إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تدين فجأة.. فهل أصبح إرهابياً؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تدين فجأة.. فهل أصبح إرهابياً؟




    تدين فجأة.. فهل أصبح إرهابياً؟

    هل من المسموح أن يتساءل الآباء عن مدى العلاقة بين تديّن أبنائهم المفاجئ أو التشدّد المفاجئ وبين انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية؟ في الحقيقة نعم السؤال مشروع، فهذا الربط تمّ خلقه وصهره في ماكينات الإعلام والمحابر على مدار سنوات قبل حتى أن يُولد أولئك الأبناء، هذا الربط وُظّفت جماعات وتنظيمات متطرفة لترسخّه في الأذهان من خلال ممارساتها التي تقرنها بالإسلام، بالإضافة إلى الجهود المدروسة بعناية من قبل مجموعة من أجهزة المخابرات العالمية التي أفرزت صياغة جديدة لمصطلح الجهاد باعتباره إرهابا، لذا فنحن أمام خيارين إمّا أن ندفن رؤوسنا كالنّعام وننكر هذا السؤال ونهاجم هذا الطرح دون مناقشته ونكتفي بتأطيره داخل قالب المؤامرة، أو أنْ نقف أمام هذا السؤال محاولين الإجابة.

    القلق الذي يجب أن يعتري مجتمعاتنا تجاه التديّن ليس التزام الشباب بالصلاة في المساجد أو إطلاقهم للّحية المهذّبة أو تقرّبهم من حلقات العلم الشرعي الأصيل المعروفة والتي تُعقد في العلن من أصحاب الاختصاص، أو ترددهم على العلماء المشهود لهم بالصلاح والتمكين العلمي والتحقّق المعرفيّ، أو انكفاءهم على النهل من مصادر العلم الشرعيّ المخطوطة، فهذا في أصله مدعاة للاطمئنان بأنّ هؤلاء الشباب في محيط صحيّ ينجيهم من الانجرار نحو أيّ دهاليز مشوّهة تدّعي بالإسلام وصلاً، فالخطاب الديني المزيّف المستند على الطروحات المغشوشة لا يمكن مجابهته إلّا بالخطاب الإسلاميّ الصادق، ففي وعي الشباب المتديّن تكمن الحاجة التوّاقة إلى معرفة النظرة الإسلامية إلى ماهية واجباتهم وحقوقهم في مجتمعاتهم وداخل أسرهم ودورهم كشباب مسلم في المجريات العالمية الدائرة من حولهم، فهم مدركون بأنّ إسلامهم دين حياة، وهم فخورون بانتمائهم للإسلام ولن يقبلوا أن يكونوا على هامش التغيير نحو الأفضل في أوطانهم، لذا وجب أن تُشبع تلك الحاجة وترتوي من معينها الوحيد وهو الإسلام الذي نزل على سيّد الخلق محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو إسلام واحد لا تتعدد أشكاله ولا تتغيّر أصوله، أبلج غير ملتبس وصريح غير مكنون، وهذه الحقيقة القطعية أكّدها عليه الصلاة والسلام في قوله: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلّا هالك.."– قال الشيخ الألباني: صحيح –

    فإذا افترضنا أنّ هنالك توصيفا للشخصية الإرهابية فلا تبحثوا في «بروفايلات» ياسمين الوطن المتمثّل في شباب ضمّ في وجدانه وفطنته الالتزام بتعاليم وأخلاق الشرع الإسلامي وحبّ الوطن القادرين على تقديم النموذج المستقيم للشاب المسلم.

    لكننا في ذات الوقت لا نستطيع أن نُنكر ابتلاء أمّتنا بأذرع معتنقة لمسجد ضرار ديناً، ذلك المسجد الذي أُسّس في قلب المدينة المنورة في عهد النبوّة، بتمويل من الروم وبمباركة اليهود ليكون نواة احتشاد المنافقين للقضاء على المشروع الإسلامي وإطفاء سنا الهداية، وبالرغم من هدمه في حينها إلّا أنّ مسجد ضرار مازال يتنقّل فكراً يتسم بالعنف والتخريب، الأمر الذي يتطلب منّا الوقوف على المستوى السلوكي العدواني والانقياد الفكريّ المضطرب في عباءة التديّن، كالتساهل في تكفير العوام والأعيان، والنفور من علماء المسلمين العاملين وتحقير جهود علماء الأمة بالمطلق ونعتهم بعلماء السلاطين، واختيار الانزواء للاعتقاد بشركية أو جاهلية المجتمع، والتشبث بفكرة الموت كطريق أوحد للخلاص والنجاة، وتبنّي خيار الاحتكام إلى السلاح مع المخالفين، تلك السمات وغيرها من سمات فكر مسجد ضرار يرصدها الميزان الإسلامي بدقّة ولديه القدرة على كشفها وعلاجها، فنحن المسلمون الأقدر على كسر تنميط الإرهاب في الإسلام، ومحاصرة البنية الفكرية الناشئة بعيداً عن أصول الإسلام، بتوسيع المساحة الممنوحة للعلماء والدعاة لعرض النهج الإسلاميّ السديد

جاري التحميل ..
X