إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من اقوال الشيخ محمد حسين يعقوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من اقوال الشيخ محمد حسين يعقوب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعض الناس يركب القطار ويظن أن السائق هو الذى يقوده , وينسى أن هناك عاملا بسيطا بيده عصا صغيرة يحول بها مجرى القطار كله رغم أنف السائق .. فعصا تحويلة قلبك فى يد من ؟! أيها الاخوة : الصراط مدحضة مزلة , تزل عنه الاقدام , فمع طول السفر قد تتحول الاقدام عن الطريق دون شعور , ولذا ينبغى أن تملك عصا التحويلة فلا تسلمها لأحد يتحكمك بها غير الله الذى يهديك الصراط المستقيم , صراط الوصول إليه – سبحانه - . فكم منا من سلم العصا لزوجته فحولته من طالب علم الى طالب دنيا , وكم منا من سلمها لأولاده فحولوا همه من طالب جنة الى طالب مال .. عصا تحويلة قلبك فى يد من ؟ أسلمتها لمن ؟ لصاحب .. لزميل .. لشيخ .. لمدير ؟!! أخى فى الله , سل نفسك من المتحكم فيك , ومن الذى يسير قلبك , هل الله وحده ؟ أم أشياء أخر ؟ قف مع نفسك وقفة لتسلم قلبك لله يقودك كيف شاء .

    إن سبب مصائبنا اليوم أنفسنا .. ترانا " منكوسين موكوسين " لماذا ؟ .. من أنفسنا .. شلة يهود .. شرذمة يهود يضربوننا على أم رؤوسنا لماذا ؟ .. لماذا استضعفونا واستهانوا بنا ؟ .. لهواننا على أنفسنا .. مع أننا أكثر من هؤلاء الناس جميعا , وعندنا كل الامكانيات التى تؤهلنا لسيادة العالم ولكن لا نسود .. لأن " السوس " فى قلوبنا . إن أول نصر الدين أن تصلح نفسك .. فمن هنا المنطلق , ومن هنا البداية .. وإصلاح النفس يكون بتسليمها لله بكل حب ورضا يأمرها وينهاها

    هل تكرم الناس ليعاملوك معاملة حسنة أم تكرمهم لله لأنك تحبه ؟! .. تدفع ما عليك ليقول عنك الناس : محترم أم لترضى ربك ؟! .. تحج وتعتمر رياء وفسحة وتغيير جو أم لتستغفر ربك هناك ؟!.. قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبدا وقف عند همه , فإن كان لله : مضى , وإن كان لغيره : تأخر .. .. لو كان فى هذه الاعمال حظ النفس , لا يقبلها الله أبدا . , لا يقبل الله عملا فيه حظ للنفس , فخلوا أنفسكم وتعالوا إلى الله .. واستعينوا بالله عليها بالمجاهدة والاحسان فى المعاملة , قال ربى – وأحق القول قول ربى – : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا غڑ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" ( العنكبوت : 69 ) .


    اصبر فى السير إلى الله ولا تستطل الطريق , فلقد صبر نوح فأوقف أنفاسه على الدعوة إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما .. لم يستطل الطريق , بل ظل مع الله فى أطول صبر عرفه تاريخ البشرية .. وأكرم صبر .الطريق إلى الله طويلة جدا , بعيدة جدا , ولذا تحتاج إلى همة وعمل دائم وعدم التفات لكى تقطعها وتصل بسلام , وإلا فلو ظللت تقول : الطريق طويلة وبعيدة وأنت مكانك , فلن تصل .. فاستعن بالله واترك الشكوى .. اعمل واجتهد واتعب حتى الموت , قال – تعالى - : "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىظ° يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " ( الحجر : 99 ) , اى الموت .


    امرأة العزيز قالت : "وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ" ( يوسف :32 ) .. كيف استعصم ؟ .. عقيدة : قال : " مَعَاذَ اللَّه"يوسف:23 .. أعوذ بالله , ألتجىء إلى الله وأحتمى به وحده .. ولم يقل لها : هل أصابك الجنون ؟! .. ولم يقل أيضا : ألا تعرفين من أنا ؟! , أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
    إبراهيم عليهم السلام .. ، أنا ابن هؤلاء الأنبياء .. لم يقل لها : اذهبى لحالك يا بنية هداك الله .. لم يقل ذلك , وإنما قال : معاذ الله , عقيدة أن الذى ينجّينى هو الله .


    " إذا رأيت أن الله يعطى العبد على معاصيه , فاعلم أنه استدراج " .. تعصى ويكرمك , وتعصى ويزيدك , وتعصى ويبارك لك .. إذا سينتقم منك .. لا تطمئن – تعالى – " سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ غڑ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" ( الأعراف 182: 183 )


    الرجل المكسور يقول : أود أن اتقلب على جنبىّ !! فهل تتقلب على جنبيك وأنت نائم ؟! هل شكرت هذه النعمة ؟ هل فكرت مرة أن تذهب الى المستشفيات لترى المقعدين الذين لا يملكون حراكا ؟ لترى فى قسم الحرائق ما فعلته النيران فى الوجوه الجميلة ؟ ولترى فى قسم العيون من فقدوا نور أعينهم ؟! . كان بكر بن عبدالله المزنى رحمه الله يقول : يا ابن اّدم اذا أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك

    ابتلى أحد الاخوة بمرض السكر فقال لى : استفدت من هذا المرض فائدة : ما عرفت نعمة الله فى أن أنام ثلاث ساعات متواصلة الا بعد المرض , فكل ساعة أقوم لأدخل الحمام !! .. فهل نمت أنت ثلاث ساعات متواصلة ؟! هل شكرت هذه النعمة ؟ .. اذا ابتليت – نسأل الله لنا ولك العافية – ستعرف هذه النعمة وتقدرها .

    أنك اذا صليت ثم خرجت فلم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر – اعلم أنك ما صليت لله , فلو صليت له لأعطاك الثمرة , واذا حفظت القراّن فلم تزجرك نواهيه ولم تلزمك أوامره فاعلم أنك لم تحفظه لله , فالله شكور .. يشكر على القليل .. اذا عملت له عملا لابد أن يثيبك ويشكرك عليه , ويعطيك منه , فاذا لم تعط فاتّهم عملك .. اتهم عملك فان المعبود كريم . الاخلاص والا الشرود عن طريق الله الاخلاص حتى لا تضلوا السبيل .. الاخلاص نور الطريق

    قال تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} النساء-آية 108. الله يرى خواطرك، وهو الباطن فليس دونه شيء، الله يرى ملفاتك السرية، الله يرى ما أخفيت, الله يرى أحقادك وأحسادك، الله يرى أضغانك، الله يرى ما أخفيته، الله يرى سرك كما يرى علانيتك، الله يراك في الظُلمة كما يراك في النور، الله يراك في الخلوة كما يراك في العلانية، الله يرى ما أخفيت وما أسررت

    أنت عبد لمن ؟ لله وحده أم عبد للظروف أيضا ؟ أم عبد للبيئة والمجتمع ؟! عبد للعادات والتقاليد ؟! أم عبد للمهنة والوظيفة والراتب الشهرى , عبد لصاحب العمل , أم عبد لزوجتك وأولادك واحتياجاتهم ومطالبهم ؟! .. عبد من أنت ؟ .

    سئل أبو على .. الحسن بن على بن الجوزجانى : كيف الطريق الى الله ؟ , فقال : الطرق الى الله كثيرة , وأوضح الطرق وأبعدها عن الشبه : اتباع السنة قولا وفعلا وعزما وعقدا ونية , لأن الله يقول : "وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا" ( النور : 54 ) فقيل له : كيف الطريق الى السنة , فقال : مجانبة البدعة , واتباع ما اجمع عليه الصدر الاول من علماء الاسلام , والتباعد عن مجالس الكلام واهله

    ربّوا أولادكم على القراّن , دعوهم للقراّن يربيهم .. ربّوهم وتربوا معهم على مائدة القراّن .. فالقراّن القراّن .. القراّن أصل .. ومن سلك طريق القراّن فقد بلغ مراد الله منه. قال – تعالى – " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" ( اّل عمران : 103 ) قال العلماء : حبل الله : القراّن .. فاجعل القراّن معك وكن مع القراّن .. لا تنسه أبدا , فإنه القائد والحادى والسائق إلى الله . اللهم اجعلنا وأهلينا وذرياتنا من أهل القراّن أهلك وخاصتك .




    إخوتاه , إن المتفقه فى سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لا يجد لحظة استراح فيها , فأيامه كلها جهاد وتعب ومشقة .. وإن العين لتذرف رأفة ورحمة به .. مشى كثيرا وجرى كثيرا .. جاع شهورا وكان يأكل الدّقّل ( أردأ التمر ) وربما لا يجده .. سهر السنين الطويلة .. ونام على الحصير .. ولم يلبس الديباج أو الحرير .. عاش هذه الدنيا فى كد ونصب , ليقيم الحق ويبلغ دعوة ربه , بأبى هو وأمى ونفسى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أرسل بالمدثر فقام صابرا محتسبا , فلم يهدأ حتى جاءه نصر الله , ودخل الناس فى دين الله أفواجا . هكذا عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم , وتريد أنت أن تعيشها نظيفة حلوة ! .. تريد أن تعيشها ممتعا معافى ! تريد أن تعيشها فى راحة وأمان ! لا يا أخى .. هذه دنيا الأصل فيها المشاكل والأحزان , وإلا لما كان هناك اشتياق للاّخرة .. الدنيا – يا أخى – للعمل والتعب والجد والاجتهاد , فلا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل .

    لابد أن تعيش الدنيا كما يريد الله لا كما تريدها أنت .. فأنت الاّن فى سجن التكاليف الشرعية .. وإن كنت مكتفا بهذه التكاليف النبيلة , فهناك أناس غيرك مكتفون أيضا بالعادات والتقاليد , لكن ليس لهم أجر ولك أنت أجر .. فلو كنت تمرض فالكفار يمرضون , ولو كنت تتعب فالمنافقون يتعبون .. إذا كنت تؤذى فى سبيل الله , فهناك من يؤذون من أجل مناهج باطلة بل وكفرية .. " إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ غ– وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ" ( النساء : 104 ) أنت ترجو بالذى تعمله أجرا هم لا يرجونه .. وهذا هو عزاؤك .. ان الله – تعالى – سيعطيك .. فضع نفسك فى سجن
    التكاليف الشرعية ليكون الخروج على باب الجنة .

    لابد أن يكون لديك بصيرة وتمييز بين ما ينفعك وما يضرك فى اّخرتك , فإذا أعطاك الله نعمة واستعملتها فى طاعته كانت نعمة , وإذا استعملتها فى المعصية كانت محنة وفتنة .. أعطاك الله مالا : هل هذا المال زادك قربا أم أبعدك ؟! .. أعطاك زوجة أعانتك على طاعته , فهذه نعمة , ولو شغلتك عن الله كانت فتنة .


    الكلم الطيب

جاري التحميل ..
X