![](http://www7.0zz0.com/2018/08/11/21/903270131.jpg)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأحدثكم عن بلدي , كل يوم حكاية , ولكم أن تتحدثوا هنا عن بلدانكم
أعزاءنا زوار هذا المنتجع الصيفي أسعد الله أوقاتكم
الشريط الحدودي الغربي لدورا / الخليل مع الكيان يتكون من هذه القرى من الجنوب للشمال { البرج ’ بيت مرسم , بيت الروش العليا , بيت الروش التحتا , دير العسل الشوامرة , دير العسل أولاد محمد , المجد ,طواس , سكا , بيت عوا , دير سامت } وبين كل قرية وقرية بالغالب حقل زيتون وأرض زراعية وبعض القرى التصقت ببعض كالبرج وبيت مرسم وكالمجد وسكاا وطواس وبيت عوا التصقت بدير سامت
مقابل لهذا الشريط داخل الجدار قرية منكوبة تدعى { أم الشقف} بنى المحتل بالقرب منها مستوطنة تُسمّى( شيقف ) وفيها قام الشهيد يحيى عياش بإحدى عملياته التي قتل بها خبير متفجرات اسرائيلي
هذه القرى كان أهلها قبل الثمانية وأربعين وتسعمئة والف يتخذونها خزينا للأعلاف والأغنام أما أهلها كانوا يقييمون في( دورا البلد ) جميع أهل هذه القرى حين يسألون من أين يقولون : نحن من دورا فهم سكانها يقيمون فيها شتاء وينزلون صفا لخزن الأعلاف , وحين كثر الناس وخافوا من الاحتلال على أراضهم ارتاوا أن يقيموا ف القرى التي كانوا يستخدمونها للخزين فقط ولم يكن فيها قبل النكبة بنايات بل كانت مُغرا وملاجئ وجميع عائلاتهم لهم أرض بالبلد إذ يطلقون على دورا الأم اسم البلد
في الخمسينات وحتى الثمانينات كان لكل قرية ديوان والديوان مجلس يجتمع فيه الرجال للتشاور, وتقوم النساء مجتمعات بإعداد طعام العشاء لكل رجال القرية في الديوان
واحيانا يخلّفون على واحد ليقوم أهل بيته بعمل الطعام للجميع _بعد طلبه_ فيقول له المختار : يخلف عليك . وكلمة يخلف عليك هي تشريف لمن طلب القيام بإكرام الجميع
حدَثَ أن طلب أحد الفقراء وهو معدمٌ ’ وألح إلحاحا في أن يكون طعام الديوان عليه , فرفض المختار , وحين قال له بحزن : ألستُ في عداد الكرام يعني !!! فقال مستجيبا لطلبه لئلا يحزن : يخلف عليك
رجع لزوجته فانشدهت من الأمر , قائلة : ومن أين لنا بطعام لنطعم القرية بأكملها , قال: لست ناقصا , هذا الذي وصلك وعليك أن تتصرفي ؟ وهم في أشد الحيرة من أمرهم .
أخذت الدابة وذهبت هي وابنها الأكبر لحقل القمح, فحمّلت عليها ما يمكن أن تحمّله من قمح في سنابله غير مدروس , وعادت للبيت قبل الظهر, ثم درست القمح بالحجارة ’ وذرّته..’ وأخرجت الحَبّ ..’ ثم درسته على الرحى , وكان لديها ما يزيد عن عشرة ديوك حبش بلدي, إذ تشتهر هذه القرى به فطبخت ما جرشت من القمح بالحبش واللبن , وطحنت بعض القمح وخبزت ؛ لتبيّض وجه زوجها .
من محاسن الصدف أن أباها في تلك الليلة حل ضيفا على القرية قادما من دورا , وحين جاءت ابنته وعيالها وزوجها إلى المجلس بطعام وافر زاخر يتباهون به , أشرق وجهه بالسرور , واتسعت ابتسامته بالنور فرحا بصنيع ابنته ’ وزوجها في إكرام المجلس وحين عاد إلى دورا طلب من ابنه أن يرسل لأخته في القرية ثلاث غنمات حلوبات مكافئة لها , وتحفيزا لكرمها
والحكايات مستمرة
ابقوا معنا
تعليق