إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يهود أمريكا.. وأزمة إسرائيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يهود أمريكا.. وأزمة إسرائيل

    يبدو أن “القيم المشتركة” التي اعتمدت عليها إسرائيل لكسب التعاطف الشعبي الأمريكي تتضاءل اليوم في خضم توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وقد كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” منذ فترة النقاب عن خطة “استراتيجية” يشرف عليها “نفتالي بنيت”، وزير الاقتصاد والقدس والشتات اليهودي في حكومة نتنياهو، وذلك بالتنسيق مع قادة الجاليات اليهودية في أرجاء العالم، لتحسين صورة الدولة الصهيونية.

    هذا، وسيستغرق تنفيذ الخطة العقدين القادمين، وتقوم على مشاريع ومبادرات تستهدف تعزيز مضامين الهوية اليهودية لدى يهود “الخارج”، بعد حالة الفزع التي أصابت دوائر صنع القرار الإسرائيلي، مع تنامي مظاهر تراخي العلاقة بينها وبين الجاليات اليهودية في أرجاء العالم، خاصة إثر الدراسات والاستطلاعات التي أجريت، بطلب من الحكومة الإسرائيلية والمنظمات اليهودية الأمريكية، والتي أظهرت أن أعداداً كبيرة من اليهود الأمريكيين يتخلون عن الديانة اليهودية، فيما تجاوزت نسبة الزواج المختلط لديهم 70%.

    وبحسب مقال للكاتبة الإسرائيلية “ميخال زيلبربرغ”، نشرته “يديعوت أحرونوت” بعنوان “إننا نخسر يهود الولايات المتحدة”، فإنه “إضافة للتهديدات الجسيمة التي تواجه دولة إسرائيل، وتستأثر بالجزء الأساسي من النقاش الإسرائيلي، هناك خطر استراتيجي آخر لا يقل أهمية عن ذلك، وهو الأزمة مع يهود الولايات المتحدة”. وتضيف: “إن الجالية اليهودية الأكبر في العالم آخذة في الانفصال عن إسرائيل، بسبب سيطرة التطرف على الخطاب اليهودي وبسبب فقدان إسرائيل الهوية الديمقراطية”.

    ثم ختمت قائلة: “وجدت الجالية اليهودية في الولايات المتحدة نفسها بين المطرقة والسندان، أي بين تبرير حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبين فقدان الهوية الديمقراطية لدولة إسرائيل. وفي نظرهم، نحن دولة تفتقر إلى قيمة أساسية هي حرية الاختيار”.

    ومن جانبه، كتب البروفيسور “بيرتس لفي” مقالاً تناول فيه حالة التراجع الخطيرة لمكانة إسرائيل داخل الوسط الأكاديمي الأمريكي والكندي، حيث كتب يقول: “في حرم الجامعات وضع إسرائيل صعب، إنْ لم نقل على شفا السقوط. وحسب تقرير عصبة منع التشهير الذي نشر مؤخراً، فقد جرت منذ بداية السنة الدراسية الأكاديمية نحو 90 مناسبة مناهضة لإسرائيل في الجامعات في أرجاء الولايات المتحدة، أي الضعف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”.

    ويضيف: “يدور الحديث عن مظاهرات، وحواجز وأسوار وهمية. وليس أقل من 15 مجلساً طلابياً طرحت على البحث والتصويت اقتراحات لسحب الاستثمارات والمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. وهي ظاهرة غير مسبوقة”. ويختم الكاتب: “ما بدأ قبل بضع سنوات كمبادرات محلية في جامعات قليلة، أصبح حملة منظمة جداً، وبأهداف واضحة: العزل والمقاطعة لإسرائيل بشكل عام وللمؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية بشكل خاص”.

    وفي تفسير ما سبق، أوضح الكاتب الأمريكي جيفري غولدبيرغ، في مقال بعنوان “حتى أفضل أصدقاء إسرائيل يدركون أنها منفصلة عن الواقع”، يقول: “الشعور بعدم الراحة لدى بعض اليهود الأمريكيين حيال وجهة إسرائيل آخذ في التحرك نحو الاتجاه السائد.

    فخلال الأشهر القليلة الماضية، تحدثت مع عدد من الأشخاص في العديد من المنظمات اليهودية الأضخم. وكان السؤال الذي أثاروه هو: ما الذي يفعله نتنياهو بالضبط؟ إذا أجبر اليهود الأمريكيون على الاختيار بين قيمهم الليبرالية وبين دعم دولة يهودية يبدو أنها تصبح غير ليبرالية باطراد، فإن هؤلاء القادة يقولون إن إسرائيل -وليس الحزب الديمقراطي- ستكون الطرف الذي يعاني”.

    ولعل الأمر الأهم، قد تجلى فيما نقله “غولدبيرغ”، في مقاله، عن “غاري روزنبلات”، محرر “ذا نيويورك جويش ويكلي”، الصحيفة الأمريكية اليهودية البارزة، حيث قال: “بما أنني ما أزال أعمل وأعيش في عالم الصحافة اليهودية لأكثر من أربعة عقود، أستطيع أن قول لك إنه كان ثمة زمن كانت جهنم تثور في الجالية ضد مقالات افتتاحية تظهر في صحيفة يهودية أمريكية تنتقد السياسة الإسرائيلية.

    لم تعد تلك هي الحالة الآن. وباستطاعة المتفائل القول إن ذلك يحدث لأن جاليتنا أصبحت أكثر انفتاحاً وتنويراً، لكن المتشائم يستطيع القول إنه يحدث لأن الناس لم يعودوا يهتمون بالقدر نفسه وأنهم لا يرتبطون مع إسرائيل من حشاشة قلوبهم بالطريقة نفسها التي درج آباؤهم أو أجدادهم عليها. كما قد يكون السبب هو أنهم يهتمون حقاً بإسرائيل، لكنهم لا يتفقون مع السياسة الجارية الآن”.

    نقلا عن جريدة الإتحاد الإماراتية
جاري التحميل ..
X