إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما بين فاتحة القران الكريم وبين فواتح معلقات اشهر شعراء العرب . طنطاوي جوهري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما بين فاتحة القران الكريم وبين فواتح معلقات اشهر شعراء العرب . طنطاوي جوهري

    ما بين فاتحة القران الكريم وبين فواتح معلقات اشهر شعراء العرب
    مقارنة فاتحة الكتاب بفواتح البلغاء واصحاب المعلقات
    تأمل ايها العاقل الفطن وانظر بعقلك واياك والتقليد بل ليكن نظرك عقليا وفهمك حسيا واحذر ان تكون امعة فها انا ذا سأتلو عليك من اقوال الشعراء من فواتح المعلقات وما شاكلها كلها لتقارن بصفاء ذهنك ونور عقلك وصادق سريرتك بينها وبين فاتحة الكتاب لتعرف الفرق بين كلام الوحي وكلام الشعراء الذين كان لهم القدح المعلى في سوق عكاظ وذي المجنة وذي المجاز وهم الخافضون الرافعون بذمهم ومدحهم كامرئ القيس وطرفة بن العبد وزهير بن ابي سلمة ولبيد بن ربيعة ومن على شاكلتهم ممن طأطأت لهم الرؤوس وخلا لهم الجو وخشعت لهم الاصوات وذلت لهم الرقاب وكانوا شموس الجماعات وسادات الشعراء
    ** فها هو امرؤ القيس يفتتح قصيدته المعلقة بـ
    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
    فهو يفتتح قصيدته بالبكاء على محبوبته ومنزلها
    ** وها هو طرفة ابن العبد في فاتحة قصيدته المعلقة يتحدث عن خولة محبوبته وما تبقى من اثار ديارها التي اصبحت كاثار الوشم على اليد فيقول
    لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ،, تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
    ** واما زهير بن ابي سلمة فكانت فاتحة قصيدته فيصف اثار دار حبيبته وما فيها من البحر والرماد
    امن ام اوفى دمنة لم تكلم * بحومان الدراج فالمتثلم
    ** واما لبيد بن ربيعة فكانت فاتحة قصديته كذلك في ديار محبوبته
    ** وعمر بن كلثوم فكانت فاتحة قصيدته المعلقة يدعو جاريته لشرب الخمر من اول النهار
    أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا, وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
    ** واما عنترة فهو يبحث عن دار محبوبته في فاتحة قصيدته اذ قال
    هل غادر الشعراء من متردم * ام هل عرفت الدار بعد توهم
    ** واما الحارث في فاتحة معلقته فلم يمل من قرب اسماء حبيبته فيقول في فاتح قصيدته
    آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ, رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ
    واما النابغة الذبياني فكانت فاتحة قصيدته متوجعا ومتأسفا على ارتحال محبوبته فيقول
    يا دار مية بالعلياء فالسند. أقوت، وطال عليها سالف الأمد
    وهكذا باقي الشعراء فما كانت فواتح قصائدهم الا حديثا عن اثار الديار وفراق المحبوبة والتحسر والتوجع عليها وشرب الخمر وسهر العين على المحبوبات
    فهل رأيت الا مدارا واحدا داروا فيه جميعا فلا معاني ترفع الانسانية او بانية لها صرحا او شائدة لها ذكرا او مربية لامة او سانةً لقوانين كلا انها كلمات محدودة في معاني ضئيلة لا تخرج عن كونها مداعبات غرامية وانات شوقية قد تقال تكلفا لا غراما واتباعا لا ابتداعا واحتذاء لا ابتداء
    فلعمري لقد بهر العرب بسماعهم فاتح القران الكريم فقيل لهم ايها الناس تبركوا باسم الهكم الرحمن الرحيم ولا تتنزلوا الى صغائر الامور بمدح الملوك واربؤوا بأنفسكم عن ذلك الى حمد ملك الملوك من رفع السماء وبسط الارض واطلبوا منه الهداية
    منقول الكاتب طنطاوي جوهري
    تفسير جواهر القران الكريم
















جاري التحميل ..