إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا غلام احفظ الله يحفظك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا غلام احفظ الله يحفظك

    عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم يَومَاً فَقَالَ : يَا غُلاَمُ إِنّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحفَظك، احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ، إِذَاَ سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَاَ اسْتَعَنتَ فَاسْتَعِن بِاللهِ، وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك، وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّتِ الصُّحُفُ ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح - وفي رواية - غير الترمذي : اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشّدةِ، وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً )

    الشــــــــــرح :

    قوله "كُنْتُ خَلْفَ النبي" يحتمل أنه راكب معه ويحتمل أنه يمشي خلفه ، وأياً كان فالمهم أنه أوصاه بهذه الوصايا العظيمة .

    " يَا غُلامُ " لأن ابن عباس رضي الله عنهما كان صغيراً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وابن عباس كان ابن عشر سنين .

    قال: "إني أُعَلمُكَ كَلِمَاتٍ" قال ذلك من أجل أن ينتبه لها "اِحْفَظِ اللهَ يَحفَظكَ" هذه كلمة عظيمة جليلة واحفظ تعني احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه وحفظ ذلك يكون بالوقوف عند أوامره بالإمتثال و عند نواهيه بالإجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز المرء ما أُمر به الى ما نهى عنه ، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم فقال : " هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ، من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب " .
    حفيظ : أي حافظ لأوامر الله عز وجل .

    ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله " الصلاة " فقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " و" الذين هم على صلاتهم يحافظون "

    والمحافظة على الصلاة خصوصاً وعلى حدود الله وحقوقه عموماً من علامات الايمان كما أنها توصل / تؤدي العبد الى الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم " من حافظ عليهن (الصلوات الخمس ) كن له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة "

    وأخبر أيضاً " من حافظ عليها كان له عند الله عهداً أن يدخلهُ الجنة " ، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته .

    وقوله تعالى " احفظوا أيمانكم " فإن الأيمان يقع الناس فيها كثيراً ويهمل كثيرٌ منهم ما يجب عليه منها .

    وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " .

    وكذلك حفظ الرأس والبطن كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً الى النبي صلى الله عليه وسلم " الاستحياءُ من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى "

    فحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظ البصر والسمع وحفظ اللسان من المحرمات كالغيبة والنميمة و قذف أعراض الناس وقول الزور .

    وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على ما حرم الله و إخلاص العمل والنية لله عز وجل وحفظ البطن من إدخال ما حرم الله إليه من شراب وطعام فلا نأكل ولا نشرب إلا ما أحل الله سبحانه وتعالى ، فإن الله سبحانه وتعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباً .

    لأن هذه الأعضاء محاسبة و مسؤولة بين يدي الله تعالى هل حفظت هذه الأعضاء أم فرطت فيها و أطلقت لها العنان وانتهكت بها حرمات الله ؟؟

    وكذلك حفظ الفروج قال الله " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " . وجاء في تفسير قوله فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " أي الذين يبحثون عما حرم الله من المحرمات كالزنا وما شابه .

    وقال الله " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " وقال" الحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً "

    وقوله " يحفظك " يعني من حفظ حدود الله وراعى حقوقه كما بينا آنفاً حفظهُ الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى " وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم " وقال " فاذكروني أذكركم " ، " وإن تنصروا الله ينصركم "
    وقوله " تجده تُجاهك " " وأمامك " بمعنى واحد يعني تجد الله عزّ وجل أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه ويذود عنك كل شر ، وجد الله معه في كل أحواله حيث توجه يحوطهُ وينصره ويوفقه فكما قال الله "إن الله مع الذين آمنوا والذين هم محسنون " ومن يكن الله سبحانه وتعالى معهُ فمعهُ الفئة التي لا تُغلب و الحارسُ الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل .
جاري التحميل ..
X