من الناصرة إلى أم الفحم: تصحيح المسار
بقلم: ياسين عز الدين
حدثان على طرفي نقيض في الداخل المحتل:
1) مظاهرات وصدامات مع شرطة الاحتلال في أم الفحم ومناطق أخرى مثل بسمة طبعون وكفر قرع احتجاجًا على مسؤولية الاحتلال وتشجيعه الخفي للعنف الداخلي وجرائم القتل.
2) استقبال نتنياهو في مدينة الناصرة.
منذ النكبة اتبعت الطبقة السياسية في الداخل المحتل سياسة المطالبة بالحقوق والسعي من أجل المساواة مع المستوطنين المحتلين، رغم وجود فروقات بين التيارات السياسية إلا أن الجوهر واحد: اعتبار الاحتلال أمرًا واقعًا ويجب اللعب وفق شروطه من أجل تحصيل ما يمكن تحصيله.
استقبال نتنياهو في الناصرة يأتي استمرارًا لهذه السياسة التي أثبتت عبثيتها وعدم جدواها في استرداد حقوق فلسطينيي الداخل، فضلًا عن فصلهم عن باقي الشعب الفلسطيني بذريعة "وضعهم الخاص".
بسبب التغيرات الداخلية في الطبقة السياسية الصهيونية واتجاهها نحو المزيد من التطرف والعنصرية، وتغيرات داخلية في المجتمع الفلسطيني وخصوصًا فئة الشباب، نجد أن هذه السياسة أصبحت على مفرق طريق.
الاحتلال هو أصل المشكلة ولا يمكن أن يكون حلًا، ولهذا كان هنالك رفض وصدامات في الناصرة يوم زيارة نتنياهو.
أما العنف الداخلي وانفلات عصابات المافيا رغم أنها ظاهريًا مشكلة اجتماعية، إلا أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكبرى من ناحيتين: أغلب هذه العصابات لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع أجهزة الأمن الصهيونية، والتي لا تتدخل إلا من أجل زيادة اختراق الفلسطينيين وتجنيد العملاء، والناحية الأخرى هي مسؤولية الاحتلال عن البطالة العالية والوضع الاقتصادي السيء في المجتمع الفلسطيني والذي ينتج هذه الظواهر الاجتماعية.
لهذا فليس الحل هو الطلب من شرطة الاحتلال التدخل لوقف الجرائم، ولا تسول الحقوق من نتنياهو أو غيره من مرشحي الأحزاب الصهيونية، بل إعادة تعريف فلسطينيي الداخل لعلاقتهم مع دولة الاحتلال فهم ليسوا أقلية تسعى للمساواة مع الأغلبية، بل جزء من الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحرير فلسطين كامل فلسطين.
إعادة تعريف هذه العلاقة لن تؤدي لحلول سريعة لمشاكل العنف والفقر والبطالة، إلا أنها بداية الطريق نحو الحل الجذري لهذه المشاكل، فما دام الاحتلال موجودًا فسنبقى نعيش في نفس الدوامات القديمة.
بقلم: ياسين عز الدين
حدثان على طرفي نقيض في الداخل المحتل:
1) مظاهرات وصدامات مع شرطة الاحتلال في أم الفحم ومناطق أخرى مثل بسمة طبعون وكفر قرع احتجاجًا على مسؤولية الاحتلال وتشجيعه الخفي للعنف الداخلي وجرائم القتل.
2) استقبال نتنياهو في مدينة الناصرة.
منذ النكبة اتبعت الطبقة السياسية في الداخل المحتل سياسة المطالبة بالحقوق والسعي من أجل المساواة مع المستوطنين المحتلين، رغم وجود فروقات بين التيارات السياسية إلا أن الجوهر واحد: اعتبار الاحتلال أمرًا واقعًا ويجب اللعب وفق شروطه من أجل تحصيل ما يمكن تحصيله.
استقبال نتنياهو في الناصرة يأتي استمرارًا لهذه السياسة التي أثبتت عبثيتها وعدم جدواها في استرداد حقوق فلسطينيي الداخل، فضلًا عن فصلهم عن باقي الشعب الفلسطيني بذريعة "وضعهم الخاص".
بسبب التغيرات الداخلية في الطبقة السياسية الصهيونية واتجاهها نحو المزيد من التطرف والعنصرية، وتغيرات داخلية في المجتمع الفلسطيني وخصوصًا فئة الشباب، نجد أن هذه السياسة أصبحت على مفرق طريق.
الاحتلال هو أصل المشكلة ولا يمكن أن يكون حلًا، ولهذا كان هنالك رفض وصدامات في الناصرة يوم زيارة نتنياهو.
أما العنف الداخلي وانفلات عصابات المافيا رغم أنها ظاهريًا مشكلة اجتماعية، إلا أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكبرى من ناحيتين: أغلب هذه العصابات لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع أجهزة الأمن الصهيونية، والتي لا تتدخل إلا من أجل زيادة اختراق الفلسطينيين وتجنيد العملاء، والناحية الأخرى هي مسؤولية الاحتلال عن البطالة العالية والوضع الاقتصادي السيء في المجتمع الفلسطيني والذي ينتج هذه الظواهر الاجتماعية.
لهذا فليس الحل هو الطلب من شرطة الاحتلال التدخل لوقف الجرائم، ولا تسول الحقوق من نتنياهو أو غيره من مرشحي الأحزاب الصهيونية، بل إعادة تعريف فلسطينيي الداخل لعلاقتهم مع دولة الاحتلال فهم ليسوا أقلية تسعى للمساواة مع الأغلبية، بل جزء من الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحرير فلسطين كامل فلسطين.
إعادة تعريف هذه العلاقة لن تؤدي لحلول سريعة لمشاكل العنف والفقر والبطالة، إلا أنها بداية الطريق نحو الحل الجذري لهذه المشاكل، فما دام الاحتلال موجودًا فسنبقى نعيش في نفس الدوامات القديمة.