كل جمعة جرت السنة النبوية على قراءة سورة الكهف تحديداً. .
كما لو أنك بهذا تراجع مراحل تطورك بداية كل أسبوع.. تراجع وتقيم دورك في كل ذلك.. هل أنت في الكهف، أم إنك لم تدخله بعد؟ هل أغراك صاحب الجنتين أم إنك ثابت على ثوابتك؟ هل تحاول رفع الواقع إلى النص،
أم إنك تحاول تحنيط النص وإبقاءه على الرف في اﻷلواح واﻷوراق؟...
كل جمعة.. يمنحك القرآن هذه الفرصة لتقييم ذاتك وإنجازاتك. .
يستفزك ليكون لديك مشروعك ولو كان صغيرا ويستفزك أكثر ليكون مشروعك هذا جزءا من مشروع أكبر..
كل جمعة يجعلك القرآن في مواجهة مع تلك اﻷطوار وتلك القمة العالية التي وصلها ذو القرنين، وسيكون ذلك بمنزلة استفزاز لنا لكي نعرف ما موقعنا من اﻹعراب في جملة الحضارة، هل نحن "بين السدين" وقد أغلقنا على أنفسنا رؤيتنا التجزيئية للعالم وﻷنفسنا وللنص، فتحولنا إلى الإفساد في أرض سواء وعينا أم لم نع. . أم هل نحن لم نصل لذلك أصلاً؟..
ولا نزال عند "العين الحمئة"-الغربية،باعتبار أن طينها هو أفضل ما يمكن الوصول إليه؟؟
يتوهج النص القرآني بين أيدينا ونحن نعيد فهمه بضوء شروط الحضارة، يتوهج هو، ويبعث الضوء..
بقي أن نتوهج نحن!.
من "البوصلة القرآنية"
أحمد خيري العمري
تعليق