إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أشهر 8 طوائف دينية زعمت ظهور المهدي‎

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أشهر 8 طوائف دينية زعمت ظهور المهدي‎





    تعد قضية المهدي من أكثر القضايا التي استغلها أهل الضلال في تسويق ضلالهم، واجتذاب الأنصار والأتباع إليهم، وتبين النماذج في التاريخ بعض أهم الحالات لأدعياء المهدوية أو من ألبسهم الناس هذا الثوب، فدفعوهم إلى ذلك، ببيعتهم لهم، ومناداتهم بهذا اللقب، دون رضا منهم أحيانا، ولا يعني بنسبة كل منهم إلى طائفته أن كل هذه الطائفة يدعونه بذلك، ولكن لبيان أنه قد ظهر في كل هذه الطوائف المبتدعة من نُودِيَ بالمهدية.



    اولًا: مهدي الكيسانية - محمد بن علي (رضي الله عنهما)، توفي عام 83 هجرية


    "الإمام أبو القاسم وأبو عبد الله، محمد بن الإمام علي بن أبي طالب، وأمه من سبي اليمامة زمن أبي بكر الصديق، وهي خولة بنت جعفر الحنفية. وكانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه، وتدَّعي إمامته، ولقَّبوه بالمهدي، ويزعمون أنه لم يمت"، سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله. وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "وصارت الشيعة فرقتين، الجمهور منهم مع سليمان يريدون الخروج على الناس ليأخذوا بثأر الحسين، وفرقة أخرى مع المختار يريدون الخروج للدعوة إلى إمامة محمد بن الحنفية، وذلك عن غير أمر ابن الحنفية ورضاه، وإنما يتقولون عليه ليروجوا على الناس به، وليتوصلوا إلى أغراضهم الفاسدة". وروي عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: "قالوا لأبي: يا مهدي، السلام عليك، قال: سبحان الله، ألم أنهكم عن هذا؟ إنما المهدي من هدى الله، عز وجل"، المستدرك للإمام النيسابوري رحمه الله.


    ثانيًا: مهدي الشيعة - محمد بن الحسن العسكري


    وهو أسطورة اخترعها غلاة الشيعة عندما انقطعت السلسلة التي كانوا ينقلون فيها الإمامة في نسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك بوفاة إمامهم الحسن العسكري نحو سنة 260 هجرية ولم يعقب، فزعموا أن له ولدا، أخفته أمه في سرداب خوفا عليه من أعدائه، ثم اختفى وغاب عن الأنظار، وأنه لا زال حيا إلى يومنا هذا، بل سيبقى حيا حتى قبيل قيام الساعة، ليظهر على أنه المهدي، فيقيم دينهم، ويقتل أعداءهم.


    ثالثًا: مهدي الخوارج - صاحب الزنج، هلك سنة 270 هجرية


    "هو طاغية الزنج، علي بن محمد بن عبد الرحمن العبدي، من عبد القيس. افترى وزعم أنه من ولد زيد بن علي العلوي، وكان منجما طرقيا ذكيا حروريا ماكرا داهية منحلا على رأي فجرة الخوارج يتستر بالانتماء إليهم، وإلا فالرجل دهري فيلسوف زنديق"، سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله. قال الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "وقد كان هذا اللعين -أعني صاحب الزنج المدعى إلى غير أبيه- يقول لأصحابه: لقد عُرِضَتْ عليَّ النبوة فخفت أن لا أقوم بأعبائها، فلم أقبلها". قال بعض المؤرخين "وكانت أيامه مذ نجم إلى أن قتل أربع عشرة سنة وأربعة أشهر، وتنوزع في عدة من قتل من أصحاب السلطان، وغيرهم من الرجال والنساء والصبيان، بالسيف والحرق والغرق والجوع، فمنهم من يقول أن ذلك ألف ألف، وأكثرهم يرى أن ذلك لا يحيط به الإحصاء، ولا يحصره العدد كثرة وعظما"، التنبيه والإشراف للإمام المسعودي رحمه الله.


    رابعًا: مهدي الباطنية - عبيد الله الباطني، هلك سنة 322 هجرية


    "أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية، الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا بالرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية، وبثُّوا الدعاة، يستغوون الجبلية والجهلة. وادعى هذا المدبر، أنه فاطمي من ذرية جعفر الصادق فقال: أنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد. وقيل: بل قال: أنا عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. وقيل: لم يكن اسمه عبيد الله، بل إنما هو سعيد بن أحمد"، سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله.


    خامسًا: مهدي الأشاعرة - محمد بن تومرت، هلك سنة 524 هجرية


    "أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت البربري، والمصمودي، الهرغي، الخارج بالمغرب، المدعي أنه علوي حسني، وأنه الإمام المعصوم المهدي. كان يقول لأصحابه: ما في الأرض من يؤمن إيمانكم، وأنتم العصابة الذين عَنَى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين"، وأنتم تفتحون الروم، وتقتلون الدجال، ومنكم الذي يؤم بعيسى، وحدثهم بجزئيات اتفق وقوع أكثرها، فعظمت فتنة القوم به حتى قتلوا أبناءهم وإخوتهم لقسوتهم وغلظ طباعهم، وإقدامهم على الدماء، فبعث جيشا، وقال: اقصدوا هؤلاء المارقين المبدلين الدين، فادعوهم إلى إماتة المنكر وإزالة البدع، والإقرار بالمهدي المعصوم، فإن أجابوا، فهم إخوانكم، وإلا فالسنة قد أباحت لكم قتالهم. قال اليسع بن حزم: سمَّى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين، وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله -تعالى- عما لا يجب وصفه بما يجب له، مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه. إلى أن قال: فكفَّرهم ابن تومرت لجهلهم العرض والجوهر، وأن من لم يعرف ذلك، لن يعرف المخلوق من الخالق، وبأن من لم يهاجر إليه، ويقاتل معه، فإنه حلال الدم والحريم، وذكر أن غضبه لله وقيامه حسبة. وقد بلغني -فيما يقال: أن ابن تومرت أخفى رجالا في قبور دوارس، وجاء في جماعة ليريهم آية، فصاح: أيها الموتى أجيبوا، فأجابوه: أنت المهدي المعصوم، وأنت وأنت، ثم إنه خاف من انتشار الحيلة، فخسف فوقهم القبور فماتوا"، سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله.


    سادسًا: مهدي البهائية - علي محمد رضا الشيرازي، هلك سنة 1266 هجرية


    كان هذا الطاغوت من أتباع الطريقة الشيخية التي يدين أتباعها بدين الشيعة المشركين، خرج على أصحابه بادعاء المهدوية، فلما وجد فيهم تصديقا لذلك، واتباعا له على هذا الباطل، زاد في غيِّه، فزعم أنه نبي موحى إليه مثل محمد وعيسى، عليهما السلام، ثم زعم أنه إله، وأن الله –تعالى- قد حل في جسده، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا، وأطلق على نفسه لقب "الباب"، قيل "باب المهدي"، وقيل "باب الحقائق". وخلفه في دينه الباطل أتباع يطلق على أكثرهم اليوم اسم البهائية نسبة إلى أحد خلفائه اسمه حسين البهاء، الذي جمع لهم دينا ملفقا من كل ما وافق هواه من العقائد والأديان، وكتب لهم كتبا كتبا هو وخلفاؤه، هي أقدس عندهم من الكتاب المنزل من رب العالمين ويربط كثيرون بين أتباع هذا الدين والمنظمات اليهودية والماسونية العالمية.


    سابعًا: مهدي الصوفية - أحمد بن عبد الله الفحل، هلك سنة 1302 هجرية


    ينتسب إلى آل بيت رسول الله، عليه الصلاة والسلام، كان في صغره من أتباع إحدى الطرق الصوفية، قاد واحدة من أكبر حركات المقاومة ضد الإنكليز في وادي النيل، تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق واسعة من السودان. زعم أنه هو المهدي، وفتن الناس باسمه ونسبه وزهده وقتاله للصليبيين وانتصاره عليهم، ويروى عنه أنه كان يزعم أنه مؤيد في معاركه ضد أعدائه بالنبي، عليه الصلاة والسلام، والخلفاء الراشدين، والخضر، وستين ألفا من الأولياء الميتين، وبملك الموت يرسله الله معه لأخذ أرواح أعدائه، كما ينقل عنه قوله: "فيأتي النبي ويجلس معي، ويقول للأخ المذكور: شيخك هو المهدي، فيقول: إني مؤمن بذلك، فيقول، عليه الصلاة والسلام: من لم يصدق بمهديته كفر بالله ورسوله، قالها ثلاث مرات"، ويروى أن أتباعه الدراويش استباحوا بهذه الدعوى دماء من لم يؤمن بدينهم، وأموالهم وأعراضهم.


    ثامنًا: مهدي القاديانية - غلام أحمد الهندي، هلك سنة 1326 هجرية


    ظهر في منطقة البنجاب، إبان الاحتلال البريطاني لها، وكان والده من عملاء الإنكليز، الذين أعانوا ابنه ميرزا غلام أحمد وساعدوا في اشتهاره بالعلم والتقوى، ليلتف الناس حوله، ويكون منهم طائفة، أساس دعوتها تثبيط المسلمين في الهند عن قتال الإنكليز. ثم تطور به الحال بعد أن جعله أتباعه من أولياء الله الصالحين، أن زعم أنه المهدي المذكور في الأخبار، ثم أضاف إلى ذلك الزعم أن الله جمع له بالإضافة إلى المهدوية أنه هو عيسى بن مريم عليهما السلام، فادعى النبوة، ونفى أن يكون محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم النبيين، ثم تطور به الأمر وزعم أن الله –تعالى- أحيا رسول الله ليحل في بدنه، فلا يكون بذلك خلاف بين كونه -عليه الصلاة والسلام- خاتما للنبيين، وبين ادعائه للنبوة. وكان يزعم أنه يوحى إليه من الله تعالى، وأن جبريل يتنزل عليه بالوحي، وأن
    شريعته ناسخة لشريعة محمد، عليه الصلاة والسلام، وكلامه مقدم عند أتباعه على القرآن، ولا زال لأتباع هذا الدين القاديانية انتشار في الهند، وبعض المناطق الأخرى، وهم يسمون أنفسهم الأحمدية نسبة إلى طاغوتهم الهالك
    ميرزا غلام أحمد.


    كل الأمم تنتظر مهديا ينصر دينها


    قال الإمام ابن القيم رحمه الله بعد حديثه عن بعض فرق أهل الضلال وما تقوله كل منها في مهديها المزعوم: "فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم الغشوم، والمستحيل المعدوم، أنه الإمام المعصوم، والمهدي المعلوم، الذي بشر به النبي، صلى الله عليه وسلم، وأخبر بخروجه. وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر الزمان، فتعلو به كلمتهم، ويقوم به دينهم وينصرون به على جميع الأمم. والنصارى تنتظر المسيح، يأتي قبل يوم القيامة فيقيم دين النصرانية، ويبطل سائر الأديان، وفي عقيدتهم نزع المسيح الذي هو إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي نزل طامينا، إلى أن قالوا: وهو مستعد للمجيء قبل يوم القيامة. فالملل الثلاث تنتظر إماما قائما يقوم في آخر الزمان"، المنار المنيف.


    فهذه عينة مختارة من أبرز من ادعى المهدوية، أو لُقبوا بذلك، وقد رأينا كم كان وراء تلك المزاعم من فتن كبيرة في الدين، فعلى أساس هذا الزعم نشأت طوائف وأديان، وسفكت دماء، واستبيحت أموال وأعراض. ولذلك ينبغي العلم بإن دعاة المهدوية لم ولن ينتهوا بعد لانهم يهدفون مخادعة عباد الله لنيل شيء من حُطام الدّنيا ولتشويه صورة الإسلام، وكلّ ذلك لا يضرّ بمعتقد أهل السنّة والجماعة في المهديّ عليه السّلام وأنّه خارج لا محالة ليحكم الأرض بشريعة الإسلام، قال تعالى: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، المائدة: 44.
جاري التحميل ..
X