حبّ الذات والأنانيّة
حبّ الذات أمر فطري لابدّ منه لبقاء الإنسان وبناء الحضارات؛ فهو الذي يدفعنا للعمل والكدّ والكدح،
وهو الذي يدفعنا بقوّة للحفاظ على ذواتنا وما نحبّ. ولكن في المقابل نجد أنّ لحب الذات سلبيات
كثيرة نعرفها ونعاني منها أفراداً ومجتمعات.
ونحن هنا نواجه مشكلة تتمثل بالآتي: هل نكبتُ حبّ الذات درءاً للمفاسد،
أم نطلقه دفعاً للتطوّر والتحضّر؟!
انظر ماذا حصل عندما كبتت الشيوعيّة حبّ الذات في عالم الاقتصاد، وانظر ماذا حصل عندما
أطلقته الرأسماليّة!! أمّا في الإسلام فيتمّ توظيف حبّ الذات لصالح المجموع، ولكن كيف؟!
حتى تتضح الفكرة نضرب المثال الآتي: عندما يتصدّق المسلم على الآخرين فإنّ هذا الفعل يتناقض
في حقيقته مع حبّ الذات. ولكن لو دقّقنا النظر لوجدنا أنّه يتصدّق لأنه يحبُّ ذاته؛ فهو يريد الثواب
والأجر المضاعف، يريد أن يأخذ أكثر مما أعطى، ويرغب في أن يثيبه الله في الدنيا قبل الآخرة
. وكذلك الأمر عندما يندفع المسلم في أرض المعركة يقاتل من أجل الحق، فإنّ ذلك يتناقض مع حبّ الذات.
ولكن عندما ندقّق النظر نجد أنه يندفع لأنه يحبّ ذاته ويرغب في النصر أو الشهادة.
هذا يعني أنّ الدين الإسلامي حافظ على حبّ الذات، والذي هو فطري، ووجّهه لمصلحة المجموع؛
فبعد أن كان حبّ الذات يتجلّى أنانيّة واحتكاراً ، أصبح إيثاراً وتضحيةً وعطاءً وخدمة للناس.
ومثل هذا الحل للإشكاليّة لا يمكن أن يكون إلا بالإيمان الأخروي.
وهذا يعني أنّ المبادئ الماديّة تعجز عن حلّ هذا الإشكال طالما أنها تقوم على أساس
من الفلسفة الماديّة الدنيويّة. وهذا يعني أنّ الدين هو وحده الحلّ.
بسام جرار
حبّ الذات أمر فطري لابدّ منه لبقاء الإنسان وبناء الحضارات؛ فهو الذي يدفعنا للعمل والكدّ والكدح،
وهو الذي يدفعنا بقوّة للحفاظ على ذواتنا وما نحبّ. ولكن في المقابل نجد أنّ لحب الذات سلبيات
كثيرة نعرفها ونعاني منها أفراداً ومجتمعات.
ونحن هنا نواجه مشكلة تتمثل بالآتي: هل نكبتُ حبّ الذات درءاً للمفاسد،
أم نطلقه دفعاً للتطوّر والتحضّر؟!
انظر ماذا حصل عندما كبتت الشيوعيّة حبّ الذات في عالم الاقتصاد، وانظر ماذا حصل عندما
أطلقته الرأسماليّة!! أمّا في الإسلام فيتمّ توظيف حبّ الذات لصالح المجموع، ولكن كيف؟!
حتى تتضح الفكرة نضرب المثال الآتي: عندما يتصدّق المسلم على الآخرين فإنّ هذا الفعل يتناقض
في حقيقته مع حبّ الذات. ولكن لو دقّقنا النظر لوجدنا أنّه يتصدّق لأنه يحبُّ ذاته؛ فهو يريد الثواب
والأجر المضاعف، يريد أن يأخذ أكثر مما أعطى، ويرغب في أن يثيبه الله في الدنيا قبل الآخرة
. وكذلك الأمر عندما يندفع المسلم في أرض المعركة يقاتل من أجل الحق، فإنّ ذلك يتناقض مع حبّ الذات.
ولكن عندما ندقّق النظر نجد أنه يندفع لأنه يحبّ ذاته ويرغب في النصر أو الشهادة.
هذا يعني أنّ الدين الإسلامي حافظ على حبّ الذات، والذي هو فطري، ووجّهه لمصلحة المجموع؛
فبعد أن كان حبّ الذات يتجلّى أنانيّة واحتكاراً ، أصبح إيثاراً وتضحيةً وعطاءً وخدمة للناس.
ومثل هذا الحل للإشكاليّة لا يمكن أن يكون إلا بالإيمان الأخروي.
وهذا يعني أنّ المبادئ الماديّة تعجز عن حلّ هذا الإشكال طالما أنها تقوم على أساس
من الفلسفة الماديّة الدنيويّة. وهذا يعني أنّ الدين هو وحده الحلّ.
بسام جرار
تعليق