إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عشرون وسيلة معينة على قيام الليل وصلاة الفجر في جماعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عشرون وسيلة معينة على قيام الليل وصلاة الفجر في جماعة

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

    وبعد: فقد يسَّر الله تعالى نشر مقالين على شبكة الألوكة عنوانهما:

    ♦ ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ على الرابط التالي:

    ﴿إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾  بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن التخلف عن صلاة الجماعة من علامات النفاق - والعياذ بالله تعالى-، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ،...





    ♦ (صلوا بالليل والناس نيام) على الرابط التالي:

    صلوا بالليل والناس نيام   بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟" [أخرجه البخاري (1145)، ومسلم (758)]،...





    ونظرًا لأهمية موضوعي صلاة الفجر في جماعة، وقيام الليل، فسأقوم - إن شاء الله تعالى - في المقال الحالي بعرض عشرين وسيلة معينة للمحافظة عليهما[1]:

    أولًا: الاستعانة بالله عز وجل[2]؛ فإنه لا يُدْرَكُ خيرٌ ولا يُجْتَنَبُ شرٌّ إلا بعونه[3]، مستحضرين مقام ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5][4]، مردِّدين بلسان المقال مع صدق الحال: "اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"[5]، و"لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ"[6].



    ثانيًا: دوام المجاهدة والدأب[7] مستحضرين حلو عاقبة: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وصدق الإلحاح في طلب تيسير المحافظة على صلاة الفجر جماعة، وقيام الليل، وقد كان من دعاء إبراهيم عليه السلام ما ذكره ربنا سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40].



    ثالثًا: بذل الصدقات، فبها يطهر القلب وتزكو النفس[8]، ويرزق العبد فعل الخيرات، وترك السيئات، ومن أحسن إلى الناس أحسن الله إليه، والجزاء من جنس العمل، (وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)[9].



    رابعًا: التطلع إلى رضوان الله تعالى، والتشوق للقائه سبحانه، وعدم الانشغال بالدنيا وملذاتها، والاقتصاد في المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والمركب[10]، وليكن هدفنا الدائم تحصيل الفوز الأبدي[11] في دار فيها "مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"[12]، لا يبتئس فيها السعيد، ولا يمرض، ولا يهرم، ولا يموت، وهي الجنة[13]، التي رغبنا ربُّنا سبحانه وتعالى فيها بقوله: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [سورة آل عمران 133]، وقوله سبحانه: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [سورة ق 31-35]، وأن نتذكر أن الناس في يوم القيامة فريقان؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [سورة الشورى 7]، وقال جل شأنه عن أحوال الفريقين في ذلك اليوم الموعود: ﴿ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [سورة هود 105-108].



    خامسًا: التوبة من جميع الذنوب الباطنة والظاهرة[14]، والحذر من مخالفة أوامر الله تعالى، وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله عز وجل: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63][15]، والإكثار من الاستغفار، فبه تفتح الأبواب المُغْلَقَةُ، وتُمحى الذنوبُ المقيِّدة[16].



    سادسًا: الإكثار من الأعمال الصالحة، وطرق أبواب متعددة من سبل الخير والبر والإحسان، رغبة في زيادة الهداية، وكمال التقوى، وصلاح النية والعمل، فقد قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17].



    سابعًا: مخالطة الأبرار، والحذر من مجالسة الأشرار[17]، والعناية ببر الوالدين[18]، وصلة الأرحام[19]، وزيارة أهل الخير والفضل[20]، وحضور مجالس العلم والذكر[21].



    ثامنًا: الاعتناء بطلب العلم، والعمل به، ونشره[22] عملًا بقول الله عز وجل: {﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [سورة يوسف 108].



    تاسعًا: إظهار الذل والافتقار لله عز وجل، فأقرب "باب دخل منه العبد على الله تعالى، هو الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالًا، ولا مقامًا، ولا سببًا يتعلق به ولا وسيلة منه يَمُنُّ بها، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف، والإفلاس المحض، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه، حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدَع، وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهِد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمال فاقته، وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك، وخسر خسارة لا تجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته"[23].



    عاشرًا: أن ننسب الفضل لربنا سبحانه وتعالى، والخطأ والتقصير لأنفسنا، متدبرين قول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [سورة يونس 44]، وقوله عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [سورة الشورى 30]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [سورة الرعد 11]، مع الحرص على إصلاح النفس قبل أن يأتينا الموت بغتة، ونحن غافلون لا نشعر[24]، فالأيام معدودة، والأجل محدود[25]، وعما قريب سنقف بين يدي علام الغيوب: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [سورة آل عمران 30].



    حادي عشر: النوم على طهارة[26]، والمبادرة إلى النوم في أول الليل[27]، والإتيان بأذكار ما قبل النوم، وسننه وآدابه[28].



    ثاني عشر: الحرص على القيام بما يلي عند الاستيقاظ من النوم:

    ♦ مسح الوجه لإذهاب النوم[29].

    ♦ الإتيان بأذكار الاستيقاظ من النوم[30].

    ♦ الوضوء[31].

    ♦ صلاة ركعتين خفيفتين عند افتتاح قيام الليل[32].



    ثالث عشر: التبكير للصلوات، فالذي يبكِّر للصلوات: "يستنير قلبُه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتَقْوى رغبتُه في الخير، وتسهل عليه العبادات، وتقلُّ، بل تنعدم رغبته في الشر والمعاصي إذا حافظ على إقامة الصلاة ظاهرًا وباطنًا، كما أمر ربُّنا عز وجل"[33].



    رابع عشر: دوام المطالعة والتذكر لنصوص الكتاب والسنة الواردة في فضل صلاة الفجر جماعة، وقيام الليل، والحث عليهما[34].



    خامس عشر: الأخذ بالأسباب مثل تعيين المنبه، والبعد عن الإكثار من الطعام والشراب، وهنا قاعدة مهمة يذكرها العلماء رحمهم الله تعالى، وهي أن الوسائل لها حكم المقاصد، فإذا كان السهر مثلًا يؤدي إلى التخلف عن صلاة الفجر جماعة، فله حكم التخلف عنها، وفي المقابل إذا كان هناك شخص لا يقدر على أداء صلاة الفجر جماعة إلا بالنوم في أول الليل، فإن النوم في أول الليل بالنسبة له يكون حكمه كحكم صلاة الفجر جماعة؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب[35].



    سادس عشر: تشخيص أمراض القلوب، والاجتهاد في علاجها.



    سابع عشر: الإقبال على كتاب الله عز وجل[36]، ودوام ذكره سبحانه وتعالى بالقلب واللسان والجوارح[37]، فمن أدام ذكر الله تعالى، أدام الله تعالى ذكره؛ كما قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، وإذا أدام الله تعالى ذكر عبد، ذَكَّرَهُ ما ينفعه، وأقبلت إليه وفود الخيرات، وصُرفت عنه الشرور والسيئات، وسَهُلت عليه العبادات، حتى تكون قرة عينه، وراحة نفسه، وسكينة قلبه.



    ثامن عشر: تعظيم الصلاة في القلب، فإن حظ العبد من الصلاة موقوفٌ على حظِّ قلبه من تعظيمها وإجلالها[38].



    تاسع عشر: من المهم فيما يتعلق بصلاة الفجر، الحزم مع النفس، والجد في القيام بهذه الفريضة، فالقيام بالفرائض أساس بلوغ محبة الله عز وجل[39].



    ومن المهم فيما يتعلق بقيام الليل، تعويدُ النفس على القليل الدائم الذي هو خير من الكثير المنقطع؛ متأملين قول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 19 - 23]، وقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ، وَإِنْ قَلَّ"؛ [أخرجه البخاري (5861) من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا][40].



    عشرون: النظر في سير الصالحين وأخبارهم فيما يتعلق بالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة[41]، وقيام الليل[42].



    والله تعالى أعلم

    خالد بن حسن المالكى

    شبكة الالوكة
جاري التحميل ..
X