والدكتور محمد عبد القادر أبو فارس الذي عُرف بعلمه الشرعي، وخطاباته الرنانة، من مواليد بلدة الفالوجة عام 1938، التي احتلت عام 1949.
تلقى الشيخ محمد أبو فارس دراسته الابتدائية في الفلوجة، قبل أن يتهجر رفقة عائلته إلى مدينة الخليل، ويكمل دراسته في مدرسة دورا عام 1950.
وبعد إنهائه للدراسة الابتدائية عام 1950، فقد الشيخ أبو فارس والده وهو لا يزال ابن اثني عشر سنة، ما اضطره للعيش في كنف والدته وعمه الحاج أحمد يوسف أبو فارس.
وبالرغم من صعوبة الحياة المعيشية حينها لطفل يتيم الأب، أصر الشيخ محمد أبو فارس على إكمال مشواره الدراسي على خلاف غالبية أبناء جيله حينها، حيث أنهى دراسته الثانوية من درسة الحسين بن علي في الخليل، وتخرج منها عام 1957.
علاقة الشيخ محمد أبو فارس بجماعة الإخوان المسلمين بدأت قبل 63 سنة، وبالتحديد عام 1952 حيث كان يتردد على شعبة "الإخوان" في الخليل، ولم يكن يتجاوز حينها الأربعة عشر عاما.
وبعد بضع سنوات من انخراطه في العمل الدعوي داخل جماعة الإخوان المسلمين، صدر قرار من وزارة التربية والتعليم بتعيين مدرسا في أحدى مدارس منطقة أبو نصير عام 1958، أي بعد عام واحد من حصوله على الشهادة الثانوية.
وفي عام 1964 انتسب الشيخ أبو فارس إلى جامعة دمشق، لدراسة الشريعة الإسلامية، وبعد الانتهاء من الدراسة هناك انتقل إلى الدوحة حيث تعاقد مع وزارة المعارف القطرية للعمل كمدرس فيها.
وعقب سبع سنوات من العمل في الدوحة، عاد الشيخ محمد أبو فارس إلى الأردن، ليمكث فيها ثلاث سنوات قبل أن ينتقل إلى القاهرة، ويحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الأزهر في السياسة الشرعية مع مرتبة الشرف الأولى.
تفوق الشيخ الدكتور محمد أبو فارس في الدراسة الأكاديمية، دعا الجامعة الأردنية لترشيحه لنيل "جائزة الدولة التقديرية للأبحاث والدراسات الإسلامية".
عمل الشيخ محمد أبو فارس أستاذا في قسم الفقه والتشريع في الجامعة الأردنية وأستاذا مشاركا، ثم رئيسا لقسم الفقه في الجامعة ذاتها، قبل أن يتم فصله بقرار من السلطات عام 1985.
وشغل الدكتور أبو فارس منصب رئيس مجلس الثقافة والتربية والتعليم لجمعية المركز الإسلامي الخيرية، وعضو مكتب تنفيذي في جماعة الإخوان المسلمين، وعضو مجلس شورى في جماعة الإخوان المسلمين، وحزب جبهة العمل الإسلامي، والمكتب الإرشاد العالمي للإخوان، وكان مقررا للجنة التحقيقات النيابية، ومقررا للجنة القانونية.
وتولى الشيخ أبو فارس عدة مراكز قيادية أخرى في جماعة الإخوان المسلمين، حيث شغل منصب نائب شعبة صويلح لمدة تزيد عن الثلاثين عاما.
دخل الشيخ أبو فارس البرلمان مرتين، الأولى في عام 1989، والثانية في عام 2003، واعتقل عام 2006 وهو عضو في البرلمان، بعد تعزيته بزعيم تنظيم القاعدة في العراق "أبو مصعب الزرقاوي"، حيث حُكم عليه بالسجن حينها سنتين، قبل أن يخرج بعفو ملكي بعد شهرين من الاعتقال.
واعتقل الشيخ أبو فارس عدة مرات سابقة، أبرزها عام 1986 في قضية "جامعة اليرموك".
شارك الشيخ محمد أبو فارس في عدة مؤتمرات داخلية وخارجية، علمية، وفكرية، ودعوية، وسياسية، كما .
وأشرف الشيخ أبو فارس على العديد من الرسائل العلمية داخل الأردن وخارجه، وله من المؤلفات ما يزيد عن ستين مؤلفا وكتابا في مختلف العلوم الشرعية، من فقه وسياسة شرعية، وتفسير، وسيرة، وتزكية,
وساهم في تأليف مناهج التربية الإسلامية في المملكة، ودول أخرى مثل عمان، وقطر
... منقول عن صحيفة السبيل
تعليق