جيراننا يسبون الذات الإلهية .. وحارتنا حائرة
التقرير يسلط الضوء على قضية سب الذات الإلهية باعتباره جرماً عظيماً وآفة لابد من محاربتها، ويستطلع رأي القانون والشريعة في عقوبة مرتكبها ..
التقرير يسلط الضوء على قضية سب الذات الإلهية باعتباره جرماً عظيماً وآفة لابد من محاربتها، ويستطلع رأي القانون والشريعة في عقوبة مرتكبها ..
غزة - مهند عز الدين
الزمان منتصف الليل، المكان بيت جيراننا، الحدث حفلة من السباب والشتيمة والمستهدف خالق الأرض والسماء، الصوت العالي والمرتفع يقطع سكون الحارة المعروفة بتدين سكانها ودماثة أخلاقهم، والتزامهم بالصلوات الخمس في مصلى الحارة القريب.
هذا المشهد يتكرر بصفة يومية تقريباً وحالة الاستياء تتزايد بين سكان الحارة الوادعة الذين حاولوا بكل الوسائل الممكنة وقف هذه الجريمة التي تزعج الآذان وتطعن القلوب كما يقول كثير من الجيران.
السب..فنون
أبو محمد والذي يجاور منزل العائلة من الجهة الجنوبية يؤكد في حديثه مع "فلسطين الآن" أنه حاول بكل السبل الممكنة أن يوقف ما أطلق عليها "المذبحة" التي تقوم على سب الرب داخل منزل جيرانه وقال:" لا يسبون الله فقط بل يتفنون في طريقة السب وكل يوم نستمع للسب بأشكال جديد".
"ذهبت إليهم وفي قلب منزلهم تحدثت مع أبناء الجيران وبينت لهم شنيع ما يقومون به وأحسنت إليهم بالقول، وأجزلت لهم العطاء علهم يتوقفون عن فعلهم المحرم والكبير إلا أن الفشل كان سيد الموقف" يضيف أبو محمد والحسرة بادية على وجهه.
أما أبو جهاد ويسكن في الجهة المقابلة للمنزل المذكور يكشف أن مجموعة من الجيران توجهوا إلى رجال الإصلاح وبعضهم من أقرباء العائلة، الذين حاولوا عبر عدة زيارات أن ينهوا هذه المشكلة التي أرقت حياة سكان الحارة بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخرى إلا أن الأمر كان في تزايد بعد كل زيارة .
"حاولت الاتصال بالشرطة مرات عديدة وفي كل مرة يتصل أحد الجيران كان الجواب من قبلهم واحد توجه إلى مركز الشرطة وتقدم ببلاغ رسمي ما يدفع الجيران للتوقف وترك الأمر لله عز وجل يصرفه كيفما شاء" يقول أبو جهاد.
الجديد في القضية أن حفلة السباب والشتائم لم تتوقف على سب الذات الإلهية والدين بل تعدتها لألفاظ خارجة وخادشة للحياء، ما أصبح يؤرق الآباء داخل البيوت فأغلب المنازل تحتوي على فتيات في سن المراهقة، ما جعل الأمر لا يطاق ولا يحتمل.
الشرطة..لا تهاون
نقلنا شكوى سكان حارتنا إلى الناطق باسم الشرطة الفلسطينية الذي رفض بشدة الاتهام الموجه لهم بالتهاون مع من يسبون الذات الإلهية، مؤكداً أن يتم التعامل مع هذه الحالات بكل حزم وقوة.
"هناك عقوبة مباشرة لمن يرتكب هذا الجرم الكبير، ففي حال ثبت أن مواطناً قام بسب الذات الإلهية يتم توقيفه مباشرة وعرضه على النيابة العامة لينال العقوبة التي قد تصل إلى السجن لمدة ستة أشهر على الأقل" يقول المقدم أيوب أبو شعر.
لكن أبو شعر ينوه في حديثه لـ"فلسطين الآن" إلى أن الدافع الديني هو الزاجر الأكبر لكل مواطن، وبالتالي فمهما بلغت العقوبة لن يكون ذلك قادراً على وضع حد لمن يقومون به ، حتى لو اضطروا للتوقف عن السباب علناً فسيمارسون هذا العمل في الخفاء،حسب قوله.
المقاطعة..
الشريعة ترى أن من سبّ الذات الإلهية عامداً متعمداً مع علمه بالتحريم وأن هذا الفعل يخرجه من الملة يضع صاحبه في خانة المرتدين الخارجين عن ملة الإسلام، كما يقول الدكتور ماهر السوسي رئيس لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية في حديث هاتفي مع "فلسطين الآن".
أما من سب بشكل عفوي أو دون قصد أو عن إكراه أو عصبية أو دون أن يكون في كامل إرادته فهي معصية ولا تخرجه عن الإسلام،حسب السوسي.
وفي معرض تفاعله مع حديثنا عن العائلة التي ذكرها تقريرنا طالب السوسي الجيران بمقاطعة هذه العائلة، بمعنى أن لا يردوا عليهم السلام وألا يتعاملوا معهم بأي شأن من الشئون، وألا يخالطوهم، منوهاً رغم ذلك إلى عدم جواز استخدام العنف من قبل من لا سلطة له.
إذن فلا يبدو في الأفق حلاً للمشكلة سوى أن يصبر الجيران ويحتسبوا أمرهم وامتعاضهم من هذا الجرم الكبير لله عز وجل، وأن يستجيبوا لدعوة الشيخ السوسي لهم بمقاطعة هذه العائلة، وعدم إغفال الجانب القانوني والتوجه إلى الشرطة لتقديم بلاغ رسمي لتتمكن الشرطة من اتخاذ الإجراءات بحقهم، وتبقى خشية الله تاجاً على رؤوس المؤمنين.
المصدر: فلسطين الآن
تعليق