قواعد المعاملات بين المسلمين:
كتبه الفقير إلى مولاه والراجي مغفرته, محي الدين سامي كلاب.
وهو عبارة عن تلخيص حديث الذي أخبرنا النبي على كيفية التعامل بين المسلمين, وما هى حقوقنا وواجبتنا إتجاه بعضنا البعض, فنبذ النبي الحسد, والتناجش, والتجسس والتحسس, والتنافس, والتقاطع, والتباغض, والتدابر, والتعادي, بين بعضنا البعض, وأن نسدد ونقارب في التعامل بين المسلمين, وأن نبشر بالخير من الله عز وجل.
ونهنى عن بيع الحصا, وبيع الملامسة, وبيع الغرر, وأن يتلقى التجار المزارعين أو المغتربين عن المدينة الذين لا يعرفون سعر السوق فيغشهم في الشراء أو بيع بضاعتهم.
ولا يزيد الرجل على ما اشترى أخيه, ثم يقول لنا النبي دعوا الناس يرزق بعضهم من بعض.
ثم يخبرنا النبي على نوع من أنواع الغش الجديد: وهو ترك اللبن في ضرع البهيمه حتى يعتقد المشتري بأنها حلوب, فإن اشتراها وغُش بها, فعليه أن يحلبها ثلاثة أيام فإن رضيها فليبقها عنده, وإن لم يرضها وحس بأنَّه غُش بها, فليرده لصاحبه ومعه صاع من تمر بدل ما استنفع منها من لبنها, وهذا من باب تطيب خاطره؛ لأنَّه رد سلعته, ومدلل على ذلك إذا طلب المسلم هذه الدابة من أخيه لفتره محدده, فلا عليه أن يركبها أو يحلبها, ولا يرد معها شيء, وذلك بما أنفقه عليها من مأكل وغير ذلك.
فهذه الدابة التي اشتراها أكلت عنده وستنفع بها, فعليه بما استنفع أن يرد معها شيء حتى يطب خاطر البائع, والله أعلم.
فهذه الدابة التي اشتراها أكلت عنده وستنفع بها, فعليه بما استنفع أن يرد معها شيء حتى يطب خاطر البائع, والله أعلم.
ثم قال: إن خطب الرجل المرأة لا يتقدم ويخطبها أخر, حتى لا توقع المخطوبة بحيرة, وكذلك لا تكون شحناء بين الخاطبين, فإن نكحها الخاطب سارت زوجته فلا يحل لأحد أن يتعدى على حقوق الأخرين, وإن تركها أي ترك المخطبة, فيجوز لثاني أن يتقدم لخطبتها.
ثم يخبرنا النبي أنَّه لا يجوز الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها, فإن طلق زوجته أو ماتت, فيجوز أن ينكح عمتها أوخالتها, فإن عمتها أو خالتها من المحرمات المؤقتات.
ثم أخبرنا النبي كيف تتعامل المرأة مع زوجها: فلا يجوز لها أن تصوم التتطوع وزوجها عندها إلا بإذنه, ولا يحل لها أن تأذن لضيوف في بيت زوجها إلا بإذنه, وإن تصدقت بمال زوجها الذي ينفقه عليها, فإن له نصف الأجر.
وحينما يتقد رجل متزوج للزواج بأخرى, فلا يحل للتي تقدم لها, أن تشترط عليه أن يطلق زوجته الأول حتى تتزوج بها, وهى بالخيار, إما أن تتزوج به أو أن تتزوج بغيره, فإن رزقها على الله عزوجل, ولترضى بقضاء الله وقدره.
ثم يخبرنا النبي عن الشك والظن بالسوء بين المسلمين ومن خلال هذا الشك يقوم بإصدار الحكم على الناس, فيخبرنا النبي بأنه أكذب الحديث؛ لأنَّه ناتج عن حديث النفس, وحديث النفس يكون بإلقاء الشيطان في نفس الإنسان.
فإن تركنا هذه المنهيات نكون متحابين متأخين, وإن فعلنها نصبح أعداءً, والعياذ بالله.
ثم يؤكد النبي بأنَّ المسلم أخو المسلم لا يظلمه, ولا يجوز له أن لا يعينه ولا ينصره, ولا يتكبر عليه, فإن الله عز وجل لا ينظر إلى أجسمنا ولكن ينظر إلى قلوبنا التي تنتج عنها هذه الأفعال, فإن كان القلب نقياً لا تصدر عنه أفعال تنافي الأفعال التي نص عليها النبي هنا, وإن كان اللقلب غير ذلك فتأكد بأنها سوف تصدر عنك هذه الأفعال الني نص عليها النبي هنا, ويكفيه المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم.
ثم لخص النبي جميع هذه الكلام بقوله: "كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ".