في حجته صلى اله عليه وآله وسلم استقبل الحجر واستلمه، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، فالتفت فإذا عمر يبكي، فقال: (يا عمر ها هنا تسكب العبرات) (صحيح-الحاكم وابن ماجه)
هذا لمن قصد بيت الله الحرام أما نحن المشتاقون الذين حرمنا هذا العام فلنتمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار أبدا: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" (صحيح -الترمذي وأبو يعلى والطبراني)
وكثير منا يقسو قلبه فليلنه بالتباكي انكساراً أمام الله جل وعلا ،فلقد قال عليه الصلاة والسلام :" ابكوا، فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا" (صحيح-ابن ماجه والحاكم)
هذا يوم مقدس وتلكم أيام مباركة يباهي الله ملائكته بعباده الحجاج أتوه شعثاً غبراً ،ثم يغفر فيه لكثير من عباده ،قال صلى الله عليه وسلم:
"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من النار من يوم عرفة " (صحيح-الحاكم وابن ماجه والنسائي)
اسكب العبرات هذا اليوم غإذا اغرورقت العين بمائها من خشية الله حرم الله جسدها على النار ، ، فإن فاضت على خدها لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة .
ما أعظمك يا رحمن ، كأن الدمعة من خشييك تطفئ حر النار .
فتعال بنا –أخي- نغسل الخطايا ونسكب العبرات:

لبست ثوب الرجـا والناس قد رقدوا
وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا عدّتي في كل نائبة
ومن عليه لكشف الضر أعتمد

أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
ما لي على حملها صبر ولا جلد

وقد مددت يدي بـالذل مبـتهلاً
إليك يا خير من مُدَّت إليه يد

فلا تردنها يا ربي خائبةً
فبحر جودك يروي كل من يرد