إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة عيد الأضحى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة عيد الأضحى

    خطبة عيد الأضحى


    الله أكبر الله أكبر الله أكبر،
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر،

    الله أكبر على كل من خان الأمة وتآمر،
    الله أكبر على كل من فكّر للنيل من المسلمين ودبر، ثم استعلى واستكبر،
    الله أكبر،

    الحمد لله الذي أنعم علينا فأحسن النعم وتوّجها بنعمة الإسلام، وفرض علينا الصلاة والحج والجهاد والحكم بما أنزله على الأنام.

    وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله قائد الغر المحجلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

    الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،
    الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،
    الله أكبر، نداء الجموع الغفيرة من كل حدب وصوب في بيت الله،
    الله أكبر، نداء المجاهدين في سبيل الله،
    الله أكبر، صرخة نوجهها ونصعق بها من تآمر على دين الله، ولكل خائن لله ولرسول الله ولعباد الله،

    لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

    يا طِيْبَ ما لَبَّيتَ رَبَّكَ إنّه
    لَلحقُّ يُزلِفُهُ فُؤادُكَ والفم
    أين الشَّريكُ لمن تَصرَّفَ وحده
    في مُلكِهِ أَمَّنْ سِواهُ المُنعِم
    لَبَّيْكَ رَبِّي أن قَضيتَ لنا الهدى
    فَكِتابُكَ الهادي وأنتَ المُلْهِم

    أما بعد،
    أيها الناس:
    يقول الله في كتابه العزيز {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27



    أيها الأخوة الكرام:
    ها نحن في هذه الأيام المباركة، من الأشهر الحرم. نعيش حالة تأهب واستنفار لحشود غفيرة من المؤمنين، تذكرنا بالاستنفار للجهاد في سبيل الله. غير أن هذه الحشود الغفيرة هي حشود الحجيج وليست حشود المجاهدين، وهي تستعد للذهاب إلى منى لرمي الجمرات, وليس للجهاد والقتال في سبيل الله ورمي أعداء الله بكل ما أوتينا من قوة. ونحن إذ نرجو الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع هذه النسك، نود أن نرسل رسالة إلى كل الحجيج ومن بعدهم من المسلمين، نستهدف بها لفت أنظارهم، ونشد بها أذهانهم إلى محطات غاية في الأهمية.

    أيها الناس:
    في هذا الموسم يجب علينا وبالتحديد في موسمr, والخلفاء من بعده . فالرسول rأنا نقارن زماننا بزمان الرسول الحج , كان يتفقد أحوال المسلمين, ويرعى شؤونهم ويعلمهم مناسكهم ويصلي بهم ويتضرع إلى الله ويدعوا لهم. ثم جاء من بعده الخلفاء فساروا على نهجه وهديه وقاموا بعمله, ولم يهملوا الرعية في هذا الموسم العظيم. ومن هؤلاء الخلفاء العظام نذكر الخليفة العباسي هارون الرشيد, رحمه الله ورضي عنه، إذ اشتهر عنه أنه كان يحج بالمسلمين عاما ويغزو بهم عاما. ومن اللطائف المعروفة عنه أنه كانت له قلنسوة مكتوب عليها – حاج * غازي – فكان في السنة التي يريد فيها الحج بالمسلمين يلبسها من الجهة التي كتب عليها حاج, وأما السنة التي يغزو فيها ويجاهد في سبيل الله فيلبسها من الجهة المكتوب عليها غازي. هكذا كان خلفائكم من قبل أيها الحجيج, فرحمة الله عليهم جميعا. أما في زماننا هذا وما أدراك ما هذا الزمان, فإني أسألكم بالله عليكم أين هم حكامنا ؟ أين موقعهم بيننا في هذا الموسم العظيم؟ فهل أقاموا لهذه الشعيرة وزنا، وخرجوا معنا لأدائها، وهل اهتموا على الأقل بشؤوننا ويسّروا لنا الطريق وذللوا لنا العقبات، ورفعوا عنا الحرج ؟ أم أنهم ضيّقوا علينا المنافذ، ووضعوا لنا العراقيل والتعقيدات لكي لا يتيسّر لنا تحقيق هذا الفرض ؟ أوَ لم يمت قبل أيام في موسم الحج هذا أربعة حجاج من أهل العراق على الحدود بسبب الجوع والبرد؟
    فهل هذه هي الرعاية بينما يقوموا بالحج نحو البيت الأبيض وصحنه العفن؟

    أيها الناس:
    في هذا الموسم العظيم, وفي أجواء هذا المؤتمر السنوي، فإنه ينبغي علينا أن نجعل منه مظهر وحدة، ومناسبة لتذكير الناس للعمل لتوحيد أمتهم في دولة واحدة، فالله سبحانه وتعالى أنزل سورة براءة [ براءة ] في موسم الحج الأكبر, وهي تحمل ما تحمل من الأحكام المتعلقة بشؤون الحرب والسلم, والهدنة والمعاهدة, والأسر والجزية, وغير ذلك من تناول في خطبة الوداع المشهورة جملة من النقاط الهامة التيrالأحكام. والرسول تتعلق برعاية الشؤون وأنظمة الحكم. فقد تطرق عليه الصلاة والسلام في خطبته إلى النظام الإقتصادي فقال " إِنَّ كُلَّ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، ". ثم تطرق إلى النظام الإجتماعي فقال " َاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ ". وتطرق إلى نظام العقوبات والجنايات فقال " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ ". وتطرق إلى الوحدة السياسية والتمسك بالمبدأ الإسلامي فقال " أَلَا إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ فَلَيْسَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلَّا مَا أَحَلَّ مِنْ نَفْسِهِ وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ " إلى غير ذلك من الأحكام. فكان لا بد على المسلمين اليوم أن لا يتناسوا دولتهم ووحدتهم، ويعملوا لذلك.
    فكبروا الله على ما هداكم لعلكم تفلحون.





    (الخطبة الثانية)


    الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    الله أكبر والحمد لله،
    والصلاة والسلام على أول من أعلى وصحبه كلمة الله،

    أما بعد،
    " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ". "
    وكم من ملبّ يلهث لسانه بالتلبية - لبيك اللهم لبيك - والملائكة ترد عليه - والعياذ بالله - لا لبّيك و لا سعديك , فمأكلك من حرام وملبسك من حراملا لبّيك ولا سعديك, إنك أمرت بأن لا تشرك مع الله شيئا وأن تكفر بالطاغوت, ولكنك لازلت على ضلالك وعهدك مع الطواغيت، تؤيدهم على ظلمهم وجبروتهم، ولا تعمل على كسر قوائم عروشهم وإزاحتهم عن الحكم. لا لبّيك ولا سعديك, فقد أمرت على العمل لتمكين دين الله في الأرض ليظهر على الدين كلّه, ولكنك تكاسلت واستنكفت عن القيام بهذا الواجب. لا لبّيك ولا سعديك, لقد أمرت بأن تكفر بأفكار الكفر والإلحاد, من اشتراكية وديمقراطية وقومية, ولكنك لازلت تعمل على نشرها وترسيخها في أذهان المسلمين. لا لبّيك ولا سعديك, فقد أمرت أن توطّد أواصر الأخوة الإسلامية, وتعمل على توحيد الأمة ولحم أجزاءها ببعضها, ولكنك لازلت تذكّي النعرات الجاهلية, وتدعوا للفرقة العرقية والوطنية. فلا حول ولا قوة إلا بالله


    أيها الناس:
    إن الحج يساوي بين المسلمين جميعاً، غنيهم وفقيرهم، أبيضهم وأسودهم وأصفرهم، يجمعهم في صعيد واحد، يكبرون الله على ما هداهم، فإلى متى تبقى بلاد المسلمين متفرقة، إلى متى هذا الانفصال بين الأخ وأخيه، والمستعمرون يتربصون بنا الدوائر.

    إلى متى هذا القهر والظلم والجور من حكام المسلمين، إلى متى فقدان الأمن؟
    أين جنتنا؟ أين خليفتنا التي يذود عنا؟

    ورحم الله " الرشيد " الذي قيل له ذات مرة, وهو في إحدى غزواته, وقد أنهكتهم كثرة الثلوج وبرودة فصل الشتاء, أما ترى يا أمير المؤمنين ما نحن عليه من الجهد، والرعية وادعة, فقال له أسكت, فعلى الرعية المنام وعلينا القيام ولا بد من حراسة الرعية.

    أيها الناس:
    إنكم في خاتمة العشر الأوائل من ذي الحجة، شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها.
    وهذا يوم النحر خاتمتها، وهو أعظم الأيام عند الله قال صلى الله عليه وسلم: (أعظم الأيام عند الله تعالى، يوم النحر، ثم يوم القرّ) وهو يوم الاستقرار في منى
    أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك.

    فأروا الله من أنفسكم خيراً في هذا اليوم، اجبروا عثراتكم، فأقلعوا عن ذنوبكم، وقوموا بما فرضه الله عليكم.

    أروا الله من أنفسكم خيراً أيها الناس، فأصلحوا ذات بينكم، وصلوا أرحامكم، وتزاوروا فيما بينكم، فكونوا عباد الله إخوانا، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه.

    أروا الله من أنفسكم خيراً، فأحبوا للمسلمين ما تحبونه لأنفسكم، وأبغضوا للمسلمين ما تبغضونه لأنفسكم، فكروا بإخوانكم، وبأمتكم قبل أن تفكروا بأنفسكم، فاعملوا جاهدين لنهضتها، وإقامة دولة الخلافة التي فيها الخلاص من كبوتها ومحناتها.

    اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
    اللهم أرزقنا إيمانا لا يتزعزع , وشجاعة لا تلين, وإرادة لا تقهر, اللهم ثبتنا على دينك وحمل دعوتك إلى أن نلقاك وأنت عنا راض. اللهم هذا حالنا لا يخفى عنك, وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك, اللهم انصرنا بك لك , وحِلْ بيننا وبين غيرك, يا مولانا استجب لنا، أنت مولانا فثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
جاري التحميل ..
X