ما غرَّ الإنسان برب العالمين؟
ماذا نرد كبشر على سؤال الخالق سبحانهُ لنا في سورة الانفطار بسؤالهِ تعالى لنا: يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)؟
فكل إنسان مغرور يمتلك عذر ما لجنونهِ في القتل أو لهوسهِ في ارتكاب جريمة كذلك لسعيهِ في افتعال الحروب، والسبب من وراء ذلك هو طبيعتهِ وغريزتهِ في افساد الأرض وسفك الدماء دون مبرر والتي عُرفت عنهُ منذ البداية، بالمقابل لا نجد أحداً من البشر العقلاء الذي يبادر في إيجاد الخِطط والحلول اللازمة لوقف هذا الجنون البشري.
وبسبب ذلك التفرد عند بني الإنسان بشكل خاص في الإفساد بالأرض وفي سفك الدماء، كان وما يزال جنس البشر يعتبر من أغبى المخلوقات على الإطلاق بسبب تفردهِ عن باقي المخلوقات جميعاً في افتعال الحروب ذات الدمار الشامل من حين إلى آخر والتي تهدف للقضاء على بني جنسه من البشر تحديداً دوناً عن سواه، وإن كان في ذلك حرق الأخضر واليابس من حولهِ.
فهل هُناك أغبى من ذلك المخلوق الذي يسعى على الدوام إلى إنهاء وجوده على الأرض بيده؟
طبيعة البشر تلك قد عرفتها كل المخلوقات من حولهِ مسبقاً وأولهُم الملائكة وذلك عندما تساءلت مستغربة عن سبب تنصيب ذلك المخلوق الشرير والدموي ألا وهو الإنسان كخليفة لله على الأرض خصوصاً وأنَّ جميع المخلوقات الكونية من قبل تنصيبه حاكماً عليها كانت مستقرة في وجودها مسالمة في عيشها بل أن حياتها خالياً تماماً من مفهوم الحروب والفساد وبعيدة كل البعد عن الشروع في سفك الدماء دون مبرر، حينها كانت الملائكة هي المتزعمة للمخلوقات عندما لم يكن للإنسان وجود وبإشراف الخالق جلَّ وعلا، فهذا ما نقرأهُ بكل وضوح في الآية الكريمة من سورة البقرة : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
فالخالق العزيز القدير ما كان ليخاطب الملائكة في هذا الشأن لولا مكانتها المهمة بين مخلوقات الله أجمعين، وما كانت الملائكة لتتجرأ على الخالق العزيز في إظهار استغرابها وتعجبها من قرار الله سبحانه وأمامهِ جلَّ وعلا وبحضورهِ جلَّ شأنهُ، لولا يقينها ومعرفتها المسبقة بطبيعة كل مخلوق من خلق الله ومن ضمنهم الإنسان وتأكدها من صحة المعلومات التي لديها حول هذا المخلوق، وهو ما حدث وما زال يحدث فعلاً على الأرض منذ أن وصل إليها الإنسان إلى يومنا هذا، فما من حرب فيها فساد كبير وسفك للدماء عظيم تحدث على وجه الأرض إلا وكان الإنسان من يقودها ويفتعلها.
ولم يحدث في تاريخ الأرض أو الكون الواسع والمترامي الأطراف أن قد نشأت حروب بين أيٍ من المخلوقات كتلك التي تحدث باستمرار بين بني البشر حصراً، بل ما زال وإلى الآن أنَّ الإنسان هو المسبب الوحيد للفساد في الأرض ولسفك الدماء دون سبب.
ذلك على الرغم من معرفتنا بفساد إبليس اللعين وأفعالهِ الشريرة اتجاه الإنسان تحديداً دوناً عن المخلوقات، لكن تلك الأفعال ما كانت لتنطلي على أحد من المخلوقات سوى البشر كي يكونوا منفذين رئيسين لذلك الشر المستطير.
وهُنا نتساءل عن مدى تعاسة المخلوقات المحيطة بالإنسان وشقائها بوجودهِ بينها، وهي التي كانت سعيدة ومستقرة في حياتها قبل أن يأتي ذلك المخلوق الدموي البشري حاكمٌ عليها كخليفة لله في الأرض؟
ألا نخجل من أنفسنا ومن أفعالنا نحن البشر كخلفاء الله في الأرض عندما نقف أمام المخلوقات المحيطة بنا بجميع أحجامها والمحيطة بنا؟
ألا نخجل من خالقنا وهو الذي توسم بنا خيراً عندما قام بتزكيتنا أمام المخلوقات جميعاً حينما قال سُبحانهُ في تكملة للآية السابقة من سورة البقرة بقولهِ تعالى: (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)).
هل تزكيتنا من قبل الخالق العزيز القدير وتفضيلنا عن باقي خلقهِ أجمعين بخلافة الأرض جعلتنا نغتر بربنا ونتنكَّر لفضلهِ علينا فيسألنا كفرد وجماعة عن السبب الذي جعلنا نغتر بربهِ سُبحانه كما جاء في قولهِ تعالى من سورة الانفطار: يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)؟
الخالق العزيز القدير لم ينكُر يوماً صفة الإنسان تلك والخاصة بقدرتهِ الفريدة من بين المخلوقات جميعاً على الإفساد وسفك الدماء في الأرض، لكنَّ هذهِ القدرة سوف تتحول يوماً ما وبمشيئة الله وحده من نشر للفساد بين المخلوقات إلى الإبداع في إدارة شؤونها جميعاً فتسعد حينها تلك المخلوقات بوجود الإنسان بينها كخليفة لله في الأرض، كذلك من قدرتهِ على سفك الدماء إلى إنجازات عظيمه وفريدة في بسط وتثبيت أُسس السلام والمحبة بين مخلوقات الله أجمعين دون استثناء وبالصورة التي يعجز عن تحقيقها أي مخلوق آخر من خلق الله وإن كانت تلك المخلوقات هي الملائكة.
لكن ولكي يتم أمر الله هذا علينا كبشر أن نتوقف ونبتعد عن أفعالنا المشينة لنستمع إلى صوت العقل والمنطق والهدي الرباني، فوجودنا على الأرض إنما جاء مصحوباً بلعنة العداوة والبغضاء بين الجنس الواحد أي بين البشر أنفسهِم، وهذا ما نقرأه في قولهِ تعالى من سورة طه: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)، ففي هذهِ الآية الكريمة نجد لعنة العداوة بين البشر المصاحبة لوجودهم على الأرض ليعيشوا في ضَلالة وشقاء وصراع دائمين، لكننا أيضاً في نفس هذهِ الآية نجد سُبل الخلاص من هذهِ اللعنة وذلك عندما يأتينا كبشر هُداً من الله عن طريق أنبياءه ورسله، حينها سوف يكون خلاص الإنسان من هذهِ اللعنة يكمن في أن نتبع هدا الله القادم بهيئة كتب مقدَّسة تمَّ إرسالها للعالمين وخص منهم البشر أجمعين، فبإتباع هُدا الرحمن سوف يتوقف الإنسان عن معادات أخيه الإنسان حينها ينتهي وجود الحروب في الأكوان وينتهي الفساد وسفك الدماء على الأرض، لتنعم المخلوقات جميعاً دون استثناء بالاستقرار والسعادة الأبديين ولتشرق الأرض بنور ربها سبحانه مرحبة وسعيدة بنور خلافة البشر عليها وإدارتهِم المثالية لشؤونها وبتحقيق وعد الله للناس وللخلق أجمعين بأنَّهُ سُبحانهُ أحكم الحاكمين.
وعن نفسي فإنني لا أحاول أن أزكي نفسي هُنا فأنا فرد من الناس، ولكنني صدَّقت كلام ربي فبحثت ودرست وتعمقت وغصت في أعماق التاريخ وفي الكتب السماوية بين مواضيع وأمور لم يجرؤ أي إنسان من قبل على ذكرها، فخرجت بنتائج مفيدة لعلها ترضي خالقنا ومولانا الله العزيز القدير فيرضى عن الناس ويسمع دعائهُم ويبعد الشر عنهُم ويعيد للبشر عقولهِم وعلومهِم التي من خلالها وعن طريقها وحدها فقط سوف يكون بمقدرة الناس على إنجاز مهمتهِم في إدارة شؤون الأرض على أكمل وجه ممكن.
لكن يبقى هُناك من بني الإنسان الذي يصر على عدم السماع لصوت العقل ويرفض الحديث عن وجود خطط وحلول لوقف جنون الفساد وسفك الدماء بين بني البشر ذلك الجنون الذي يتسبب من حين إلى آخر في إشعال تلك الحروب المقيتة على الأرض، وهو بذلك يرفض مجرد مناقشتها بين الناس لمعرفة فيما إذا كانت على حق أو خطأ، ذلك الإنسان قد غرَّهُ الشيطان برب العالمين فأغلق مسامعهُ عن سماع الحق المُبين ورضى لنفسهِ ولمن حولهِ بأن يعيشوا في ظلام مقيت ورضوا بالعيشة الضنكا التي يعيشها الإنسان وهو بعيد عن هُدا وذكر رب العالمين فيكون مصيرهُ كما جاءت بهِ الآية الكريمة من سورة طه بقولهِ تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124).
لكني شخصياً أكتفي بكوني أحد الناس الذي حاول على الأقل أن يفعل شيئاً بهذا الخصوص فإنني أطمع بذلك أن أنال رضى ربي وحده لا إله إلا هو فهذا هو هدفي أولاً وآخراً لا أكثر ولا أقل.
في النهاية سوف تظهر الحقيقة عاجلاً أم آجلاً للعلن بأمر من الله وحدهُ لا إله إلا هو مع الإنسان أو بدونهِ، فهذا ما نعرفه على وجه اليقين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آللهِ وصحبهِ أجمعين.
محمد "محمد سليم" الكاظمي
ماذا نرد كبشر على سؤال الخالق سبحانهُ لنا في سورة الانفطار بسؤالهِ تعالى لنا: يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)؟
فكل إنسان مغرور يمتلك عذر ما لجنونهِ في القتل أو لهوسهِ في ارتكاب جريمة كذلك لسعيهِ في افتعال الحروب، والسبب من وراء ذلك هو طبيعتهِ وغريزتهِ في افساد الأرض وسفك الدماء دون مبرر والتي عُرفت عنهُ منذ البداية، بالمقابل لا نجد أحداً من البشر العقلاء الذي يبادر في إيجاد الخِطط والحلول اللازمة لوقف هذا الجنون البشري.
وبسبب ذلك التفرد عند بني الإنسان بشكل خاص في الإفساد بالأرض وفي سفك الدماء، كان وما يزال جنس البشر يعتبر من أغبى المخلوقات على الإطلاق بسبب تفردهِ عن باقي المخلوقات جميعاً في افتعال الحروب ذات الدمار الشامل من حين إلى آخر والتي تهدف للقضاء على بني جنسه من البشر تحديداً دوناً عن سواه، وإن كان في ذلك حرق الأخضر واليابس من حولهِ.
فهل هُناك أغبى من ذلك المخلوق الذي يسعى على الدوام إلى إنهاء وجوده على الأرض بيده؟
طبيعة البشر تلك قد عرفتها كل المخلوقات من حولهِ مسبقاً وأولهُم الملائكة وذلك عندما تساءلت مستغربة عن سبب تنصيب ذلك المخلوق الشرير والدموي ألا وهو الإنسان كخليفة لله على الأرض خصوصاً وأنَّ جميع المخلوقات الكونية من قبل تنصيبه حاكماً عليها كانت مستقرة في وجودها مسالمة في عيشها بل أن حياتها خالياً تماماً من مفهوم الحروب والفساد وبعيدة كل البعد عن الشروع في سفك الدماء دون مبرر، حينها كانت الملائكة هي المتزعمة للمخلوقات عندما لم يكن للإنسان وجود وبإشراف الخالق جلَّ وعلا، فهذا ما نقرأهُ بكل وضوح في الآية الكريمة من سورة البقرة : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
فالخالق العزيز القدير ما كان ليخاطب الملائكة في هذا الشأن لولا مكانتها المهمة بين مخلوقات الله أجمعين، وما كانت الملائكة لتتجرأ على الخالق العزيز في إظهار استغرابها وتعجبها من قرار الله سبحانه وأمامهِ جلَّ وعلا وبحضورهِ جلَّ شأنهُ، لولا يقينها ومعرفتها المسبقة بطبيعة كل مخلوق من خلق الله ومن ضمنهم الإنسان وتأكدها من صحة المعلومات التي لديها حول هذا المخلوق، وهو ما حدث وما زال يحدث فعلاً على الأرض منذ أن وصل إليها الإنسان إلى يومنا هذا، فما من حرب فيها فساد كبير وسفك للدماء عظيم تحدث على وجه الأرض إلا وكان الإنسان من يقودها ويفتعلها.
ولم يحدث في تاريخ الأرض أو الكون الواسع والمترامي الأطراف أن قد نشأت حروب بين أيٍ من المخلوقات كتلك التي تحدث باستمرار بين بني البشر حصراً، بل ما زال وإلى الآن أنَّ الإنسان هو المسبب الوحيد للفساد في الأرض ولسفك الدماء دون سبب.
ذلك على الرغم من معرفتنا بفساد إبليس اللعين وأفعالهِ الشريرة اتجاه الإنسان تحديداً دوناً عن المخلوقات، لكن تلك الأفعال ما كانت لتنطلي على أحد من المخلوقات سوى البشر كي يكونوا منفذين رئيسين لذلك الشر المستطير.
وهُنا نتساءل عن مدى تعاسة المخلوقات المحيطة بالإنسان وشقائها بوجودهِ بينها، وهي التي كانت سعيدة ومستقرة في حياتها قبل أن يأتي ذلك المخلوق الدموي البشري حاكمٌ عليها كخليفة لله في الأرض؟
ألا نخجل من أنفسنا ومن أفعالنا نحن البشر كخلفاء الله في الأرض عندما نقف أمام المخلوقات المحيطة بنا بجميع أحجامها والمحيطة بنا؟
ألا نخجل من خالقنا وهو الذي توسم بنا خيراً عندما قام بتزكيتنا أمام المخلوقات جميعاً حينما قال سُبحانهُ في تكملة للآية السابقة من سورة البقرة بقولهِ تعالى: (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)).
هل تزكيتنا من قبل الخالق العزيز القدير وتفضيلنا عن باقي خلقهِ أجمعين بخلافة الأرض جعلتنا نغتر بربنا ونتنكَّر لفضلهِ علينا فيسألنا كفرد وجماعة عن السبب الذي جعلنا نغتر بربهِ سُبحانه كما جاء في قولهِ تعالى من سورة الانفطار: يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)؟
الخالق العزيز القدير لم ينكُر يوماً صفة الإنسان تلك والخاصة بقدرتهِ الفريدة من بين المخلوقات جميعاً على الإفساد وسفك الدماء في الأرض، لكنَّ هذهِ القدرة سوف تتحول يوماً ما وبمشيئة الله وحده من نشر للفساد بين المخلوقات إلى الإبداع في إدارة شؤونها جميعاً فتسعد حينها تلك المخلوقات بوجود الإنسان بينها كخليفة لله في الأرض، كذلك من قدرتهِ على سفك الدماء إلى إنجازات عظيمه وفريدة في بسط وتثبيت أُسس السلام والمحبة بين مخلوقات الله أجمعين دون استثناء وبالصورة التي يعجز عن تحقيقها أي مخلوق آخر من خلق الله وإن كانت تلك المخلوقات هي الملائكة.
لكن ولكي يتم أمر الله هذا علينا كبشر أن نتوقف ونبتعد عن أفعالنا المشينة لنستمع إلى صوت العقل والمنطق والهدي الرباني، فوجودنا على الأرض إنما جاء مصحوباً بلعنة العداوة والبغضاء بين الجنس الواحد أي بين البشر أنفسهِم، وهذا ما نقرأه في قولهِ تعالى من سورة طه: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)، ففي هذهِ الآية الكريمة نجد لعنة العداوة بين البشر المصاحبة لوجودهم على الأرض ليعيشوا في ضَلالة وشقاء وصراع دائمين، لكننا أيضاً في نفس هذهِ الآية نجد سُبل الخلاص من هذهِ اللعنة وذلك عندما يأتينا كبشر هُداً من الله عن طريق أنبياءه ورسله، حينها سوف يكون خلاص الإنسان من هذهِ اللعنة يكمن في أن نتبع هدا الله القادم بهيئة كتب مقدَّسة تمَّ إرسالها للعالمين وخص منهم البشر أجمعين، فبإتباع هُدا الرحمن سوف يتوقف الإنسان عن معادات أخيه الإنسان حينها ينتهي وجود الحروب في الأكوان وينتهي الفساد وسفك الدماء على الأرض، لتنعم المخلوقات جميعاً دون استثناء بالاستقرار والسعادة الأبديين ولتشرق الأرض بنور ربها سبحانه مرحبة وسعيدة بنور خلافة البشر عليها وإدارتهِم المثالية لشؤونها وبتحقيق وعد الله للناس وللخلق أجمعين بأنَّهُ سُبحانهُ أحكم الحاكمين.
وعن نفسي فإنني لا أحاول أن أزكي نفسي هُنا فأنا فرد من الناس، ولكنني صدَّقت كلام ربي فبحثت ودرست وتعمقت وغصت في أعماق التاريخ وفي الكتب السماوية بين مواضيع وأمور لم يجرؤ أي إنسان من قبل على ذكرها، فخرجت بنتائج مفيدة لعلها ترضي خالقنا ومولانا الله العزيز القدير فيرضى عن الناس ويسمع دعائهُم ويبعد الشر عنهُم ويعيد للبشر عقولهِم وعلومهِم التي من خلالها وعن طريقها وحدها فقط سوف يكون بمقدرة الناس على إنجاز مهمتهِم في إدارة شؤون الأرض على أكمل وجه ممكن.
لكن يبقى هُناك من بني الإنسان الذي يصر على عدم السماع لصوت العقل ويرفض الحديث عن وجود خطط وحلول لوقف جنون الفساد وسفك الدماء بين بني البشر ذلك الجنون الذي يتسبب من حين إلى آخر في إشعال تلك الحروب المقيتة على الأرض، وهو بذلك يرفض مجرد مناقشتها بين الناس لمعرفة فيما إذا كانت على حق أو خطأ، ذلك الإنسان قد غرَّهُ الشيطان برب العالمين فأغلق مسامعهُ عن سماع الحق المُبين ورضى لنفسهِ ولمن حولهِ بأن يعيشوا في ظلام مقيت ورضوا بالعيشة الضنكا التي يعيشها الإنسان وهو بعيد عن هُدا وذكر رب العالمين فيكون مصيرهُ كما جاءت بهِ الآية الكريمة من سورة طه بقولهِ تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124).
لكني شخصياً أكتفي بكوني أحد الناس الذي حاول على الأقل أن يفعل شيئاً بهذا الخصوص فإنني أطمع بذلك أن أنال رضى ربي وحده لا إله إلا هو فهذا هو هدفي أولاً وآخراً لا أكثر ولا أقل.
في النهاية سوف تظهر الحقيقة عاجلاً أم آجلاً للعلن بأمر من الله وحدهُ لا إله إلا هو مع الإنسان أو بدونهِ، فهذا ما نعرفه على وجه اليقين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آللهِ وصحبهِ أجمعين.
محمد "محمد سليم" الكاظمي
تعليق