كيف ينظُر الشرع لتعاطي "حبوب الاترامال والسعادة" المدمرة ؟
مشهد تمثيلي "متعاطي حبوب الاترامال مدمر"
إن حفظ نفس الإنسان مقصد من مقاصد الشريعة التي جاءت بها، ومشروعية التداوي تأتي في سياق حفظ النفس ، بالرغم مما في الدواء من مفسدة لأنه مكون من مواد لها آثار سلبية على نفس الإنسان، ولكن الموازنة بين المصالح والمفاسد، تقتضي دفع مفسدة المرض الكبيرة بالدواء وإن كان فيه مفسدة، لأن مفسدته دون مفسدة المرض.
لذلك لا يجوز للإنسان أخذ الدواء المشتمل على المفسدة، دون الحاجة لذلك، ففيه إضرار بالنفس، والإضرار بها حرام قال صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" .
وأما المنشطات الجنسية على وجه الخصوص بأسمائها المتعددة (الاترامال وحبوب السعادة ... إلخ) فإضافة لما ذكرنا من مفسدة الدواء فيها فإنه يضاف إليها أمر أكثر خطورة فهي شكل من أشكال المخدرات، فيجتمع فيها الحرام من جوانب متعددة .
يضاف لذلك أنها تخرج بالإنسان عن طبيعته السوية التي خلقه الله عليها، فيخرج عن حالة الاستواء، وتخرج الزوجة أيضاً عن الحالة الطبيعية السوية، وذلك المآل يهدد أمن الأسرة واستقرارها وعفتها.
وإذا ما كان هذا الدواء يتضاعف خطره على صحة الإنسان فيعرضها للهلكة، فإن القول بحرمة المنشطات يرقى إلى القطعية.
لذلك فإن حرمة التعاطي لها لا يقل عن حرمة المتاجرة فيها وترويجها، فإنه يأخذ شكلاً من أشكال الإفساد في الأرض.
ويستثنى من ذلك كله أن تستعمل هذه الأدوية علاجاً في سياقه الطبيعي، فتصرف من الطبيب الثقة العدل لدواعي صحية بضوابط دقيقة.
هذا والله تعالى أعلم...
رئيس لجنة الإفتاء في الجامعة الإسلامية
أ. د. مازن إسماعيل هنية
أ. د. مازن إسماعيل هنية