١- وصف الله القرآن بأنه ( هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) [البقرة: 2] .
وفي ذلك بيان أنه كلما زادت تقواك زاد انتفاعك بالقرآن ، وليس المعنى أن القرآن لاينتفع به إلا المتقين
فقد انتفع به ضعيف الدين ، بل وبعض الكفار اهتدوا بسبب القرآن
٢- وصف الله المنافقين ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ) [البقرة:10] . وهذا مرض الشبهة ، فزادهم الله ..
ويستفاد منه أن الله يقابل المعرضين عنه بالعقوبات من جنس فعلهم ، ومثل ذلك " نسوا الله فنسيهم " ، " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ".
٣- المنافقون يصفون أهل الإيمان بأنهم " سفهاء " فتولى الله الدفاع عنهم وقال: ( أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ ) [البقرة: 13] .
وفي هذا دليل على خبث المنافقين ولمزهم الصالحين على مر التاريخ بالأوصاف السيئة ، ولكن مما يطمئنك أن الله يتولى الدفاع عن عباده الصالحين .
٤- الصراع بين الحق والباطل بدأ من قصة آدم عليه السلام مع الشيطان ، لما وسوس له في الأكل من الشجرة ( فَأَزَلَّهُمَا ) [البقرة:36] ثم قال الله: ( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) [البقرة:36].
فلا نستغرب العداوات بين أهل الإيمان وأهل الفسق ، فالتاريخ قديم ولكن العاقبة للمتقين .
٥- من ثمرات الهداية زوال الخوف والحزن
( فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [البقرة:38].
٦- ( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ) [البقرة:42] .
في هذه الآية دعوة لبيان الحق وتوضيحة بكل صدق وعدم تلبيسه بلباس الباطل؛ لأن ثوب الباطل يصد الناس عن معرفة الحق
٧- ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) [البقرة: 45] .
جاءت في سورة البقرة في موضعين .
وسر الارتباط بينهما أن الصبر فيه تحمل ونوع من المشقة ، والصلاة فيها لذة تريح النفس حينما تحيط بها هموم الحياة .
٨- ( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) [البقرة: 43].
استدل بها العلماء على وجوب صلاة الجماعة .
٩- ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ ) [البقرة:63].
في ذلك الحث على التمسك بالدين بحزم وهمة عالية والبعد عن الكسل والضعف .
١٠- ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) [البقرة:83].
في ذلك دعوة لاختيار أحسن الكلمات في الحديث مع الناس ، وخاصةً مع الوالدين والأسرة .
11- ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) [البقرة:85] .
هذه من صفات اليهود والنصارى، وقد يشابههم بعض المسلمين حينما يختارون من الشريعة مايناسبهم ، ويرفضون منها مايخالف أهوائهم .
12- ( قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) [البقرة:93].
هذه من صفات اليهود ، والواجب علينا أن نقول " سمعنا وأطعنا ".
وبعضنا قد يشابه اليهود فيرفض أوامر الله ويرتكب نواهيه ، ولو نطق مافي قلبه لقال " سمعنا وعصينا ".
13- ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) [البقرة:111].
هذه الآية أصلٌ مهم في طلب الدليل عند الحوار .
14- ( تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ) [البقرة:118] .
جاء هذا الوصف في بيان صفات المعرضين عن الحق على مر التاريخ ، نعم تشابهت قلوبهم في رفض الحق ومحاربة أهله .
15- ( رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ ) [البقرة:126].
هذا من دعاء إبراهيم عليه السلام .
فلاحظ أنه بدأ بالدعاء بالأمن قبل الرزق؛ لأن الأمن إذا تحقق يسهل تحقيق أي شيء بعده من رزق وتعليم وحياة كريمة .
وأما إذا ذهب الأمن فلن يكون هناك استمتاع بالرزق ولا بالتعليم ولا بأي صنوف الحياة .
16- ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ) [البقرة:127].
فيه : الدعاء بقبول العمل من هدي الأنبياء .
17- ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً ) [البقرة:128].
فيه : الدعاء بالثبات على الإسلام ، بكل معانيه ومن ذلك الاستسلام لله والانقياد له .
والدعاء بأن تكون الأمم القادمة كذلك .
18- ( وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [البقرة:128].
هنا تعجب من دعاء إبراهيم بالتوبة ، مع جلالة قدره وبلوغه منزلة الخلة عند الله تعالى .
19- ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ) [البقرة:129].
في ذلك :
حرص إبراهيم على بقاء الإسلام نقياً في الأجيال القادمة حيث دعا بأن يبعث الله فيهم رسولاً ..
وهنا تجد وظائف الأنبياء والدعاة من بعدهم وهي : تعليمهم الكتاب ، والحكمة في الأمور ، وتزكية نفوسهم من كل الشوائب .
20- ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ) [البقرة:130].
المعنى ؛ لا أحد يختار غير ملة التوحيد التي هي ملة إبراهيم والأنبياء من بعده إلا سفيه جاهل .
وهذا يؤكد لنا ضرورة الثبات على التوحيد؛ لأنه دين جميع الأنبياء .
وهنا إشارة إلى عدم الالتفات إلى أعداء التوحيد لأنهم سفهاء ببعدهم عن منهج الله .
21-من مزايا إبراهيم عليه السلام سرعة استجابته لله لما أمره بالإسلام له ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ).
وهذا يدعونا للاقتداء به ، وأن نستسلم لله وننقاد لشريعته ولانعترض عليها .
22- ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ).
يستفاد من ذلك: وصية الأسرة بالثبات على الإسلام .
23- ( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
وقالت اليهود لأمَّة محمد صلى الله عليه وسلم: ادخلوا في دين اليهودية تجدوا الهداية ، وقالت النصارى لهم مثل ذلك.
فجاء الرد عليهم : قل اتبع ملة التوحيد وهي ملة إبراهيم .
24- ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).
اجعل هذه الآية شعارك دائماً حينما يخوفونك بشيء أو بأحدٍ من الناس .
25- ( ونحن له عابدون ) ( ونحن له مخلصون ).
جميل أن تربي نفسك على العبادة المبنية على الإخلاص لله تعالى .
26- ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ).
هذه الآية أصلٌ في منهج المسلم، أن يكون وسطاً في كل شيء ، لا إفراط ولا تفريط .
في باب العقائد والأحكام والسلوك والتعامل مع الناس .
27- ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ).
في هذه الآية دعوة للحذر من منهج الكافرين .
28- ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ).
إنها دعوة للتسابق والتنافس في الأعمال الصالحة .
وهنا قال " الخيرات " وهذا يبين أن ميدان السباق ليس في جانب معين ، بل سابق في كل باب وفي كل عمل صالح يناسبك حسب قدرتك ومستواك.
29- ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ).
هذه الآية من أعظم الأدلة على فضل ذكر الله؛ لأن ثواب الذكر أن الله يذكرك ويثني عليك .
30- ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ).
في هذه الآية بيان لفضيلة الصبر وهي أن الله مع الصابرين بتأييده ونصره وتوفيقه .
فكن مطمئناً أيها الصابر وأبشر بكل خير؛ لأن الله معك .
31- ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَال ).
من صور البلاء ؛ نقص المال واختلاف الظروف الاقتصادية لك .
والحل هنا :
- الصبر .
- الحكمة في معالجة النقص المالي .
- عدم الدخول في متاهات قروض جديدة .
- التفريق بين المهم العاجل وغير العاجل .
32- ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ).
الشيطان لايوقعك في الكبائر مباشرة بل يمهد لك بخطوات معينة حتى تقع بعد ذلك في الكبائر .
وهذا يدعونا لمعرفة مداخل الشيطان وطرقه حتى نحذر منها .
33- قال الله عن الشيطان ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ ).
نستفيد من هذه الآية أن نعرف أن أكبر خطوات الشيطان هي في الفواحش والمنكرات والشهوات .
والوقاية من تلك الخطوات تكون ب :
- قوة الإيمان .
- العلم بمداخل الشيطان .
- البعد عن مقدمات الذنوب .
- الصحبة الصالحة .
- الدعاء .
34- ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يريد بكم العسر ).
من مزايا هذا الدين أنه يسر وسهل ، وأنه يراعي كل الظروف الصعبة التي تمر بالإنسان .
مثال ذلك :
المريض يجوز له الفطر ، ويجوز له الجمع بين الصلوات إذا كان يشق عليه الصلاة في الوقت .
المسافر يفطر ويجمع ويقصر .
35- ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ).
من رحمة الله بنا أنه قريب مجيب رحيم لطيف .
فيا أيها المهموم لاتيأس من إجابة الله لك .
وادع ربك ، وأبشر بالعطايا الربانية ولو بعد حين .
36- ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا ).
من القواعد الشرعية أن الله إذا حرم شيء فإنه يحرم كل وسيلة توصل إليه .
فتأمل نهى الله هنا عن القرب من حدود الله ، فكيف بالذي يتعدى حدود الله .
37- ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ).
هذه قاعدة مهمة ، وهي تحريم المعاملات المالية التي تتضمن مخالفة شرعية كالغش والكذب والتزوير والربا ونحو ذلك .
38- ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ).
هذه قاعدة عامة في كل شيء في الدين والدنيا ، وهي أن كل هدف نريد تحقيقه فيجب أن نطرق الباب المناسب له .
وهذا يدل على الحكمة والذكاء والتوفيق الرباني .
39- ( وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ).
الاعتداء على حقوق الآخرين من كبائر الذنوب .
والاعتداء له صور كثيرة ، ومنها :
- أخذ مال الغير .
- الكلام في الغير بالظلم والبهتان .
40- ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ).
كلما زادت تقواك لله تعالى ، أحاطت بك معية الله ورعايته ونصرته وتوفيقه .
فاجتهد في تحقيق التقوى لتفوز بهذه المعية .
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ سلطان العمري
يتبع
تعليق