إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما بالُ إبليس؟!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما بالُ إبليس؟!!

    ما بالُ إبليس؟!!

    جاء في الآية 7 من سورة غافر: "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ..."؛ قوله تعالى:" وَيُؤْمِنُونَ بِهِ"، يدلّ على أنّ الله سبحانهُ وتعالى بالنسبة للملائكة غيب. وجاء في الآية 51 من سورة الشورى:" وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ". وعندما طلب موسى عليه السلام أن يرى الله جهرة كان الجواب:".. قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ".
    فالجليل سبحانه إذا أراد أن يكلّم بشراً كلّمه من وراء حجاب، أو بإيحاء مباشر، أو بواسطة رسول. هذا يعني أنّ إبليس الذي هو أقلُّ شأناً يغلب أن يكون قد خُوطِب من قِبَل الجليل بواسطة رسول من الملائكة، كما هو شأن البشر الذين يخاطبهم الله تعالى على لسان الرسل. أمّا ردّ إبليس فلا يلزم أن يكون على لسان مَلَك، لأنّ الله تعالى مطّلع على سرّه وعلنه، وبالتالي يكفي أن يُحدّث نفسه بالمعصيّة ويعزم عليها حتى يكون ذلك منه رداً معلناً؛ يقول سبحانه في الآية العاشرة من سورة الرعد:" سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ..."، فالجهر والإسرار في عِلم الله سواء.
    نقول هذا لأنّ الكثير منّا يظنّ أنّ إبليس قد حاور الله تعالى بصورة فيها مُباشرة، مما يجعلنا نستشكل حدوث معصيته للأمر الإلهي وهو على مثل هذا اليقين.
    فالبداية إذن كانت الأمر بالسجود لآدم، فمنعه الكِبر من تنفيذ الأمر، وهو يعلم أنه أمرٌ إلهيّ. وكم من بشرٍ نعلَمُهُم يعصون وهم يعلمون، من غير شك، أنهم يعصون الأمر الإلهي!! والقرآن الكريم يكشف لنا حقيقة تكذيب زعماء قريش:" قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ"، والجحود فيه إبطانٌ للتصديق وإظهارٌ للتكذيب.
    وها هم الملأُ من الفراعنة يستَجْدون موسى عليه السلام:"... يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ". فماذا كان موقفهم عندما تحقق طلبهم:" فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ". والأعجب من هذا أن يرى فرعونُ البحرَ ينشقّ لموسى عليه السلام، وعلى الرُّغم من ذلك يستمرّ في غيّه ويدخل هو وجنودُه الطريق اليبَس في البحر!! فما تفسير ذلك؟
    إنها دعوةُ موسى عليه السلام:".. رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ"، إنّه التدخّل الرباني لمنع حصول الإيمان والاعتبار، وذلك كعقوبة مُعجّلة لهم في الدنيا، لِما قدّموه من ظلم وطغيان. وهذا الصرف الربّاني مما يُعجّل به لأهل الكِبر من عقوبات؛ يقول سبحانه:" سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ".
    فإبليس عندما استكبر في الأولى وجدناه يستمر في غيّه ويعجز عن الندم والتوبة بما يحيّر العقول. واليوم نجد من الطغاة من يُصرّ على فجوره وطغيانه ولا يَرُدّه شيء ولو عاينَ كلّ البراهين، ولو بلغت روحه الحلقوم!!

    بسام جرار

  • #2
    رد: ما بالُ إبليس؟!!

    يسلموا كتير

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X