إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إشراقات قرآنية - ( فَإِن زَلَلْتُم ) ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إشراقات قرآنية - ( فَإِن زَلَلْتُم ) ..

    قول الله تعالى : ( فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ..

    ** هذا التحذير المتكرر ، يصوّر رحمة الله تعالى و رأفته بعبده المؤمن . فالله تعالى و تقدس لا يريد بالإنسان شرّاً ، بل يحب له الخير و السعادة و الفلاح في الدنيا و الآخرة ، و لذلك يحذره من التّعرض لغضبه .

    ** استعمال الآية حرف الشرط " إن " يشير إلى أنّ اتباع خطوات الشيطان بعدما بيّن الله تعالى حقيقة أهدافه الإبليسيّة ، و رسم منهج الصراط المستقيم بتعاليم القرآن و السنّة ، أمر مستغرب من العبد المؤمن و الجماعة المؤمنة .

    ** استعمال كلمة " زللتم " يكشف عن طبيعة و نتيجة اتباع خطوات الشيطان . فالزلل هو اضطراب القدم في حركتها . فكأنّ الغرض هو بيان أنّ اتباع خطوات الشيطان يُعرّض المؤمن للوقوع بالضرورة في معصية الله و مخالفة أمره . فطريق الشيطان طريق زلقة ، مهما وضع فيها الإنسان قدمه أوشك أن تزل به في مهاوي الخطيئة و جحيم المعاصي .

    ** الآية فيها دعوة للجماعة المؤمن أن تكون يقظة حول تصرّفات الأفراد ، و سلوكيّاتهم . إذ أنّ التغافل عن هذه الحقيقة بدعوى من الدعاوى التي يروّجها أتباع الشيطان و عبدة الهوى : حقوق الإنسان ، الحرية الشخصيّة .. إلخ ، لن تكون له نتيجة إلا تدهور و تضعضع النظام الاجتماعي برمّته . و بذلك تفقد الجماعة المؤمنة قيمتها و مهمّتها في الحياة : مهمّة دعوة العالمين إلى الله سبحانه و تعالى .

    ** تختم الآية باسمين من أسماء الله الحسنى : العزيز ، الحكيم . و هو ختام يناسب سياق الآية ، بل و الموضوع كلّه مناسبة دقيقة و عميقة . فالفرد المؤمن و الجماعة المؤمنة عندما يزلّون عن منهج الله تعالى باتباع خطوات الشيطان من بعد ما جاءتهم البيّنات الواضحات ، عليهم أن يتذكروا أنّهم هم الخاسرون .. خسارة في الدنيا إذ أنّ الفطرة البشريّة لا يصلح لها إلا مصدر رباني محيط بأسرارها و مساربها و طاقاتها ، فيعرف كيف يثوّرها و يرشدها إلى طريق السعادة الجميلة ، سواء على المستوى الشخصيّ أم على المستوى الاجتماعي . و خسارة في الآخرة بالتّعرض بغضب الله و عذابه المهول ، بسبب الهجر لتعاليم شريعته و الاستجابة لعدوه إبليس .
    و بهذا فالله يذكر الفرد المؤمن و الجماعة المؤمنة بعزّته التي لا تقهر ، و أنّه تبارك شأنه عزيز في انتقامه لا يفوته هارب ، و لا يغلبه غالب .
    أما ذكر اسم الحكيم فهو تنبيه على أنّ هذا الدين مبني على قانون الحكمة الفائقة ، و مؤسس على العلم المطلق المحيط ، سواء بالشخصيّة الإنسانيّة ، أم بالكون و الحياة ، أم بالمصير الأبدي بعد الموت .
    و بذلك يشير إلى التعجب من ترك الفرد المؤمن و الجماعة المؤمنة لتعاليم هذا الدين ، المنسجم مع العقل و الوجدان و الحياة ،
    إلى اتباع خطوات الشيطان و التّعرض لغضب الله و عذابه !!
    ( مقتطفات من كتابي : إشراقات قرآنية ) .

جاري التحميل ..
X