتهِم بالأرزاق والنِعَم مع جميع الخلق دون تمييز بل إننا لنجد الكافرين بأنعُم الله قد أمدَّهم الله بالمزيد من متع الحياة ولكنهُم حولوها بجهلهِم إلى فتنة وسبيل للكُفر لا للإيمان، وهو ما نفراءه في قولهِ تعالى من سورة الإسراء: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19) كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)).
فهذا الإتقان بالخلق وهذا الإعجاز في التدبير وفي التحضير أنما يتطلب من الناس أخذهِ بجدية وبكل حذر وخشوع وبأنَّ لا يستهينوا بربهِم أبداً، فالخالق العزيز القهَّار إنما أراد بهذا التدبير والتجهيز ليكون حُجَّة على الناس لا على الله والعياذ بهِ.
فبمجرد التفكير ولو للحظة عن مدلولات هذهِ الآية الكريمة وعن السر فيها، بل وعن السر في اشتراط تسعير الجحيم بأداة الشرط (إذا)، حينها سوف نتيقن بأنَّ جهنَّم لم تكُن مُسعَّرة بل كانت موجودة لردع المخلوقات الشريرة من الإصرار على كُفرهِم وعدم تلبيتهِم لهدي ربهِم ورُسلهِ أجمعين.
وبما أنَّ الوقت قد نفذ ويوم الحِساب قد أذِن، وصحف الأشرار قد نُشرت بين الخلق أجمعين وظهرت السماء على حقيقتها بعد الكشط، كانت مشيئة الله وإرادتهِ بعمل الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بالجحيم كي تستقبل زائريها الدائمين ألا وهُم الكَفرة المُجرمين.
ففي أداة الشرط (إذا) المذكورة هُنا في هذهِ الآية الكريمة تحذير مُبطن ليشير بجدية الأمر وعظمتهِ بل بضرورة تجنبهِ بكونهِ في الأصل إنما هو عبارة عن عِظة ورحمة، أمَّا لمن ينكرهُ فهو عذاب ما بعدهُ عذاب، وهو ما تُشير إليه الآية الكريمة من سورة الحديد والذي جاء فيها: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13))، فأداة الشرط (إذا) إنما يأتي معناها بالباب المذكور بهذهِ الآية الكريمة، وذلك كونها تدل على فعل الشرط الذي يفصل بين الحق والباطل، والذي في باطنه أي جوهرهُ رحمة للمؤمنين وذلك بعد عزلهِم عن الكافرين فتكون حياتهُم في الجِنان نقية طاهرة وخالية من أي شر أو نقصان، أمَّا في الجهة التي تُقابل المشركين الكُفرة والمجرمين فلن يجدوا سوى عذابٌ شديدٌ للكافرين بأنعُم الله وذلك بعد حشرهِم وعزلهِم عن جميع خلق الله فينحصر الشر فيهِم وتتخلص الأكوان من شرَّهِم ولن يكون لهُم سوى العذاب الأليم والخلود في جهنَّم وبئس المصير.
خلاصة الأمر هُنا بأنَّ آيات الله البينات والتي نقرأها بإحكام في سور القرآن الكريم، وهنا في سورة التكوير، إنما يجب أن يؤخذ المعنى والحكمة منها من مُجمل الآية الكريمة ومدلولاتها وليس من المعنى المُجرد.
ففي هذهِ الآية الكريمة تمَّ الأخذ بنظر الاعتبار المردود النفسي والمعنوي المنعكس في نفوس الناس خيرهُم وشرهُم، وذلك عند قِراءَتهِم لآيات الله البينات المأخوذة من سورة القرآن الكريم وخصوصاً هذهِ الآية الكريمة، فالخالق جلَّ جلالهُ حرص كل الحرص على أن تسبِق رحمتهُ عذابهِ، وأن يتم تفضيل سعتهِ بالرزق على تضيقهِ للعيش لعباده، كذلك التأكيد على محبتهِ لمخلوقاتهِ وحمايتهِم من كارهيهِم لا على غضبهِ وسلطانه على الكافرين بأنعمه.
وعليه لا يوجد سبب أو حُجة لأي مخلوق كان أن يشكوا النقصان في العطاء بعد الآن.
إذاً المطلوب هُنا من الإنسان كمخلوق من خلق الله أن يتقِي الله ربَّهُ حقَّ تُقاتهِ حتى يتجنب غضبهِ وعذابهِ، فالخالق لا يعبث ولا يلعب بعبادهِ والعياذ بالله، وإنما يخطط ويُنظِّم ويعدل ويشترط ويفرض مشيئتهُ وحده لا مشيئة أي مخلوق خلقهِ، وهذا ما جاء في سورة الأنبياء حينما قَالَ اللَّهُ جَلَّ في عُلاه: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)).
إذاً على عباد الله السمع والطاعة دون تفكير، وعلى الكافرين بهِ القبول بجهنَّم وبئس المصير.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)
بالمقابل تُخبرنا هذهِ الآية الكريمة بأنَّ الجحيم سوف تُسعَّر بعد يوم الحساب المذكور في نهاية الفصل الأول من هذا الكتاب وبعد نشر الصُحف وكشط السماء المذكور في بداية هذا الفصل ألا وهو الفصل الثاني، ففي هذهِ الآية الكريمة جاء اشتراط الحدث الذي سوف يتم فيهِ تسعير الجحيم أي جهنَّم، والمقصود هُنا بإشعالها هو رفع درجة حرارتها حتى تستقبل أصحاب الصحف السيئة ليًخلدوا في العذاب وإلى الأبد.
فالجحيم كانت موجودة على الدوام، ولكنَّ نارها كانت هادئة، وبهذا الشرط الوارد هُنا كان لزاماً عليها أن تُسعَّر بحيث تَستقبل كل الأشرار من المخلوقات، وهو ما نجدهُ في قولهِ تعالى من سورة ق: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30)).
وبخصوص الحِكمة المُستقاة من هذهِ الآية الكريمة فإننا نجدها في اشتراط التسعير لجهنَّم، وهذا الشرط إن دلَّ على شيء فإنَّهُ يدل على وجود تحضيرات مُسبقة ومحددة لكل شيء، ولَم تكن أبداً إدارة الخالق جلَّ وعلا للكون ولمخلوقاتهِ بصورة تخلو من التحضير المُسبق أو من التنظيم.
فهذا الكون المخلوق بكل ما يحتويه من مخلوقات جامدة كالكواكب والنجوم أو المجرات وفيها المخلوقات الحية كالحيوانات والنبات وغيرها كثير، إنما هو في حقيقتهِ مشيئة خالصة من رب العالم وإدارة مُحكمة من لدن خبير عليم.
وإننا لنجد هذا الإبداع والإتقان بكل التفاصيل الخاصة بمخلوقات الله عزَّ وجل مهما كانت دقيقة وصغيرة، كذلك نجدها جدية وحاسمة في تحقيق الوعيد بالعذاب الشديد لمن يعص الله خالقهِ ومُبدعه كالأشرار من الإنس والجان.
فالخالق سُبحانهُ وتعالى قد أحسن وأبدع في كل شيء خلقهُ لقولهِ تعالى في سورة السجدة: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)).
إنَّ الخالق العزيز الوهاب وبالرغم من رحمتهِ التي وسعت كل شيء خلقهُ، وهي التي منحت أهل النار قبل أن يتحدد مصيرهُم فيها كل الفرص الممكنة ليثبتوا ما فيهِم من خير وصلاح إن وجد ذلك، أما عدالة الخالق جلَّ وعلا إنما كانت عن طريق مساواتهِم بالأرزاق والنِعَم مع جميع الخلق دون تمييز بل إننا لنجد الكافرين بأنعُم الله قد أمدَّهم الله بالمزيد من متع الحياة ولكنهُم حولوها بجهلهِم إلى فتنة وسبيل للكُفر لا للإيمان، وهو ما نفراءه في قولهِ تعالى من سورة الإسراء: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19) كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)).
فهذا الإتقان بالخلق وهذا الإعجاز في التدبير وفي التحضير أنما يتطلب من الناس أخذهِ بجدية وبكل حذر وخشوع وبأنَّ لا يستهينوا بربهِم أبداً، فالخالق العزيز القهَّار إنما أراد بهذا التدبير والتجهيز ليكون حُجَّة على الناس لا على الله والعياذ بهِ.
فبمجرد التفكير ولو للحظة عن مدلولات هذهِ الآية الكريمة وعن السر فيها، بل وعن السر في اشتراط تسعير الجحيم بأداة الشرط (إذا)، حينها سوف نتيقن بأنَّ جهنَّم لم تكُن مُسعَّرة بل كانت موجودة لردع المخلوقات الشريرة من الإصرار على كُفرهِم وعدم تلبيتهِم لهدي ربهِم ورُسلهِ أجمعين.
وبما أنَّ الوقت قد نفذ ويوم الحِساب قد أذِن، وصحف الأشرار قد نُشرت بين الخلق أجمعين وظهرت السماء على حقيقتها بعد الكشط، كانت مشيئة الله وإرادتهِ بعمل الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بالجحيم كي تستقبل زائريها الدائمين ألا وهُم الكَفرة المُجرمين.
ففي أداة الشرط (إذا) المذكورة هُنا في هذهِ الآية الكريمة تحذير مُبطن ليشير بجدية الأمر وعظمتهِ بل بضرورة تجنبهِ بكونهِ في الأصل إنما هو عبارة عن عِظة ورحمة، أمَّا لمن ينكرهُ فهو عذاب ما بعدهُ عذاب، وهو ما تُشير إليه الآية الكريمة من سورة الحديد والذي جاء فيها: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13))، فأداة الشرط (إذا) إنما يأتي معناها بالباب المذكور بهذهِ الآية الكريمة، وذلك كونها تدل على فعل الشرط الذي يفصل بين الحق والباطل، والذي في باطنه أي جوهرهُ رحمة للمؤمنين وذلك بعد عزلهِم عن الكافرين فتكون حياتهُم في الجِنان نقية طاهرة وخالية من أي شر أو نقصان، أمَّا في الجهة التي تُقابل المشركين الكُفرة والمجرمين فلن يجدوا سوى عذابٌ شديدٌ للكافرين بأنعُم الله وذلك بعد حشرهِم وعزلهِم عن جميع خلق الله فينحصر الشر فيهِم وتتخلص الأكوان من شرَّهِم ولن يكون لهُم سوى العذاب الأليم والخلود في جهنَّم وبئس المصير.
خلاصة الأمر هُنا بأنَّ آيات الله البينات والتي نقرأها بإحكام في سور القرآن الكريم، وهنا في سورة التكوير، إنما يجب أن يؤخذ المعنى والحكمة منها من مُجمل الآية الكريمة ومدلولاتها وليس من المعنى المُجرد.
ففي هذهِ الآية الكريمة تمَّ الأخذ بنظر الاعتبار المردود النفسي والمعنوي المنعكس في نفوس الناس خيرهُم وشرهُم، وذلك عند قِراءَتهِم لآيات الله البينات المأخوذة من سورة القرآن الكريم وخصوصاً هذهِ الآية الكريمة، فالخالق جلَّ جلالهُ حرص كل الحرص على أن تسبِق رحمتهُ عذابهِ، وأن يتم تفضيل سعتهِ بالرزق على تضيقهِ للعيش لعباده، كذلك التأكيد على محبتهِ لمخلوقاتهِ وحمايتهِم من كارهيهِم لا على غضبهِ وسلطانه على الكافرين بأنعمه.
وعليه لا يوجد سبب أو حُجة لأي مخلوق كان أن يشكوا النقصان في العطاء بعد الآن.
إذاً المطلوب هُنا من الإنسان كمخلوق من خلق الله أن يتقِي الله ربَّهُ حقَّ تُقاتهِ حتى يتجنب غضبهِ وعذابهِ، فالخالق لا يعبث ولا يلعب بعبادهِ والعياذ بالله، وإنما يخطط ويُنظِّم ويعدل ويشترط ويفرض مشيئتهُ وحده لا مشيئة أي مخلوق خلقهِ، وهذا ما جاء في سورة الأنبياء حينما قَالَ اللَّهُ جَلَّ في عُلاه: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)).
إذاً على عباد الله السمع والطاعة دون تفكير، وعلى الكافرين بهِ القبول بجهنَّم وبئس المصير.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)