آيات قرآنية تحارب وباء كورونا
لا زال أهل الأرض جميعاً في وقتنا الحاضر وبدون إستثناء يُعانون من آثار وويلات فيروس كورونا الجديد، وهذهِ الآثار يمكن حصرها في ثلاث جوانب ألا وهي الجانب الصحي والجانب الإقتصادي إضافةً إلى الجانب المعنوي.
وبسبب كثرة المقالات والمواضيع التي تتحدث عن هذا الموضوع إرتأينا أن نقتصد بالشرح ونُباشر بالسرد الخاص بآيات القرآن الكريم التي تعالج الجوانب الثلاث آنفة الذكر والمُتضررة بشكل مُباشر من تبعات إنتشار جائحة أو وباء كورونا الجديد بين الناس جميعاً.
في ختام مقالنا هذا نودُّ أن نُذكِّر القاريء العزيز بأنَّ ما تمَّ طرحه من آيات قرآنية هُنا إنما هي غيض من فيض، ناهيك عن وجود الكثير من الأحاديث النبوية التي تصب في المواضيع ذاتها والمذكورة هُنا، أما سبب عدم التطرق إليها هو للإختصار ولكونها معروفة وليست غائبة عن مٌعظم المسلمين، وقد يجد البعض وجود التقصير عند المسلمين في إتباع أحكام الإسلام العظيم في هذا الشأن الكبير وتقاعسهِم في مواجهة الوباء الحالي كنتيجة لإنتشار فيروس كورونا بين المجتمعات المسلمة شأنها شأن المجتمعات الغير إسلامية، أما ذلك فيعود إلى كون وباء كورونا الجديد قد إنتشر في جميع المجتمعات الإنسانية على وجه الأرض، مما يتطلب جهد جماعي لمحاربتهِ وتخليص البشرية جمعاء من آثاره المميتة، بمعنى أنَّ البشر جميعاً مطالبون بإتباع دين الإسلام العظيم للتخلص من هذهِ الجائحة التي سببها إنتشار فيروس كورونا الجديد بين الناس وفي كل مكان، أمَّا أن يُعالج أمر هذا الفيروس في مكان ما دون آخر، أو في مجتمع محدد دون المجتمعات الأخرى فهذا مستحيل، فعالمنا الحالي عبارة عن قرية صغيرة، بمجرد حدوث أمر جلل في مكان ما لابدَّ أن نجد تأثيرهُ المباشر في كل مكان على وجه الأرض.
خُلاصة القول أنَّ البشرية جمعاء مطالبة بتحمل مسؤولية وجودها على كوكب الأرض وبجدية تامَّة بحيث تعيد النظر بتلك الفلسفات المُتبعة والأديان السائدة لتعود وتختار ديناً واحداً ومنهج محدد يقيها من تقلبات الزمان وتحديات الأقدار، فهذا الفيروس المسمى بفيروس كورونا ليس الأول وليس الأخير في تهديده لحياة الإنسان على وجه الأرض، والبشرية من دون شك مُقبِلة على تحديات جمَّة تُهدد وجودها وتستهلك إنجازاتِها وتزعزع إستقرارها وتدمر مستقبل أجيالها، فإما أن يتحد البشر في كل شيء عن طريق إختيارهِم لدين واحد ولا يوجد سوى دين الإسلام العظيم الذي بإمكانهِ تحقيق هذا الهدف النبيل ولا دين سواه، وإما أن يبقى البشر متفرقين كما هو حالهُم الآن ليأتي مخلوق حقير كفيروس كورونا فلا يستطيعون مواجهتهِ وهزيمتهِ ليستمر في سلب أرواح البشر واحد تلو الآخر وهم يُراقبون كالأغنام منتضرين دورهم في الذبح والموت.
اللهُم هل بلغت اللهُم فشهد.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين وعلى من إتبع سُنتهِ وإهتدى بهديه إلى يوم الدين.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)
لا زال أهل الأرض جميعاً في وقتنا الحاضر وبدون إستثناء يُعانون من آثار وويلات فيروس كورونا الجديد، وهذهِ الآثار يمكن حصرها في ثلاث جوانب ألا وهي الجانب الصحي والجانب الإقتصادي إضافةً إلى الجانب المعنوي.
وبسبب كثرة المقالات والمواضيع التي تتحدث عن هذا الموضوع إرتأينا أن نقتصد بالشرح ونُباشر بالسرد الخاص بآيات القرآن الكريم التي تعالج الجوانب الثلاث آنفة الذكر والمُتضررة بشكل مُباشر من تبعات إنتشار جائحة أو وباء كورونا الجديد بين الناس جميعاً.
- بخصوص الجانب الصحي فقد أظهر فيروس كورونا مدى تدني المستوى الصحي وفُقر إمكانيات المجتمع البشري بشكل عام في هذا المجال تحديداً وذلك عندما إكتفا بالعلوم التجريبية التي تنتظر المرض والوباء حتى تُباشر في المحاولات والتجارب لمحاربتهِ إن إستطاعت، والسبب في ذلك يعود إلى إفتقار الفلسفات الإنسانية الدارجة مثل الإلحادية كالماركسية وغيرها أو الفلسفات التجسيدية كالهندوسية والبوذية وغيرها على عنصر التوعية الإجتماعية في مجال صحة الإنسان، وهناك الديانات الغير إسلامية كالمسيحية واليهودية التي تعاني من هذهِ الناحية أيضاً، ليأتي هذا الوباء ويكشف عن زيف هذهِ الفلسفات والديانات بعدما فشلت في توضيح حقيقة التهديد الفيروسي الخطير للوجود البشري تحديداً والذي لا يُمكن التغاضي عنهُ أو الإستهانة به، بالمقابل يكشف هذا الوباء عن صدق الدين الإسلامي كونهُ بديل حقيقي وفعَّال لكل الديانات والفلسفات السابقة وذلك عندما يتعامل مع الأمور الصحية للإنسان كأمر أساسي في الدين الإسلامي لا يصح إسلام المرء إن لم يُأخذ بالإعتبار طهارة المسلم ونظافتهُ في جميع مجالات حياتهِ، فمنذ ألَّحظة الأولى من دخول أي فرد لدين الإسلام عليه أن يُطهِّر جسدهِ عن طريق غسلهِ بالكامل إن أمكن، ثُمَّ تأتي بعد ذلك شروط وواجبات الطهارة والنظافة في الإسلام التي تحرص بدورها على حماية المسلم من أي تلوث بيئي قد يُصاب بهِ فتبقيه سالماً معافا من الأمراض والفيروسات قدر الإمكان، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحث المسلم على ضرورة الإلتزام بالطهارة والنظافة في ممارستهِ لشعائر دين الإسلام العظيم ونخص هُنا سورة المائدة حيث جاء فيها : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: 6] .
- فيما يخص الجانب الإقتصادي والذي تأثَّر بشكل كبير وبصورة سلبية نتيجةً لإنتشار فيروس كورونا الجديد والغير متوقع في جميع بقاع الأرض، حيث بدأت المجتمعات البشرية بما تملكهُ من مؤسسات وشركات إضافة إلى تجارة وأعمال تعاني من خسائر مادية هائلة لا يتصورها العقل، ليكون السبب الرئيسي في ذلك هو إفتقار تلك المجتمعات للمرجعيات الدينية والفلسفية التي تقيد الفرد بتصرف محدد في الحالات الطارئة كالتي تعيشها مجتمعاتنا الإنسانية في وقتنا الحاضر والمتأثرة بشكل كبير بظرف إستثنائي غير مسبوق يسمى جائحة كورونا، فكما نُلاحظ حالياً أنَّ جميع الدراسات والأبحاث التجارية والإقتصادية المتداولة بين الناس لم تأخذ بنظر الإعتبار كيفية التعامل مع شلل كامل للإقتصاد يفرضهُ ظرف إستثنائي قد يواجهه المجتمع الإنساني بأي لحظة سواء كان ذلك بسبب حرب أو إنتشار وباء كما يحدث الآن، لنعود ونؤكد بأنَّ جميع الفلسفات آنفة الذكر مع الأديان الغير إسلامية لم تفترض وضع إستثنائي كوضعنا الحالي فتذكر الناس بوجود حاكم لهذا الكون وآمر لجميع المخلوقات لا يملك الإنسان أمامه سوى الطاعة والرضى بقضاء الله وقدره وبالقبول بمشيئتهِ وحده لا إله إلا هو، وهذا الأمر نقرأهُ في دين الإسلام وفي آيات القرآن التي تحدد الطريقة المثلى للمسار الإقتصادي عند الناس فتجعلهُ منيعاً أمام تلك التغيرات الإستثنائية، ومع كثرة الآيات الخاصة بهذا الشأن في القرآن الكريم نذكر ما جاء في سورة الرحمن عند قولهِ تعالى: وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)).
- يبقى الجانب المعنوي أو الأخلاقي إن صحَّ التعبير، فكما نُلاحظ حالياً أنَّ البشرية جمعاء قد إتفقت على إتِّباع إجراءات محددة لمواجهة أو محاربة الإنتشار السريع لوباء كورونا المميت بين الناس، ومن هذهِ التدابير المتبعة في الوقت الحاضر هي إبقاء أكبر عدد ممكن من الناس في بيوتهِم ليكونوا بمعزل ومأمن من الإصابة بالفيروس كونهِ ينتقل وبسرعة عن طريق الإحتكاك المباشر بين الناس، وكما هو مُلاحظ أنَّ هذا الإجراء هو جبري ومفروض بالقوة من قبل الحكومات وليس طوعياً، والسبب في ذلك يعود إلى عدم وجود الواعظ الأخلاقي والتثقيف المعنوي عند الناس بحيث يلزمهم أخذ الحيطة والحذر وإتباع طرق السلامة التي تقيهِم وتقي من حولهِم خطر الموت فتجنبهُم الإصابة بهذا الوباء قدر الإمكان، لنعود ونذكِّر بأنَّ الفلسفات والديانات الغير إسلامية المنتشرة بين سكان الأرض لم تأخذ بنظر الإعتبار إمكانية حدوث مثل هذا الظرف الإستثنائي الذي يفرضه وباء مميت يستهدف المجتمع الإنساني ككل ومن دون تمييز أو تفريق طبقي أو فئوي بين البشر، بالمقابل نجد أنَّ دين الإسلام العظيم وآيات القرآن الحكيم قد حرصت كل الحرص على تذكير الإنسان بمسؤوليتهِ العظيمة في الحفاض على أرواح من حولهِ من بني البشر، فهو المسؤول أولاً وأخراً أمام الله وأمام رسولهِ والمجتمع من حولهِ في إتخاذ جميع الإجراءات الضرورية التي من شأنها أن تجنب الناس خطر الموت كبر أم صغر هذا الخطر، تستحضرنا في هذا الشأن بعض آيات الذكر الحكيم نذكر منها قولهُ تعالى من سورة المائدة: مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)).
في ختام مقالنا هذا نودُّ أن نُذكِّر القاريء العزيز بأنَّ ما تمَّ طرحه من آيات قرآنية هُنا إنما هي غيض من فيض، ناهيك عن وجود الكثير من الأحاديث النبوية التي تصب في المواضيع ذاتها والمذكورة هُنا، أما سبب عدم التطرق إليها هو للإختصار ولكونها معروفة وليست غائبة عن مٌعظم المسلمين، وقد يجد البعض وجود التقصير عند المسلمين في إتباع أحكام الإسلام العظيم في هذا الشأن الكبير وتقاعسهِم في مواجهة الوباء الحالي كنتيجة لإنتشار فيروس كورونا بين المجتمعات المسلمة شأنها شأن المجتمعات الغير إسلامية، أما ذلك فيعود إلى كون وباء كورونا الجديد قد إنتشر في جميع المجتمعات الإنسانية على وجه الأرض، مما يتطلب جهد جماعي لمحاربتهِ وتخليص البشرية جمعاء من آثاره المميتة، بمعنى أنَّ البشر جميعاً مطالبون بإتباع دين الإسلام العظيم للتخلص من هذهِ الجائحة التي سببها إنتشار فيروس كورونا الجديد بين الناس وفي كل مكان، أمَّا أن يُعالج أمر هذا الفيروس في مكان ما دون آخر، أو في مجتمع محدد دون المجتمعات الأخرى فهذا مستحيل، فعالمنا الحالي عبارة عن قرية صغيرة، بمجرد حدوث أمر جلل في مكان ما لابدَّ أن نجد تأثيرهُ المباشر في كل مكان على وجه الأرض.
خُلاصة القول أنَّ البشرية جمعاء مطالبة بتحمل مسؤولية وجودها على كوكب الأرض وبجدية تامَّة بحيث تعيد النظر بتلك الفلسفات المُتبعة والأديان السائدة لتعود وتختار ديناً واحداً ومنهج محدد يقيها من تقلبات الزمان وتحديات الأقدار، فهذا الفيروس المسمى بفيروس كورونا ليس الأول وليس الأخير في تهديده لحياة الإنسان على وجه الأرض، والبشرية من دون شك مُقبِلة على تحديات جمَّة تُهدد وجودها وتستهلك إنجازاتِها وتزعزع إستقرارها وتدمر مستقبل أجيالها، فإما أن يتحد البشر في كل شيء عن طريق إختيارهِم لدين واحد ولا يوجد سوى دين الإسلام العظيم الذي بإمكانهِ تحقيق هذا الهدف النبيل ولا دين سواه، وإما أن يبقى البشر متفرقين كما هو حالهُم الآن ليأتي مخلوق حقير كفيروس كورونا فلا يستطيعون مواجهتهِ وهزيمتهِ ليستمر في سلب أرواح البشر واحد تلو الآخر وهم يُراقبون كالأغنام منتضرين دورهم في الذبح والموت.
اللهُم هل بلغت اللهُم فشهد.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين وعلى من إتبع سُنتهِ وإهتدى بهديه إلى يوم الدين.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)