تويت
التزام الصمت قد يكون حكمة بالغة
كنت أعجب من الشرطة -إذا قبضت على المتهم- تقول له، وتكرر: "من حقك التزام الصمت،وكل كلمة تقولها قد تستعمل ضدك"
وبقيت زمناً وأنا أرى -هذه العبارة- روتيناً وطقساً فارغاً يحرم المتهم من الدفاع عن نفسه ويحرجون عليه من إبداء أعذاره؛
إذ يعتقلونه وهو غافل لاه، ويضعون الحديد في يديه ويسحبونه إلى السجن، ويمنعونه فوقها من الصراخ: "أنا بريء"!
وأعجب كيف تُستعمل (كلمة طيبة "أنا بريء" ضده وهو بريء حقا)؟
وجاء يوم فهمت به السر (وكذلك المرء يتساءل عن أشياء كثيرة،
وكلما كبر وخبر الحياة فهم الكثير مما غم عليه من قبل)، والتفسير:
إذا وقع الشقاق وسوء الفهم، ونزغ الشيطان بين اثنين، ووضع أحدهما موضع الاتهام...
فكل كلمة يتفوه بها (سواء ليدافع عن نفسه أو ليطيب خاطر من حوله) تصبح ضده وتنقلب عليه
ومهما انتقى كلماته وكان متعاوناً وسمحاً؛ يرتد كل شيء عليه.
فإن قال: "والله يا فلان أنا أحبك"، فيصرخ الخصم: "لو كنت تحبني مافعلت بي هذا".
ولو قال له: "أنا آسف أرجوك سامحني" فيرد: "إذن تعترف أنك أخطأت بحقي فكيف تخطئ هذا الخطأ الشنيع وتتوقع مني غفرانه"
وإذا قال: "ألا تذكر الخبز والملح الذي بيننا واللقاءات الرائعة في بيتي"،
فيغضب الآخر: "أبلغت بك الوقاحة أن تحسب علي اللقمة وتمن علي أيضاً بما قدمته،
لو عرفت هذا لما أكلت طعامك ولا دخلت دارك"
ولو قال: "اخز الشيطان، واسمعني وافهمني"، فيستثار الرجل "وتتهمني بالغباء، وصلت معك الخصومة إلى هنا"
والخلاصة "لا فائدة من الكلام حين تمتلئ القلوب بالغل والشك، وأنصح المتهم (ولو كان بريئاً) بالصمت...
ليس إلى الأبد وإنما مدة من الزمن (ريثما تهدأ النفوس)، وبعدها يتدخل طرف ثالث (كما يتدخل المحامي في المحاكم)،
فيتعامل بعدل ويحل المشكلة... أو ينسى الناس الخلاف مع تقادمه؛
فتبدأ العلاقة بينهما بالتحسن تدريجياً حتى تتصل لصورة مقبولة
عابدة المؤيد العظم
كنت أعجب من الشرطة -إذا قبضت على المتهم- تقول له، وتكرر: "من حقك التزام الصمت،وكل كلمة تقولها قد تستعمل ضدك"
وبقيت زمناً وأنا أرى -هذه العبارة- روتيناً وطقساً فارغاً يحرم المتهم من الدفاع عن نفسه ويحرجون عليه من إبداء أعذاره؛
إذ يعتقلونه وهو غافل لاه، ويضعون الحديد في يديه ويسحبونه إلى السجن، ويمنعونه فوقها من الصراخ: "أنا بريء"!
وأعجب كيف تُستعمل (كلمة طيبة "أنا بريء" ضده وهو بريء حقا)؟
وجاء يوم فهمت به السر (وكذلك المرء يتساءل عن أشياء كثيرة،
وكلما كبر وخبر الحياة فهم الكثير مما غم عليه من قبل)، والتفسير:
إذا وقع الشقاق وسوء الفهم، ونزغ الشيطان بين اثنين، ووضع أحدهما موضع الاتهام...
فكل كلمة يتفوه بها (سواء ليدافع عن نفسه أو ليطيب خاطر من حوله) تصبح ضده وتنقلب عليه
ومهما انتقى كلماته وكان متعاوناً وسمحاً؛ يرتد كل شيء عليه.
فإن قال: "والله يا فلان أنا أحبك"، فيصرخ الخصم: "لو كنت تحبني مافعلت بي هذا".
ولو قال له: "أنا آسف أرجوك سامحني" فيرد: "إذن تعترف أنك أخطأت بحقي فكيف تخطئ هذا الخطأ الشنيع وتتوقع مني غفرانه"
وإذا قال: "ألا تذكر الخبز والملح الذي بيننا واللقاءات الرائعة في بيتي"،
فيغضب الآخر: "أبلغت بك الوقاحة أن تحسب علي اللقمة وتمن علي أيضاً بما قدمته،
لو عرفت هذا لما أكلت طعامك ولا دخلت دارك"
ولو قال: "اخز الشيطان، واسمعني وافهمني"، فيستثار الرجل "وتتهمني بالغباء، وصلت معك الخصومة إلى هنا"
والخلاصة "لا فائدة من الكلام حين تمتلئ القلوب بالغل والشك، وأنصح المتهم (ولو كان بريئاً) بالصمت...
ليس إلى الأبد وإنما مدة من الزمن (ريثما تهدأ النفوس)، وبعدها يتدخل طرف ثالث (كما يتدخل المحامي في المحاكم)،
فيتعامل بعدل ويحل المشكلة... أو ينسى الناس الخلاف مع تقادمه؛
فتبدأ العلاقة بينهما بالتحسن تدريجياً حتى تتصل لصورة مقبولة
عابدة المؤيد العظم