إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عندما تحل الشدائد على الناس: اليابان والارجنتين والبرازيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما تحل الشدائد على الناس: اليابان والارجنتين والبرازيل




    عاجلا او اجلا ستبتلي الشدائد الجميع تقريبا. فلا احد بمنأى عنها، حتى من يعيشون حياة هادئة وميسورة: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، الأنبياء: 35. فلا بد من وقوع الشدائد اذًا. ولكن ما هي ردة فعلك تجاهها؟ مثلا:

    . ماذا لو خسرت كل ممتلكاتك في كارثة طبيعية؟

    . ماذا لو ألمّ بك مرض خطِر؟

    . ماذا لو فقدت أحد احبائك؟

    خسارة ممتلكات:

    يوم الجمعة في الحادي عشر من اذار مارس سنة 2011م، ضرب زلزال بقوة 9 درجات اليابان. فحصد حياة أكثر من 15 ألف شخص وخلّف اضرارا فاقت قيمتها الـ200 بليون دولار امريكي. وبعدما سمع كاي -32 سنة- انذارا بتسونامي وشيك، التجأ الى مكان مرتفع طالبا الحماية. يقول: "عندما عدت صبيحة اليوم التالي لأنقذ ما يمكن انقاذه، وجدت ان البحر ابتلع شقتي وكل ما فيها. ولم يبق شيء سوى الاساسات. لم أستوعب الأمر في البداية. ولكن سرعان ما ادركت ان خسارتي لم تقتصر على بعض اللوازم الشخصية. فقد ضاع كل شيء: السيارة والكمبيوترات والاثاث وأقلام الباستيل والالوان المائية والزيتية التي أستخدمها في الرسم".

    كيف ثبتَ في وجه الشدة؟

    يقول كاي: "في البداية، اعددت لائحة بكل ما كان ينقصني. لكن ذلك زاد الطين بلة اذ ذكرني بكل ما تكبّدته من خسائر. لذلك قررت ان اضمّن لائحتي الضروريات، وكنت اجدّدها عندما تُلبى حاجاتي. وهكذا استطعت الوقوف على قدميّ مجددا".

    معاناة المرض:

    عاشت مابيل، معالِجة فيزيائية ارجنتينية، حياة مفعمة بالنشاط والحيوية. ولكن في سنة 2007م، بدأت تعاني يوميّا صداعا حادّا وتشعر ان التعب يأخذ منها كل مأخذ. تقول: عاينني عدة اطباء وجرّبت شتى انواع الادوية، ولكن بلا جدوى". وأخيرا، أُجري لها تصوير بالرنين المغنطيسي اظهر انها مصابة بورم دماغي. تتذكر: "نزل علي الخبر كالصاعقة، فلم أصدّق ان هذا العدو الشرس ينمو في داخلي. لم ادرك كم حالتي حرجة الا حينما استعدت وعيي بعد العملية في غرفة العناية المركزة. فقد بقيت ممدّدة على السرير بلا حراك، وجلّ ما استطعت فعله هو التحديق في السقف. في السابق، كنت نشيطة وأعتمد على نفسي. لكني اصبحت بين ليلة وضحاها اسيرة ذلك السرير. وفي الايام التي قضيتها في تلك الغرفة شعرت اني مشوَشة، وكان ضجيج المعدات الطبية وأجهزة الانذار وأنين المرضى يصم الاذان. احسست وكأني أشتمّ رائحة الالم والمعاناة مع كل نفس. اما اليوم فقد استعدت عافيتي الى حد ما. وأنا استطيع السير دون مساعدة، حتى اني اخرج وحدي احيانا. الا انني لا ازال اعاني من الرؤية المزدوجة وعدم تناسق الحركات".

    كيف ثبتت في وجه الشدة؟

    تقول مابيل: "خلال فترة النقاهة، واجهت ما واجهه مرضاي من تحديات. فقد سبّبت لي التمارين ألما مبرّحا، وكم من مرة فكرت في الاستسلام. ولكن كان علي التخلص من هذا الفكر السلبي، مدركة ان جهودي ستعود علي في النهاية بفوائد جمة".

    فقدان احد الاحبة:

    تعرض رونالدو من البرازيل لحادث سيارة اودى بحياة والدّيه وأخويه واحدى قريباته. يقول: "بقيت في المستشفى طيلة شهرين قبل اعلامي بوفاتهم. في البداية، لم اصدّق أذنيّ. كيف يعقل ان يموتوا جميعا؟! ولكن كم صُدمت وحزنت حين ادركت الحقيقة. وفي الاشهر التالية، لم تجفّ الدموع من عينيّ وشعرت ان حياتي لا معنى لها بدونهم. كم أتحسر لأني سمحت لغيري بقيادة السيارة! فلولا ذلك لكانوا على قيد الحياة الان. صحيح ان 16 سنة مرت وقد عدت الى روتين حياتي العادي، الا ان هذا الحادث المأساوى ترك ندوبا في قلبي لم تلتئم بعد".

    كيف ثبتَ في وجه الشدة؟

    يقول رونالدو: "كنت أبكي كلما اردت. وقد أراحني ذلك كثيرا، اذ لا طائل من حبس الدموع. بذلت جهدي كي اقاوم رغبتي في الانزواء. فكنت أستقبل بالترحاب من يزورونني. كما أفضيت بمشاعري الى زوجتي وأصدقائي المقربين. بصدق، تعلمت ماذا تعنيه الحياة وحقيقة الموت الذي ينتظرنا": {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِين}، المؤمنون:30.


جاري التحميل ..
X