من آداب النصيحة :
أن تنصح لمن تنصح ، مريدا له الخير ، لا فارضا عليه أمرك ونهيك ، ملزما له الاستجابة لرأيك ، ثم تترك وتحمل عصاك .
فلا تَكَلَّفْ بالنصح ، ولا تُعِدْه من غير مسوغ يقتضي تكراره ، ولا تلحَّ فيه ، ولا تعير به .
ثم إن أخذ بنصحك = فلكما الحسنى .
وإن لم يأخذ = لم يضرك شيئا ، إن أنت أردت وجه الله والدار الآخرة ، لا علوا في الأرض ولا استكبارا .
فمن نصح أحدا ، فلم يأخذ بنصحه ، من غير تعدّ عليه ولا بغي = ففار ومار ، وهاج وماج = فليعلم أنه لم ينصح لوجه الله ، وإنما لكبر في نفسه ما هو ببالغه .
فإن الذي ينبغي التزام أمره ونهيه هو الله تعالى ورسوله ، لا أحد من المخلوقين ، إلا آمرا بنص الوحي ، لا برأي يراه ، وإن اعتقده معبرا عن الوحي ، فإن البلاغ عن الله تعالى بحيث يكون نفس البلاغ وحيا = هو للرسول المعصوم لا غير .
وقد اعتبرت حال كثير من الناس ، ممن ينعي على غيره الغرور والتكبر ، وينادي في الناس إن فلانا مستكبر ، ولا تغروا فلانا في نفسه = فوجدت حالهم أنهم لأشد كبرا في أنفسهم وعلوا ، وأنهم ما يريدون من الناس إلا أن يعظموهم هم ، ويكبروهم هم .
ومن أعظم كبرهم أنهم يريدون من الناس أن يدينوا لهم ، ويطيعوهم ، ويوافقوا رأيهم ومرادهم في كل أمر ، فمن خالفهم ولم ينصع لرأيهم = قلوه ، وكرهوه ، وحذروا منه .
ولعمر الله إن تخليص النصح من التعيير ، ووجه الله من وجه الناس ، وإرادة الاتضاع من إرادة الاستكبار = لشيء ليس بيسير ، إلا على من يسره الله عليه .
عمرو بسيوني
أن تنصح لمن تنصح ، مريدا له الخير ، لا فارضا عليه أمرك ونهيك ، ملزما له الاستجابة لرأيك ، ثم تترك وتحمل عصاك .
فلا تَكَلَّفْ بالنصح ، ولا تُعِدْه من غير مسوغ يقتضي تكراره ، ولا تلحَّ فيه ، ولا تعير به .
ثم إن أخذ بنصحك = فلكما الحسنى .
وإن لم يأخذ = لم يضرك شيئا ، إن أنت أردت وجه الله والدار الآخرة ، لا علوا في الأرض ولا استكبارا .
فمن نصح أحدا ، فلم يأخذ بنصحه ، من غير تعدّ عليه ولا بغي = ففار ومار ، وهاج وماج = فليعلم أنه لم ينصح لوجه الله ، وإنما لكبر في نفسه ما هو ببالغه .
فإن الذي ينبغي التزام أمره ونهيه هو الله تعالى ورسوله ، لا أحد من المخلوقين ، إلا آمرا بنص الوحي ، لا برأي يراه ، وإن اعتقده معبرا عن الوحي ، فإن البلاغ عن الله تعالى بحيث يكون نفس البلاغ وحيا = هو للرسول المعصوم لا غير .
وقد اعتبرت حال كثير من الناس ، ممن ينعي على غيره الغرور والتكبر ، وينادي في الناس إن فلانا مستكبر ، ولا تغروا فلانا في نفسه = فوجدت حالهم أنهم لأشد كبرا في أنفسهم وعلوا ، وأنهم ما يريدون من الناس إلا أن يعظموهم هم ، ويكبروهم هم .
ومن أعظم كبرهم أنهم يريدون من الناس أن يدينوا لهم ، ويطيعوهم ، ويوافقوا رأيهم ومرادهم في كل أمر ، فمن خالفهم ولم ينصع لرأيهم = قلوه ، وكرهوه ، وحذروا منه .
ولعمر الله إن تخليص النصح من التعيير ، ووجه الله من وجه الناس ، وإرادة الاتضاع من إرادة الاستكبار = لشيء ليس بيسير ، إلا على من يسره الله عليه .
عمرو بسيوني
تعليق