(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )(217) سورة البقرة
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ﴾
الحكمة من تحريم القتال في الأشهر الحرم :
الحقيقة يقول الله جل جلاله في آيةٍ أخرى:
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾[ سورة التوبة: 36 ]
رجب، وذو القعدة، وذو الحجَّة، ومحرَّم، ما حكمة هذه الأشهر؟
لأن الله جل جلاله هو خالق البشر، وهو الخبير، فإن نَشِبَت حربٌ بين فئتين، أو بين جماعتين، أو بين أمَّتين، أو بين دولتين، فما الذي يحصل؟
الحرب تستعر وتستمر حتى تحرق الأخضر واليابس ولا تقف،والإنسان أحياناً يُضَحِّي بكل شيء، ويُحْرِق ويتلف كل شيء من أجل كرامته، فإذا نشبت الحرب تعلو قضية الكرامة الإنسانية، فكل خصمٍ مصرٌ على متابعة الحرب، فإذا جاء هذا الشهر الحرام، فهذا منهج الواحد الديَّان، تقف الحرب، وليس هناك منتصر ولا منهزم، ولا غالب ولا مغلوب، فإذا ذاق الناس طعم السِلم، وارتاحوا، وأمنوا، فلعلَّهم يُتابعون طريق السلام، وهذه حكمة الله عز وجل، فحروبٌ كما تعلمون نشبت بين أمتين، أو جماعتين، أو شعبين مسلمين، كانت الكلفة مليون قتيل والدولتان المتحاربتان تراجعتا مئَتي عام، فلو أنهما طبَّقتا منهج الله عز وجل لما وصلتا إلى هذه النتائج المدمِّرة..
هذه بعض الحِكَم، فالحرب والقتال في الأشهر الحُرُم محرَّم من أجل حفظ ماء الوجه، وحقن الدماء، وحفظ الأموال، وسلامة الحياة.
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ﴾
ما حكم القتال فيه؟
فقال الله عز وجل:
﴿ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾
أيجوز أن يقاتل فيه؟ أيجوز أن تسفك فيه الدماء؟ أيجوز أن تسلب فيه الأموال؟ أيجوز أن يؤسر الأسير في الشهر الحرام ؟
لن تكون حرمة هذا الشهر سبباً لطغيان أهل الباطل :
قال تعالى:
﴿ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾
من حيث المبدأ، ولكن هناك عمل أكبر منه..
﴿ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
فالإنسان دون أن يشعر، تجد الشاب في أسرة ـ أنا أعالج قضايا جزئية صغيرةـ لا يصلي، يأتي بعد منتصف الليل كل يوم، له أصدقاء سوء، متفلِّت، غير منضبط، لا توجد عليه مشكلة بالأسرة أبداً.
أما حينما يلتزم مسجداً، ويغضُّ بصره، ويرفض أن يختلط بمَن لا تحل له، ويرفض أن يخرج على ما ألِفَه مَن حوله، يقام عليه النكير، أليس هذا صداً عن سبيل الله؟
ما دام الإنسان في فسقٍ وفجور لا أحد يحاسبه، بل إنهم يثنون عليه، أما حينما يلتزم شرع الله، ويرفض الاختلاط، ويرفض أن يغش الناس، ويرفض أن يتجاوز حدوده بل يلتزم ويخشى الله عز وجل، تقام عليه الدنيا ولا تقعد، أليس هذا صَدَّاً عن سبيل الله؟ فمن أكبر الجرائم أن تصد الناس عن سبيل الله.
هناك أسلوبٌ آخر: الشاب إذا التزم يُصَدُّ عن التزامه. الآن إذا التزم هذا الشاب مع إنسان فلا بد أن يطعنوا في هذا الإنسان، وذلك لوجه الشيطان، ولا بد من أن يسفِّهوا مثله الأعلى، وأن يسفهوا عمله، فلا بد من أن يُتَّهم هذا الذي التزم معه، كصدٍ عن سبيل الله، والإنسان أحياناً يصد عن سبيل الله وهو يشعر، وأحياناً كثيرة يصد عن سبيل الله وهو لا يشعر، فكأن شيطاناً ينطقه، وكأن شيطاناً يدفعه، وكأن جهةً خبيثة تُغْرِيه، فإذا تحدَّث لا يتحدث إلا حديثاً لا يرضي الله عز وجل، فلا يتثبَّت، ولا يتأكَّد، ولا يتحقق، لذلك:
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ ﴾
أكبر من أن تُنْتَهَك حرمة هذا الشهر، فلن تكون حرمة هذا الشهر سبباً لطغيان أهل الباطل.
موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ﴾
الحكمة من تحريم القتال في الأشهر الحرم :
الحقيقة يقول الله جل جلاله في آيةٍ أخرى:
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾[ سورة التوبة: 36 ]
رجب، وذو القعدة، وذو الحجَّة، ومحرَّم، ما حكمة هذه الأشهر؟
لأن الله جل جلاله هو خالق البشر، وهو الخبير، فإن نَشِبَت حربٌ بين فئتين، أو بين جماعتين، أو بين أمَّتين، أو بين دولتين، فما الذي يحصل؟
الحرب تستعر وتستمر حتى تحرق الأخضر واليابس ولا تقف،والإنسان أحياناً يُضَحِّي بكل شيء، ويُحْرِق ويتلف كل شيء من أجل كرامته، فإذا نشبت الحرب تعلو قضية الكرامة الإنسانية، فكل خصمٍ مصرٌ على متابعة الحرب، فإذا جاء هذا الشهر الحرام، فهذا منهج الواحد الديَّان، تقف الحرب، وليس هناك منتصر ولا منهزم، ولا غالب ولا مغلوب، فإذا ذاق الناس طعم السِلم، وارتاحوا، وأمنوا، فلعلَّهم يُتابعون طريق السلام، وهذه حكمة الله عز وجل، فحروبٌ كما تعلمون نشبت بين أمتين، أو جماعتين، أو شعبين مسلمين، كانت الكلفة مليون قتيل والدولتان المتحاربتان تراجعتا مئَتي عام، فلو أنهما طبَّقتا منهج الله عز وجل لما وصلتا إلى هذه النتائج المدمِّرة..
هذه بعض الحِكَم، فالحرب والقتال في الأشهر الحُرُم محرَّم من أجل حفظ ماء الوجه، وحقن الدماء، وحفظ الأموال، وسلامة الحياة.
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ﴾
ما حكم القتال فيه؟
فقال الله عز وجل:
﴿ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾
أيجوز أن يقاتل فيه؟ أيجوز أن تسفك فيه الدماء؟ أيجوز أن تسلب فيه الأموال؟ أيجوز أن يؤسر الأسير في الشهر الحرام ؟
لن تكون حرمة هذا الشهر سبباً لطغيان أهل الباطل :
قال تعالى:
﴿ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ﴾
من حيث المبدأ، ولكن هناك عمل أكبر منه..
﴿ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
فالإنسان دون أن يشعر، تجد الشاب في أسرة ـ أنا أعالج قضايا جزئية صغيرةـ لا يصلي، يأتي بعد منتصف الليل كل يوم، له أصدقاء سوء، متفلِّت، غير منضبط، لا توجد عليه مشكلة بالأسرة أبداً.
أما حينما يلتزم مسجداً، ويغضُّ بصره، ويرفض أن يختلط بمَن لا تحل له، ويرفض أن يخرج على ما ألِفَه مَن حوله، يقام عليه النكير، أليس هذا صداً عن سبيل الله؟
ما دام الإنسان في فسقٍ وفجور لا أحد يحاسبه، بل إنهم يثنون عليه، أما حينما يلتزم شرع الله، ويرفض الاختلاط، ويرفض أن يغش الناس، ويرفض أن يتجاوز حدوده بل يلتزم ويخشى الله عز وجل، تقام عليه الدنيا ولا تقعد، أليس هذا صَدَّاً عن سبيل الله؟ فمن أكبر الجرائم أن تصد الناس عن سبيل الله.
هناك أسلوبٌ آخر: الشاب إذا التزم يُصَدُّ عن التزامه. الآن إذا التزم هذا الشاب مع إنسان فلا بد أن يطعنوا في هذا الإنسان، وذلك لوجه الشيطان، ولا بد من أن يسفِّهوا مثله الأعلى، وأن يسفهوا عمله، فلا بد من أن يُتَّهم هذا الذي التزم معه، كصدٍ عن سبيل الله، والإنسان أحياناً يصد عن سبيل الله وهو يشعر، وأحياناً كثيرة يصد عن سبيل الله وهو لا يشعر، فكأن شيطاناً ينطقه، وكأن شيطاناً يدفعه، وكأن جهةً خبيثة تُغْرِيه، فإذا تحدَّث لا يتحدث إلا حديثاً لا يرضي الله عز وجل، فلا يتثبَّت، ولا يتأكَّد، ولا يتحقق، لذلك:
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ ﴾
أكبر من أن تُنْتَهَك حرمة هذا الشهر، فلن تكون حرمة هذا الشهر سبباً لطغيان أهل الباطل.
موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية