" شريعة الرحمن ، وحقيقة وصفها مجرد قتل ، وقطع ، وجلد "
بقلم / أحمد بوادي
" أفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ"
أحكام الشريعة الإسلامية ومفهومها تدور بين أصناف من الناس
الصنف الأول : اعتبر أن الشريعة الإسلامية ليس فيها من الاحكام إلا القصاص ، وهذا الصنف إما أنه أحد أعداء الإسلام وأهله ،
يريدون من ذلك تشويه الإسلام لأتباعهم بتخويفهم منه على أنه مجرد قتل وقطع وجلد . وإما أنه من
الصنف الثاني : يشارك الأعداء هذا المفهوم باعتبار أن الأحكام في الإسلام لا تعدو أحكام القصاص وما عاداه من الأحكام
إنما هي متوافقة مع الأحكام الوضعية في الحكم وعليه فإن الدول الإسلامية في حقيقتها تطبق أحكام الشريعة الإسلامية
وليس فيها من ترك احكامها إلا الجلد وقطع اليد ، فلا يلزم الخصوم كل هذا التهويل من
حقيقة تعطيل أحكام الإسلام إن جمع إليها احكام النكاح والطلاق .
وصنف ثالث : اعتبر أن الإسلام لا يقتصر على تلكم الأحكام وإنما هي حالات استثنائية أو مسائل فقهية
لا علاقة لها بالحكم الإسلامي من حيث التشريع العام ووقوعها في التاريخ الإسلامي مقصور على أفراد
قليلة ****
وهؤلاء لم يفرقوا بين مسائل الفقه التي تتحدث عن طريقة وحقيقة استحقاق العقوبة على الجاني وإنزالها عليه
، وبين اثبات حد القصاص في الشرع في كونه مرجعية يجب تطبيقها وإنزالها على الجاني في حال ثبوتها عليه
ولعمري كيف سيكون اعمال هذه الأحكام الفقهية وإنزالها منزلتها في الحكم
وهي بالأصل ليست مرجعية " إنها لإحدى الكبر "
فحتى تصبح هذه الأحكام لها منزلتها وأهميتها ، ولا يظل حكمها مجرد حبرا على ورق لا بد من جعلها شريعة يتحاكم إليها ،
ومرجعية تطبق في الحكم في نظام الدولة
فحقيقة دور الفقه ومباحثه يبرز في دراسة احكامه على الجاني ، كإمكانية حدوث حقيقة المماثلة وتعذرها في الجراح
وكونها في مفصل أو عظام ، أو انزال عقوبة الزنا أو الخمر أو السرقة وكون الجاني عاقلا أو مجنونا ، أو بالغا أو مكره
أو حديث عهد بإسلام وغيرها من المباحث المتعلقة بأحكام الفقه ، لا تعطيل الحكم الشرعي بزعم أن أن احكام القصاص من المسائل الفقهية
فالحكم الفقهي مسائله ومباحثه منوطة بتطبيق الشرع لا مجرد دروس فقهيه لا وجود لها على الواقع ،
وما الغاية من هذه المسائل ودراسة تلك المباحث وتعلمها إلا من أجل اعمالها ، لا مجرد تنظيرا وحبرا على ورق ،
وامتحانا للمدارس والجامعات تعطى عليها الشهادات
ونقول لهؤلاء هل حكم الله في حد الزنا وشرب الخمر والسرقة ، ... ، أم أنه لم يحكم ؟؟!!! فإن قالوا قد حكم فيها
نقول لهم فأين مرجعيتها في الحكم عندكم ، وتطبيق شرع الله فيها،وهل كونها مسائل فقهية يجعل مرجعية الحكم
عندكم لغيرها ، وإن قالوا لم يحكم الله فيها فقد كذبوا وكفروا ، وكتاب الله يتلى ليلا ونهارا والحجة فيه قائمة عليهم
إذن أحكام القصاص في الشرع أصل في الدين وليس فرع من فروعه والتهوين من شأنه كفر وردة والله تعالى يقول :
" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون "
أما الصنف الرابع : ممن يزعمون أنهم من أبناء جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا من دعاة التغريب ممن لهم الجرأة
على حكم الله وشرعه فاعتقادهم حول أحكام القصاص أن هذه الأحكام من العصور المظلمة والمتخلفة ،
ولم يعد لها وجود ولا قبول في عصرنا هذا ، ولكل زمان دولة ورجال ، وعلماء ذلك العصر لا تلزمنا اجتهاداتهم
فلنا علماؤنا ورجالنا ، لا شك في أن هؤلاء مرتدون عن الإسلام مكذبون للقرآن منشقون عن جماعة المسلمين ،
فدين الله باق وحكمه دائم إلى أن تقوم الساعة ويرث الله الارض ومن عليها
" اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "
وحقيقة المنهزمين من أبناء هذا الدين ممن ارتمى في أحضان الكفار ،عند حديثهم عن أحكام الشريعة
وحقيقتها يقللون من أهميتها ، ويبدأ الحديث عنها بمغازلة الغرب والمناهج العلمانية والليبرالية ودعاة
الفسق والفجور والانحطاط لنيل القبول عندهم للرضا عن حقيقة اسلامنا وشريعة ربنا امعانا منهم بالتلبيس
والتدليس على أن الإسلام يعني الحرية ، الديمقراطية ، السلام ، المعاملة الحسنة ، الأخلاق ، التشجيع على الفن ،
والدعوة إلى السياحة ، وهكذا .. ، وبذلك يصبح هؤلاء قد دافعوا عن الإسلام من التهم الموجهة إليه باعتقادهم ،
وقد نقلوا الإسلام الوسطي لحلفائهم وأصدقائهم بما يتناسب مع أفكارهم التي هي في حقيقتها تحارب الإسلام وتعاديه ،
" فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ
مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ "
وبذلك التملق والتزلف للكفار يغدو الغناء والرقص والتمثيل ولبس البكيني والقصير والتبرج وحرية الردة
وممارسة البدع وموالاة الكفار باسم الوسطية وحب السلام ومعادة أولياء الرحمن ومحاربتهم باسم التطرف
والغلو أسبابا كافية لتعطيل شرع الله وتهميش أحكامه لأن الدين والشرع والحكم وسطيتهم التي اختطوها لرضا الغرب
ومن هنا جاء الخوف على الإسلام وأهله من هؤلاء الذين يتكلمون عن الإسلام ويرفعون شعاره
وهم دجالون أكثر من غيرهم من اأصحاب لأفكار العلمانية والليبرالية والغربية
لأن المسلمين لن يشكوا ولو لوهلة في عداء تلك الافكار ومصادمتها للشرع ، بينما المزيفون من
أصحاب اللحى والدقون والشعارات الإسلامية المزيفة من الذين يقولون قال الله وقال الرسول ، ويصلون ويراهم الناس يبكون ،
هؤلاء قد يغتر بهم وبأقوالهم وأفعالهم لذلك تجد أن أشبار واقزام الشيوخ والدعاة لا يتورعون عن اباحة الربا بحجة المصلحة ،
والجلوس مع المتبرجة الكاسية العارية بحجة الحرية ، والضحك والجلوس بجانب لباس الصليب بحجة المسامحة
( كحجية بشار بالممانعة ) والناس ينظرون إليهم ويأخذون منهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعا
فأحكام الشريعة تتعلق بالدولة وأنظمتها وتعاملاتها داخليا وخارجا لا انفكاك لشيء من أحكامها عن الدولة أفرادا
وجماعات وإلا لكانت دولة علمانية لا دولة إسلامية أو دولة مدنية أو ديمقراطية ولا لشيء من تلك المسميات حظ في الإسلام
إن الحكم الإسلامي وشرع الله بريء من تلكم المسميات وهؤلاء الدعاة ،
وشرع الله شامل وكامل غير مجتزئ ولا يجوز ترك حكم واحد منه أو جزء فيه ، فشرع الله يبدأ من أعظم كلمة فيه
( لا إله إلا اللـــــــــــــه ) ، والقتال من أجل اقامتها
شرع الله ومرجعيته يبدأ من : ( لا إله إلا الله ) وحكمه فيها ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) إلا أن حكم هذه الحرية
والمشيئة فيها ليست اختيارا كما يصوره البعض ، وإنما تهديدا ووعيدا ، وحاشا لله أن يخير عباده بين الإيمان والكفر
ثم يعذبهم على شيء جعل لهم الخيرة والحرية فيه ، قال تعالى : ( إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها )
إذن الأمر فيه تهديد ووعيد وليس سعة وحرية وتخيير
ومن ثم تندرج تحت تلك الأحكام التي يجبن أقزام الدعاة والأشبار المتمشيخون التصريح والبوح بها تملقا وخشية
من الكفار . فإن أقر الكافر بالإسلام ولو من غير قبول أو عن رضا لزمه مقتضياته ، وشملته أحكامه كما في حديث معاذ ،
وإن لم يقر بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فحكم الشرع فيه دفع الجزية فإن لم يدفعها فالحاكم يقاتل الفئة الممتنعة
فأين هؤلاء الأقزام وهم يتحدثون عن الشريعة الإسلامية على أنها مجرد أخلاق وسلوك
وما قطع الأيادي والحدود إلا مجرد مسائل فقهية عندهم
أين هم عن شرع الله ومرجعيته في وجوب العمل على تعبيد الناس لخالقهم اليست هذه الرسالة التي بعث الله
بها نبيه محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وجيش من أجلها الجيوش وسالت في سبيلها الدماء حتى وصلنا الإسلام .
أين شرع الله وحكمه عند أقزام الدعاة ومتمشيخة السلاطين من ترك الناس الطواف حول القبور وسؤال غير الله
وترك بناء القباب من غير انكار ومنع لهم ومعاقبة لهم على شركهم وكفرهم
أين أقزام الدعاة والمشايخ عن مرجعية الشريعة الإسلامية وتطبيقها المتعلقة بأحكام الجهاد والحرب و السلم
والأمان والعهود والمواثيق وحكم الأسرى من المسلمين عند الكفار وتسليمهم للكفار وأحكام الجزية وأهل الذمة
أين شرع الله ومرجعيته عند هؤلاء في أحكام القصاص الذي يعتبره البعض تخلف ورجعية ويعتبره آخرون مسائل فقهية لا دخل لها بالشرع
أين مرجعيتهم الشرعية فيمن سب الله ورسوله وآذاه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في زوجه وصحابته ، أم أنها قلة أدب وسوء تربية
أين هؤلاء من شرع الله في الأموال التي حكم الله بها من فوق سبع سماواته ، أموال الزكاة والصدقات والأنعام والزروع
، هل تطبق فيها أحكام الشريعة أم أنها مسائل فقهية لا دخل للحكم فيها
أين مرجعيتهم الشرعية في القتال والجهاد ضد الكفار والدفاع عن المسلمين وبلادهم وحرماتهم
أين مرجعيتهم في الأحكام المترتبة على سن البلوغ
أين مرجعيتهم في حكم المرتد ، والجاسوس ، وقطاع الطريق ، والساحر ،
والمفسدين في الأرض الذين ينشرون العهر والمجون وبيوت الدعارة والخمارات والنوادي الليلية
أين النص في الدستور على أن هذه الأحكام مرجعيتها لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
,إن كان هؤلاء يتكلمون عن الأخلاق ، فأين هي تلكم الأخلاق ومرجعيتها في السفلة من الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات ،
اين هي تلك الاخلاق على الشواطئ التي تتعرى فيها النساء باسم البكيني ،
أين هي الأخلاق والشباب والفتيات يمارسون القبلات والتفخيد والتحسيس والتلميس والانغماس في الرذيلة حتى عبدوا الشياطين يمارسون بذاءتهم وفسقهم وفجورهم في الحدائق والسيارات على جوانب الطرق من غير التعرض لهم
أين هي الأخلاق في التعري في الأسواق ولبس البنطال الضيق والممزق والساحل عن اليتي المرأة والرجل ، أين هي أحكام الشرع عن الأخلاق في المجتمع وهو يسب ويشتم ويتجرأ على الآخرين اين احكام التعزير التي مردها الشرع لا الأهواء والشهوات التي يتشبث بها الأقزام من اصحاب اللحى المزيفة
وما هو ضابط معرفة الحريات والأخلاق وسلوك المجتمع أهو الغرب والعادات والتقاليد أم أنه ما شهد له النص الشرعي
ووافقه العرف وشهدت له الفطرة السليمة التي أمر بها الشرع ، فهل قمتم بتطبيق الشرع في ذلك
شبهة صلعاء :
هذا وقد يثير البعض شبهة صلعاء وما أكثر شبهاتهم للصد عن شرع الله ، سيقولون هناك اختلاف بين العلماء في حكم بعض هذه الأحكام ، نرد على شبهتهم الصلعاء وهل الاختلاف في الحكم الشرعي مسوغ لكم لتعطيل أصله واتخاذكم عوضا عنه حكما وضعيا انكليزيا أو فرنساويا أو امريكيا ، أم الواجب عليكم بذل الجهد في معرفة الحكم الشرعي وبذلك تكونوا قد اديتم الواجب الذي عليكم بعد أن افرغتم جهدكم وسعيكم في الوصول إليه ومعرفة حكم الله فيه
أين حكم الشرع في باب الأمر والمعروف والنهي عن المنكر
أخيرا إلى هؤلاء الذين يريدون تهميش الشريعة وتغليب الديمقراطية والدولة المدنية التي تضاد بحقيقتها الشريعة الإسلامية
أقول : إن من نتائج تعطيل الشريعة التي زعم البعض أنه يطبقها على أنها ليست مجرد عقوبات وإنما أشمل من ذلك أخلاق وسلوكيات بكذب وتحريف فاضح
قد تمكن الكفار من بلاد المسلمين والتنازل عن بعض تلك البلاد كفلسطين ودارفور واعتبارهما أوطانا للنصارى واليهود
استذلال المسلمين واستعبادهم والتمكن من رقابهم بالتبعية للغرب والموالاة لهم حتى تمكنوا من بلادنا في سوريا والعراق وأفغانستان والصومال الخ
التقاعس عن نصرة المسلمين المستضعفين وخذلانهم وتركهم لقمة سائغة للكفار بحجة عدم التدخل بشؤون الآخرين واحتراما ووقوفا عن معاهدة سايس وبيكو التي فرقت المسلمين وجعلتهم دويلات ، ووجوب الاحتكام إلى هيئة اللمم ، والله تعالى يقول " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " والله تعالى يقول " إنما المؤمنون أخوة " والله تعالى يقول " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر "
ومن نتائج ذلك التخلي عن الجهاد الذي أمر الله به ورسوله وكان تركه ذلة للإسلام وأهله بمعاهدات السلام التي لا بديل ولا خيار عنه عند من ترك شرع الله
انتشار الفساد المادي بالسرقات والرشوة لعدم اقامة شرع الله فيهم
ترك المسلمون يجوعون بترك الزكاة وفرض الضرائب عليهم واستحواذ كل دولة بثرواتها وتقسيمها لرؤوس القوم وساداتهم وفتات المال للمجتمعات وترك باقي البلاد وشعوبها بديونهم وجوعهم بحجة أنهم ليسوا من أصحاب تلك البلاد ولا من جنسياتهم
انتشار الزنا والشذوذ الجنسي وشرب الخمور والتبرج والسفور والتفكك الاسري والاجتماعي فمن أمن العقوبة أساء الأدب
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الوقوف في وجه دعاة الفساد والمحرمات
ثم يأت أحدهم ويقول أن الإسلام مجرد عقوبات بكتب الفقه او أخلاق وياليتهم طبقوا شيئا منها ،
كل ذلك للتهوين من شرع الله حتى يتمكنوا من تمرير ديمقراطيتهم ودولتهم المدنية العفنة ، والله الموعد
تعليق