إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تَعَقُّل مسألة الأزل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَعَقُّل مسألة الأزل


    التصوّر والتعقُّل (1)
    لو أخذنا ورقة رقيقة سُمكها عُشْر مليمتر وقسمناها نصفين، وقُمنا بضم النصفين معاً يصبح السّمك2, مليمتر، ثمّ نقوم بالقسمة نصفين ونضم الأنصاف إلى بعضها فيصبح السمك 4, مليمتر، ونقوم بتكرار هذه العملية فقط خمسين مرة، فكم تتوقّع أن يصبح السُّمك؟! إذ قلنا سيكون السُّمك بمقدار المِسافة بين الأرض والقمر، سيبادر معظم الناس إلى الاندهاش وعدم التصديق، فهذا أمر غير متصوّر. فكيف بهم إذا قلنا لهم الحقيقة؟! الحقيقة أنّ السُّمك هو بمقدار المسافة بين الأرض والقمر مضاعف 317 مرّة!! أمر لا يمكننا أن نتصوّره ولا أن نصدّقه حتى نقوم بتعقّله، أي باستخدام العقل؛ ويكون ذلك بإجراء عملية حسابيّة نصبح بعدها على يقين من الأمر.هذا يعني أنّه عندما نعجز عن تصوُّر أمر قد يكون الحل في التعقّل بالاستناد إلى البدهيات العقليّة، التي تورث اليقين

    تَعَقُّل مسألة الأزل (2)
    الأزلي: ليس له بداية، وبالتالي ليس له نهاية.كلّ البشرِ يؤمنون بالوجود الأزليّ، الذي لا بداية لوجوده. وغالبيّة البشر تؤمن بالإله الأزليّ. وإذا ألحد شخص يضطر أن يقول بأزليّة الوجود المادي.
    لماذا هو مضطر إلى ذلك؟!
    على الرُّغم من استحالة أن يجعل الإنسانُ في ذهنه صورةً للوجود الأزليّ، وعلى الرُّغم من أنه يعجز عن أن يذهب بخياله إلى الـ مالانهاية، إلا أنه يؤمن إيماناً اضطرارياً بوجود الأزليّ،
    نرجع ونقول: لماذا؟!
    مبدأ السببيّة من المبادئ الفطريّة التي فُطِر عليها الإنسان، ومن هنا تجد الطفل يسأل: من خلقني؟ فنقول: الله، فيقول: من خلق الله؟!
    وإذا عجز الإنسان عن تصوّر الأزلي الذي لم يسبقه سبب لوجوده، فإنّ العقل كفيل بذلك. علينا أن نستند إلى مبدأ السببيّة نفسه، أي أنّ المبدأ الذي يجعلنا نستشكل المسألة هو الذي يعطينا الحل. كيف؟! هناك وجود إلهي وهناك وجود مادّي. لنفرض جدلاً أنّ الوجود كان عدماً ثمّ برز إلى حيّز الوجود إله من غير وجود سابق. مبدأ السببيّة يخبرك أنّ هذا من المستحيلات العقليّة. وكذلك من المستحيلات العقليّة القول ببروز المادّة من العدم من غير سبب سابق. وعليه: فالعقل يحكم بحتميّة وجودٍ لم يسبقه عدمٌ.
    وليس من هدفنا في هذه العجالة أن نبيّن أنّ المادّة حادثة ولا تكون أزليّة، ولكن يكفي أن نلحظ النظام والإبداع في الكون والمخلوقات لنعلم أنّ الأزليّ لابدّ أن يكون عالماً مريداً.

    الشيخ بسام جرار


  • #2
    رد: تَعَقُّل مسألة الأزل

    شكر لكم على هذه الافاده

    تعليق

    جاري التحميل ..
    X